زهير اليوبي .. مهندس اتصالات بكبرى شركات القطاع في إيطاليا

زهير اليوبي .. مهندس اتصالات بكبرى شركات القطاع في إيطاليا
الجمعة 13 فبراير 2015 - 09:00

لا تعدّ البيئة المجتمعيّة الإيطالية غريبة على زهير اليوبي بفعل إقدامه على التواجد وسطها خلال زيارت قادته إليها لمرّات تلو الأخرَى.. لكنّ تلك التحركات التي كانت تتم بغرض السياحة وزيارة العائلةقد تحوّلت، بمرور الأعوام، إلى تواجد بذات الحيز الأوروبي من أجل الإقامة والدراسة والتكوين ثمّ الاشتغال.

اليوبي، وهو البالغ الحين ربيعه الـ36، ما يزال يتذكّر كامل تفاصيل طفولته ومراهقته وعنفوان شبابه بمستقرّه الأصلي وسط المغرب.. مستثمرا ذلك في مواجهة التحدّيات التي اختار مواجهتها منفردا وسط مدينة ميلانُو الإيطاليّة.. رافعا رهانه بتحقيق النجاح.. ولا شيء دونه.

من فاس لبريتشيا

عانق زهير اليوبي الحياة بمدينة فاس سنة 1979، وتخرج من ثانوية مولاي رشيد بباكلوريا في شعبة العلوم الرياضيّة قبل أن ينتقل لدراسة تخصّص الرياضيات والفيزياء لسنتين بكلية العلوم من جامعة العاصمة العلمية للمملكة.. مختارا أن يكمل باقي أشواط تحصيل العلم بالديار الإيطاليَّة التي انتقل صوبها قبل 19 عاما من الحين.

وأفلح اليوبي، من مستقرّه الدراسي ببريتشيا، في أن يتخرّج مهندسا في الاتصالات، قبل أن يشرع في مساره المهنيّ ببيئة الهجرَة وهو يقترن بعدد من المشاريع العملية التي تهمّ حقلَي الاتصالات والمعلوميات، انطلاقا من ميلانُو.. ملاقيا النجاح الذي ابتغاه لممارسته المهنيّة.

قرار الهجرة

تحرك زهير صوب الهجرة جاء بفعل اختمار تدريجي للفكرة بذهنه، مستهلها أن أباه كان مستقرا بالديار الإيطاليَّة منذ ثمانينيات القرن الماضي والشاب المغربي كان يقوم بزيارات عائليّة صوب ذات البلد من أجل ضمان الوصال مع أفراد أسرته.

لم يكن اليوبي يفكر في قرن مصير مستقبله ببيئة أخرى غير المغرب، لكنّ توالي الأيام جعلته يعدّل توجّهه بمحاولة الوصول إلى بلدان أوروبيّة فرونكوفونيَّة، بفعل سلاسة اللغة وتلقي تكوينات بشأنها طيلة مراحل الدراسة بالمملكة، لكنّه وجد ذاته وسط إيطاليا في آخر المطاف، مقبلا على فرصة تتيح له التكوين الأكاديمي بالمجال الذي طمح إلى ولوجه منذ الصغر.

معيقات البداية

لاقَى زهير اليوبي، ببداية تفعيله لقرار الهجرة ووصوله إلى إيطاليا، مشاكل في ضبط اللغة الجديدة التي استقرّ وسط الناطقين والمتعاملين بها، خاصّة وأن رحيله لم تسبقه فترة تمرّن على استعمالات هذا اللسان الجديد عليه.. ما اضطرّ ابن فاس إلى معاودة الخضوع لجميع امتحانات العام الأول من تخصصه بعد تعلّمه للإيطاليّة.

ويقول زهير، ضمن لقائه بهسبريس وسط ميلانُو، إنّه تخطّى صعوبات البداية بكثير من المثابرة وتشبث بالعمل الجاد.. كما أضاف: “لاقيت صعوبات موازية تهم التأقلم مع وسط مقامي الجديد، فقد كانت زياراتي لأسرتي بإيطاليا سطحية للغاية، لا يوازيها أي احتكاك مع عمق المجتمع، وصدّتني أيضا متاعب اقتصادرية بالرغم من مساعدة عائلتي التي دعمتني، فكان واجبا علي أن ألجأ للعمل إلى جوار دراستي، وهو ما دفعني للتأخر سنتين اثنتين عن موعد التخرج المفترض”.

“أؤمن أن الصعوبات خلقت لأجل تخطّيها لا بغرض الاستسلام لها.. والمغاربة متمكّنون، بفعل تكوينهم الثقافي والدراسي، من القدرة على التأقلم.. لذلك اجتهدت من أجل التأقلم وتحقيق الاندماج، ما خول لي أن أعيش ضمن وضع حالي هو أفضل من نظيره الذي تواجدت به عند وفودي على إيطاليا” يضيف ذات المغربي.

المشوار المهني

بعد تخرج زهير اليوبي، وجد نفس الشاب صعوبة في الولوج مباشرة إلى فرصة عمل من الصنف الذي كان يطمح إليه، وهو ما دفعه إلى خوض تكوينات إضافية ضمن مجال تخصصه ليتمكن من تقوية مداركه وقرنها بما يتم على أرض الواقع بعيدا عن التنظير.. ما وفر له منصبا مريحا ضمن شركَة متخصصة في مجال الاتصالات وسط ميلاَنُو.

“زاوجت بين مساري الدراسي وعملي في قطاع المحاسبة، وهي مهنة لا علاقة لها بتكويني في مضمار هندسة الاتصالات والمعلوميات.. وعند تخرجي تركت المحاسبة كي أخضع لتكوين إضافي ضمن مساري الرئيس، وقد دام ذلك لعام ونصف.. بعدها وجدت عملا بسلاسة رغم وطء الأزمة الاقتصادية وتأثيرها على القطاع” يعلّق زهير على ذات المرحلة.

يعمل اليوبي حاليا ضمن شركَة “فَاستْ وِيب” التي تختصّ بالاتصالات، وذلك وسط مقرها بمدينة ميلانُو الإيطاليَّة.. وهذه المؤسّسة هي التي تحتكر تسيير شبكة الألياف البصريَّة على مستوَى عموم التراب الإيطاليّ بفعل نشاطها ضمن هذا التخصص منذ بروز هذه التكنولوجيا.

ويشتغل زهير اليوبي ضمن مجموعة لأعمال الهندسة التكنولوجيّة الممكنّة لتيسير الاتصالات أكثر فأكثر باستعمال شبكات الربط المنجزة بالألياف البصريّة، حيث ينكبّ على تحليل المعطيات التي يتوصل بها من مجموع الأوراش التي تنجزها “فَاستْ وِيب”، ويسهر اليوبي، ضمن ذات المهمّة، على تطوير سير الاشتغال بما فيه نجاعة لأداء منظومة الاتصالات.

عمل جمعوي

يقول زهير اليوبي إن انتقاله صوب إيطاليا قد مكّنه من التعرف على أهمية العمل الجمعوي بفعل انتمائه إلى فئة أقليّة منحدرة من الهجرة، ويزيد أن المشاكل التي لاقاها، وسط غياب فعالية المتدخلين الرسميّين المفترض عملهم على حل الصعوبات، قد حفزه للإقبال على العمل وسط تنظيمات للمجتمع المدني.

وينخرط زهير، منذ بروز الإشكالات الناجمة عن أحداث 11 شتنبر الإرهابية بأمريكا ومسها بعموم فضاءات الهجرة التي تعرف تواجدا للمسلمين، ضمن خطوات تهدف إلى التعريف بالثقافة المغربية والإسلامية وسط المجتمع الإيطالي.. ويورد في هذا الصدد: “أشارك تطلعات مشاطري ذات الانتماء والهوية في مساعي تعريف الإيطاليين والأوروبيّين بحقيقتنا، بعيدا عن أي تشويه، مساهمين بذلك في خلق فضاءات تفعل بها مبادراتنا لإيصال أصواتنا وأفكارنا..”.

“لا ينبغي إلقاء اللوم دوما على الآخرين الكائنين حولنا ويشاركوننا الوجود بهذا العالم، بل ينبغي أن ننظر إلى أنفسنا كما نحن.. إذ ينتظرنا عمل كثير بذواتنا، خصوصا وسط أبناء الجاليَّة المغربيّة ممن ولدوا وترعرعوا في بلدان الاستقبال وسط مشاكل صدام هوياتية وتكوينيّة، حيث ينبغي تعريفهم بتاريخهم ودينهم” يقول ذات المغربيّ لهسبريس.

التوجيه والتكوين

يقرّ زهير اليوبي باقتناعه التام تجاه المسار الذي بصم عليه طيلة مسار الهجرة الذي تراكم على مدار العقدين الأخيرين.. ويستدرك: “استمرار الحياة يلازمه تطور الطموح، ولذلك فأنا أتمنى التقدم ضمن تكويني العلمي مع البصم على نجاحات ضمن عملي وسط تكنولوجيا الاتصال بحكم تواجدي وسط قطاع يمسّه مدّ تطورات يوميّة، كما أبتغي الحصول على فرص أعمل أفضل من الموقع الذي أتوفر عليه حاليا”.

ويرَى ذات المغربي المستقر بإيطاليا، بخصوص الشباب المغاربة الحالمين بالهجرة، أن التوفر على توجيه صحيح هو أهم من الانخراط في تكوين مرغوب فيه.. ويقول ضمن ذات السياق: “أنصح بالتفكير مليا ضمن المسار المناسب، زيادة على الإقدام على ما هو مرغوب فيه، فلا وجود لأمور سهلة ضمن هذا العالم، وتوفر الصعوبات بأرض الوطن لا يعني وجود السلاسة خارجه.. لذلك ينبغي التوفر على حب المغامرَة قبل اتخاذ القرار بالرحيل لتحقيق الأحلام”.

‫تعليقات الزوار

14
  • مغربي
    الجمعة 13 فبراير 2015 - 09:42

    وما الغريب في الأمر شركات الاتصال بايطاليا مثل غيرها من الاتصالالت وليس غريبا أن يشتغل فيها مهندس شاب سواء أكان مغربيا أو تونسيا أو هنديا أو نيجيريا أو أمريكيا.

    هناك أيضا الاف المهندسين المغاربة يعملون بكبريات الشركات المغربية والافريقية والأوربية.
    المهندس بمستوى الخدمات التي يقدمها لبلاده وشعبه وليس بجنسية الشركة التي يشتغل بها.

  • realiste
    الجمعة 13 فبراير 2015 - 10:20

    je suis pas contre les compétences marocaines qui se trouvent à l'étranger et notament aux payes dévelopés il faut le dire parce on a jamais entendu qu'un marocain résident au somal ou sénégal ;;a fait quelque chose , d'une autre manière c' est la socièté ou se trouve l'individu c'est elle qui prime et trace l'avenir de l'individu , en fin il ya des compétences au Maroc mais le problème se réside dans la socièté attiente par le cancer de la corruption……..;

  • مغربي
    الجمعة 13 فبراير 2015 - 10:41

    لقد درسة مع زهير في نفس الثانوية. انه شاب ذكي ودو اخلاق حسنة. اتذكر انه كان محبا لراي وخاصة الشاب حسني.

  • عزيز
    الجمعة 13 فبراير 2015 - 11:00

    فعلا نموذج للشباب المغربي الذي استطاع الإندماج في المجتمع الإيطالي بسرعة قياسية كل من لا يعرف زهير يظن أنه ازداد بإيطاليا في حين أنه درس حتى بالجامعة المغربية. هذا الكلام لن يفهمه إلا من يعيش بإيطاليا ويرى مدى انغلاق المجتمع الإيطالي، لذا أقول ما حققه هذا الشاب يعتبر معجزة بكل المقاييس تبارك الله عليك

  • نافع راسو
    الجمعة 13 فبراير 2015 - 11:09

    مهنة مهندس شيء عادي جدا موظف يزاول عمل وفق تعليمات و اوامر في احيان كثيرة مهام جد بسيطة لا تدمل اي تميز .
    اكون مع البحث عن الادمغة و من اشخاص ابتكرو و اخترعوا و الاشادة بهم إو حنى مع اشحاص تميزوا في مجال ما رياضة فن ثقافة اختراعات ايتكار تطوير …..

  • adil
    الجمعة 13 فبراير 2015 - 11:45

    Moi j'ai étudié une année avec zouhair, c'est un ami, mais pourquoi on a choisi de parler de lui alors qu'il y a d'autres personnes dont on serait plus fier de les citer. exemple alaoui mohamed bac 1998, mention 18,50, il a representé le maroc dans les olympiades des maths. classé 3 éme dans le concours polytechnique france.et 3éme à la sortie de la dite école. choisi pour faire un MBA en USA dans les meilleurs université en amérique. il y a plein d'exemple de alaoui mohamed, il faut juste les chercher

  • ولد الفقيه بن صالح
    الجمعة 13 فبراير 2015 - 11:57

    الأزمة الإقتصادية بأوروبا نزلت بثقلها على المهاجرين في إيطاليا وبالأخص على اللذين ليس بحوزتهم شهادات جامعية ودو كفاءات عالية، جميع المجازين في إيطاليا لايشكون كثيرا بالأزمة الإقتصادية لأن المغاربة والحمد لله يثقنون ثلاثة لغات إضافة للإيطالية ومكتسباتهم التقنية، بحيث الإيطالي في غالب الأحوال يثقن لغة واحدة بعد لغته الأم، الكثير من الشركات بدأت تنفتح على الأسواق العربية بشمال إفريقيا والشرق الأوسط وحتى الدول الإفريقيا لتسويق منتجاتها.
    ادعو جميع المغاربة المهاجرين بإيطاليا وبالأخص أبناء المهاجرين لإلتحاق بالجامعات و المدارس التقنية. لأن هم المهاجرين كان سابقا جمع المال ففط بكل الطرق.

  • Khaild
    الجمعة 13 فبراير 2015 - 12:33

    السلام عليكم
    ما اعرفه عن زهير من خلال مسجد بريشا او كأخ تجمعنا به الاخوة
    فهو شاب طيب بشوش ،الابتسامة لا تفارق محياه يهتم بأمور المغرب و المغاربة ، شاب محافض يقرء القران بشكل راءع على الطريقة المغربية ورش
    من الشباب الذين بامكانهم ان يقدموا الكثير سواءً للجالية على مستوى بريشيا او إيطاليا
    نتمنى من المسؤلين في المغرب ان يعتنوا بزهير و امثاله و ما أكثرهم الذي من الممكن ان يعتمد عليهم بعد الله في المستقبل و حتى لا ينساقوا و يستغلوا و يستعملوا من طرف بعض السماسرة الذين بات همهم الوحيد هو المصالح الشخصية
    و التي تسيء لنا و تعود علينا السلبية نحن كمغرب و مغاربة

  • ادريس
    الجمعة 13 فبراير 2015 - 14:40

    الشيء المهم يا صاحب التعليق رقم 1 هو ان الاعلام اصبح يهتم بجميع أبناء المغاربة المتفوقين في اي بلد كانوا و من أية عائلة كانوا و هذا يحسب لجريدتنا هيسبريس على خلاف ما كان سابقا حيث لا يتم التنويه والشهرة الا بابناء بن بن بن بن هل فهمت او انت من عائلة بني بنج بنش بِنَا

  • bresciano
    الجمعة 13 فبراير 2015 - 16:01

    هذه المدينة -brescia-تجمع شمكارة والاف العاطلين بدل واحد في الف يشتغل .فلماذا لا تتوغل جريدتكم في سلبيات الهجرة وتفتح ملف سري للغاية كي تعري عن الواقع الصحيح للغربة هناك.بل تعمل علي قنص الشباب الي التهافت للغربة والاصطدام بواقع مؤلم ..ليس هناك جالية مثقفة كل منعزل عن بعضهم وليس ما تجدون من فتات المثقفين وراءه اطنان من المغاربة تسكن اسجن هنا……….

  • Abdelbar
    الجمعة 13 فبراير 2015 - 16:29

    Salam Alaykoum, En lisant les nouvelles sur Hespress, j'ai vu cet article qui parle d'un ingénieur en Italie, A ma grande surprise, je vois qu'on parle d'un ami que je n'ai pas vu depuis plus de 20 ans!(circonstance de la vie!) je suis content d'avoir lu ces bonnes nouvelles lui concernant, et j'espère qu'on pourrait collaborer ensemble dans des projets informatiques au profit de notre patrie. je te félicite pour ton parcours brillant et je te souhaite bonne continuation.

  • je dis n'importe quoi
    الجمعة 13 فبراير 2015 - 16:51

    saluer les talents marocains qui brillent à travers le monde est une bonne chose .toutefois , l'opportunité de partir pour l'étranger n'est offerte qu'à ceux dont les parents ont de quoi répondre aux exigences consulaires et financer les études de leur progéniture . Bref, réussir à l'étranger est d'abord une affaire d'argent .

  • Driss
    الجمعة 13 فبراير 2015 - 18:12

    Nous avons étudié ensemble en bac avec Adil youness…, bon courage mon ami Zouhir

  • hjj
    الجمعة 13 فبراير 2015 - 22:39

    بزاف بدلو شويا مشي ديما ايطاليا .راه ايطاليا مشي مقياس للتطور و الذكاء

صوت وصورة
احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية
الجمعة 29 مارس 2024 - 00:30 1

احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00 2

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15 3

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 11

تقنين التنقل بالتطبيقات

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب

صوت وصورة
وزير النقل وامتحان السياقة
الخميس 28 مارس 2024 - 16:02 6

وزير النقل وامتحان السياقة