سعيد الصديقي .. مسار خبير في القانون الدولي بين الحسيمة وأبوظبي

سعيد الصديقي .. مسار خبير في القانون الدولي بين الحسيمة وأبوظبي
الأربعاء 14 مارس 2018 - 08:00

وصل الدكتور سعيد الصديقي إلى تخطي سنته الخامسة من الاشتغال في جامعة العين للعلوم والتكنولوجيا بأبوظبي، وافدا على دولة الإمارات العربية المتحدة ملحقا من جامعة سيدي محمد بن عبد الله؛ في مدينة فاس.

الأستاذ الخبير في القانون الدولي والعلاقات الدولية يقر بأن الإمكانيات المتوفرة في مؤسسة التعليم العالي التي يمارس فيها، مثل باقي جامعات الإمارات، تحفز على البحث العلمي والبذل المهني في إنتاج المعرفة بين الطلاب.

“تجربتي واحتكاكي مع أصدقاء يدرسون في التعليم العالي بدول الخليج عموما، وفي الإمارات تحديدا، تجعلني أشجع قدوم كل مغربي عرضت عليه فرصة الاشتغال في المجال بهذا الحيز الجغرافي”، يقول الصديقي.

الأكاديمي المغربي يزيد: “أود أن أثير الانتباه، في هذا الإطار، إلى أن ذوي الأبناء الواصلين المرحلتين الإعدادية والثانوية قد يواجهون صعوبات في تأقلمهم مع النظام المدرسي الإماراتي المختلف عن نظيره المغربي، وكذلك العكس في حال إنهاء التجربة والعودة إلى الوطن”.

ذكريات من الريف

ولد سعيد الصديقي بين جبال الريف، أقصى شمال المملكة المغربية، في دوّار كمون التابع لجماعة آيت حذيفة في إقليم الحسيمة، وبه نما وترعرع خلال السنين العشر الأولى من عمره.

الارتباط بآيت حذيفة، أو “بني حذيفة” كما يسميها البعض، استمر خلال إقبال الصديقي على الطور الدراسي الابتدائي والإعدادي، ثم غادر هذا الفضاء الجغرافي لاستكمال مشوار التعلّم بثانوية إمزورن.

“الحياة كانت بالغة الصعوبة في الأرض الريفية التي رأيت فيها النور أول مرة، وهنا أتحدث عن عقدي السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي، إذ كانت الأجواء غير مشجعة على الدراسة، لكنني وفقت في الحصول على الباكلوريا”، يعلق سعيد الصديقي.

بين وجدة وفاس

كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعي في جامعة محمد الأول، بمدينة وجدة، كانت المستقر الموالي لسعيد الصديقي وهو يبحث عن تكوين في الحقوق.

بهذه المؤسسة نال الريفي ذاته كل شواهده الجامعية، من دبلوم السلك الأول إلى الدكتوراه، مرورا عبر شهادتي الإجازة والدراسات العليا المعمقة، فكان تخرجه سنة 2002 ببحث في صنع السياسة الخارجية المغربية.

بعد عامين من ذلك أضحى الدكتور سعيد الصديقي أستاذا مساعدا في كلية الحقوق بجامعة سيدي محمد بن عبد الله، في مدينة فاس، ويقول: “هذه المؤسسة أعطتني فرصة الانطلاق ثم ارتياد فضاء العالمية..دعّمت من كل مكوناتها، وأدين لها بالفضل”.

خارج الحدود

فكرة التدريس خارج الحدود سكنت بال الأكاديمي ذاته منذ بداية مشواره الوظيفي، فانساق وراء تجارب أبرزها استمر شهورا في جامعة تكساس، بالولايات المتحدة الأمريكية، بينما تنقل إلى روما الإيطالية بصفة باحثا زائرا في كلية الدفاع التابعة لـ”الناتو”، واحتك بجامعات في إسبانيا وكندا.

بحلول الموسم الجامعي 2012-2013 التحق سعيد الصديقي بجامعة العين للعلوم والتكنولوجيا..”كان ذلك صدفة؛ رئيس المؤسسة الإماراتية كان في زيارة إلى المغرب، وقد عرض علي هذه الخطوة بوساطة أستاذة زميلة ثم نال موافقتي”، يصرح الخبير القانوني.

ويسترسل الصديقي: “لم أخطط للحلول بالإمارات العربية المتحدة، ولم أندم على اتخاذ قرار تلبية دعوة التدريس في هذا البلد..جئت إلى أبوظبي كي أمكث عاما أو اثنين، لكن هذا المدى الزمني تضاعف ثلاث مرات إلى غاية الآن”.

حوافز الإمارات

التجارب الدولية السابقة للإطار المنتمي إلى صفوف مغاربة العالم جعلته يكتسب مهارات الانضباط لإيقاعات المجتمعات التي يقصدها، بينما المعطيات التي كان يتوفر عليها بخصوص النظام التعليمي في الإمارات خدمته في الاندماج بهذه الدولة الخليجية.

عن الاستقرار في أبوظبي يقول الصديقي: “التحاقي بالعمل في جامعة العين للعلوم والتكنولوجيا جعلني أتوسط مؤسسة ذات بعد علمي، بأساتذة من جنسيات مختلفة، وهذا لم يجعلني أواجه مشاكل في التكيف مع الواقع”، ويزيد: “الاندماج تأتى سهلا أيضا بالنسبة لعائلتي المستحسنة هذا البلد العربي المسلم”.

إلى جانب المساندة المعنوية، يذكر أستاذ القانون نفسه أن الجامعات الإماراتية، وبينها تلك التي يعمل فيها، اختارت التحفيزات المالية من أجل استقطاب الكفاءات الأكاديمية من مختلف أنحاء العالم، وتحيط الأطر بكل الإمكانيات القادرة على خدمة التطورات الشخصية والمهنية.

“العيش والعمل في مثل هذا الفضاء يقدم إضافات مهمة، منها الاطلاع على تجارب مختلفة، وتبادل الاستفادة بين وافدين من أنظمة تعليمية متنوعة..ما حققته في الإمارات العربية المتحدة فاق ما تمنيته، ماديا ومهنيا وعلميا، وهذا ما يحفزني على الارتباط بهذا الفضاء المشجع على البذل”، يكشف الصديقي.

عطاء مستمر

تعد جامعة العين للعلوم والتكنولوجيا من مؤسسات التعليم العالي الكبرى في الإمارات؛ بفرعين في مدينتي العين وأبوظبي، إضافة إلى تواجد في دبي باسم مختلف.. ترتادها جنسيات مختلفة من المدرسين والإداريين والطلبة، ولديها تخصصات كثيرة وتقدّم برامج “ماجستير”.

بدأ الأكاديمي المغربي الحسيمي مشواره في هذه المؤسسة أستاذا مساعدا، ثم غدا رئيس قسم، لكنه فضل التفرغ للتدريس والبحث العلمي بعدما اكتشف عدم إحساسه بالراحة في المهام الإدارية، وتمت ترقيته إلى درجة الأستاذية.

يعمل الصديقي، حاليا، على تدريس القانون الدولي العام لمستوى “الباكالوريوس” باللغة الإنجليزية، وباللسان نفسه يقدم ثلث المواد في القانون الدولي لطلبة “الماجستير”، كما يؤطر بحوث هذا المستوى الجامعي.

لا يربط سعيد الصديقي المستقبل بالإمارات وحدها، بل يستحضر أيضا المغرب حين يقول: “أنا في حالة إلحاق من جامعة فاس، التي أشكرها على منحي هذه الفرصة، وأخطط للعودة إلى الجامعة المغربية كي أرد الجميل في البحث العلمي وتأطير الطلبة وخدمة المجتمع”.

‫تعليقات الزوار

17
  • Hasan
    الأربعاء 14 مارس 2018 - 08:10

    BRAVO BRAVO WASSIL Laaz erifino

  • Barakat
    الأربعاء 14 مارس 2018 - 08:43

    ونعم الأستاذ سلوك وعلم وعطاء وتواضع.شكرا هسبريس

  • أحمد اليوسفي
    الأربعاء 14 مارس 2018 - 09:41

    الاستاذ سعيد الصديقي تعرفت عليه بمدينة وجدة نعم الاخلاق ، رجل عصامي بامتياز. وتحية لكل أصدقائي بآيت حذيفة

  • jam
    الأربعاء 14 مارس 2018 - 09:44

    Bravo à vous Monsieur et félicitations pour votre parcours aller à l’école dans cette environnement et faire des études dans ce village que je connais bien et dont je suis originaire est un exploit en soit votre parcours doit être un exemple pour nos élèves qui baisse trop vite les bras j’espère que vous reviendrez un jour pour transmettre votre savoir anis jeunes à la ville de al hoceima quand l’état marocaine decedera de construire une université inchallah pour les enfants De rif encore merci un exemple de réussite a montré dans nos écoles au Maroc

  • مول الساروت
    الأربعاء 14 مارس 2018 - 10:58

    على اساس هذا المستوى المشرف الذي وصلت اليه في التدريس الجامعي والبحث العلمي وانت ابن الريف تعرف الخصاص في التعليم على مختلف المستويات وترى ابناء وبنات الريف ينتقلون الى مختلف الجامعات ليتابعوا دراستهم الجامعية وكثير منهم لم يتوفقوا نظرا للمصاريف الباهضة ومشاكل اخرى عليك مسؤولية عظيمة علمية واخلاقية وتاريخية لكي تساند مطالب حراك الريف ومن بينها بناء جامعة بمختلف الشعب والتخصصات وبالمعايير العالمية مثل جامعات الامارات. حينها ستكون من بين الاكادميين والمسيرين لهذه الجامعة الريفية وبمساعدة الكفاءات المحلية والعالمية. والتوفيق.

  • جمال أحكيم
    الأربعاء 14 مارس 2018 - 11:42

    الدكتور سعيد الصديقي ، كان لي شرف التعرف عليه عن قرب، فكان متألقا علما وخلقا. بالتوفيق ثاومات سعيد.

  • عابر سبيل
    الأربعاء 14 مارس 2018 - 11:50

    نعمة الاستاذ ونعمة الوطنية…

  • غسان
    الأربعاء 14 مارس 2018 - 11:57

    استاذي لمادة المحكمة الجنائية في ما ستر العدالة الجنائية سابقا.بحق استاذ نزيه و خلوق و متواضع و عالم .واحد ممن يحق ان تفتخر بهم البلاد .

  • omar
    الأربعاء 14 مارس 2018 - 12:45

    مثل هذا الأستاذ الكبير والأكاديمي الممتاز والباحث الثاقب ، المنحدر من منطقة تابعة لإقليم الحسيمة ، فهو دليل قاطع لدحر ما يدعيه من يسمون أنفسهم ب ــ حراك الريف ــ الذين يدّعون بأن سبب إخفاقهم في الدراسة هو عدم وجود الجامعة في منطقتهم ، ألم يكن هذا الأستاذ المحترم معكم في ابتدائية بني حذيفة ، ؟ ألم يكن معكم في ثانوية امزورن ؟ ، إذاً فسبب رسوبكم ليس عدم وجود المدرسة ولا المدرسين، وإنماهو الكسل والخمول والاتكال على الهجرة والمخدرات ، ومثل هذا الأستاذ من أبناء الريف كثيرون ،فمنهم الأستاذ بنشماش ثالث رجل في الدولة بعد الملك ،ومنهم وزراء وقضاة ومهندسون وووو؛

  • Sifaw
    الأربعاء 14 مارس 2018 - 13:12

    تحية تقدير و احترام لأستاذنا الفاضل سعيد الصديقي. فعلا انك مفخرة للريف والوطن

  • م.أبوسعيد
    الأربعاء 14 مارس 2018 - 14:47

    قبل سطوع نجمه في سماء تحليل السياسة الظولية، عرفته إنسانا عصاميا ومثابرا… مزيدا من التألق إن شاء الله

  • Abdelkarim Belghrib
    الأربعاء 14 مارس 2018 - 15:03

    J' ai eu le plaisir de connaitre de prés le professeur SAID ESSADDIKI,C'est un homme intègre ,un nationaliste convaincu, c'est une valeur de plus pour le Maroc.

  • الدكتور محمد نشطاوي
    الأربعاء 14 مارس 2018 - 15:25

    سعيد الصديقي نموذج مثالي للاستاذ الباحث
    كان لي شرف ان كنت احد أعضاء لجنة مناقشته للدكتوراه، والذي كان عملا مميزا استحق عليه تنويه اللجنة.
    نعم الأخ والصديق
    متمنياتي له بالتوفيق ومزيد التالق

  • خالد
    الأربعاء 14 مارس 2018 - 15:42

    أستاذ يستحق كل الاحترام والتقدير من حيث السلوك والتواضع والعطاء غير المحدود.نتمنى له المزيد من التألق ووفقه الله لما فيه خير.

  • rifi
    الأربعاء 14 مارس 2018 - 16:40

    الى عمر رقم 9ليكن في علمك ان هذا الاستاذ لديه امكانيات مادية ومعنوية للاستمرار في دراسته ,انطلاقا من بني حذيفة الى فاس والى اسبانيا والى انكلترا والى اميريكا والى ايطاليا واخيرا الى الامارات كل هذا ليس من السهل لاجتياز كل هذا !!!!اما الحراك الشعبي بالريف يطالب جامعة كل التخصصات فقط لكي يستكمل الطلبة دراستهم ن بدل الضياع ….انتم تلصقون الشيئ في الشيئ دون ان تظعوا النقاط على الحروف {ما علاقة حرك الريف في هذا الموظوع السسي عمر?}

  • Kamal yazzif
    الأربعاء 14 مارس 2018 - 21:53

    أستاذ يستحق كل الاحترام والتقدير من حيث السلوك والتواضع والعطاء غير المحدود وفقه الله لما فيه خير.

  • Hadi chaib
    الأربعاء 14 مارس 2018 - 22:33

    J'étais très fier de vous trouver un grand professeur .

صوت وصورة
مراكش تحتضن أممية أحزاب الوسط
الأحد 14 أبريل 2024 - 14:04

مراكش تحتضن أممية أحزاب الوسط

صوت وصورة
نقاش إلغاء عيد الأضحى
الأحد 14 أبريل 2024 - 11:28 43

نقاش إلغاء عيد الأضحى

صوت وصورة
فوز الجيش الملكي على الوداد
السبت 13 أبريل 2024 - 22:57 1

فوز الجيش الملكي على الوداد

صوت وصورة
تدخل للإنقاذ من مكان مرتفع
السبت 13 أبريل 2024 - 16:27 3

تدخل للإنقاذ من مكان مرتفع

صوت وصورة
الشواطئ تمتلئ في الدار البيضاء
السبت 13 أبريل 2024 - 14:55 3

الشواطئ تمتلئ في الدار البيضاء

صوت وصورة
الجفاف يفتك بوديان إفران
السبت 13 أبريل 2024 - 12:30 4

الجفاف يفتك بوديان إفران