صوفيا بنيحيى .. سفيرة القفطان المغربي بالإمارات العربية المتحدة

صوفيا بنيحيى .. سفيرة القفطان المغربي بالإمارات العربية المتحدة
الثلاثاء 27 مارس 2018 - 06:00

أضحت السوق الخليجية عموما، والإمارات العربية على وجه التحديد، وجهة لتسويق الأزياء النسوية التقليدية المغربية منذ سنوات، خاصة أن المستهلكين فيها غدوا مقبلين بكثرة على القفاطين، والقدرة الشرائية بهذه المنطقة تساعد على ترويج أرقى الأنواع من هذه الألبسة.

إذا كان بعض المصممين والمصممات يتحركون من المملكة لإشباع رغبات الزبناء في منطقة الشرق الأوسط، فإن صوفيا بنيحيى اختارت الاستقرار في الإمارات منذ ما يزيد عن 15 سنة، قائمة بدورها كسفيرة لكل الأزياء المصنوعة تقليديا في وطنها الأم، مع إفراد جهد كبير لترويج القفطان المغربي.

هجرة إلى فرنسا

سليلة أسرة من الأقاليم الجنوبية للمملكة، ولدت صوفيا بنيحيى في مدينة الدار البيضاء، وبها تلقت جل تعليمها قبل أن تقصد فرنسا استكمالا للسلك الثاني من التعليم الجامعي.

تقول بنيحيى: “طفولتي مرت سعيدة، وبها تتصل ذكريات ملؤها الحيوية، خاصة ما يرتبط بمروري من ابتدائية الحسن الثاني وإعدادية شوقي، ثم مؤسسة IGA بعد نيل الباكالوريا، كل هذا على سبيل المثال لا الحصر”.

ظفرت صوفيا بالإجازة في التسيير والتدبير قبل أن تنخرط في هجرة دراسية نقلتها إلى الديار الفرنسية. “أمي هي التي سجلتني خارج المغرب، ووضعتني أمام الأمر الواقع، مبررة ذلك برغبتها في منحي تجربة دولية”، تعلق بنيحيى.

بعد تخرجها عادت مجددا إلى المملكة، وفي مسقط رأسها عملت بشركة متخصصة في تداولات البورصة، لكن زواجها عاد بها إلى فرنسا كي تعيش هناك 5 سنوات كاملة.

الانتقال نحو الإمارات

توجهت صوفيا بنيحيى إلى دولة الإمارات العربية المتحدة مرافقة لرب أسرتها، بعدما ظفر بعرض عمل في هذه البلاد الخليجية، فحطت الرحال بإمارة دبيّ كي تقرر جعل هذا الانتقال انطلاقة جديدة لحياتها.

المختارة تصميم الأزياء تورد بخصوص هذه الطفرة: “تكويني الأساس بعيد تماما عن مجال تصميم الأزياء الذي أكرس له جهودي حاليا، لكن شغفي بهذا الميدان واهتمامي بمشروعي قرّبني من تخصصي في التدبير والمحاسبة”.

بدأت بنيحيى تعاملها مع القفطان المغربي من مشغل صغير في دبيّ، ثم عملت على تطوير معاملاتها حتى ظفرت بإمكانيات تمويل جعلتها تفتتح “دار صوفيا بنيحيى للأزياء المغربية” في دولة الإمارات العربية المتحدة.

بين التجربتين

تشدد المهاجرة المستقرة حاليا في دبي على أنها آمنت، منذ ريعان شبابها، بأن النجاح سهل الإدراك؛ لذلك ينبغي عقد العزيمة والمثابرة لكي يدوم لزمن طويل، حتى يبقى التميز ردحا من الزمن عوض الاستواء على القمّة للحظات فقط.

وبخصوص تجربتها الأوروبية، تتذكر صوفيا أنها قصدت فرنسا وفي ذهنها صور نمطية عن العنصرية عموما، والإسلاموفوبيا خصوصا، لكنها وقفت خلال هذه المرحلة “على كون المهاجر الذي يحسن التعامل يحظى بقبول من محيطه”؛ فالرقي، بالنسبة لها “لا يجلب إلا الرّقيّ”.

أما تجربتها الإماراتية، التي ما تزال مستمرة حتى الحين، فقد “بدأت على إيقاع آخر”، تقول صوفيا، مضيفة: “استهَلْتُها برصد عشق الإماراتيات واهتمامهن بالزي التقليدي المغربي، ومراكمتهن إلماما شديدا بتفاصيل القفطان، ومعرفتهن بتقاليد المغاربة والمطبخ المغربي”.

صوفيا بنيحيى تعلن، بناء على كلتا التجربتين، أن اندماجها في فرنسا والإمارات كان سهلا، وتسترسل بشأن تحركها الخليجي: “حياتي في دبي تبقى مميزة أكثر بفعل تعاملي اليومي مع الإماراتيات، والخليجيات بصفة عامة، فقد لقيت منهن حفاوة تامة زادت عشقي لما أقوم به”.

دبلوماسية الأزياء

صوفيا، سفيرة القفطان المغربي، تقول عن مشروعها: “لم أقدم على افتتاح دار الأزياء التي تحمل اسمي إلا بعد جهد كبير أتاح تثبيت ركائزي على مستوى سوق الأزياء في عموم منطقة الخليج العربي”.

تتوفر صوفيا بنيحيى، حاليا، على مشغل مستقل يعرف إنتاج التصاميم التي تبدعها وتوقعها، بطاقم يفوق 20 فردا، إضافة إلى محل تجاري هو واجهة “دار صوفيا بنيحيى للأزياء المغربية”.

وتقرّ المغربية ذاتها بأن تجربتها تسير بتثاقل، لكن الأهم أنها تتقدم بثبات وتتطور باستمرار، مؤكدة أن هذه استراتيجيتها الخاصة التي تستقيها من شخصيتها المتأنية، ومن تكوينها المراهن دوما على الجودة.

ثقة وعيون

“أنا راضية جدا عن مساري، وقراراتي آخذها بعد دراسة مستوفية للواقع المحيط بي، بينما أعتبر اليوم الذي لا أتعلم فيه شيئا ضائعا من حياتي”، تكشف ابنة الدار البيضاء.

ذات الأصول الصحراوية تواصل: “لا ندم على أي قرار اتخذته، لذلك أواصل مسيرتي بثقة كبيرة”، وتردف: “دار الأزياء المقامة حاليا ناجحة، لكن الطموح يطال الأفضل والأكبر والأكثر تميزا على الدوام”.

وبكل ثقة، تنظر صوفيا بنيحيى في عيون زبوناتها لقياس مؤشر الرضا عما تقوم به في تصميم الأزياء، مشددة على أنها لا تنافس إلا نفسها في مجال اشتغالها، مراهنة على التطور وتجديد الأساليب.

“أفكر في افتتاح دار أزياء خاصة بي في وطني الأم، ولديّ مشجعات لهذه الفكرة من بين المغربيات اللواتي يتابعن أعمالي على مواقع التواصل الاجتماعي”، تدلل المصممة على مبتغاها المستقبلي.

إلى الجيل الجديد

بناء على تجربة عقد ونصف العقد من الحياة في الإمارات العربية المتحدة، تُشعِر صوفيا بنيحيى الراغبين في الهجرة إلى الأمارات، من أبناء وبنات الجيل الجديد، بأن هذا البلد الخليجي يبحث عن التميز ويطالب بوافدين يتقنون الإنجليزية، أساسا، ويتوفرون على خبرات سابقة.

وتواصل مصممة الأزياء المغربية حديثها قائلة: “معظم الراغبين في التوجه من المغرب إلى الإمارات يخالون الأمور سهلة، وأنهم قادرون على مراكمة الثورات بمجرد وصولهم، وهذه توقعات مفرطة في الخطأ؛ فالمبتدئون مضطرون، لا مخيرون، على التدرج لإبراز مهاراتهم ونيل ثقة مشغليهم”.

“الصبر والإصرار ضروريان في كل مسار للهجرة، والتجارب الجديدة ينبغي أن تنطلق من هدف محدد، واحد أو أكثر. وأنصح المغاربة المقبلين على الهجرة إلى الإمارات العربية المتحدة بالاتصال بالمؤسسات التي يرغبون في الالتحاق بها قبل مغادرة أرض الوطن من أجل التوصل إلى تفاهمات وحسم كل خلاف محتمل”، تختم صوفيا بنيحيى.

‫تعليقات الزوار

9
  • عيسى
    الثلاثاء 27 مارس 2018 - 06:23

    هذه الأيام نسمعت نكت من إخواننا الجزائريين ، مضحكة.
    المهم يقال أن القفطان هو جزائري الأصل ، و أن الجزائر كدولة من قديم الزمان هي من إعترفت بأمريكا كدولة ، وأن جميع المواد التقليدية فهي من عندها ، و حتى الطرب الأندلسي، و أن طارق بن زياد قباءلي من الجزائر. و أن الجزائر هي التي ساعدت المغرب في إستقلاله. ههههه

  • بنت البلاد
    الثلاثاء 27 مارس 2018 - 09:17

    آودي دابا ثمن القفطان كيساوي ثمن بارطمة المغربيات مساكن ما بقاوش يقدرو يشريو تكشيطة ولا قفطان من محلات اللباس التقليدي رفيع المستوى الا القليلات صاحبات الثروات أو زوجات رجال الأعمال أما الفقيرات أو صاحبات الدخل المتواضع ف الا اقتدى الحال كيمشيو يشريو ثوب ب200 درهم ويخيطوه ب500 درهم على الأكثر وطلع ليهم تكشيطة ب 700 أو 1000 درهم الى غلات

  • الواقع
    الثلاثاء 27 مارس 2018 - 10:41

    يا سي عيسى رقم 1، بعد التحية والسلام، لو تنزع عنك ثوب الحقد الذي ورثته منذ الصغر وتشرع في إجراء بحث علمي نزيه ومحايد فستصدم بالحقائق التي كنت تحيد عنها وستتأكد مما كنت تسخر منه وستكتشف المزيد. فعلى بركة الله ابدأ بحوثك بكل أمانة ووفقك الله.

  • الى الواقعي
    الثلاثاء 27 مارس 2018 - 11:00

    هل تعلم ان المغرب عرض في معرض الاخير الدي أقيم في الامارات بعرض قفطان من القرن 13 اي قبل ان يحكم العثمانيون الجزائر (مع العلم ان منطق الجزائري يقول بما ان القفطان عثماني إذن فهو جزائري !!!)
    ثانيا :المغرب يصنع يصدّر القفاطين و الجزائر من بين الدول التي تستورده من المغرب
    ثالثا:اللباس الوحيد الدي تشتهر بهن المغربيات هو القفطان و في الجزائر الكاراكو ،ولن تجد عُرسا مغربيا منذ إحداث اختراع الاَلات التصويرية بدون قفطان
    أخيرا :القفطان كان لباس الملوك و أعيان القصور،وانت تعلم ان الجزائر لم يكن فيها لا ملك ولا سلاطين مشهورين ولا حتى دولة قوية بصمة على تاريخ الاسلامي فمن اين سيأتيكم هذا القفطان و انتم اصلا تشترونه من عندنا في اليوم الحاضر

  • الإبداع
    الثلاثاء 27 مارس 2018 - 13:32

    السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته.
    بالفعل لقد اصبح اللباس المغربي الأصيل خصوصا لباس المرأة قد غزى أغلبية الدول العربية حتى ابدعت المراءة الباكستانيةفي لباسها و ادخلت علية لمسات القفطان المغربي الأصيل بعدما كان بقطعتين كما يسمى عندهم بشروال قميز لكن لن يتنكرون ان هذا اتاهم من القفطان المغربي الذي اصبح tandence حيث أصبحت أغلبية بناتهم تتزين و تباهى بهذا النوع من الإبداع و هناك مازال من هُن من لا يردن ان يلبسن من غير لباسهم الباكستاني خصوصا كبيرات السن .

  • كريم
    الثلاثاء 27 مارس 2018 - 19:11

    قفطان لآخر ملوك الأندلس أبو عبد الله الصغير المغربي
    1460- عام 1492م
    ولد سنة 1460 وطرد الى فاس سنة 1492 ولباسه موجود في متحف اسباني

    الحكم العثماني لبلدان شمال افريقيا (ليبيا تونس والجزائر) الذي دام أكثر من 300 سنة ، ابتداءا من 1515 الى 1832

    القفطان اذا وجد قبل ان تطئ اقدام العثمانيين لشمال افريقيا وابو عبد الله الصغير قبره متواجد بمدينة فاس
    والقفطان كلمة فارسية تعني اللباس الطويل وقد ذكر ابن بطوطة في رحلته للحجاز ان شيخ الحجاز كان يلبس قفطانا وكلمة القفطان كانت تعني عندهم الجبة فكلمة القفطان كلمة قديمة دخلت للعربية من الفارسية كالعديد من الكلمات
    المهم يوجد قفطان مريني يعود للقرن 15 ة من 1400 الى 1500
    وقفطان ابو عبد الله الصغير سنة 1460م
    واللباس التركي معروف وهو البندالي والاتراك انفسهم يسمونه
    kaftanlari fas
    ما في الامر هو ان الجزائريين يعانون عقدة نقص تجاه المغرب وتجاه الحضارة المغربية فهم سينسبون كل شئ للهنود او حتى الفضائيين المهم الا يكون مغربي ولكن الواقع لن يتغير الكل يعرف ان القفطان مغربي

  • Med
    الثلاثاء 27 مارس 2018 - 19:16

    الى 4 – الى الواقعي
    القفطان اصله تركي و ليس له حتى علاقة بالمغرب و الكل يعلم ان الجزائر كانت حماية العثمنيين 300 سنة و في القصبة الجزائر العاصمة ترعرع لباس القفطان كلمة تركية تدل على الماء الدافئ اظن. بعد غزو فرنسا للجزائر 1832 دخل الاتراك الى المغرب و تمركزوا بالتيتوان المغربية. اما السلاطين و الملوك الذي تتكلم عنهم ك انوا يسيطروا على الشعوب الضعيفة ليفسدوا و يتمكروا و الصورة في بلدك خير دليل, و الله يكثر امثالهم في بلدك حتى لا تذوع طعم الحرية. اما تتكلم على ما تصدره الجزائر من المواد تحرك العالم من بترول, غاز, كهرباء, ايرانيوم, الذهب ووو خيرات لا تحصى و لا تعد و كل هذا من فضل الله و من الشهداء رحمهم الله مقابل ما يصدره من المخضرات و لحوم البشر و لا داعي للتفاصيل احتراما للمغاربة الاحرار. يفيكم استعمار الاسباني, يكفيكم بيع اراضكم, يكفيكم جهلا, يكفيكم عقدة اسمها الجزائر, يكفيكم, يكفيكم…

  • المغرب الأصل والباقي تقليد
    الثلاثاء 27 مارس 2018 - 21:48

    الي med
    العقدة هي التي لديكم انتم و دائما تتهمون الأخر بما فيكم اي اتهام يخرج من فمكم فهو ينطبق عليكم لا أقل ولا اكتر.. كتاب بوهليلة الجزائريون في تطوان تكلم عن ضهور القفطان المغربي في عهد المرنيين ونتشر في عهد السعديين وايضا عن الرسائل بين السلطان عبد الحميد بن هشام وقائد تطوان اشعشاع وكيف امره بأن يرفق القفطان علي اللاجئين الجزائرين يعني حججكم كما العادة فارغة. وأدعوأ المغاربة الي اطلاع علي هذا الكتاب الذي أصبح مقدس لديهم. بلدك لولا فرنسا لما سمع عنكم أحد هي من كبرتكم وجعلكم بهاذا الحجم وكل الخيرات في تلك الأرض هي ملك شعوب أخرى.. فرنسا لم تتعلموا منها التحضر وآداب الحديث..وانتم الله يخليكم جنرلاتكم لكي لا ارفعوا رأس يوما طول عمركم وانتم محتلين من الاخر وفرنسا تركت خلفاءها هناك هنيئا لكم.. حتي انتم تصدرون الممثلات العالميات؟؟

  • Mon identité
    الثلاثاء 27 مارس 2018 - 23:57

    يا سلام على اولاد بلادي تعاليق المغاربة تتميز دائماً بالحنكة هذا يجعلني افتخر بكم ،شكرًا لكريم رقم 6 و التعليق رقم 8.
    بالفعل مغربنا مغرب عريق بثقافاته عبر قرون بتقاليدنا و عاداتنا من منطقة الى اخرى تختلف شيئا ما عن الاخرى لكن يبق القفطان المغربي الأنيق رمز الحضارة المغربية بملوكها و سلاطينها لذا القفطان الذي يحتوي على خدمة اليد المغربية الممتازة من عند خدمة المعلم بالعقاد و السفيفة و الرندة و الصقلي و التنبات …طابع مغربي خاص بأثواب حريرية ملكية تعطي المراءاة جمالا خاص لذا كا ذكرت لنا البسة متعددة لكن القفطان هو notre identité سفير المغرب كما هو ايظا الجلباب الأبيض و الطربوش الأحمر و البلغة للرجل هذا لباس وطني لكل المغاربة لذا لكل دولة اها طابعها الخاص في اللباس ،شكرًا للكل من يوصل ثقافتنا الى البعيد بشرط ان يحافظ عليها و عاش المغرب .

صوت وصورة
احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية
الجمعة 29 مارس 2024 - 00:30 3

احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00 2

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15 4

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 11

تقنين التنقل بالتطبيقات

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب

صوت وصورة
وزير النقل وامتحان السياقة
الخميس 28 مارس 2024 - 16:02 6

وزير النقل وامتحان السياقة