"بلدي الأصلي" يجمع شبابا مغاربة في هولندا

في إطار الجهود التي تبذلها الوزارة المنتدبة لدى وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، والسفارة والقنصليات المغربية بهولندا، شهدت مدينة أوتريخت الهولندية، مؤخرا، تنظيم منتدى تحت عنوان “‏المغرب بلدي الأصلي وهولندا موطني: شجرة بلا جذور تجف لا محالة”.

المنتدى نُظم بدعم من الوزارة المنتدبة لدى وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة، والذي نظمته السفارة المغربية بهولندا، والقنصليات العامة للمملكة بأمستردام، و‏دينبوش، و‏روتردام، وأوتريخت، بتعاون مع مجموعة من الكفاءات المغربية الشابة بالأراضي المنخفضة.

وافتُتح المنتدى بكلمة لسفير صاحب الجلالة عبد الوهاب البلوقي، أبرز فيها ما يتميز به الشباب المغربي بهولندا من “جدية في العمل وطاقات وحماس للإسهام في خلق مستقبل واعد بروح خلاقة وقوة متجددة، تؤثر إيجابا على المجتمع الذي يعيشون فيه”.

وأكد السفير المغربي أنّ الشباب المغربي بهولندا “يزخرون بكفاءات ومهارات عديدة ومختلفة، ويتحلّون بروح المسؤولية، ويعملون بجد في سبيل أن يكونوا مواطنين مندمجين في مجتمعهم”، داعيا إلى منحهم الأدوات المناسبة للتعبير عن آرائهم وإطلاق طاقاتهم.

وشدد السفير المغربي بهولندا على أن “قضايا الشباب تحظى بأهمية خاصة في السياسات العمومية المغربية، انسجاما مع التوجهات الملكية، والتي تؤكد على دور الشباب المغربي بالمهجر وحرصهم على الحفاظ على علاقاتهم بوطنهم الأصلي والدفاع عن مصالحه وقضاياه العادلة”.

من جهة ثانية، أكد عبد الوهاب البلوقي على ضرورة التصدي للتطرف العنيف الذي يتغلغل في صفوف بعض الشباب، والعمل على جعلهم مواطنين صالحين، وتربيتهم على التسامح وتحصينهم ضد التطرف، مع منحهم فرصا مناسبة لتحقيق طموحاتهم المشروعة”.

وشارك في منتدى الكفاءات المغربية الشابة بهولندا، الهادف إلى ربْط الشباب المغربي ببلدهم الأصلي،‏ مئتا شابة وشاب مغاربة، يحمل معظمهم الجنسية الهولندية؛ وانصبّ النقاش خلال المنتدى حول بعض القضايا المتعلقة بأوضاعهم بهولندا، والتي حددوها بأنفسهم.

وتوزعت أشغال المنتدى على أربع ورشات عمل، ناقش المشاركون فيها إشكاليات راهنة، تهمّ الشباب المغربي المقيم بهولندا؛ وهي التربية والتعليم، والهوية، وريادة الأعمال، واكتشاف المواهب وتطويرها. وتم تأطير الورشات الأربع من طرف أساتذة جامعيين وخبراء مغاربة مختصين في شؤون الهجرة والاندماج.

وشهدت الورشات الأربع نقاشا مسؤولا بين الشباب المغربي المشارك في المنتدى، إذ طرحوا مقترحات وأفكار لرفع التحديات وتجاوز العقبات التي تواجههم في المجتمع الهولندي. وتمخضت عن النقاشات التي شهدتها الورشات الأربع مجموعة من التوصيات.

ففي ما يتعلق بورشة التربية والتعليم، أوصى المشاركون بتجميع الأعمال والأبحاث الأكاديمية والميدانية حول التربية المتعلقة بأبناء الجالية المغربية بهولندا، وخلق أرضية لمواصلة التفكير في إيجاد حلول للإشكالية، وخلق برنامج لتأطير الأطفال ذوي الصعوبات في التعليم والتلقين، وبلورة برنامج لإدماج أولياء أمور الأطفال في عملية التربية والتعليم.

وأوصى المشاركون في ورشة استكشاف وتطوير الكفاءات، بإنشاء نقط للتواصل بين الكفاءات المغربية بهولندا، وتطوير شبكة على مواقع التواصل الاجتماعي لاكتشافها، والرفع من قدراتها والحفاظ عليها، وتوظيف الكفاءات الراهنة للتنقيب عن كفاءات جديدة في سن مبكرة، وإشراك أولياء أمورها بتنظيم لقاءات تواصلية معها.

وتمخض النقاش الذي عرفته ورشة الهوية عن توصيات تتعلق بالتركيز على قضايا الهوية من خلال الأنشطة الثقافية وإبراز التراث المغربي والتعريف بتاريخه، والتأثير من خلال التمثيل الإيجابي ومواجهة أسباب النظرة العنصرية بإنتاج فكري وعرض ثقافي في المستوى.

أما ورشة الأعمال فأوصى المشاركون فيها بالدعوة إلى عدم قصْر ريادة الأعمال فقط على مؤسسي الشركات الناجحة، بل تشجيع جميع الشباب المغاربة بهولندا، وتحفيزهم للتقدم في هذا المجال، ودفعهم إلى أن يكونوا متميزين ومتفوقين في أعمالهم.