سكينة الحداد .. مغربية ترفع "تحدّي عُمان" في مجال التنمية البشرية

سكينة الحداد .. مغربية ترفع "تحدّي عُمان" في مجال التنمية البشرية
الأربعاء 30 ماي 2018 - 05:30

بين التكوين النظري في الترجمة والانخراط المهني بمجال التنمية البشرية امتد مسار سكينة الحداد بين المغرب وعُمان، مستغرقة 5 سنوات في هذه التجربة، إلى الآن، منذ انطلاقها من المملكة نحو السلطنة.

تجاهر المغربية عينها بكون الهجرة تتمنع بثمارها عمّن يسكنهم الخوف من الآخرين، لذلك تجعل “التحدي والمغامرة” مذهبا سلوكيا خاصا بها قبل أن تفرد لهما جهودها المهنية في بيئة استقرارها الحالية.

في المضيق

على الساحل المتوسطي ولدت سكينة الحداد، في مدينة المضيق الكائنة أقصى شمال المغرب تحديدا، وعلى تراب الحيز الجغرافي نفسه اشتد عودها وتلقت أول دروس التربية النظامية.

تدرجت الحداد بين مؤسسات عديدة للتربية والتكوين، مستهلة المرحلة الابتدائية من مدرسة “23 ماي” ثم “الخوارزمي”، بينما الطور الإعدادي تخطته في “ابن بطوطة”.

حصلت سكينة على شهادة الباكالوريا بعد ثلاث سنوات من التعلّم في ثانوية “الفقيه داود” بالمضيق نفسها، ثم اتجهت نحو دراسة الأدب الإنجليزي خلال المرحلة الجامعية.

الإنجليزية والترجمة

الانخراط في التعليم العالي وجّه الشابة ذاتها نحو مدينة مرتيل؛ وبها توسطت كلية الآداب والعلوم الإنسانية في جامعة عبد المالك السعدي، ولم تغادرها إلا بعد مرور 3 سنوات وظفرها بشهادة الإجازة.

حطت سكينة الرحال، ضمن المرحلة الموالية، بـ”مدينة البوغاز” طنجة بنيّة ضبط التخصص الذي ارتأته مناسبا لها، مقترنة بما توفره مدرسة الملك فهد العليا للترجمة من تكوين في هذا المجال.

افتتحت الحداد مسارها المهني بالعمل كمترجمة حرّة، من مسكنها تقدم خدماتها إلى شركات عالمية عديدة ترغب في التعامل معها، نائية بذلك عن كل العروض التي تستلزم منها الاستقرار.

إلى الخارج

تقول “ابنة المضيق” إن إقدامها على الهجرة، بحلول سنة 2013، قد كان صدفة بحتة.. وتفسر: “حين كنت طالبة في مدرسة الملك فهد العليا للترجمة شاركت في برنامج مكنني من هذه الفرصة”.

“وصلت إلى سلطنة عُمان بصفتي ممثلة للمملكة المغربية في برنامج اسمه تواصل الثقافات؛ وكانت الفكرة مرتبطة بجمع شباب للتحاور في مواضيع ذات صلة وثيقة بالتنوعات الثقافية وتفاعلاتها البينية”، تستحضر سكينة.

استمرار التواصل بين الحداد و”Outward bound Oman”، باعتبارها الجهة المنظمة لـ”تواصل الثقافات”، جعلها تُشعَر بوجود فرصة عمل في عُمان قدمت ملفا للتباري بخصوصها، فأتى قبولها بتغيير حيز عيشها.

في السلطنة

عن الخطوات الأولى تورد خبيرة الترجمة: “كان هناك تخوف عليّ من قبل أسرتي ومعارفي حين قمت بأولى خطواتي كمهاجرة، بينما برزت هادئة أمامهم وأنا أحدد سنة واحدة كفترة لتجريب هذه النقلة قبل النظر في إمكانية الاستمرار”.

تحقق انبهار سكينة الحداد بإيقاع الحياة في البيئة العُمانية، خاصة ما ارتبط بحاضنتها المهنية ومكنها من تطوير مكتسباتها، لتقرر تمطيط فترة الاشتغال دون تحديد أي تاريخ لوصولها إلى نهايته.

“توفرت بعض صعوبات خلال الأسابيع الأولى من الوجود في السلطنة، تمثلت ضمن بُعدي عن أهلي وحاجتي إلى التعرف أكثر على النسق الثقافي المحلي؛ لكنني وجدت ترحيبا كبيرا سهل اندماجي الشخصي والمهني”، تشدد سكينة.

كما تردد الحداد بأن تجربتها في السلطنة جعلتها توقن بأن الشعب العُماني كريم ومرحّب، مثلما لمواطني هذه البلاد الخليجية تشابه في القيم الأساسية مع نظرائهم في المملكة المغربية.

تحدّي عُمان

تعمل المنتمية إلى صف “مغاربة العالم” في مؤسسة “تحدّي عُمان”، التي تشتغل ضمن إطار منظمة عالمية بدأت مشوارها سنة 1941 في بريطانيا، ولديها أكثر من 33 فرعا دوليا.

تهدف الهيئة المدنية ذاتها إلى تنمية المهارات البشرية من خلال تطوير القدرات وصقل الشخصيات، والتعريف بالإمكانات والطاقات الفردية والجماعية من خلال أنشطة موزعة على حزمة دورات.

بدأت سكينة الحداد مدربة في نسق هذا الاشتغال، ثم نالت ترقية جعلتها مسؤولة عن شق من أداء “تحدي عُمان”، متموقعة بصفة “مديرة التحدي والمغامرة” في الفضاء المستعين بمهاراتها.

“أتمنى أن أغدو جزءا من النمو والتطور اللذين تعرفهما المؤسسة، وأود تحقق أهداف بافتتاح مؤسسة مشابهة في وطني الأم”، تزيد هذه المغربية بخصوص تطلعاتها المستقبلية.

هجرة بشجاعة

لم تكن الهجرة مصدر خوف للوافدة على سلطنة عُمان من مدرسة الملك فهد العليا للترجمة بطنجة، مشجعة على اتخاذ مثل هذه الخطوة من لدن الشباب المغاربة الباحثين عن آفاق مستقبلية كبيرة.

كما تشدد المولودة في المضيق على أن الانفتاح على تجربة دولية يمكن المغترب من التعرف على مستجدات بشرية محفزة على توسيع المعارف وشحذ الإمكانات، إضافة إلى التحفيز على نجاحات.

“الجاعلون من التطور أولوية لحياتهم أنصحهم بالإقبال على الهجرة دون إفراط في التخوف من المغامرة، وأن يستثمروا في تطوير قدراتهم للاستفادة قدر الإمكان من الفرص المتاحة أمامهم”، تختم سكينة الحداد.

‫تعليقات الزوار

2
  • youness achchoairi
    الخميس 31 ماي 2018 - 07:46

    هذه الفتاة تعتبر مفخرة لمدينة المضيق و اشعاع ثقافي بين الشعوب كما تعطي للشباب المثل في التحدي وصطياد الفرص وان لا ييئسوا من الحياة

  • الكابتن إسماعيل
    الإثنين 11 يونيو 2018 - 03:43

    تحية فخر و عتيزاز اختي الكريمة كل التوفيق والنجاح ان شاءالله
    سلظنة عمان

صوت وصورة
جدل فيديو “المواعدة العمياء”
الإثنين 15 أبريل 2024 - 23:42 6

جدل فيديو “المواعدة العمياء”

صوت وصورة
"منتخب الفوتسال" يدك شباك زامبيا
الإثنين 15 أبريل 2024 - 23:15

"منتخب الفوتسال" يدك شباك زامبيا

صوت وصورة
بيع العقار في طور الإنجاز
الإثنين 15 أبريل 2024 - 17:08 4

بيع العقار في طور الإنجاز

صوت وصورة
مستفيدة من تأمين الرحمة
الإثنين 15 أبريل 2024 - 16:35

مستفيدة من تأمين الرحمة

صوت وصورة
مع ضحايا أكبر عملية نصب للتهجير
الإثنين 15 أبريل 2024 - 16:28 8

مع ضحايا أكبر عملية نصب للتهجير

صوت وصورة
تألق المدرسة المغربية لعلوم المهندس
الإثنين 15 أبريل 2024 - 15:55

تألق المدرسة المغربية لعلوم المهندس