مريم وحمان .. مغربية تسبر أغوار التوحد في الإمارات العربية المتحدة

مريم وحمان .. مغربية تسبر أغوار التوحد في الإمارات العربية المتحدة
الإثنين 30 يوليوز 2018 - 17:00

مريم وحمان باحثة مغربية في مجال التوحد، تقيم في أبوظبي بالإمارات منذ سنة 2011، تمكنت من التخصص في التحليل السلوكي التطبيقي، واستطاعت أن تضع لها قدما في واحد من أشهر المراكز العالمية المتخصصة في ابتكار وسائل التعامل مع الأشخاص من ذوي التوحد في أمريكا، وبالضبط في فرعه بأبوظبي، بالإضافة إلى نشاطها في الدفاع عن حقوق الأشخاص ذوي التوحد وحقهم في التعليم المندمج والتدخل السلوكي العلاجي المبكر.

من حفظ القرآن إلى القانون العام

ولدت مريم وحمان في مدينة أكادير، وهي فخورة بجذورها المغربية الأمازيغية السوسية التي تشبعت بها منذ الصغر في القرى المحيطة بمدينة أكادير.

وبعد إنهاء دورات المسيد وحفظ القرآن، جاء القرار من عائلة مريم لنقلها إلى مدينة القنيطرة من أجل متابعة مسارها الدراسي، وعلى وجه التحديد بين جدران مدرسة “فال فلوري”، لتعود بعد بضع سنوات إلى أكادير، وتلتحق بالمدرسة الفرنسية، ثم تنتقل لاستكمال المستوى الإعدادي في التعليم الحكومي بإعدادية “سوس العالمة”.

أما المرحلة الثانوية، فقد قضتها مريم بثانوية “لالة مريم ” بمدينة أكادير، لتنال شهادة البكالوريا في شعبة الآداب والعلوم الإنسانية بميزة حسن جدا في ربيعها السادس عشر، فاختارت شد الرحال مرة أخرى إلى مراكش، حيث حصلت على الإجازة في شعبة القانون العام باللغة الفرنسية من جامعة القاضي عياض.

ولم تكتف مريم وحمان بما نالته من علوم بالمغرب، إذ قرّرت الهجرة من أجل دراسة الماجستير في القانون في جامعة السوربون الفرنسية بين فرنسا وأبوظبي، واستطاعت بعدها تتويج مسارها الدراسي الطويل بالحصول على ماجستير في علم التحليل السلوكي التطبيقي من جامعة “كينت” البريطانية.

اجتهاد وشواهد دراسية

قبيل التخرّج من الجامعة الفرنسية، بدأت مريم مسيرتها في مجال حقوق ذوي التوحد أو أصحاب الهمم كما يلقبون في الإمارات العربية المتحدة، حيث أقامت مجموعة من الندوات والمحاضرات، وشاركت في مجموعة من ورشات العمل الخاصة بتثقيف الأسر عن حقوق أبنائهم من ذوي التوحد وتحفيزهم للمطالبة بهاته الحقوق.

وخلال مناقشة أطروحة نيل شهادة الماجستير، تطرقت مريم وحمان لأهمية التحليل السلوكي التطبيقي في تطوير مهارات ذوي التوحد كحق من حقوقهم.

وبعد تخرجها، اشتغلت في مركز نيو انجلند للأطفال المعروف عالميا كأحد أكبر المراكز المتخصصة في تطوير الأبحاث الخاصة بالتوحد، ولم تتوقف عن التعليم، إذ حصلت على ماجستير في علم التحليل السلوكي التطبيقي.

بعد التخرج في سلك الماجستير، قررت مريم الرجوع إلى المغرب لبدء مسارها المهني، إلا أنه بعد مناقشة أطروحتها تم التواصل معها بخصوص بدء العمل في مركز أمريكي متخصص في بحوث التوحد التابع لمجلس أبوظبي للتعليم، وهو المركز الذي لا تزال تشتغل فيه إلى اليوم.

نظرة إلى اضطراب التوحد

مريم وحمان أكدت أن المفهوم الرائج عن التوحد باعتباره مرضا هو مفهوم خاطئ، إذ إن المنظمة العالمية للصحة عرفت التوحد بأنه اضطراب نمائي عصبي.

وأوضحت مريم أن أعراض اضطراب التوحد تشمل ثلاثة جوانب رئيسية تتمثل في التفاعلات الاجتماعية للشخص المصاب، وخصائص التواصل عنده، سواء منها اللفظية أو غير اللفظية، والقيام بسلوكات أو حركات متكررة ونمطية، تظهر بداية أعراضه قبل السنة الثالثة من عمر الإنسان.

أما بخصوص واقع هذا الاضطراب في المغرب، فقد أوضحت مريم وحمان أن تعاملها مع مجموعة من الأسر في المغرب جعلها تصف الوضع بالصعب، حيث تبدأ الصعوبات بالتشخيص، ثم تقبّل الأسرة للاضطراب، ثمّ غياب التدخل المبكر والإدماج التربوي والمجتمعي، وأخيرا سيادة الاعتقادات الخاطئة عن التوحد والعلاجات التي لا تنبني على أسس علمية.

كما أضافت أن أفراد الأسرة يحتاجون دائما إلى الدعم؛ وليس فقط الطفل، خاصة الدعم النفسي الضروري للأم والأب، بعدما يتم تشخيص طفلهما بالتوحد.

وشدّدت مريم وحمان على أن المغرب لا يتوفر على أي معاهد أو مؤسسات تضطلع بتكوين المختصين في مجال تعديل السلوك، كما أن الأطفال والشباب ذوي التوحد يواجهون عدة عقبات في مجال التعليم والولوج إلى المؤسسات التعليمية المفتوحة للجميع.

وعن خطواتها المستقبلية، أشارت مريم وحمان إلى أن عودتها إلى المغرب سيتمّ خلال الأشهر المقبلة، على أن يكون الاستقرار بين المغرب والولايات المتحدة الامريكية، مؤكّدة أنها ستسعى إلى خلق تغيير في واقع التوحد في المغرب، بالتنسيق مع مجموعة من الجهات الحكومية وغير الحكومية، من أجل تغيير أوضاع الأشخاص ذوي التوحد وأسرهم، والسعي إلى إيجاد حلول حول الإجراءات الشاملة للتكفل بذوي التوحد.

‫تعليقات الزوار

16
  • شاب من جنوب افريقيا
    الإثنين 30 يوليوز 2018 - 17:18

    اكثر ما أثارني هو حفضها للقران
    ما شاء الله تبارك الله
    اللهم ارزقنا الزوجة الصالحة

  • ادريس
    الإثنين 30 يوليوز 2018 - 17:47

    استسمح… اش جاب شي زوجة صالحة للموضوع…

  • امازيغ
    الإثنين 30 يوليوز 2018 - 18:02

    من جد وجد ومن زرع حصد
    اللهم اجعلها بارة بوالديها وانفع به البلاد والعباد.
    لك الله يا وطني.

  • ميثاء
    الإثنين 30 يوليوز 2018 - 18:04

    كان لي الشرف ان اعمل مع صديقتي الغالية مريم
    وكان لنا الاستفادة الكبيرة من حيث تبادل خبراتها وأبحاثها مع انها لازالت صغيرة ولكنها حظيت بإعجاب الباحثين والمشرفين في هذا المجال فالإمارات
    أتمنى لها النجاح أينما حلت …

    وفِي الليلة الظلماء يُفتقد البدر

    أتمنى لك التوفيق

  • ام عمر
    الإثنين 30 يوليوز 2018 - 18:08

    السلام عليكم انا ام لطفل توحدي والحمدلله رغم المعنات الصعبة في سنواته الاولى بسبب ضعف التشخيص رغم أنه كان تحت المراقبة الطبية سواء خلال فترة الحمل وبعد الولاة كان الطبيب لا يبدي اي مشكل في التشخيص الا ان وقعت الكارثة لولا الطاف الله حيث اصيب بشبه شلل نصفي ومن تم بدات المعاناة ونحن الى الان في ماراطون التشخيص وللحديث بقية.

  • خالد
    الإثنين 30 يوليوز 2018 - 18:23

    لن تجدي اذان صاغية لا من الجانب الحكومي أوغير الحكومي التكلفة مرتفعة . التملص من المسؤولية بالنسبة لوزارة التعليم والصحة . انعدام الاطر في التخصص .في بلدي الحبيب احترام الأطفال والشيوخ رفع دعاوي قضائية على الوزارة الوصية تخصيص ميزانية من دافعي الضرايب للولوج الى المراكز المختصة والمدارس

  • احمد
    الإثنين 30 يوليوز 2018 - 18:56

    اسباب التوحد هو الزئبق و الرصاص و الالمنيوم الموجود في اللقاحات التي صنعوها لاطفالكم.. و الغريب في الأمر أن لا أحد من ما يسمى باحثين يشك في اللقاحات و كأنها و حي منزل من السماء.. ان السموم باتت موجودة بفعل فاعل في طعامكم و ماءكم وهواءكم وحتى بعض اوانيكم في المطبخ و من لا يصدق كلامي فليقرا كتاب le crime vaccinal.

  • Imad
    الإثنين 30 يوليوز 2018 - 19:09

    هذا البلد وأبناؤه أولى بهذه التخصصات التي شبه منعدمة خاصة في المدن الصغيرة مما يخلق متاعب مادية ونفسية للآلاف من العائلات

  • زوري وري
    الإثنين 30 يوليوز 2018 - 23:26

    اخواني المعلقين الأفاضل، سلام وبعد: انا لا افهم لماذا نتعلق بالثعلب !! وماذا قدم للفريق ؟؟ خرج بشرف من المونديال الأخير وبنقطة واحدة. هناك مدربون أحسن منه. فكروا بقائمة المدربين التالية:
    ١. زكزك فوحة
    ٢. فرتي الوعي
    ٣. عنطورة التيس
    ٤. مكمك الحنطة
    ٥. ركراكي وعوع
    ٦. بذرود تيتي
    ٧. طرطر واعي
    ٨. كبشة نواة
    ٩. زكزك واخا
    ١٠. ميطي فانا
    ١١. لطلط طمرة
    ١٢. كيسة توري
    وغيرهم كثير. فكروا معي رجاءا في مدرب اخر غير الثعلب. شكرًا هسبرس على النشر

  • ياسين الكزاوي
    الإثنين 30 يوليوز 2018 - 23:48

    اتفق كليا مع المعلق احمد. فاللقاحات الغير متوالمة مع اللقاح الاصلي للام في البلد الام. يخلق هده المشكلة، متلا في كندا و امريكا. كاين هدا المشكل بزاف. لان اللقاحات مشبعة بالزئبق. و ايضا ليست متوالمة مع لقاحات القديمة اللي كانو كيديرو لينا فالمغرب انداك. شخصيا اعرف ام صديقة لي لها ابنان واحد مصاب بالتوحد الدي ضهر عليه بعد اللقاح. و الغريب في الامر انها قررت عدم تلقيح الطفل التاني اللدي يتمتع الان بصحة جيدة. و ايضا صديق اخر في كندا. ولداه الاتنان مصابان بالتوحد للاسف

  • نورالدين
    الثلاثاء 31 يوليوز 2018 - 07:57

    والله انت صدقت….بعضالاشخاص محدودي الفكر والافق لا يهمه فالحياة سوى ان يسمع شيئين….القران…الرسول محمد…

  • محمد احمد البستاني
    الخميس 2 غشت 2018 - 22:38

    مريم وحمان ابنة محمد وحمان، كان لي شرف التعرف والاشتغال مع والدها في مشروعه الخاص، وجميع افراد اسرتها الذين يصبغهم التميز والبحث عن التألق، من ابيها واخوانها واعمامها …، عرفتها حين كان عمرها 17 سنة في عامها الاول، حينها كانت تدرس بمراكش واهلها بمدينة اكادير، متمكنة في خمس او ست لغات، طموحاتها تفوق كثير التواضع الذي يبدو على محياها … ابارك لها ولوالديها واخويها ولكافة افراد عائلة وحمان هذا الانجاز الذي حققته ابنتهم… وحق لها ان تفتخر فمثلها يستحق ان يكون عملها في مكان ترفع فيه قيمتها…

  • الاستاذة المريني
    الثلاثاء 28 غشت 2018 - 22:27

    الاستاذة مريم وحمان انسانة رائعة و محترمة. دائما مستعدة للعطاء و متفائلة، لم اسمع منها الا ما يثلج القلب و ساعدتني كثيييييرا في تطوير مهارات ابني و كذلك في ارشادي في المسائل القانونية في مجال حقوق ذوي التوحد. كما انها كانت جد رائعة في مساعدتي شخصيا لتجاوز الضغوطات النفسية التي عشتها مع ابني..
    جزاها الله الف الف خير

  • محمد
    السبت 1 شتنبر 2018 - 21:19

    ابارك لمريم وحمان ولوالدها صديق لي واتمنى التوفيق لاخيها الذي رحل الى الصين لمتابعة دراسته واربد منها اكثر من التوضيحات عن التوحد لانه لدي ابن في عمره 15ولا يستطيع الاندماج مع المجتمع اي مازاعمش وربما هذا ناتج عن سلوكاتنا معه فرجاء الحل يا استاذة مربم.

  • سارة المعيقلي من السعودية
    الأربعاء 24 أكتوبر 2018 - 13:07

    مقال ممتاز لكن يصف القليل عن مشوار الدكتورة وحمان، كفاءة يجب ان يفخر بها بلدها المغرب. سعدت بالتعامل معها و التعرف عليها. انسانة محترمة و خلوقة، و دكتورة جدية في عملها باسلوبها الرائع. شاركت في عدة ورشات عمل و محضارات لها في الامارات و السعودية.
    وفقها الله و حفظها

  • Maria
    الأحد 14 يوليوز 2019 - 05:03

    Meryem Ouahmane, notre fierté au Maroc dans le domaine de l’autisme et d’ABA

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00 1

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15 3

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 10

تقنين التنقل بالتطبيقات

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب

صوت وصورة
وزير النقل وامتحان السياقة
الخميس 28 مارس 2024 - 16:02 6

وزير النقل وامتحان السياقة

صوت وصورة
صحتك النفسانية | الزواج
الخميس 28 مارس 2024 - 16:00 3

صحتك النفسانية | الزواج