سمير القنطار في نسخته المغربية!!

سمير القنطار في نسخته المغربية!!
الجمعة 18 يوليوز 2008 - 06:37


“ما همّوني غير الرجال إلاَ ضاعُو..”


السيي كريط نقلا عن ” مجموعة ناس الغيوان“


ما الذي يجمع نصر الله (الشيعي) وسمير القنطار(الدرزي)؟ سيقول قائل : لبنان والعروبة !! أقول ودون تردد : إنها الهوية المطلقة للأمة المتجسدة في التوق الى الحرية والكرامة والشرف ورفض الذل والمهانة كما أكد السيد نصر الله ، أما الطوائف والأحزاب والنحل والملل في جسد الأمة ما هي إلا عناوين وأشكال وأسماء سميتموها أنتم وآباؤكم تكمن وظيفتها الرئيسة كما أتصور في تصريف هذه القيم الملازمة للإنسان العربي والمسلم في برامج ومناهج تربوية لبناء عقل مستنير،وتقويم وجدان على أساس قاعدة الرفض والممانعة، وتشكيل إنسان واع بالمخاطر التي تستهدف الأمة في وجودها ، وتشكيل عقل يفهم المقاومة ويعي جيدا استراتيجياتها ، ذا ما قاله صاحب البيان والكلام في العصر العربي المتردي وحققه في وعوده الصادقة التي رفعت هامتنا عاليا .


يوم الأربعاء 16 يوليوز (تموز بلغة إخواننا في المشرق العربي) تأخرت عن موعدي مع زملائي الذين تعودت الجلوس معهم كل مساء في المقهى، وقد التمسوا لي العذر لما علموا أني بقيت طول اليوم متسمرا أمام التلفزة فرحا مستبشرا بعودة الشرفاء والأحرار وكلهم أحياء من سجون ومقابر العدو الصهيوني ، نعم كلهم أحياء وبدون استثناء سواء من عاد منهم حيا يرزق الى أرض الوطن ليستكمل حياة النضال والمقاومة أو من عاد منهم حيا في التوابيت ليدفن في الأرض التي ضحى من أجلها واستشهد… هؤلاء ليسوا أموات كما صدعتنا الفضائيات بذلك في نشرات الأخبار والتحليل”بل هم أحياء عند ربهم يرزقون” . والحقيقة أن زملائي هم أيضا تأخروا ولنفس السبب. ولذلك كان نقاشنا حول صفقة الأسرى التي أفرحت العرب وأغضبت الصهاينة، واستقبح أحد زملائي تصريح الصهيوني سيلفان شالوم وهو من أصول مغربية كما يحلوا لبعض المطبعين والمضبعين (نسبة الى الضبع) أن يذكروننا، حيث أدلى بتصريح يقول فيه بان هذه الصفقة خسارة لإسرائيل وانتصار لـ” الإرهاب” . وسيلفان شالوم هذا هو نفسه من أجرت معه جريدة المساء المغربية حوار أغضب بعض المغاربة .


حديثنا عن سمير القنطار استبد بنقاشنا أكثر خاصة لما التحق بجلستنا إدريس الذي أسهم في طولها فاستمرت إلى آخر ساعة من اليوم التموزي المشهود ، أي منتصف الليل .


ونحن نناقش استدار أحد الزملاء فخزر شابا مغربيا فقال انظروا سمير القنطار المغربي ، ولما التفت بعفوية شاهدت الشاب يشبه سمير القنطار الأسد اللبناني المحرر، سبحان الله يخلق من الشبه أربعين كما يقولون في المثل المغربي الدارج ، سمير القنطار في نسخته المغربية كان يجلس في ركن قصي من المقهى مع فتاة شبه عارية ، وهذه حريتها ولا ريب ، لكن ما استقبحته شخصيا هو أن الشاب الذي يشبه سمير القنطار كان يمسك الفتاة من ثدييها ويقبلها في عملية تواجدية (من الوجْد) في مكان عمومي وفي بلد يدين سكانه بالإسلام وتسوده ثقافة عربية إسلامية محافظة وعلى هرم سلطته حاكم بأمر الله يسمى أمير المؤمنين . قلت نعم هو ذا سمير القنطار في نسخته المغربية” قياس الخير” كما نقول حين يعز وجود وجه الشبه على مستوى القيم الرفيعة أمام القيم الوضيعة لـ “سميرنا المغربي ” !!


سمير القنطار الحقيقي ألقى كلمة أمام الجماهير في العرس الوطني بملعب الراية بالضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت فقال: الحمد لله الذي أعطاني القوة على الصمود والتحدي ومواجهة السجان وحيدا بإرادتي ، الحمد لله الذي بعث لهذا الوطن بهذه المقاومة الإسلامية الباسلة ، الحمد لله الذي أوصلنا لزمن الانتصارات ولا عودة للهزائم ، إن الفضل للحرية يعود لله ثم للشهداء ثم إليكم يا جماهير الوعد الصادق وقدمتم كل شيء ولم تساوموا على مبادئكم ” ولم ينس سمير القنطار فلسطين المحتلة التي قضى فيها 30 سنة من الأسر في سجون الاحتلال الغاصب فقل”عدت من فلسطين ولكني لم اعد إلا لكي أعود لفلسطين . وسنعود مع المقاومة الإسلامية ” كما دعا الى الوحدة الوطنية الفلسطينية باعتبارها الوحيدة القادرة على تحقيق النصر. سمير القنطار هذا تحول بفعل المقاومة الى شخصية كارزمية هي في أمس الحاجة إليها شعب لبنان ليخرج من حمى الانقسامات الطاحنة التي تهدد كيانه الاجتماعي . وكيف لا وهو الذي تخرج من مدرسة الثورة وتعلم من قياداتها فنون ثقافة المقاومة التي تتنزل برامجها ثقافية شعرا ورواية وكاريكاتور وخطبا دينية حماسية في المساجد والملتقيات الفكرية ، وإعلاما مقاوما وأغاني وطنية وثورية… بصرف النظر عن الميليشيات والأحزاب والطوائف والاتجاهات الفكرانية ،وكانت هذه الثقافة المقاومة هي السائدة في الوطن العربي من المشرق الى المغرب باعتبارها هوية مطلقة للأمة .


غير أن عوامل كثيرة ساهمت في إضعاف هذه الثقافة منها نهاية الحرب الباردة وتصدع بعض الأحزاب اليسارية وما ترتب عن ذلك من ظهور ما يسمى بالنظام الدولي الجديد بقيادة أمريكا ناهيك عن عوامل التجزئة المقيتة التي يشكو منها الوطن العربي والتي زادت استفحالا بعد مفاوضات السلام مع العدو الصهيوني وما تلاها من فتور في بنية العقل المقاوم ، فأصبحنا نعيش حربا سيميائية خطيرة ومقوضة للاجتماع العربي عبر تشكيكه في نفسه، فشاعت ثقافة السلام والاعتراف بالآخر والتسامح ..كان من نتاجها سمير القنطار في نسخته المغربية ، وهو أمر طبيعي أن نشاهد مثل هذه المشاهد المأساوية التي تبعث على الألم والتأمل . وهنا يعن لنا أن نتساءل :


هل يمكن للأعلام المغربي المتجسد في الدوزيم والقناة الأولى وفي برامجهما مثل لستوديو دوزيم ولالة العروسة على سبيل المثال لا الحصر أن تنتج لنا جيلا مقاوما؟ وهل برامج التعليم الرديئة يمكنها أن تعطينا أجيالا واعية بالمخاطر التي تحاك بالوطن والأمة ؟ للتذكير فان برامج التعليم الجديدة حذفت مواضيع القضية الفلسطينية وما يتعلق بها سواء في الأدب أو التاريخ أو التربية الإسلامية وهي المواد الأساسية القمينة بتشكيل عقل التلميذ ، وهل خطب الجمعة المملة التي تتحدث عن دم الحيض والنفاس وطهارة البدن من النجس ولا تتحدث عن تطهير البلد من نجس الفساد السياسي والمالي المتفشي ، فضلا عن انجازات الحاكم التي لا نراها، يمكنها أن تمنحنا مسلما ينتصر للحق ولا يخاف في الله لومة لائم ويقدس الشهادة في سبيل الله كعنوان لدفع الأذى عن الأوطان ؟


أما الأحزاب السياسية فحدث ولا حرج ،فقد انساقت مع ثقافة السلام فأصبحنا نجد حزب المهدي بن بركة يعانق الصهاينة بالأحضان في الأممية الاشتراكية ، وظهرت الى الوجود حركة سياسية هلامية يقودها صاحب صاحب الجلالة فؤاد عالي الهمة الذي لم يستحي من وصف المقاومة الفلسطينية بالإرهاب وصاحب المقولة الانهزامية ” مدينة تازة قبل مدينة غزة” ، أما المقرات الحزبية فقد تحولت الى مقاولات سياسية في الانتخابات فقط ، مما جعل الشارع المغربي يكفر بالكائن الحزبي وأصبح يردد مع الأخ القدافي عبارته المشهورة : ومن تحزب فقد خان !!


إن هذا الفراغ الثقافي الرهيب الذي نحياه بالمغرب لا ينتج لنا إلا أشباه سمير القنطار وما هم سمير القنطار الحقيقي المقاوم الذي حرر نفسه بنفسه لما انتصر على السجان مدة 30 سنة ، فجاء الوعد الصادق كمنحة ربانية ” وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى” . أما سمير القنطار الشبه فهو إنتاج طبيعي لثقافة التطبيع مع الكيان الصهيوني والتطبيع مع المنكر والتطبيع مع الفساد السياسي والتطبيع مع القيم الوضيعة مقابل القيم الرفيعة التي رفعت سمير القنطار في عيون الأمة !!


ما يشبه الختام :


قبل أربعة سنوات كنت احرس في امتحان تلاميذ الباكالوريا في ثانوية بحي هامشي، فرأيت التلاميذ يستخدمون الآلة الحاسبة في عملية الضرب والقسمة وو، لأن مقرر التربية الإسلامية يتضمن دروسا في الإرث، فقلت مع نفسي لماذا يبددون مجهودات التلاميذ في أشياء يمكن أن نسميها تافهة ، لأنها من العلوم التي ليس تحتها عمل، تلاميذ فقراء يعلمونهم كيف يتقاسمون ماذا ؟ هل هؤلاء أبناء جنرالات ومستشاري الملك وخدام الأعتاب الشريفة وأصحاب أرصدة بنكية في أوربا، أو أولاد الصفريوي صاحب “والضحى والليل إذا تمخزن” وعبد الكريم العمراني ووو…نسيت هؤلاء أبناؤهم لا يدرسون مع “بوزبال” !!!


تصبحون على وطن


[email protected]

صوت وصورة
احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية
الجمعة 29 مارس 2024 - 00:30 1

احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00 2

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15 3

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 11

تقنين التنقل بالتطبيقات

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب

صوت وصورة
وزير النقل وامتحان السياقة
الخميس 28 مارس 2024 - 16:02 6

وزير النقل وامتحان السياقة