خالد الجامعي : أخطر ما يواجهه الصحافي هو طلب الإذن بالنشر

خالد الجامعي : أخطر ما يواجهه الصحافي هو طلب الإذن بالنشر
الإثنين 16 مارس 2009 - 10:41

يعرف حقل الصحافة المكتوبة في المغرب، مجموعة من التعقيدات، المُرتبطة بالظرفية السياسية والمُجتمعية، كما هناك اعتبارات ذاتية من صلب المهنة، تفرض محاولة فهمها، وذلك من خلال مجموعة من المحاور، منها ما هو مُرتبط بالتحقيب الزمني، والموضوعاتي.. الزميل خالد الجامعي، يُعتبر ظاهرة تكاد تكون فريدة، في حقل الصحافة المكتوبة، باعتبار “صموده” في مُواصلة مُمارسة، هذه المهنة الوعرة التضاريس، وذلك على مدى زمني يقرب من أربعة عقود.. التقينا الزميل خالد وناقشنا معه حاضر الصحافة المكتوبة، واستعدنا معه، أيضا، على سبيل المُقارنة، بعض محطات ماضيها، وبين هذا وذاك، عرج على بعض المحطات الدالة، في مساره المهني .. فكان هذا نص هذا الحوار.



س: مارست العمل الصحافي قُرابة أربعة عقود من الزمن، ما بين الصحافة الحزبية والمستقلة، كيف تنظر إلى وضع المهنة حاليا؟



ج: بكلمات مُختصرة، أعتقد أنه بعد معركة، طويلة دامت نحو خمسة وثلاثين عاما، حيث وصلنا إلى تحقيق قسط من حرية التعبير، خلال الخمس سنوات الأخيرة من حياة الحسن الثاني، خسرناه اليوم.



س: كيف تم ذلك؟



ج: الصحافة المغربية تدجنت الآن، لقد كان هناك بعض الأمل، في هذه الصحافة، التي تُسمى بأنها مُستقلة، حيث إن نظام الحكم، استعمل وسائل قمع لم تكن موجودة من قبل..



س: لو سمحت، ذكرت أن وضع الصحافة، خلال السنوات الخمس الأخيرة، من حكم الحسن الثاني، كانت تتمتع بقسط من حرية التعبير، أين تجلى ذلك في نظرك؟



ج: تجلى ذلك، في بعض الجرائد المستقلة، وأحددها في تجربة “لوجورنال” فطوال الخمس سنوات، التي ظهرت فيها هذه الجريدة، خلال حياة الحسن الثاني، لم يتم حجز عدد واحد من أعدادها، وذلك بالرغم من أن “لوجورنال” أثارت حينها مواضيع حساسة، كانت تُعتبر من الطابوهات، مثل ما جرى لعائلة أوفقير، وعبد السلام ياسين، وابراهام السرفاتي، إلى غير ذلك، وبالرغم من المشاكل، التي تسبب فيها طرح مثل هذه المواضيع، إلا أن الحسن الثاني لم يتخذ أي قرار بإيقاف “لوجورنال” أو أي رد فعل آخر عدائي، كما تجلى ذلك في تجربة قناة “دوزيم”.. فقسط الحرية الذي كان آنذاك لهذه التلفزة، لا وجود له الآن، شخصيا كُنتُ أمُرُّ في برامج مُباشرة بالدوزيم، قل لي كم هي البرامج المُباشرة الموجودة الآن في “دوزيم”؟



س: هل تعتقد أن ذلك السماح بقسط من حرية التعبير، في السنوات الأخيرة من حكم الحسن الثاني، كانت عملية مقصودة، أم كان نوعا من اللامبالاة؟



ج: كان ذلك مقصودا.



س: كيف؟



ج: سأحكي لك واقعة حدثت لي شخصيا، وبالتحديد عندما بدأت تُطبع “لوجورنال” في فرنسا، حينها أرسل لي الحسن الثاني إدريس البصري ليقول لي: إن طبع “لوجورنال” في الخارج يعتبره الملك أمرا غير مقبول، كما يرى أنه كفى من الحديث في الجريدة، عن السرفاتي والشيخ ياسين، وعبد الله زعزع، الذي يرغب في نظام جمهوري، وقال لكم أيضا عودوا للطبع في المغرب، حينها أجبته قائلا: إذا لم يعجب الملك ما نقوم به، فليعمل على توقيف “لوجورنال”.. كما قلت للبصري: أنا لا أعرف لماذا يتحدث إلي الملك، في أمر “لوجورنال” فأنا لستُ لا مُدير نشرها، ولا رئيس تحريرها، إن ابني بوبكر قد كبر وبلغ أشده.



س: كيف تفسر أن الحسن الثاني توجه إليك عبر البصري وليس إلى ابنك بوبكر؟



ج: إن طريقة تفكير الحسن الثاني، كانت تقليدية بهذا الصدد، أي كان يقول مع نفسه، في مثل هذه المواقف “خاص البو يهضر مع ولدو”..



س: وماذا كان جواب الحسن الثاني؟



ج: اتصل بي إدريس البصري بعد بضعة أيام، ليبلغني أن الحسن الثاني يقول لنا، إذا أردتم الحديث في “لوجورنال” عن الشيخ ياسين أو السرقاتي، أو زعزاع وغيرهم، الله يعاونكوم، وأنه يعتبر أن المغرب، في الحالة الراهنة، يجب أن يتوفر على صحافة على غرار “لوجورنال” وأضاف أن الحسن الثاني، يقترح عليكم شراء مطبعة يُهديها إليكم. ولن يتدخل في خطكم التحريري، وأنه ما دام على قيد الحياة، لن يتم إيقاف أو حجز “لوجورنال”.



س: وماذا كان جوابكم؟



ج: قلنا للبصري “الله يجازي الملك على مسألة هدية المطبعة، غير أننا لا نحتاج لدعم بهذا الصدد، وسنحاول حل المشاكل المرتبطة بالطبع في الخارج.



س: متى كان ذلك؟



ج: كان ذلك ثلاثة او أربعة أشهر، قبل وفاته.



س: عرف سوق الصحافة في المغرب، منذ أواخر سنوات عقد تسعينيات القرن الماضي، تعددا في المنابر المستقلة، أدت دورا مختلفا عن أداء الصحافة الحزبية، طوال سنوات ما بعد الاستقلال، ما هو تقييمك لهذه التجربة؟



ج: يعجبني استعمال المقولة الشهيرة “مكره أخاك لا بطل” بهذا الصدد، فلأنه لم يعد هناك وجود للأحزاب بالمعنى الحقيقي، إذ أصبحت كلها مُمخزنة، لذا رأى نظام الحكم في الجرائد التي تُسمى مُستقلة (وهنا أفتح قوسا لأقول بأن التسمية الأجدر بهذه الجرائد هي أنها غير مُتحزبة) أنها هي المُعارضة، ويتعامل مع أصحابها كمُعارضين، ومن تم اضطررنا نحن الصحافيين إلى تقمص هذا الدور الذي زهد فيه السياسيون.



س: لقد انتهى هذا الدور، كما شرحته، بطريقة سلبية حيث تم إيقاف جرائد، وسجن ومُتابعة صحافيين، سيما في فترة حكومة عبد الرحمان اليوسفي، فكيف تُفسر هذا التراجع، مقابل حديث كثير عن انفتاح سياسي وحقوقي وإعلامي، في بداية حكم محمد السادس؟



ج: إن هذا مجرد كذب في كذب، ولنأخذ ما حدث لي، حينما كتبتُ رسالتي لإدريس البصري سنة 1993، فالبرغم من جسامة مضمون الرسالة، إلا أنه لم يقع شيء. لم يُلق علي القبض، ولم اُحاكم، ولم أُهدد..



س: ألا يجب أن نضع في الاعتبار أنك كنت حينها، رئيس تحرير جريدة “لوبينيون” التابعة لحزب الاستقلال، ومن تم الاعتبارات السياسية للموضوع؟



ج: إدارة “لوبنيون” نفسها كانت خائفة، ولم تكن تريد نشر تلك الرسالة، لقد كان بإمكان إدريس البصري حينها، أن يُسيئ إلي، وما دام لم يفعل، فلأن الحسن الثاني، لم يكن يريد ذلك، إذن منذ تلك اللحظة، بدأت حرية التعبير في الصحافة تكتسب موقعا، واسمح لي أن أقول لك، أن التراجع الحالي لتلك الحرية، ليس سببه مَن يُسمى بالعهد الجديد وحده، بل نحن الصحافيون المسؤولون عنه بالدرجة الأولى.



س: كيف ذلك؟



ج: ذلك أنه حينما يتم المس بأحدنا، لا نتضامن فيما بيننا، هل سبق أن قُمنا بإضراب عن العمل، حينما تم المس بإحدى الجرائد، أو أحد زملائنا؟ أو أن نقرر عدم إخراج جرائدنا ليوم واحد بسبب انتهاك حرية التعبير.



س: كيف تفسر افتقارنا إلى هذا النوع من التضامن المهني؟



ج: سبب ذلك هو المال.



س: كيف؟



ج: سأضرب لك مثلا، فالصحافي الذي كان يعمل في جريدة، وأسس مقاولة، بدأ يرى الملايين تدخل عليه، وبالتالي أصبح “باترون”.. وعندها يبدأ في احتساب عمليات الربح والخسارة، في كل خطوة يُقدم عليها، فهو يخشى مثلا، أن يزوره موظف مصلحة الضرائب، ويُطالبه بتقويم ضريبي لمقاولته، لذا فإنه بدلا من أن نتكتل فيما بيننا، نحن الصحافيون، في مواجهة نظام الحكم ونقول له: إذا أردت ان تضرب فاضرب.. بدلا من ذلك، فإننا نفضل ان نظل مثل صغار طائر الحجل، الأكثر من ذلك، أن الكثير من أصحاب الجرائد غير المتحزبة، ذهبوا للتفاوض مع رجال المخزن.



س: هل لديك مُعطيات دقيقة بهذا الصدد؟



ج: إنني أعرف أن هناك بعض أصحاب الجرائد، تفاوضوا ، بعدما تم الحكم عليهم في بعض قضايا النشر.



س: هل يُمكن أن تذكر أسماء؟



ج: لا أريد ذكرهم، غير أنهم مثل المُريب يكاد يقول خذوني.. فعوض أن يُواجه سلطات تنفيذ الأحكام المالية الكبيرة بالقول: “ما عنديش آجيو ديرو السيزي” يُفضل أن يذهب للتفاوض، من أجل عدم تنفيذ الحكم، ويُمنح له ذلك، والنتيجة أننا وصلنا إلى هذه الوضعية المزرية، التي توجد عليها حرية التعبير.



س: هل هذا أمرمقصود، من طرف نظام الحكم، لإحكام السيطرة على المنابر وأصحابها، أم أنه مُرتبط باعتبارات ذاتية؟



ج: لا.. لا، إن الصحافيين، هم الذين يقعون في هذه المطبات، من تلقاء أنفسهم، فلو كان المخزن يصنع مثل هذه الاستراتيجيات لكنا “لاباس علينا.. راهوم غير جماعة ديال لكوانب” وللحقيقة يجب أن نقول، أننا نحن الصحافيين لسنا رجالا.. فلم يعد هناك الآن في الساحة إلا جريدة او اثنين والباقي دخل في حسابات الربح والخسارة من منظور ضيق.



س: ما هي عناصر الضعف الأخرى، كما تراها، بناء على ما تراه كتراجع في المُمارسة الصحافية حاليا؟



ج: بدأ التراجع مع حكومة اليسار، التي سُميت، بحكومة التناوب التوافقي، وفي الحقيقة فإن ظلم ذوي القربى أشد مضاضة، ذلك أن مَن أهلك الصحافة غير المتحزبة، ليس هو المخزن بل اليسار، وأحزاب الكتلة بالتحديد.



س: تقصد عبد الرحمان اليوسفي؟



ج: وغيره كوزير الاتصال السابق العربي المساري، ومحمد الأشعري، ونبيل بنعبد الله، وغيرهم، ممن كانوا يتغنون من قبل، بأناشيد حرية الصحافة والتعبير، إنهم هم الذين قتلوا الصحافة غير المتحزبة.



س: ما هو تقييمك من الناحية المهنية، للصحافة التي تُسميها غير متحزبة، هل قدمت تراكما نوعيا جديدا، أم لا، مقارنة مع ما كان في السابق؟



ج: لقد أضافت نقلة نوعية مهمة جدا.



س: مثلا؟



ج: لقد كسرت بعض الطابوهات السياسية، وكانت لها الشجاعة مثلا، لتناول موضوع إمارة المؤمنين، من وجهة نظر نقدية، ونفس الشيء عن الجيش والشرطة وعلاقة الدين بالسلطة، والمخزن الاقتصادي، إلى غير ذلك من المواضيع، التي كانت طابوهات، ولم تتعرض لها صحافة الأحزاب، من قبل، وكان هناك جانب آخر مهم، هو أن المد الاقتصادي دخل إلى مُمارسة الصحافة غير الحزبية.



س: بمعنى؟



ج: لتأخذ عينات من هذه الصحافة، غير الحزبية، وستجد فيها صفحات للمواضيع الاقتصادية، من جوانب خبرية وتحليلية، وهو ما لم يكن متوفرا في الجرائد الحزبية، التي لم يكن يهمها القارىء، بل كانت وسيلة للتواصل مع القصر، فحينما كان السياسيون يريدون قول شيء للملك، يستعملون جرائدهم، بطريقة “التقلاز من تحت الجلابة”.



س: وماذا عن أجناس الصحافة المهنية، مثل التحقيق والروبورتاج والاستطلاع.. إلخ في الصحافة غير الحزبية؟



ج: أظن أننا كنا بدأنا في المغرب، نوعا من الممارسة المهنية لم يكن موجودا من قبل، وأعني به صحافة التقصي، حيث شرع الصحافيون، في نبش عدة ملفات، لجلب المعلومات والأرقام إلخ، في حين أن الصحافة الحزبية كانت للرأي، وبدأنا في الصحافة الجديدة، نورد مُعطيات رقمية عن شركة “أونا” مثلا، وعن ثروات المسؤولين،ومُعطيات التعامل في البورصة إلخ، من الأمور التقنية الاقتصادية والمالية، وذلك لأن الملامح المهنية تبدلت، ففي البداية كان هناك المناضل الصحافي، أما الآن فهناك الصحافي المناضل، ويجب أن أقول أن جيلكم من الصحافيين، والجيل الذي جاء بعدكم، مستواهم أفضل من جيلنا نحن، لأن أغلبكم درسوا الاقتصاد، أو من خريجي الحقوق، وليسوا مُتقني عملية الكتابة فقط.



س: كيف تفسر هذا التحول النوعي، هل جاء صدفة، أم لديه أسباب موضوعية في البنية الاجتماعية والاقتصادية والسياسية للمجتمع؟



ج: إن ذلك مرتبط بنوع من التطور في المجتمع، لنأخذ مثلا الشريحة البرجوازية الجديدة، فهذه الأخيرة أصبح لها تطلع للتنظيم الديموقراطي، للدولة والمجتمع، بغاية إرساء نظام الحق الاقتصادي، فمن قبل، كانت هناك مُطالبة بدولة الحق السياسي، أما الآن فمن طالب شريحة البورجوازية، دولة الحق الاقتصادي، بما يعني توفر قوانين المُنافسة الشفافة، ونظام ضريبي مُعقلن، وهو ما يفسر الحرب التي خيضت سنة 2006 ضد فيديرالية المقاولات، إبان رئاسة حسن الشامي، وإذا كنت ما تزال تذكر، فبعدما تم ضرب حسن الشامي، بدأ بعد ذلك مباشرة ضرب الصحافة غير الحزبية، إنها آلية مترابطة كما ترى.



س: وما تفسير ذلك في نظرك؟



ج: إن المخزن الجديد، أو بالأحرى “مخزن الكاطريام ديفيزيون” لم يفهم أن المغرب قد تطور، في حين أن الحسن الثاني، كان قد فهم ذلك “أوعليها طلق اللعب”.. مسؤولو المخزن الجديد، يريدون العودة بنا، إلى ما كان يفعله الحسن الثاني، في بداية عقد الستينيات من القرن الماضي.



س: كيف تفسر هذا التضايق من الصحافة؟



ج: أعتقد أن الجهاز الأمني، في النظام المخزني، لم يعد يتحمل الصحافة غير الحزبية، بالتالي الرغبة في تحطيمها، من خلال إملاء الأوامر على القضاء، الأمنيون يقومون بضغط رهيب على الصحافة والصحافيين، فإذا قرر مثلا بنسليمان أو لعنيكَري أو الحموشي، إيقاف جريدة ما، فلا أحد سيقف في وجه رغبتهم، لا قضاء ولا وزارة الاتصال ولا غيرهما.



س: ما هي أكبر معضلة تواجه الصحافة الآن؟



ج: أعتقد أن أخطر ما وقع لنا نحن الصحافيين، يتمثل في أن بعضنا أصبح يطلب الإذن، من جهاز الأمن أو المخزن أو القصر، حول ما يجب أن ينشره أو لا ينشره.. وأقصد هنا بالتحديد قضية صورة أم الملك، وهنا أتساءل: لماذا أقدم مدير جريدة “الأيام” على طلب الإذن بنشرها؟ لماذا لم ينشرها ويترك المخزن يتحمل مسؤوليته في حجز الجريدة؟.. “هذا راه لحماق” ذلك أنه بعدما كان هناك طلب للإذن بالنشر، يُمكن أن يُفتح المجال لعدد من الطلبات المُماثلة، كأن يطلب صحافي ما، من جهة نافذة، فيما إذا كان عليه أن يكتب هذه الجملة أو تلك، وهذا هو الخطير في الأمر، إن هذا أفظع من الرقابة الذاتية، أي أن الصحافي سيُطالب بالرقابة. وهذا مستوى آخر من التدهور. وبهذا المنطق الأعوج، سيقوم مثلا غدا أحد مدراء الجرائد، بطلب إيفاد أحد أعوان السلطة، ومنحه مكتب في هيئة التحرير، ليقرأ المقالات ويقول ما إذا كان يجب نشرها أم لا. وذلك حتى يضمن صاحب الجريدة، أن تستمر مقاولته و “يبقى يدور شوية ديال لفلوس، واش ماشي لحماق هذا؟”.. وإذا قمت أنت مثلا بالصراخ مُطالبا بحرية التعبير، سيقولون لك: “واش نتا أحسن مول (الأيام) راه طلبنا واش ينشر ولا لا؟”.



س: كيف يمكن تفسير هذا المأزق؟



ج: إنها حالة مرضية، وهو أخطر ما وقع لنا نحن الصحافيين لحد الآن. حيث لن يكون المخزن في حاجة إلى استعمال القضاء لضرب الصحافيين الذين لا يُعجبونه.



س: ألا يبدو هذا مُفارقا، في زمن انفجار وسائل التواصل السريعة، على غرار الأنترنيت؟



ج: نحن نتحدث عن مآزق الصحافة المكتوبة، أما صحافة الأنترنيت، فليس للمخزن سلطة عليها، حيث ظهر الآن المواطن الصحافي، مثل قناص تارجيست، وبهذا الصدد، هل تعتقد أن الصحافة المكتوبة، هي التي منحت ذلك البُعد الكوني، لما وقع في سيدي إيفني؟ لا، إنه ذلك المواطن الصحافي، الذي صور بهاتفه المحمول، تدخلات القوات الأمنية، وأرسل الصور إلى موقع “يوتوب”.. أما أصحاب الصحافة المكتوبة، فإنهم مشغولون بطلب إذن النشر، خوفا على انقطاع ورود الملايين إلى جيوبهم.



س: ما هو أفق هذا الوضع الذي تعيشه الصحافة المكتوبة الآن؟



ج: أظن أن هذه الصحافة، ستفقد المصداقية التي كانت لها، فلم يبق هناك سوى جرائد قليلة جدا، تُحاول أن تُنقذ ما يمكن إنقاذه.. وبالتأكيد ستتلقى ضربات قريبا لإدخالها إلى الصف المخزني.



نُشِر نص هذا الحوار في أسبوعية “المشعل” العدد 204 بتاريخ 5-3 – 2009

‫تعليقات الزوار

10
  • أبو شـــامة هولاندا
    الإثنين 16 مارس 2009 - 10:43

    قيدوم الصحفيين ورجل الإعلام خالد ج الذي رزقه الله موهبة فريدة من نوعها يوم أن كان القمع وتصدير الكلمة كان الرجل لا يخاف في الله لومة لائم حتي أن الملك الراحل كان يكن لكلمته ألف تقدير ثم ظهرت أجيال تسترزق مما تكتب فلعبو بصاحبة الجلالة وحطمت كلمة الصحفي كما حطمت كل مختلف الفنون بوطننا العزيز وأصبح ألأسد في القفص تبــــول عليه القطط وستبقى كلمتك قنبلة نويية تفجر تلاعبات المتلاعبين ولو كره المتشــــون

  • الزنداي الزردلاقي
    الإثنين 16 مارس 2009 - 11:01

    خالد الجامعي غير مستقر في مواقفه لهذا اتعامل مع تصريحاته رغم انها تذغذغ العواطف بحذر ، لا اثق فيه مطلقا فقد سبق ان لوث نفسه بان رضي قبل سنوات بان يكون عضوا في اللجنة التنفيدية للاستقلال و اشتغل مع الاخ عباس الفاسي و بقية الاخوة قبل ان يلفظ خارجا بعد ان فقد عذريته ثم من ينتسى مرافقته للبصري للجزائر و اشتغاله مستشارا للهمة ، السيد حلايقي وخلاص وكلامه لا يخرج على ان يكون ثرثرة سكارى محصنين لا يمسهم سوط المخزن لانهم يرفعون دوما بطاقة كان ابي ابو الشتاء وهات يا موال ………

  • خالي تاتي
    الإثنين 16 مارس 2009 - 10:51

    و أخطر مايواجه الصحافة هو الضمير المهني ، الذي لم يعد له وجود فالصحافيين إما أنهم ينتقدون كلما حجبت عنهم الأظرف و يصومون عن الكتابة حول أشخاص أو مواضيع متى توصلوا بإكراميات ، أما إذا وفرت لهم أموال إصدار جرائد فآنذاك الول كل الويل لأعداء و خصوم الممون ،
    رحم الله صحافيين كانوا يكتبون أيام كانت الكتابة تقود مباشرة للسجن أو للمنفى أما الآن فبإمكانك أن تكتب أي شيئ باستثناْ,,,,كما هو حال خالد الجامعي الذي صام طويلا حلال حياة المرحوم البصري و حين تبدلت به السبل صار مارد الصحافة الذي لا يشق له غبار ,,,طبعا في الكتابة ,,,و لكن مع من و عمن و لمن؟؟؟
    تلك أسئلة لم تعد صعبة ,,,

  • سعيد احمو
    الإثنين 16 مارس 2009 - 10:55

    كل ما قاله الجمعي صحيح فيما يتعلق بتضامن الصحافيون المنعدم.لكن القراء هم ايضا مسؤلون علي الوضعية كان عليهم ان يضربوا علي قراءة الجراءد المنحرفة و جعل اصحابها اما ان يحترمون قواعد مهنتهم او ينسحبوارغما عنهم.

  • surprisingmorocco
    الإثنين 16 مارس 2009 - 10:59

    خالد الجامعي معروف بالطاسة ربما هذا ما يؤثر على عطاء اته في المجال الصحفي الإدمان على الطاسة يفقد الشخصية بريقها وقيمتها الإبداعية والذوقية فيصبح الإنسان باهتا واهنا متأخرا عن الركب وذا شخصية مندفعة ومتملقة تخفي فراغا معينا هي أعلم به.
    لكن أشيد بتصريحاته الساخنة والبطولية في التليفزيون حتى عندما كان ادريس البصري في الداخلية .الرجل لم يكن يخاف أحدا ويتمتع بجرأة فريدة وساخرة ومتمردة تحسب له …ليته كان ثابتا على حال ربما كانت مكانته أرقى وربما كان فاز بإحدى جوائز الشجاعة والفحولة كتلك التي نالها الراجي الفحل ههههههههههه… العاطي الله اخاي الجامعي. يرزق من يشاء بغير حساب هههههههههه.

  • حيون عاشق الصابون
    الإثنين 16 مارس 2009 - 10:45

    من نهار شفته كيكتب عمود في جريدة النهار المغربية المحسوبة على المخابرات المغربية ومطية تصفية الحسابات مع الشرفاء عرفت انه يمثل علينا القلم الواعي المناضل , الجامعي هو العدو الحقيقي للشعب المغربي على الاقل البطانة الفاسدة لا تتستر وراء الشرف و الشعارات البراقة .

  • السي محمد شملال
    الإثنين 16 مارس 2009 - 10:49

    اصحاب الجرائد الدين تفاوضوا مع المخزن ولا يريد الجامعي ان يكشف عن اسمائهم في الحوار , على راسهم نور الدين مفتاح, الدي تراجع خطه التحريري كثيرا بسبب هدا التفاوض. وبالتالي اراه دار لاباس…ماعندو مايدير باصداع الراس. المغربي كيغوت الى كان جيعان..وغير كيشبع يفتحوا لو البزبوز صافي كيسكت ويضرب الطم.. وحتى السي خالد براسوا الى دوزوا لوا الروبني غدي يشبع ويضرب حتى هو الطم ويغرد بحال اخوتو…وعلى هاد الشي علاش خالد كيغوت اي كيقلب على راسوا وعلى شوية ديال الماء حتى هو باش يسكت. اراه عطشان.
    اوا شوف معاه حتى هو اسيدي المخزن باش يدخل سوق جواه.

  • ابن الحرة
    الإثنين 16 مارس 2009 - 10:57

    التقشاب و أخبار السوق و التحدي ثم أسرار و الأصداء و …غيرها من الجرائد المستقلة ، عبرت بما لم و لن يقدر عليه الجامعي …
    ماشي كان راسو سخون ، علاش تجمدت عضويته في حزب الإستقلال ،، أبدا و لكن لوجود عبد الكريم غلاب بعد علال الفاسي على منبر الجهر بالحق .إنها المفارقات و الأولويات …يتحدى عبد الكريم محاكمته ويستمر في التعبير بلسان الشعب ، ما أعطى أنفاسا لخالد و غيره …
    نعم لقد كان خالد مناضلا صحافيا ، وانتشى حين حقق ذاته من منبر حرية المشهد السمعي البصري …
    التحول في مضمار صحافة الأحزاب الوطنية له عوامل متعددة ، لابد أن تنال من المناضل الصحفي :
    1) النضج الفكري و إشكالية الأصالة و المعاصرة
    2) لسان الحزب في المعارضة يلهيه تذوق طعم الحكومة و موائد البرلمان بمصادرة السادجين ( يتحدثون وكأن المغرب كله مثقف … سبحان الله )
    3) الإشقاق داخل صفوف الحزب و تصفية الحسابات بين الأحزاب حول قضاياراهنة …
    4) الرجعية الفكرية و البورجوازية ( جريدة المحرر وعلى أعمدة صفحاتها كنت أقرأ ما ينتقد تخصيص بعض الجرائد صفحة للإشهار لا تفيد المواطن القارئ …و لما أصبحت الإتحاد الشركاتي عفوا الإشتراكي ، أصبح أتجرع مع قهوة الصباح الرجعية التي سبقت إلى البريهسترويكافي الإتحاد السوفياتي )
    5) العبثية و الإثارة … ألم يكن في حياة خالد سوى ياسن و السرفاتي وبضعة أسماء ؟؟ أهي التي صنعته أم الإثارة التي تميز بها من دون غيره ؟؟ انتهت مواضيهعم و استراح الحسن الثاني ، وأنت لم و لن تجد لنفسك راحة ….

  • الحسين السلاوي
    الإثنين 16 مارس 2009 - 10:47

    الحقيقة المرة التي لا يتناطح حولها عنزتان هي أن إنحدار المشهد الصحفي لم يكون وليد اليوم بل إنه كان نتيجة تراكمات كثيرة من بينهاأيضا أمثال خالدنا الجامعي الذي كان رئيس تحرير جريدة “لوبينيون” التابعة لحزب الاستقلال ؛ وتكفي هذه الصفة لنقف على شخصية الرجل وإنتماءه وأفكاره ؛ لذلك أوجه لك أخي الجامعي سؤالا رغم علمي أنني لن أتلق جوابا ؛ ماذا كنت تكتب وقت ذاك في عمودك المفرنس ؟؟ هل كنت تنتقذ سنوات الجمر؟؟ أم كنت من الذين ينعمون بالدفء بمقرك القريب من بار تاهتي وبولينكٌ بينما كان الناس بجوارك بسجن العلو يقاسون ؟؟ أين كانت جرأتك يومئذ لتشير فقط في جريدتك لهؤلاء؟؟ أم كنت مشغولا حتى عن الإشارة إليهم أو ذكرهم ، بأشياء أخرى أهم ؟؟أم أن الآن فقط تريد أن تبدو أنك مناضل ؟؟ما يعرفه الكثيرين أنك كنت متحزبا محسوبا على حزب الاستقلال بل كنت ضمن قياداته وأطره ؛ومعروف أنك لم تكن مناضلا بالمعنى المتعارف عليه في أدبيات النضال ؛وأنك فقط تستمد شرعيتك من أبيك الموقع على وثيقة الإستقلال ومن رسالتك للبصري سنة1993بعد أن بدأ الوهن يدب في أوصال سلطته.
    لا يكفي الإفتراء على الشباب لنيل حظوة الشرف فلازال هناك من يعرف حقيقة التاريخ!!! ومن ساهم في تدجين الحياة السياسية عبر كتاباته المفرنسةلن يأتينا في خريف عمره ليقول لنا أن له يد في صنع هذا التاريخ لأنه فقط سيبدو كذلك العداء الذي “يستجمع “قواه في اللحظات الأخيرة من الركض ليكون من المنتصرين …..مع أنه أصلا لم يبدأ السباق من أوله!!!
    أستسمحك على صراحتي هذه لأنني كمغربي يحز في خاطري أن أستبلد.تحياتي

  • hamza
    الإثنين 16 مارس 2009 - 10:53

    لا ولت أتذكر يوم نشرت جريدة لوبينيون الرسالة المشعورة إلى اشعر وزير في الداخليةوالتي ترجمتها الجرائد المنتمية آنذاك .ونسخت منها الآلاف من النسخ .لنها كتبت في وقت صعب جدا. فبتلك الرسالة دخلت للتاريخ واصبحت مشهورا.بل حكيما وتذكرتك في الإنتخابات البرلمانيه الأخيرة عندما سجلت نسبة المشاركة رقما متدنيا.تابعت منذ ذلك كتاباتك لكن في جرائد اخرى مستقلة ومنتمية المهم منذ تلك الرسالة صرت متنقلا بين الجرائد ولم تبقى لك جريدة خاصة.لماذا لا تقوم بتاسيس جريدة وتكون انت المسؤول عنها لن المغاربة والذين تتبعوا كتاباتك سيدعمونك.او تخاف من طلب الإذن كلما اردت نشر مقال .لأنك أدرى بواقع الصحافة والصحافيين.

صوت وصورة
شراكة "تيبو أفريقيا“ وLG
الجمعة 29 مارس 2024 - 11:43 1

شراكة "تيبو أفريقيا“ وLG

صوت وصورة
احتفاء برابحة الحيمر في طنجة
الجمعة 29 مارس 2024 - 10:03

احتفاء برابحة الحيمر في طنجة

صوت وصورة
احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية
الجمعة 29 مارس 2024 - 00:30 4

احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00 3

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15 4

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 11

تقنين التنقل بالتطبيقات