” ..السؤال الحقيقي هو ما قيمة هذه العناوين ؟هل هي هذه العناوين مهنية ،وهل هي لها على الأقل خطوط تحرير واضحة ،وهل لها إكتفاء ذاتي على مستوى التمويل ، إلخ .والواضح أن الإجابة تميل في الغالب إلى السلبية ، إذ هناك اليوم غي المغرب جريدة يومية واحدة تستأثر بما يقارب ثلث كتلة الفراء ..”
ّ” الأستاذ عبد الوهاب الرامي /باحث في علوم الإعلام والإتصال
المتتبع للمشهد الإعلامي الوطني المكتوب منه ، بشقيه العربي والفرنسي ، سيجد نفسه ، لا محالة ، حائرا ، أمام تعدد المنابر والعناوين ، الصادرة ، خلال الفترة الأخيرة ، جرائد وصحف ومجلات ، تحمل مشروعا إعلاميا مهنيا احترافيا ، وأخرى تصدر من أجل مل ء الفراغ ، فيما أخرى لا تظهر إلا لتخنفي …تطور كمي ، أعرق السوق الإعلامية ، بالغث والسمين ، وأفرز ممارسات غير مهنية ، تخدش هذا القطاع الحساس ، وما صرخة الفنان الكوميدي سعيد الناصري ،ذات ندوة صحفية ، إلا ناقوس خطر، ضد ما حدت وما يحدث داخل بعض المؤسسات الإعلامية .
ومهما قيل عن مشهدنا الإعلامي الوطني منه و الجهوي والمحلي ، من إشكالية أحقية الدعم المالي الوزاري ، وتوزيع الصفحات الإشهارية على منابر يعينها ، دون أخرى ، وإشكالية التوزيع و..و..و . وغيرها من الإشكالات ، التي تحول و تطور المشهد الإعلامي الوطني المكتوب منه خاصة .
أما السمعي البصري منه ، فتلك إشكالية أخرى .
سياق الحديث ، عن الصحافة الوطنية ، في هذه الورقة ، يأتي بمناسبة تعيين صاحب الجلالة ، الملك محمد السادس ، محمد الفاسى الأمين العام لحزب الاستقلال ، وزبرا أولا ،بعد أسبوعين من إجراء الانتخابات التشريعية التي أحرز فيها حزب الاستقلال المرتبة الأولى
ب 52 مقعدا في الغرفة الأولى من البرلمان القادم .
والزلة التي وقعت فيها صحف تتسابق من أجل المواكبة والمتابعة ،والتي تأتي دائما متأخرة ،بساعات ، كيف لا وزمن الانترنيت والساتل ، قد فقدها قراء ، إلى عهد قريب ، يعتبرونها المصدر الوحيد والأوحد ،لتأتي تسوماني التكنولوجيا ، لتحصد ،كل القراء الأوفياء للصحف الورقية .التي فشلت في رهان المنافسة بين الخبر الآني والخبر “البيريمي ” .
هذا الصباح ، طلعت علينا، الصفحات الأولى ،للجرائد الوطنية ،بأخبار ومواضيع ،لا تتساوق والحدث الذي ينتظره المغاربة…كل المغاربة ، مع إطلالة كل صباح،ألا وهو : خبر تعيين الوزير الأول ، باستثناء صحيفة ” المساء ” التي كانت في الموعد ، وأفردت طبعة ثانية ،للحدث .
أما “الصباح “،فقد كانت ، في الموعد ، لكن هذه المرة ، بعنوان خارج ما تناقلته القنوات الإذاعية والتلفزية ، حيث كتبت بالحرف ” صراع محيط الملك يؤجل تعيين الوزير الأول “
” أحزاب تفضل أن يعين الملك وزيرا أول من التقنوقراط على أن يفرضه مستشاروه من داخل حزب الاستقلال “
فيما المغاربة ، تأكدوا بالإجماع ،على أن الملك ، قد عين عباس الفاسي وزيرا أول ” وأن هذا الأخير ،سيبدأ مشاوراته مع أحزاب الكتلة و فرقاء الأغلبية من أجل تشكيل الحكومة المقبلة
لتكون بذلك جريدة ” الصباح ” ،قد فشلت في إحداث المصالحة بينها وبين قرائها الذين سئموا من ملفات وتحقيقات حول الجنس ،نهاية كل أسبوع .
أما باقي المنابر الإعلامية ،فكانت في دارغفلون ، فاكتفت بعناوين عادية ،تتحدث عن ” الرشوة ” ، الذبيحة السرية” ، ” ارتفاع الأسعار في رمضان ” ّ ،” الدخول المدرسي ” “البناء العشوائي ” ،فيما الحدث الأبرز ، إنفردت به ، صحيفة ” المساء ” .
وكان السبق الإعلامي .
علي مسعاد
في 20-09-2007