اهتمت الصحف العربية ،الصادرة اليوم الأربعاء، بعدة مواضيع في مقدمتها الإرهاب وسبل مكافحته وزيارة الرئيس الصيني لمصر، والحرب في سوريا واليمن، والإعلان عن تشكيل حكومة ليبية، والأزمة السياسية في لبنان، فضلا عن مواضسع أخرى محلية وإقليمية.
ففي مصر كتبت صحيفة (الأهرام) في افتتاحيتها عن أهمية زيارة الرئيس الصيني شي جين بينج وقالت إن الزيارة تحمل دلالات ومعانى كثيرة جدا يجب التوقف عندها أولها أن مصر ” دولة مهمة جدا يسعى الجميع للتعاون معها، وأخذ رأيها فيما يجرى بالمنطقة” وأن الصين حاليا أصبحت قوة كبرى وأنها تسعى للتعاون مع القارة الإفريقية، خاصة مع الدول الواعدة، وعلى رأسها مصر.
وأضافت أن من هذه الدلالات إدراك القيادة الصينية “مدى حكمة” القيادة السياسية في مصر لأن ” دولة فى ضخامة وعبقرية الصين، لن تغامر بالتعاون إلا مع قادة ناجحين قادرين على تحقيق الاستقرار”.
وحول الموضوع نفسه كتبت صحيفة (الجمهورية) في افتتاحيتها أن هذه الزيارة هي تتويج ل”علاقات تاريخية ممتدة.. وتفتح الباب واسعا أمام شراكة حقيقية تقوم على المصلحة العليا للشعبين والاحترام المتبادل”.
بدورها كتبت صحيفة (الأخبار) في مقال لها أن هناك دلائل تشير إلى ” اننا ستشهد تقدما كبيرا في العلاقات المصرية الصينية خلال المرحلة المقبلة، وان التعاون المشترك بين الجانبين المصري والصيني سيشهد انطلاقة حقيقية في المجالات الاقتصادية والاستثمارية واقامة المشروعات المشتركة” .
وبالإمارات، كتبت صحيفة (الاتحاد)، في مقال لرئيس تحريرها محمد الحمادي، عن غياب إرادة سياسية للحل السلمي في سوريا واليمن، بل في كل الدول العربية التي تضربها الأزمات، وتدفع بها دفعا سريعا إلى المجهول.
وأكد كاتب المقال، أن الاعتماد على الحل السياسي في سوريا أو اليمن يبدو عبثيا إلى حد كبير، والمفترض أن يتركز الجهد، خصوصا في اليمن على الحسم العسكري لأن الحوثيين والرئيس المخلوع صالح لا يعرف عنهم أحد أنهم يلتزمون بعهد، أو اتفاق، وأن الحل هو إلزامهم بالحل السياسي بعد الحسم العسكري. أما في سوريا، تضيف الصحيفة، فإن “الحسم العسكري يكاد يكون مستحيلا، وبالتالي فإن الحل السياسي يبدو مستحيلا ، لأن التفاوض السياسي دائما يستمد أوراقه من ميدان المعركة، وفي كل التعقيدات والأزمات الطاحنة التي تمر بها المنطقة فتش عن إيران وعن الخونة الأعوان”.
ومن جهتها، أكدت صحيفة (الخليج)، في افتتاحيتها، أنه مع انتشار الإرهاب، قبل سنوات، ” لم نشهد إلا مؤتمرات وندوات ، تصدر عنها توصيات لا يتم ترجمتها إلى فعل.. ونسمع أصواتا من مسؤولين ومفكرين تدعو إلى مراجعة وتجديد وتحديث في الفكر الديني ، لكن هذه الأصوات لا نسمع لها صدى وكأنها أصوات في البرية”.
وأضافت الافتتاحية “لم نر أي فعل جدي وجاد حتى الآن من المؤسسات والجهات المعنية لوضع الأمور في نصابها.. وما زال تنظيم (داعش) الإرهابي يكسب فكريا ويستقطب المئات من الشباب إلى صفوفه، لأن من بيدهم الأمر ليست لديهم الجرأة على ما يبدو لقول الحقيقة واتخاذ القرار بالتصحيح والتجديد والتحديث”. وخلصت الصحيفة إلى التأكيد على أن “الكل يقول إنه ضد (داعش) وضد التطرف والتكفير، لكن الفعل غير متوفر. يبدو أن الاستثمار في الدين ما زال مربحا ويحقق فوائد.”
وفي البحرين، أبرزت صحيفة (الوطن) ضرورة إقناع الناس بجدية التقشف في الهيئات الحكومية والوزارات، وبأن التقشف جزء من حزمة إجراءات وتدابير تهدف لخروج البحرين من عنق الزجاجة.
وأكدت الصحيفة أن بإمكان البحرين أن تمر بهذه الأيام الصعبة بأقل الأضرار بل بمكاسب، مبرزة أن البحرينيين “شعب طيب كريم صبر على الصعاب دوما، لكنه شعب يصر على احترام عقليته وذكائه، ويحتاج دوما لتحفيز مشجع ليخرج طاقات مدفونة لديه بإمكانها أن تحول ليل البحرين إلى نهار”.
ومن جانبها، ترى صحيفة (الوسط) أن المواطن يخشى أمرين، الأول يتمثل في المحافظة على مصدر رزقه في العمل، إذ إن الحديث عن صعوبات تواجه المؤسسات العامة والخاصة يعني أن هناك تسريحات ستحدث، والثاني في تصاعد أسعار السلع والخدمات، وهو أمر بدأ فعلا وسيستمر بشكل مباشر أو غير مباشر.
وأوضحت الصحيفة أن معظم الدول التي نجحت في تخطي الأزمات إنما أفسحت المجال للقطاعات الإبداعية وكل ما يرتبط بالاقتصاد الرقمي للانطلاق، معتبرة أن مسؤولي الحكومة مدعوون للاستفادة من الخبرات وتبادل الأفكار لكي تستفيد البحرين من هذا الاقتصاد.
ومن جهتها، نوهت صحيفة (أخبار الخليج) بدعوة رئيس الوزراء إلى تقنين مزايا وامتيازات الوزراء وكبار المسؤولين وتحجيم الصرف على المهمات الرسمية من أجل ضبط الإنفاق، موضحة أن هذه إحدى وجوه الصرف التي لا بد من مراجعتها من أجل أن يشعر المواطن أن هناك مساواة في موضوع التقشف. وأضافت الصحيفة أن كل مشروع صغير أو كبير لابد أن يتم تنفيذه بأقل قدر ممكن من النفقات والبحث عن الأفكار المبدعة التي يدعى إليها أصحاب الأعمال والمواطنون والمقيمون لكي يشاركوا في طرح الأفكار التي تقلل من ميزانية أي مشروع مع عدم الإخلال بمستواه.
وفي قطر ،رحبت صحيفة ( الشرق) بتشكيل حكومة الوفاق الوطني الليبية ، واصفة هذا القرار بأنه “خطوة مهمة على طريق الحل السياسي وتحقيق المصالحة الوطنية”، ومؤكدة في الوقت نفس “أن الليبيين باتوا بحاجة ماسة إلى مختلف أنواع الدعم الإقليمي والعالمي لطي صفحة الخلاف والجلوس على طاولة الحوار من أجل مستقبل هذا البلد العربي “. وأكدت الصحيفة في افتتاحيتها أن هذه الخطوة تنسجم مع قرار مجلس الأمن رقم 2259 الذي يدعم اتفاق الصخيرات بين الأطراف الليبية برعاية الأمم المتحدة، ويعترف بحكومة الوفاق، ويعتبرها الممثل الوحيد لليبيا . “
بدورها ، اعتبرت صحيفة ( الوطن ) في افتتاحيتها أن الحل في ليبيا “سياسي وبالحوار كما أجمع المجتمع الدولي وكل الأطراف الراغبة في حل حقيقي للأزمة الليبية”، مضيفة أنه نتيجة لهذا الاجماع وتلك الرغبة في إيجاد حل سياسي، للأزمة الليبية، تشكلت حكومة الوحدة الليبية، التي أسفر عنها اتفاق الأطراف السياسية الليبية في الصخيرات المغربية، الذي أعلنت القوى الدولية تأييده.
و بعد أن أشارت إلى أن حكومة الوحدة الليبية جاءت بعد مخاض عسير ، أعربت الصحيفة عن أملها “في ألا يشهد منحها الثقة المطلوبة نفس المخاض والتعثر بالنظر إلى أن الوحدة هي مصلحة لجميع الليبيين ومن ثم مصلحة للإقليم وللعالم كله” ، مبرزة أن “الأشقاء في ليبيا بحاجة إلى تغليب صوت العقل والحكمة، وإلى قليل من التنازل من كل الأطراف للحفاظ على وطنهم، الذي يتعرض لمخاطر لا تخفى على أحد”.
ولبنان، ما زالت ردود الفعل متواصلة على ترشيح سمير جعجع لميشال عون للرئاسة ، إذ كتبت (الجمهورية) أن تبني رئيس حزب (القوات اللبنانية) ترشيح رئيس (تكتل التغيير والإصلاح) “أحدث عملية خلط أوراق داخلية وإقليمية، ما دفع كثيرا من الفرقاء السياسيين إلى الانشغال بمشاورات داخلية قبل إعلان المواقف النهائية”.
أما صحيفة (المستقبل) فقالت إن الساعات الأخيرة شهدت حراكا متفاعلا بين بيروت والرياض التي عاد منها مساء وفد من (المستقبل) ضم فؤاد السنيورة والوزيرين نهاد المشنوق وأشرف ريفي ومدير مكتب سعد الحريري نادر الحريري بعدما أنجز مشاوراته الدورية مع سعد الحريري حيال آخر المستجدات على الساحة الوطنية”. كما أكدت أن الوزير وائل أبو فاعور زار المملكة العربية السعودية “موفدا من رئيس (اللقاء الديمقراطي) وليد جنبلاط للتشاور مع الحريري حيال التطورات”.
