انصب اهتمام الصحف الصادرة بمنطقة أمريكا الشمالية على تأثير خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي على الأسواق الأمريكية والعالمية.
وهكذا، كتبت صحيفة (وول ستريت جورنال) أن التصويت المفاجئ للبريطانيين على الخروج من الاتحاد الأوروبي تسبب في هزة قوية على مستوى الأسواق المالية، مما أدى إلى انهيار المؤشرات الرئيسية، وانخفاض كبير في الجنيه الإسترليني، وانهيار عملات الأسواق الناشئة .
وأضافت أن التصويت تسبب أيضا في صدمة للمستثمرين، الذين كانوا يراهنون على أن بريطاينا ستختار البقاء في الاتحاد الأوروبي، شأنهم في ذلك شأن التجار الذين يسعون إلى استخدام الأسواق لقياس التوجهات السياسية والاقتصادية .
وأشارت الصحيفة إلى أن الأسواق المالية، من أوروبا إلى الولايات المتحدة، مرورا بآسيا، تكبدت خسائر تاريخية، تتراوحت ما بين 3.4 في المئة بالنسبة لداو جونز في الولايات المتحدة و7.9 في المئة بالنسبة لمؤشر نيكي الياباني .
ومن جانبها، ذكرت صحيفة (واشنطن بوست) أن قرار البريطانيين اتخاذ “خطوة نحو المجهول” يعكس حالة الإحباط العام تجاه النخبة السياسية، والتي لا تعرف حدودا اليوم”، مضيفة أن علامات هذا الإحباط ظاهرة بجميع أنحاء أوروبا، وكذا بالولايات المتحدة .
وتابعت الصحيفة أنه على الرغم من تنظيم حملة قوية من أجل “البقاء”، وإبراز مخاطر الخروج من التكتل الأوروبي، فقد شارك البريطانيون بكثافة في التصويت، وقالوا “لا” للتعبير عن رفضهم للتضييق الذي تمارسه السياسيات المعتمدة على مستقبلهم .
وبالنسبة ليومية (نيويورك تايمز)، فإن التصويت كشف الانقسامات غير الظاهرة بين الشباب والشيوخ، في بين سكان المدن والبوادي، وبين اسكتلندا وانجلترا، إلى جانب أمور أخرى، مضيفة أن الانتقادات سقطت جميعها على رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، الذي رفع تحدي تنظيم هذه المشاورات لنزع فتيل أي تمرد داخل الحزب العمالي، لكن هذا الأمر كلف في النهاية منصبه.
من جانب آخر، لاحظت صحيفة (دو هيل) أن انفصال بريطانيا عن بقية أوروبا من شأنه أن يؤدي إلى سلسلة من المفاوضات التي يمكن أن تغير العلاقات الاقتصادية للولايات المتحدة مع لندن وبروكسيل .
وأشارت إلى أن هذه المفاوضات ستنطلق في أقرب وقت، بمجرد أن تستكمل لندن عملية الخروج، التي تظل “طويلة ومعقدة”، والتي يمكن أن تستغرق سنتين على الأقل .
وبكندا، كتبت يومية (لو سولاي) أن بناء أوروبا موحدة ومنفتحة ومندمجة تلقى صفعة قوية غداة الاستفتاء الذي قررت من خلاله بريطانيا الخروج من الاتحاد الأوروبي، مضيفة أن رئيس الوزراء، ديفيد كاميرون، لعب بأوراق أكبر منه، معتقدا أنه قادر على السيطرة على هذا الحريق.
وأوضحت الصحيفة أن الدينامية التي سادت منذ بداية توحيد أوروبا، لأول مرة منذ 50 سنة انهارت، مشيرة إلى أن هذا الفوز يدعم أحزاب المعارضة والأحزاب اليمينية المتطرفة في فرنسا وإيطاليا وهولندا، التي تطالب بإجراء استفتاء خاص بهم.
ومن جهتها، اعتبرت (لو دوفوار) أن الإعلان عن نتائج الاستفتاء البريطاني أدخل الكثير من دول العالم في حالة من الذهول، موضحة أنه بعد 43 سنة، اختارت بريطانيا بفارق ضئيل مغادرة الاتحاد الأوروبي .
وأبرزت الصحيفة أنه بالنسبة لشركاء أوروبا، لاسيما كندا، فإن هذا المعطى الجديدة قلب جميع الحسابات الاقتصادية والتجارية الهامة، مؤكدة أن هذه الصدمة جاءت في وقت غير مناسب للحكومة الكندية، التي تأمل في التصديق بحلول فاتح يناير المقبل على الاتفاق الاقتصادي والتجاري الشامل بين كندا والاتحاد الأوروبي .
وببنما، كتبت صحيفة (بنما أمريكا) أن الدعم المقدم من قبل نواب برلمانيين محسوبين على حزبي المعارضة، الثوري الديمقراطي والتغيير الديمقراطي، إلى إعادة انتخاب رئيس الجمعية الوطنية والمدعوم من قبل التحالف الحاكم، روبين دي ليون، في منصبه لولاية جديدة دليل على “سيطرة الحكومة على المؤسسة التشريعية “.
وأضافت الصحيفة أن دي ليون أعلن أنه يتوفر على دعم 51 نائبا برلمانيا من أصل 71 نائبا يشكلون الجمعية الوطنية، مبرزة أن حزبي المعارضة يطالبان ب “احترام فصل السلط وعدم تدخل الحكومة في شؤون البرلمان “.
على صعيد آخر، أشارت صحيفة (لا إستريا) إلى أن فيروس الإنفلونزا (إش1 إن1) حصد أرواح 31 شخصا من بين 1546 حالة إصابة، رغم أن العدوى لم تصل بعد إلى ذروتها حسب تقديرات وزارة الصحة، موضحة أن حملة التلقيح الوطنية مكنت من تقديم اللقاح إلى حوالي مليون و371 ألف شخص، ما سيساهم في احتواء انتشار المرض .
أما بالمكسيك، فقد تناولت صحيفة (ال يونيفرسال) إعلان وزير المالية والائتمان العام، لويس فيدغراي، أمس الجمعة، لخفض جديد في الإنفاق العام خلال سنة 2016 بقيمة 31 مليارا و715 مليون بيزو (حوالي 1.7 مليار دولار)، وذلك على إثر مفاجأة الشعب البريطاني للعالم عبر التصويت على قرار مغادرة الاتحاد الأوروبي، مضيفة أن قرار المملكة المتحدة أجبر الحكومة المكسيكية على مزيد من التعديل من أجل ضمان تحقيق هدف خفض العجز المالي .
بدورها، كتبت صحيفة (لاخورنادا) أنه وسط احتجاجات الأطباء والممرضين والمعلمين، فإن الخفض الثاني للإنفاق العام للسنة الجارية، والذي أعلنته أمس الحكومة الاتحادية، سيركز بشكل رئيسي على مجالي التعليم والصحة، بما مجموعه 13 مليار بيزو، مضيفة أنه وفقا للبيانات الصادرة عن وزارة المالية والائتمان العام، فإن هذين القطاعين سيخفض منهما ستة ملايير و500 مليون بيزو على الأقل لكل منهما.
