قراءة في مضامين بعض الصحف المغاربية لليوم

قراءة في مضامين بعض الصحف المغاربية لليوم
الثلاثاء 14 نونبر 2017 - 17:40

اهتمت الصحف المغاربية الصادرة اليوم الثلاثاء، على الخصوص، بموضوع خسائر الأمطار الطوفانية التي شهدها جنوب تونس، والانتقادات الموجهة لمشروع قانون المالية 2018 في الجزائر، و رد الفعل الرسمي حول مصير المدون محمد الشيخ ولد امخيطير في موريتانيا.

ففي تونس تناولت صحيفة “الشروق” موضوع خسائر الفيضانات التي شهدتها مناطق من جنوب شرق البلاد، حيث شددت على ضرورة استباق الكوارث، معتبرة أنه “حتى لا يتكرر سيناريو (خسائر الأمطار الطوفانية) وحدها البرامج الاستباقية قادرة على التصدي لمثل هذه الأزمات إما لمنع وقوعها أو على الأقل للتخفيف من وطأة وقوعها”.

وأشارت في هذا السياق إلى التوقعات التي تفيد بأن الثلج يطرق باب مناطق الشمال بداية من اليوم، وتساءلت عما أعدته الحكومة لاستقباله. وقالت إن مصالح الرصد الجوي تتوقع تهاطل كميات من الثلوج في المرتفعات الغربية ابتداءا من هذا اليوم وتحديدا تلك التي يتجاوز ارتفاعها 1000 متر.

وتحت عنوان “ضحايا وطوفان في الجنوب” تحدثت صحيفة “الصريح” عن الخسائر التي خلفتها الأمطار الغزيرة والتي تمثلت على الخصوص في سقوط ثلاثة قتلى فيما يوجد رابع في عداد المفقودين وهو معتمد (رئيس بلدية) مطماطة الجديدة (جنوب شرق).

وأشارت الصحيفة إلى تسخير تعزيزات عسكرية وأمنية ومن الحماية المدنية من أجل إنقاذ المواطنين العالقين فضلا عن إجلاء بعض السياح.

ومن جهتها سجلت صحيفة “المغرب” أن الفيضانات الأخيرة في الجنوب التونسي تعد الأضخم من نوعها منذ 1962، مشيرة إلى أن بعض المناطق سجلت تهاطل 249 ملم من الأمطار كما كان عليه الحال بمنطقة الزارات في وقت وجيز مما أدى إلى حدوث فيضانات نتجت عنها خسائر ما دية وبشرية.

ونقلت الصحيفة عن كاتب الدولة المكلف بالموارد المائية والصيد البحري عبد الله الرابحي قوله إن كميات الأمطار التي تهاطلت في بعض المناطق تحدث مرة كل 150 أو 200 سنة، مشيرا إلى أن كميات الأمطار التي شهدتها بعض المناطق خلال 11 يوما فاقت المعدل السنوي بكثير.

وقالت صحيفة “الصباح” إن كميات الأمطار التي سجلت نهاية الأسبوع الماضي في عدد من مناطق الجنوب الشرقي صنفت بالاستثنائية مقارنة بالمعدلات التي عادة ما تعرفها تلك الجهات في مواسم الأمطار.

وأضافت أن تلك الأمطار تسببت في انهيارات صخرية وقطع الطرق وفيضان للأودية ، مشيرة إلى أن صور إجلاء وإنقاذ الغرقى لم تعد رؤيتها ترتبط بولايات الشمال الغربي بل إنها بدأت تشمل خلال السنوات الأخيرة بعض المناطق الجافة أيضا.

وكتبت صحيفة “الصحافة اليوم” أن مدن الجنوب الشرقي سجلت في ظرف وجيز لا يتجاوز يومين تهاطل كميات هامة من الأمطار لم تسجلها المنطقة منذ سنوات باعتبارها تعادل المعدل السنوي من الأمطار، مشيرة إلى أن رئيس الحكومة يوسف الشاهد أشرف فور عودته من القاهرة، بولاية قابس على اجتماع للجنة الجهوية لتفادي الكوارث ومجابهتها.

ومن جهتها اعتبرا صحيفة “لوكوتيديان” أن الأمطار الطوفانية الأخيرة التي أدت إلى فيضانات في جنوب شرق تونس تسجل بداية مرحلة مناخية جديدة تتميز حسب توقعات خبراء الأرصاد الجوية بتناوب الظواهر المناخية القصوى.

وأضافت أنه يتعين على تونس أن تراجع أولوياتها المرتبطة بالمياه، مشيرة إلى أنه بعد فترات الحرارة المرتفعة التي شهدها فصل الصيف الماضي في الجنوب والتي بلغت 48 درجة، تشهد البلاد مرحلة من الفيضانات.

ولاحظت أن هذه الفيضانات التي خلفت خسائر كبيرة تشكل دون شك أحد مظاهر التغييرات المناخية القصوى التي تواجهها تونس التي يتعين عليها توقع برامج جديدة من شأنها التخفيف من حدة خسائر الفيضانات واستغلال كميات الأمطار المسجلة في الجنوب.

وسجلت صحيفة “لوتون” من جانبها أنه في ضوء ما شهدته منطقة الجنوب مع أولى الأمطار الطوفانية يمكن تصور ما ينتظر البلاد خلال فصل الشتاء الذي يبدو أنه سيكون شديدا.

وأشارت إلى صعوبة توقع الخسائر التي يمكن أن تنجم عن الأمطار الطوفانية، بما في ذلك في البلدان الكبرى مثل الولايات المتحدة التي لا تستطيع فعل شيء أمام غضب الطبيعة.

غير أن الصحيفة شددت على إمكانية القيام ببعض الإجراءات الوقائية من قبيل تنقية مسار الأودية وصيانة قنوات صرف المياه المستعملة وقنوات صرف مياه الأمطار. ونبهت إلى مخاطر حدوث فيضانات في مناطق أخرى من البلاد، مشيرة إلى ضرورة اتخاذ تدابير وقائية لتجنب الخسائر.

وفي الجزائر، خصصت الصحف تعاليقها وتحاليلها للانتقادات التي وجهها نواب المعارضة وفاعلون من المجتمع المدني لمشروع قانون المالية 2018، الذي قدمه وزير المالية، عبد الرحمان راوية، أمام المجلس الشعبي الوطني. وفي معرض تعليقها على هذا المشروع، كتبت صحيفة (ليبيرتي) أن الحكومة تصم آذانها عبر التقليل من خطر تدهور محتمل للوضع الاجتماعي، نتيجة زيادة هامة في أسعار مواد تستهلك على نطاق واسع، وتخفيض كبير في قيمة الدينار خلال سنة 2018.

وبخصوص التطمينات التي قدمها الوزير بعدم اللجوء إلى صندوق النقد الدولي ومخططه للتقويم الهيكلي والمستوى المريح لاحتياطات الصرف، أوضحت الصحيفة أن راوية لم يلمح إلى الانعكاسات السلبية لطباعة الأوراق النقدية. وبالفعل فإن الترخيص للجوء إلى طباعة الأوراق النقدية، لملء صناديق الدولة، يكرسه أحد مقتضيات مشروع قانون المالية 2018، وهو حل يبقى، في رأي عدد كبير من المتخصصين والعديد من المؤسسات الدولية غير ملائم لتسوية الأزمة التي تعيشها البلاد بسبب انعكاساتها على قيمة الدينار وعلى القدرة الشرائية لأغلبية المواطنين.

واعتبرت الصحيفة، في افتتاحية بعنوان “قفزة محفوفة بالمخاطر” أن هذه التطمينات تبقى خاضعة لتحكم حكومة أويحيى في الوضع الاقتصادي والاجتماعي بالبلاد، وهي مهمة سهلة بما أنه يتعين على الحكومة، بحسب صاحب الافتتاحية، تفادي خروج الواردات عن السيطرة، وأن تحرص على عدم انهيار الانتاج من المحروقات مع الأمل في أن لا ينخفض سعر برميل النفط إلى أقل من 50 دولارا.

ولاحظ أن “النتيجة قد تكون، في نهاية المطاف، مخالفة لما يسعى إليه أويحيى بأي ثمن: السلم الاجتماعي قبل الانتخابات الرئاسية لسنة 2019″، مسجلا أن الجزائر تستعد إذن للقيام بقفزة محفوفة بالمخاطر في عهد حكومة أويحيى، ولا يمكن لها أن تنجح إلا إذا أنصت المسؤولون لآراء الخبراء ولانشغالات المواطنين “وهو ما يبدو أنه لا يطبق حاليا” على حد قول الصحيفة.

وفي السياق ذاته، ذكرت صحيفة (الوطن) أنه خلافا لتطمينات الوزير الأول وأعضاء حكومته، فإن ممثلي أحزاب المعارضة يعتبرون هذا النص بمثابة “قنبلة موقوتة”، حيت يرون أنه سيتم استهداف الفئات المعوزة لتحمل نتائج الأزمة المالية.

وتحت عنوان “الحكومة تفرض عبء التقشف على المواطن البسيط”، كشفت الصحيفة أن “مشروع قانون المالية يتجاهل صرخات الاستغاثة التي أطلقتها العديد من القطاعات والساكنة. فهو مشروع يزرع اليأس، لأنه يجمد التوظيفات ويقلص من ميزانيات قطاعات حيوية، مثل الصحة والتعليم العالي. إنه حلقة أخرى من التقشف الذي قد تتسبب في الفوضى بالبلاد”.

من جهتها، لا حظت صحيفة (الفجر) أنه إذا كانت الحكومة تقوم بقياس عواقب الأزمة بشكل سنوي، فإن المواطن يستشعرها كل يوم حيث يفرغ جيوبه لتلبية حاجيات أسرته.

من جانبها، أوردت صحيفة (كل شيء عن الجزائر) تعليق رجل الاقتصاد ألكسندر كاتب الذي قال إن “المأزق المالي والموازناتي الذي توجد فيه اليوم الجزائر ليس مرتبطا فقط بالنتائج المباشرة لأزمة النفط”، مضيفا أن “غياب برمجة متعددة السنوات على مستوى الميزانية وغياب التقييم الدوري لفعالية ونجاعة نفقات التجهيز، وكذا التفاقم غير الحذر لعجز هيكلي، خارج المحروقات، والذي وصل إلى حدود 38 في المائة من الناتج الداخلي الخام سنة 2014، كلها عوامل سرعت من وتيرة أزمة المالية العمومية”.

بدورهما أشارت صحيفتا (الحياة) و(لوتان دالجيري) إلى أنه على أساس سعر مرجعي ب50 دولارا لبرميل النفط، فإن مشروع قانون المالية لسنة 2018 يقترح رسوما جديدة والرفع من أسعار بعض المواد مثل الوقود. ويتوقع المشروع نفقات إجمالية قدرها 8628 مليار دينار (31, 4043 مليار دينار لنفقات التجهيز و46, 4584 مليار دينار لنفقات التسيير)، أما مداخيل الميزانية فإنه من المتوقع أن تبلغ 58 ,6496 مليار دينار.

وفضلا عن هذه الانتقادات، نددت الصحف الجزائرية ب”دكتاتورية الأغلبية”، والتي اختارت، من أجل تمرير هذا النص بهدوء وتفادي تأثيره على الانتخابات المحلية المقبلة، عدم نقل النقاشات مباشرة على شاشة التلفزة.

وفي موريتانيا، توقفت الصحف عند أول رد فعل رسمي حول مصير المدون محمد الشيخ ولد امخيطير، الذي تضاربت الأنباء حول مكان وجوده، مباشرة عقب صدور حكم، يوم الخميس الماضي، يقضي بتخفيف عقوبته من الإعدام إلى الحبس سنتين، وبالتالي إطلاق سراحه بعد أن أمضى في السجن أكثر من هذه المدة، حيث كان متابعا بتهمة “الردة” على خلفية مقال مسيء للرسول نشره سنة 2013 . وهكذا، نقلت الصحف عن المستشار برئاسة الجمهورية، أحمد ولد اباه، قوله في تدوينة، على أحد مواقع التواصل الاجتماعي، “أؤكد و أجزم أن المسيء محمد الشيخ ولد امخيطير لايزال خلف القضبان داخل البلاد، و سيبقى كذلك حتى تبت المحكمة العليا في النقض وتحكم عليه بما يناسب جرمه الشنيع”.

وأضافت أن هذه التدوينة تأتي لتنفي ﺍﻷﻧﺒﺎﺀ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻨﺎﻭﻟﺘﻬﺎ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺇﻋﻼﻡ ﻣﺤﻠﻴﺔ ﻭﺩﻭﻟﻴﺔ ﺑﺸﺄﻥ ﻣﻐﺎﺩﺭﺓ ﻭﻟﺪ ﺍﻣﺨﻴﻄﻴﺮ ﻟﻸﺭﺍﺿﻲ ﺍﻟﻤﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺔ.

وعلى صعيد متصل، ذكرت الصحف أن عددا من فقهاء وعلماء موريتانيا وقعوا بيانا عنونوه ب”براءة من حكم استئنافية نواذيبو القاضي بسجن كاتب المقال المسيء وتغريمه بدلا من إعدامه”.

ونقلت عن هؤلاء العلماء قولهم، في بيانهم، إن “الحكم لا يستند للشريعة وهي بريئة منه وأنه لم يتم التشاور مع العلماء قبل إصدار الحكم”.

‫تعليقات الزوار

1
  • Economiste
    الثلاثاء 14 نونبر 2017 - 19:22

    ويتوقع المشروع نفقات إجمالية قدرها 8628 مليار دينار ، هههههههههه معناه 77 مليار $ منها 41 مليار $ ميزانية التسيير و36 مليار $ ميزانية التجهيز اي مرتين الميزانية الاجمالية للمغرب , واكثر من مداخله من العملة الصعبة و100% من احتياطاته من العملة الصعبة.

    ما دامت هذه تسمى لديكم ازمة اقتصادية, الله يدومها علينا ويحرمكم منها…..

    الزيادة فى سعر المحروقات الذى سيصل بها البنزين الى 47 دينار مقابل 134 دينار فى المغرب والمازوت يصل 26 دينار مقابل 120 دينار فى المغرب !!!!دون ذكر اسعار الكهرباء, الماء وغاز المدينة التى تفوق اسعارها فى المغرب 8 الى 14 اضعاف الاسعار المطبقة فى الجزائر.

    مبروك عليكم الرخاء الذى يعيشه المغربى والحمد لله عن ازمتنا!!!!

    وشكرا على النشر…

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 3

تقنين التنقل بالتطبيقات

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب

صوت وصورة
وزير النقل وامتحان السياقة
الخميس 28 مارس 2024 - 16:02 5

وزير النقل وامتحان السياقة

صوت وصورة
صحتك النفسانية | الزواج
الخميس 28 مارس 2024 - 16:00 3

صحتك النفسانية | الزواج

صوت وصورة
نقابة الممرضين تعتصم بالبيضاء
الخميس 28 مارس 2024 - 15:40 1

نقابة الممرضين تعتصم بالبيضاء

صوت وصورة
ما لم يحك | البصري وتبذير الأموال
الخميس 28 مارس 2024 - 15:00 3

ما لم يحك | البصري وتبذير الأموال