إعلامي سابق يفضح أساليب صناعة الأكاذيب الإعلامية بإسبانيا

إعلامي سابق يفضح أساليب صناعة الأكاذيب الإعلامية بإسبانيا
الخميس 4 يوليوز 2019 - 03:00

قال دابيد خيمينيث، المدير السابق لصحيفة “إلموندو” الإسبانية، إن الصحافة التزام مع القاعدة الشعبية يتم من خلاله نقل المعلومة الصحيحة بهدف إثارة ردود فعل واتخاذ القرارات الصائبة، مشيرا إلى أن أي بلد ديمقراطي يحتاج إلى إعلام قوي ومستقبل وشريف يسهم في تغيير الأمور والدفع بها نحو الأحسن، وليس إلى منابر إعلامية تخاف السلطة، لأن السلطة هي التي عليها أن تخشى الصحافيين وليس العكس.

وأضاف دابيد، في مقابلة خص بها برنامج “Otra Vuelta de Tuerka”، الذي يُدرج ضمن المحتوى المرئي لجريدة “إلبوبليكو” الإلكترونية، أن الطبقة الحاكمة تريد دائما جعل الإعلام في خدمة مصالحها السياسية وطموحاتها الانتخابية، موضحا أن الشركات التابعة لمؤشر سوق الأوراق المالية في بورصة الأسهم الإسبانية، المعروف اختصارا بتسمية “Ibex”، تخصص أموالا هائلة لمختلف المنابر الإعلامية بإسبانيا.

وزاد الكاتب الإسباني، خلال حديثه في البرنامج الذي يعده ويقدمه زعيم حزب “بوديموس”، بابلو إغليسياس، أن المؤسسات الاستثمارية التابعة لمؤشر سوق الأسهم “”إيبيكس” توجه ملايين اليوروهات لوسائل الإعلام بغرض حماية صورتها والتستر على المعطيات والحقائق السرية والحساسة، إضافة إلى “رغبتها في جعل الصحافة وسيلة لممارسة الرقابة الذاتية حين يتعلق الأمر ببروز معلومات من شأنها إلحاق أضرار بمكانتها”، بتعبيره.

وتابع صاحب كتاب “المدير: أسرار ومؤامرات الصحافة”، الذي يلخص تجربته على رأس صحيفة “إلموندو”، بأن الأشخاص المحميين من قبل الصحافيين هم أولئك الذين يديرون الأموال المخصصة لوسائل الإعلام، مبرزا أن هناك شركات لا يمكن المساس بها، وأعطى مثالا بواقعة انهيار معمل ببنغلاديش وإقدام رئاسة التحرير بالصحيفة التي يرأسها على حذف فقرات تخص المجموعة الاستثمارية الإسبانية “El Corte Inglés”.

وأكد الإعلامي الإسباني أن حذف الفقرات الخاصة بالمقاولة الإسبانية تم بغرض حماية مصالحها وإعفائها من مسؤولية حادثة انهيار سقف المعمل، التي راح ضحيتها ألف عامل، لافتا إلى أن مدراء المؤسسات الإعلامية الأكثر تأثيرا في المشهد الإعلامي الإسباني يقومون بتحريف المعطيات والحقائق من أجل خدمة مصالح الشركات الكبرى، مقابل الاستفادة من عائدات الإشهار ومزايا أخرى، خاصة خلال فترة الأزمة الاقتصادية.

وقدم المتحدث نفسه مثالا آخر عن بعض الأسماء التي لا يمكن المساس بها، مستحضرا ملف المدير السابق لمصرف “سانتاندر” إميليو بوتين، المتورط في فضيحة تخصيص قروض لوزارة المالية الإسبانية بغرض تفادي أداء المستحقات الضريبية، موضحا ألا أحد من الصحافيين استطاع التعاطي بشكل موضوعي مع هذه القضية المعروفة حينها بتسمية “Caso Botín”، حتى بعد وفاة بوتين بمكتبه نتيجة أزمة قلبية سنة 2014.

وأشار الصحافي دابيد إلى أن مستشارا سابقا بالبنك الشعبي الإسباني كان يمنح قروضا مالية مهمة بأسعار فائدة سخيفة تصل إلى قيمة 0 أو 0.5 في المائة لفائدة الصحافيين المكلفين بتغطية أخبار الاقتصاد والبنوك، وذلك مقابل الترويج لمكانة المصرف غير القابل للانهيار حتى ولو كان على وشك الإفلاس، موضحا في السياق عينه “ألا أحد يقرأ مدونة الأخلاق في الصحافة داخل الغرف المخصصة لإنتاج الأخبار”.

وأدرج خيمينيث أسماء بعض الصحافيين الذين تم تعيينهم من قبل تنظيمات حزبية مشكلة للأغلبية الحكومية بهدف ممارسة أعمال الدعاية لصالحها، والذين جرى إعفاؤهم في وقت لاحق بسبب عدم التزامهم بالتعاطي للمواضيع المحددة بشكل مسبق، وزاد: “صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية لا تنشر أي مستند مطلقا دون التأكد من صحة المعطيات الواردة بداخله، عكس إسبانيا، حيث تغيب الصحافة الاستقصائية وتنعش التسريبات”.

وتحدث دابيد عن صحيفة “إلكونفدنثيال” الإسبانية، المختصة في نشر التسريبات، باعتبارها وسيلة إعلامية هدفها ممارسة الابتزاز، من خلال إخبار الشركات بأنها ستبدأ في نشر معطيات سلبية عنها إن لم تدفع لها على سبيل المثال 80000 أورو في فترة زمنية قصيرة، وبالنظر إلى أن هذه المبالغ المادية تعد صغيرة جدا بالنسبة للشركات الكبيرة، فدائما ما تنتهي بدفعها قصد تفادي الفضيحة والمتابعة القضائية.

وصرح الصحافي الإسباني بأنه عندما أمر بالتوقف عن العمل كمدير لصحيفة “إلموندو”، التي اتهمت مؤخرا مسؤولين مغاربة بتهريب وتبييض الأموال، عرض عليه القيام بمراسلات من نيويورك، ما رفضه قبل أن يتوجه إلى القضاء بغية انصافه، مؤكدا أنه جرى استبعاده أيضا من وسائل إعلامية أخرى كـ”Cero Onda” و”Antena3″ وحرمانه من إلقاء محاضرة بإحدى الجامعات بضغط من صحيفة “إلموندو”.

‫تعليقات الزوار

17
  • خالد
    الخميس 4 يوليوز 2019 - 03:11

    الموندو معروفة فكل مقال بمقابل و اكاديبها مع المغرب لا تعد و لا تحصى و لكن المغرب لا يقدم بها دعوى حتى لا يعطيها قيمة
    المهم و شهد شاهد من اهلها

  • مغربي مغربي
    الخميس 4 يوليوز 2019 - 04:03

    من خلال تجربتي وعملي سابقا في الاعلام ( في اوربا) . كل وسائل الاعلام بدون اسثناء . لها اهداف وأجندات ، تعمل من أجلها ، فترفع وتطيح ، وتبتز ، وتشهر ، وتمجد ، وتفرح ، وتبكي …. و……..و……. من تشاء، ولكن بمقابل . والويل لمن عصى، سواء كان شخصا، او شركة ، او حتى دولة بأكملها……. هذا شيئ من عمل وسائل الاعلام في العالم بأكمله .

  • ولد حميدو
    الخميس 4 يوليوز 2019 - 05:25

    الفرق عندهم الاكاديب و الرشاوى بالتكنيك و الميكانيك و حتى بالقراية اما عندنا فكل شيء بالعلالي
    طبعا لا اعمم فاي قطاع فيه الصالح و الطالح
    اما فرنسا فالاعلام يخرج الدواصا حتى تقترب الانتخابات
    فقد كان فيون هو المرشح الاوفر و لكن استقال بعد ان اخرجوا له ملفات توظيفات لافراد من عاءلته
    و رغم دلك اروبا تعطي الحقوق للمواطنين اما الديمقراطية فمشكوك فيها

  • المغرب قبل كل شيء
    الخميس 4 يوليوز 2019 - 06:31

    حسب أخبار التاسعة مساءا ليوم03/07/2019 في القناة الخامسة فإن أغلب المجالس البلدية المشكلة بعد الانتخابات في أول اجتماع لهم هو رفع أجورهم بنسبة 15%الى30% وهذا حدث بالنسبة لجميع الاحزاب سواء كانت يمينية أو يسارية.

  • محمد بلحسن
    الخميس 4 يوليوز 2019 - 06:58

    جاء المقال لتأكيد ما لامسته طيلة 20 سنة, منذ 1999, حول العقلية المقاولاتية عند الاسبان. بمساعدة الصحافة الخسائر تكبر والشعور بالظلم والحرمان يدوم خصوصا حينما تلتقي العقليتين الاسبانية والمغربية بالأوراش المغربية لا الاسبانية (الصفقات العمومية).
    كتاب "المدير: أسرار ومؤامرات الصحافة" يستحق القراءة لمعرفة وضع رجال القضاء بالجارة اسبانيا في غياب شريك مهم جدا هم رجال الاعلام النزهاء.
    شكرا لمنبرنا الإعلامي المحترم هسبريس.

  • loulou
    الخميس 4 يوليوز 2019 - 07:21

    malheureusement la plupart et savent pas que ya pas de la réalité a la télé.

  • almahdi
    الخميس 4 يوليوز 2019 - 07:50

    للحق رجال وللباطل انتفاش ،الصحافة مسؤولية بالمقام الاول،اشكرالسيد المدير على حسن افادته والتزامه بالحقيقة .

  • مهاجر
    الخميس 4 يوليوز 2019 - 08:04

    دعونا من السداجة،هل ننتضر صحافي أجنبي حتى يفتح لنا أعيننا على نهب أموال الدولة فالمغرب،كل من يدهب عطلة إلى جنوب إسبانيا يرى سيارات فارهة بترقيم مغربي،سنة بعد سنة يكتر عددهم،بل هناك من إقتنى شقق في أماكن غالية قبالة الشواطئ المتوسطية،مثل ماربيا ملقة وإستيبونا…المفارقة هي أنهم يكونون مثل جميع الشعب في إسبانيا،(تتمشي منهم بخ ،الأبهة والفرعنة).الحمد لله إسبانيا مفهاش ولد الفشوش، الكل سواسية أمام القانون.

  • youssef
    الخميس 4 يوليوز 2019 - 08:58

    على الأقل إسبانيا لا تسجن صحافييها بتهم ملفقة لإسكاتهم.

  • خالد بنسيدي
    الخميس 4 يوليوز 2019 - 09:06

    كذلك الأمر في المغرب ليس هناك صحافة مستقلة في إسبانيا يتلقون المال وفي المغرب يتلقون الأوامر هذا هو الفرق ودعوكم من مسرحيات الإعتقال هي فقط لرفع قيمة الصحفي والصحيفة

  • ميلود
    الخميس 4 يوليوز 2019 - 09:34

    الصحةفة باوربا مجال للبيع والشراء والسمسرة
    هناك صحفيين يمارسون الاشهار والابتزاز اكثر من ممارسة ةلصحافة
    وما فضيحة لوران وغراسيي الا قطرة من واد

  • خالد
    الخميس 4 يوليوز 2019 - 09:38

    لقد سبق لبرلسكوني ان صرح بان الشركات الايطالية تعطي الرشاوى من اجل الصفقات مع الدول

  • مورو
    الخميس 4 يوليوز 2019 - 11:17

    99 في المائة من الصحافة الاسبانية تنبذ المغرب. ابتداءا من الكذاب سيمبريرو اولا في الباييس قبل ان يُطرد لكثرة اختلاقه للاكاذيب و الان في عدة منابر قليلة النزاهة. الاسبان في حاجة الى عدو ثقافي يملؤون به نصوصهم لتفادي الحديث عن مشاكلهم العويصة. اسبانيا زجت بالسجن كل المعارضة الكطالانية. يتبع

  • الملاحظ
    الخميس 4 يوليوز 2019 - 11:23

    كل الدول الكبيرة تصنع الاكاذيب الاعلامية،ولقد كانت ٱكاذيب دول الخليج حول سوريا مدمرة بحيث انبهر الغرببون لدرجة الحقد اامستشري ببن القادة العرب.ٱما عن الدول الاوروبية و ٱمريكا فحدث و لا حرج،فهي مستعدة لفبركة كل شيء ،فقط تدفع و سترى العجب،و خير دليل ما يجري ببن قطر و السعودية و الامارات،فهذه لاول تدفع الملايين المؤسسات الامية و للوببات صنع القرار،تدفع لهم بالملايين.
    ٱما عندنا ، فاختلاق الاكاذيب بتم بطرق بدائية عبر صحافيين و مقالات مفضوحة لخدمة الدولة ٱولا(حراك الريف-قضية بوعشرين-اساتذة التعاقد…..) ثم لخدمة الخط التحريري الصحيفة او المنبر المعني.
    الكل يتعاطى الكذب مادام العقل النقدي مات.
    فقط بقي ا ن تعرفوا ٱنكم تزرعون قنابل الغد الشديدة الانفجار.الحراكات.

  • مواطن مغربي
    الخميس 4 يوليوز 2019 - 11:24

    كل هدا بسبب التقرير اللدي أعدته صحيفة الموندو حول تحقيق صحفي نعزز بالوثائق لبعض المؤسسات والشركات الوهمية التابعة لجهاز المخابرات لادجيد ودكرت أسماء شخصيات معروفة وعملاء استخبراتين وزجاتهم.

  • ر.ع
    الخميس 4 يوليوز 2019 - 14:40

    فعلا جل وساءل الإعلام بكل دول المعمور لها أهداف ومصالح وأجندات لخدمة من يدفع اكثر، لان اغلبها تتحكم فيه لوبيات المصالح الاقتصادية والمالية والسياسية ، أما الهدف الأصلي النبيل للصحافة والمتمثل في نقل المعلومة والخبر الصحيح للمواطنين بكل موضوعية وتجرد للمساهمة في الرفع من وعيهم وتمكينهم من أبداء آراءهم واتخاذ قراراتهم بشكل صحيح فهو اخر ما تفكر فيه جل وساءل الإعلام وكثير من الصحافيين الذين لاتهمهم الا السمسرة والابتزاز وخدمة مصالحهم الشخصية على حساب المواطنين والصالح العام

  • سمير
    الخميس 4 يوليوز 2019 - 23:11

    صناعة الكذب والبروباغندا يوجد في كل وسائل الإعلام كل يغني على ليلاه حسب المصالح والتبعية …

صوت وصورة
وزير النقل وامتحان السياقة
الخميس 28 مارس 2024 - 16:02 2

وزير النقل وامتحان السياقة

صوت وصورة
صحتك النفسانية | الزواج
الخميس 28 مارس 2024 - 16:00 1

صحتك النفسانية | الزواج

صوت وصورة
نقابة الممرضين تعتصم بالبيضاء
الخميس 28 مارس 2024 - 15:40 1

نقابة الممرضين تعتصم بالبيضاء

صوت وصورة
ما لم يحك | البصري وتبذير الأموال
الخميس 28 مارس 2024 - 15:00 2

ما لم يحك | البصري وتبذير الأموال

صوت وصورة
الأمطار تنعش الفلاحة
الخميس 28 مارس 2024 - 13:12 3

الأمطار تنعش الفلاحة

صوت وصورة
حاجي ودمج الحضرة بالجاز
الخميس 28 مارس 2024 - 12:03

حاجي ودمج الحضرة بالجاز