أهو مجلس للأمن أم أكبر نادي للقمار؟

أهو مجلس للأمن أم أكبر نادي للقمار؟
الخميس 8 يناير 2009 - 12:59

الذي يرى اليوم قرارات مجلس الأمن، وعدم قدرته حتى على الخروج بقرار يُوقف مجازر غزة، ويدين ما تفعله إسرائيل في شعب أعزل، لا بد أن يطرح هذا التساؤل: أهذا مجلس للأمن، أم أكبر نادي للقمار اجتمع فيه أعتى اللصوص ليقامروا بمصائر الشعوب تبعا لرغبات حفنة من الدول ومصالحها ؟؟ وللإجابة عن هذا التساؤل لا بد من العودة للآلية التي يتخذها مجلس الأمن في استصدار قراراته. فمثلا لو صوت العالم مجتمعا لأعدل قضية في العالم فيمكن بحق (فيتو) واحد لأحد الأعضاء الخمس الدائمي العضوية أن ينسف كل الجهود، مما يعني أن مصير العالم كله هو بيد خمس دول تعداد سكانها لا يتجاوز الهند، وهذا ما يفسر أن مجلس الأمن بقي على مدى عقود إنشائه عبارة عن ديكور خارجي للقمار الداخلي. فأمريكا مثلا استخدمت حق (الفيتو) أكثر من أربعين مرة لتعطيل قرارات اتخذها المجتمع الدولي في حق إسرائيل منذ نشأتها سنة 1948م، وهذا ما يزيد على الـتأكيد أن آلية حق (الفيتو) المعمول بها حاليا هي آلية غير ديمقراطية تفرضها دول تدعي الديمقراطية.


وبالإضافة إلى هذا، فمجلس الأمن يتبنى المصطلحات التي توافق فقط مصالح أعضائه الخمس ويُشرعها لتصبح مصطلحات عالمية تؤشر وتُشرعن فعل ما، فمصطلح “الإرهاب” مثلا تبناه مجلس الأمن وفق رؤية أمريكا والدول الغربية وأعطاه تعريفا يوازي هذه الرؤية، حيث تم توظيفه هذا التعريف بشكل سيء ضد كل من هو مسلم، حتى بدا مصطلح الإرهاب مرادفا “شرعيا” للإسلام.


هذا الأمر استغله جيدا الرئيس الأمريكي المنتهية ولايتها “بوش” ، حيث زاد للمسلم صفة “الفاشي” ، ليصبح المسلم في نظر الرئيس الأمريكي والغرب بشكل عام مرادفا للإرهابي والفاشي لتكتمل الصورة، مع أن أمريكا تمارس”الإرهاب” في العالم كل يوم ومنذ نشأتها على حقوق ودم وأجساد الهنود الحمر، إلا أنه لا أحد في الغرب وصف ما فعلته وتفعله “بالإرهاب“، وهذه نكتة كبيرة لا تدعو للضحك. كما أن ما تقوم به إسرائيل اليوم في قطاع غزة هو أكبر إرهاب دولة منظم، على شعب أعزل، ومع ذلك لم يجد فيه مجلس الأمن أي إنتهاك لحقوق الإنسان كي يندد به أو يطالب بإيقاف هذه المجازر، لأن مصطلح “الإرهاب” خلق للمسلمين فقط، ويتبادله الكل ويوزعه الكل في واشنطن حسب مصالحهم الأيديولوجية ولا أحد يمكن أن يقول للبيت الأبيض أو حتى لمجلس الأمن (ثلث الثلاثة كام) والتاريخ يعلمنا أن الجنرال الأمريكي (ترومان) أباد مدينتين يابانيتين بالقنبلة النووية، وقتل فيهما أكثر من ربع مليون إنسان في أقل من ساعة، ومع ذلك سمي بطلا ولم يقل عليه أحد أنه “إرهابي” أو “فاشي” أو “نازي”، وشارون كان يستمتع مثل وحش ضاري وهو يرى ضحايا صبرا وشتيلا ممزقي الأشلاء والأجساد، ومع ذلك لم يصفه أحد بالإرهابي، وكذلك (أولمرت) الذي قتل أكثر من ألف لبناني في الحرب الأخيرة ثلثهم من الأطفال، ومع ذلك لم يفتح من هم في مجلس الأمن أفواههم الكبيرة ليقولوا أن ما يقوم به أولمرت هو أحد أبشع أنواع الإرهاب الذي عرفته البشرية، بل ان مجلس الأمن هذا أعطى الضوء الأخضر للقتل في لبنان حينما عجز عن استصدار أي قرار بوقف النار طيلة ثلاثة وثلاتين يوما، وهو يسير على نفس المسار اليوم بخصوص ما يحدث في غزة من قتل وتدمير للحجر والبشر. وهذا راجع لسبب واحد هو أن الأقوياء هم من يكتبون التاريخ ويشكلون العالم وفق هواهم ويمكنهم أن يكذبوا كما يشاءون كما كذب كولن باول ورئيس جهاز المخابرات سي آي إيه على العالم وبالصوت والصورة حينما أتوا برسومات كرتونية من إبداع المخابرات الأمريكية وأوهموا العالم أو “هكذا ظنوا ” بأن للعراق ترسانة من الأسلحة البيولوجية والجرثومية المحظورة تهدد السلم العالمي لذا وجب شن حرب من أجل التخلص منها ومن رأس السلطة في بغداد صدام حسن مما جعل (روبن كوك) وزير الخارجية البريطاني حينها يعلق مازحا وهو يقول: أن ما وُجد في قنينات (الكوكا كولا) من مواد سامة أكثر مما وجد في العراق بأكمله. وهذه كانت هي ورقة التوت الأخيرة التي عرّت عورة مجلس الأمن وبيَّنت للعالم أنه مجلس للقمار بمصائر الشعوب وبمصالح الأمم، وأنه مجلس فقط للصوص ومصاصي الدماء وللقمار بالأرواح.


Beladi2.jeeran.com

‫تعليقات الزوار

2
  • ابو جبل الغرناطي
    الخميس 8 يناير 2009 - 13:01

    الحل معروف… و هوا الانسحاب من هدا المجلس اللعين (مجلس الكفار)…ولكن لا حياة لمن تنادي..

  • Anti-Fassade
    الخميس 8 يناير 2009 - 13:03

    إن مجلس الأمن بشعاره الأزرق، مكون من مجموعة من السنافر المتحركة ورئيسها هو البوكيمون الكوري، تتحكم فيهم دولتا اسرائيل وأمريكا الإرهابيتان، بحيث يلعبون لعبة البوكيمونات على دول العالم الثالث وخاصة ضد المسلمين، فيجب أن نتحرر من لعبتهم القدرة، وأن يتحد كل المسلمين ضد هؤلاء الأشرار الذين يدعون الديمقراطية المزيفة لتحقيق أغراضهم ومطامعهم في ثرواتنا وخيراتنا، فلن ننتظر منهم حلا لقضية فلسطين ولا لصحراءنا وأراضينا المحتلة، فمنذ أن فتحت عيني على الدنيا وأمورهم كما هي يضحكون علينا بالتسويف وتضييع الوقت، فإسرائيل لن تردعها كلمة التنديد والمؤتمرات واللقاءات، ولكنها لا تفهم إلا لغة العصا والقوة، أما الحكومات العربية فهي صامتة على مجزرة إسرائيل خوفا على مصالحها التجارية معها وعلى مناصبهم، وهذا لا يجوز في الإسلام لأنه يعتبر خيانة للمسلمين فيجب أن نضحي بالنفيس والغالي لنصرة كل المسلمين كما أمرنا الله تعالى، قال عز وجل:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَخُونُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُواْ أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ }، نعم إنها أمانة في الدنيا وخزي وندامة يوم القيامة. أيها الحكومات العربية لقد خذلتكم إسرائيل وحليفاتها وجعلتكم في موقف حرج مع شعوبكم في الدنيا، أما يوم القيامة أمام الله تبارك وتعالى فلا حول ولا قوة إلا بالله العظيم، فهل أعددتم الجواب للسؤال؟ اللهم اهد حكامناوأصلح أحوالنا وانصر إخواننا في غزة. كلنا مع غزة إلى العزة.

صوت وصورة
شراكة "تيبو أفريقيا“ وLG
الجمعة 29 مارس 2024 - 11:43 1

شراكة "تيبو أفريقيا“ وLG

صوت وصورة
احتفاء برابحة الحيمر في طنجة
الجمعة 29 مارس 2024 - 10:03

احتفاء برابحة الحيمر في طنجة

صوت وصورة
احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية
الجمعة 29 مارس 2024 - 00:30 4

احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00 3

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15 4

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 11

تقنين التنقل بالتطبيقات