" العدالة والتنمية " أم التنديد والوعيد

" العدالة والتنمية " أم التنديد والوعيد
الجمعة 20 فبراير 2009 - 13:29

هل يمكن تعريف ما يقوم به حزب العدالة والتنمية المغربي وما يصرح به أعضاؤه يدخل في باب العمل السياسي المتعارف عليه في عالم السياسة ؟ وبسؤال أدق هل وظيفة أي حزب سياسي تتجلى فقط في ترصد السقطات الأخلاقية لهذا الفنان أو لهذا المبدع والبحث عن الأسباب الواهية وراء أي عمل فني وثقافي دون العمل على الدفاع عن حقوق الشعب الاقتصادية والاجتماعية ؟ وبسؤال أكثر دقة هل وظيفة أعضاء أي حزب سياسي سواء كان حزبا إسلاميا أو غير ذلك هي البحث عن منافذ مهترئة قد تتكسر في أي لحظة لركوبها من أجل الوصول إلى أهداف سياسية ؟ هذه ثلاثة أسئلة تعني سؤالا واحدا يطرح نفسه على أصحاب هذا الحزب الغريب العجيب والذي أصبح حزبا أخلاقيا بامتياز وابتعد عن العمل السياسي المتعارف عليه وأخذ دور الفقهاء والعلماء وأسس هيئة جديدة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على غرار تلك التي تعمل في المملكة العربية السعودية والتي تخصصت في قطع الايادي وذبح الناس وسجن النساء المعتدى عليهن ومنعهن من السياقة ومن مخالطة الرجل البعبع وهذم دور السينما وتجريم الممثلين والممثلات بينما أعضاؤها يرفلون في نعيم الجنس والأكل وكل همهم ما في البطن وتحت البطن .



يبحث أصدقاؤنا في المغرب أو إخواننا – لكي يبقوا على راحتهم – أن يدفعوا بهذه الهيئة إلى أخذ صك الاعتراف رسميا ومجتمعيا ، ويبحثون عن محاكمة الناس على نواياهم ودواخلهم بل يفكرون بعقول الناس وكأنهم قراء أفكار أو ملائكة مرسلون يعرفون ما ينويه هذا الفنان وما يسره هذا الكاتب وهذا المبدع من خلال إبداعاتهم المختلفة . يرسمون حدود التفكير والرأي والتعبير لأنهم تقاة ومؤمنون وغيرهم كفار ملاحدة مستغلون للمرأة والحرية استغلالا سيئا . يا سبحان الله وإذا ما بحثنا في واقعهم وفي شخصياتهم وحياتهم نجدهم كلهم عيوب … الله يستر .



يركز هذا الحزب في عمله ( السياسي ) على الفلتات الأخلاقية التي تحصل في المجتمع دون البحث عن اسبابها وعن الدوافع التي كانت وراء هذا السقوط الأخلاقي داخل المجتمع المغربي ، فإما أنهم غير واعين بهذه الأسباب والدوافع أو أنهم يتجاهلونها لأنها ستدفع بهم إلى الأفول إذا ما بحثوا عنها وحاولوا محاربتها . أسباب الجريمة والانحلال الأخلاقي أيها السادة في حزب العدالة والتنمية هي الجهل والأمية والفقر والجوع والأمراض النفسية والاجتماعية المنتشرة بكثرة داخل مجتمعنا فهل تستطيعون محاربتها أو مناقشتها على الأقل داخل مؤسسات حزبكم ومؤسسات الدولة الرسمية ؟ هذا ما يجب عليكم فعله داخل حزبكم ، لا البحث عن خرجات إعلايمة مدينة لبعض الأفلام تحدثت عن الحجاب أو عن الصلاة أو عن الزواج بيهودي لكي تقولوا لنا أنكم فعلتم واجبكم تجاه الوطن والشعب . هذا ليس نضالا أن تطالبوا فقيرا معدما بالأخلاق والتدين وهو لا يجد ما يسد به رمقه بينما أغلبكم يعيش في بحبوحة . هذا ليس نضالا يا سادة أن تبنوا برنامجكم النضالي على منع صناعة الخمر وبيعها إلى المغاربة المسلمين ثم بعد فترة تطالبون برفع سقف الضرائب على هذا المنتوج . وهذا ليس نضالا شريفا أن ترفعوا عقيرتكم ضد مهرجان فني – رغم موقفنا من بعض المهرجانات وجدواها – ثم تأتون بعد فترة وتدافعون عن عضو من أعضاء حزبكم ثبت بالوثائق والمستندات تورطه في مخالفات إدارية ومالية في موقع مسؤوليته كما حصل مع عمدة مدينة مكناس .



إن الحزب السياسي الذي يترك النضال من أجل الحقوق الاقتصادية والاجتماعية للناس الذين انتخبوه على الأقل ويناضل من أجل القشور والأمور السطحية هو حزب فاشل وحزب لا يستطيع التأثير في الناس مرة أخرى وسيأتي الوقت الذي ينتقمون منه ويعاقبونه ولكم في حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية أفضل مثال على هذا .



وإذا ما تحلى أصحاب هذا الحزب بالنباهة وقارنوا أنفسهم بحزب العدالة والتنمية في تركيا الذي يحكم دولة علمانية بينما هو حزب إسلامي دون أن يؤثر ذلك على مسيرته كيف استطاع أن يحقق الكثير من أهدافه السياسية ويقنع الشعب التركي ببرنامجه والتزم به في عمله الحكومي وغير من وجه تركيا إقليميا ودوليا ، وفرض عمله هذا والتزامه ذاك على الحكم لصالحه بعدم حله في المحاكمة الشهيرة التي تقدم بها أحد العلمانيين في البلاد ضده . هؤلاء الناس في الحزب التركي هم الذين يستطيع الناس أن يثقوا فيهم وينتخبونهم بكل أريحية دون مركبات نقص ، فلم يسبق لهذا الحزب التركي أن انتقد فيلما أو فنانا أو مبدعا أو قناة على ما يقدمونه رغم أننا نعرف أن تركيا فيها من الحرية ما يفوق ما هو موجود في المغرب بكثير . فهل يعتبر أصحاب الحزب المغربي بهذا أم أفضل لهم أن يغيروا اسم حزبهم إلى حزب ” الأخلاق والتنديد والوعيد ” لكي نعرف مع من نتعامل …. ؟ لله في خلقه شؤون …

‫تعليقات الزوار

8
  • bdellah
    الجمعة 20 فبراير 2009 - 13:45

    sans doute tu es payé pour cet article
    dis nous combien !!!

  • مواطن مغربي ومسلم
    الجمعة 20 فبراير 2009 - 13:39

    أظن بأن السيد عزيز الغرباوي لم يجد مجالا للتحدث فيه سوى الجانب الديني الذي كلنا ننتمي إليه والذي يحرم جميع ما دكره في مقاله، اللهم إلا إذا كان لا يهمه الدين والحلال والحرام فهذا شأنه، أما أن تقوم جماعة من المسلمين كيفما كانت وتنهى عن الفحشاء والمنكر ونقول بأنها لا تقدر ظروف المسكين الذي لا يجد ما يقتات به، أو التي تزوجت من يهودي لظروف خاصة ، أو بيع الخمر للمسلمين وقص على هذا العديد من المناكر التي يشاهدها الخاص والعام، وعندما يندد أحد المسلمين بما يرتكب على أرض الإسلام، ننعته بالتطرف أو نكران الذات أو البدخ، أنا متيقن من أن السيد الدكالي لا يؤدي حتى الصلاة المفروضة في أوقاتها أو لا يؤديها بتاتا وهذا شأنه مع رب العباد، أما أن يقدح فيمن يقول اللهم إن هذا منكر، كيفما كان انتماؤه السياسي أو الإجتماعي فهذا أمر إلهي وأمر نبوي بالتوعية والتنبيه والإرشاد، أما أن نترك الحابل على النابل فليس من طبيعتنا ولا من خصالنا بل الواجب هو إرشاد العباد للرجوع إلى الطريق المستقيم، لا إلى القدح والشتم واللوم وكلام العار في حق أي مواطن يريد لبلده الخير والرجوع إلى الطريق المستقيم، لهذا لا يسعني إلا أن أذكرك بأنك ملزم أيضا بتبليغ ما أفاء الله عليك من معلومات دينية جاء بها القرآن والسنة النبوية، وكفاك من الشتم واللؤم على من يقول اللهم إن هذا منكر.

  • ولد الشعب
    الجمعة 20 فبراير 2009 - 13:41

    تبارك الله عليك يا محلل العصر وعارف الزمان. هدا الحزب اللدي تتهمه ب ما دكرت في مقالتك المقبوحة..هو نفس الحزب اللدي فاز في الإنتخابات بأكبر عدد من الأصوات الآتية أساسا من المجال الحضري. ولا أعتقد بتاتا كما لا يعتقد قطعا العقلاء أن هاته النتيجة ستتأتى نتيجة تتبع هفوات الآخرين..كما لا أعتقد أنك أرجح عقلا من كل أولئك اللدين صوتو لصالح هد الحزب الديموقراطي والمناضل رغم أنف الداخلية وأدنابها. ونصيحة مني لك المثل القائل إدا كان بيتك من زجاج فلا تقدف الناس بالحجر. فإدا كنت تبتغي النجاح فلا يكن على حساب الآخرن.

  • يوسف ماليزيا
    الجمعة 20 فبراير 2009 - 13:37

    لا اظنك تجهل ان لحزب العدالة مشروعا مجتمعيا شاملا لكل ما ذكرت لكن واضح انك غير راض على تخريجاته الاخلاقية و التي بالمناسبة شيئ عادي قي مجتمع مسلم. يوسفني ان تكون كراهيتكم لمن يدافغ عن الاخلاق هي محور اديولوجيتكم و توجهكم السياسي.

  • عمر نور
    الجمعة 20 فبراير 2009 - 13:47

    على كل ومن باب الانصاف هذا الحزب بخلفيته الخيرية والجمعوية يفعل جيدا مكانته الدعائية والانتخابية على مدار السنة .. وهو يثبت الاصوات الانتخابية بشكل مضمون .. ويستتمر في الحشد السياسي والانتخابي بامتياز وهو مايسمى التقارب الحزبي من المواطن .. لكن الحزب في حد ذاته كمشروع سياسي وتغيري لايخرج من دائرة الموافق عليه والمزكى من طرف المخزن لضمان ذلك التوازن القدبم الجديد الذي يتقنه المخزن فالمعروف في النظام المخزني المغربثي انه ممنوع ان تتشكل طبقة سياسية قوية او مركز اقتصادي قوي ممنوع منعا كليا وهو خط أحمر .. عملية التفتيت والتشتيت العمل السياسي والحزبي عملية ممنهجة ومضيوطة ومتحكم فيها .. والرادع متوفر وجاهز كلما انفلت ثيار ايديولجي او تنظيمي من عملية الضبط تلك .. اما بالاستقطاب الكلي في السلطة او مطاردة الساحرات وتشويه اركان عمل ذلك القطب .. انا لااعلم ما اذا كان حزب العغدالة والتنمية يعي هذه الامور ام لا .. لكنني واثق ومتأكد بأنه يندفع بقوة مع الثيار الذي اعد له صوب الحفرة التي أعدها له المخزن .. السلطة وادارة الشأن العام هي مبتغاه لكن في ظل موازن القوة التي لم تتغير وفي ظل عقلية الضبط والتفتيث فان هذا الحزب الذي يدعي خلفية اسلامية ستتم تصفيته عما قريب لان ذلك هو العمر الافتراضي الدي وضعه له المخزن دمتم واعون ودام المواطن متيقظا

  • العروبي احمد
    الجمعة 20 فبراير 2009 - 13:43

    لاأتفق معك الاستاذ عزيز فيما تجنّيت به على حزب العدالة و التنمية…
    طبعا لم أكن اعتقد انك ستوجه سهام النقد بعد سهام الثقافة النظرية إلى حزب سياسي رائد فعلا . لم اكن أعتقد انك ستجني على من يقول لا للسينما المارقة على الاخلاق ويقول لا لمخالفة بنود القانون الجنائي الذي صادق عليه البرلمان و الذي يعاقب بيع الخمر لغير المسلمين و إن كانت العقوبة مجمدة بل و محصورة في حالات قصوى كالسياقة و ارتكاب حوادث تحت التأثير .
    لا أعتقد انك تمرّ مرور الكرام على الاخبار التي تزخر بها الصحف و التي تصب في كبح جماح العدالة و التنمية من الاكتساح مثل الكوطا او الحصر في تمثيليات محددة جغرافيا أو بالتنبيه الشفوي أو عبر التيلفون لصانعي القرار في الحزب بضرورة ترشيح فلان أو علان من الحزب في الدائرة الفلانية أو عدم الترشح قطعا في بعض الدوائر .
    لا أعتقد انك نسيت استطلاع الرأي المشهور الذي ادعى ان الحزب سيسيطر على كل مواقع القرار فانطلقت آلة المناشدة بعدم بذل أي جهد في الحملات الانتخابية أو عدم حث الناس على التصويت من خلال المساجد . فتحرم في المسجد كل دعاية ساسية . فضلا عن اشتغال آلة الانشقاق من خلال جناح حزب الفضيلة أو استقلال أنشطة حركة التوحيد و الاصلاح او إعطاب الذراع الاعلامي المكتوب فضلا عن الهامش المحدود داخل القناتين .
    إنني افترض حتى ولو كانت الدولة ستتجاوز كل هذه المعطيات فإنها ستعاقب المصوتين بعقاب جماعي على اختياراتهم بشكل من ااشكال .
    اتمنى ان تراجع كتاباتك .فلا تتجنى على الاشخاص و لا على المؤسسات القائمة بالذات لأي سبب كان . فالثقافة تقتضي الاعتراف الضمني بالاختلاف . فإنني لم أقرا لك مقالة من قبل لم تعنونها بتيمة “الثقافة ” حتى ترسخ في ذهني أنك متخصص فيها . لكنني صُدمت عندما قرأت مقالك هذا ليس لأنني تأثرت بهجومك على حزب العدالة و التنمية و لكن بسبب تمريرك لخطاب السينما الغير الاخلاقي أو تناقضات المجتمع المغربي في تعاملة مع الزنا و الخمر و الموسيقى أو ما يمكن أن نقول عنه تسطيح لأفكار الانسان المسلم ….
    إذا ابتليتم فاستتروا .

  • اديب
    الجمعة 20 فبراير 2009 - 13:31

    بالله عليك ياخي هدا ظلم كبير في حق هؤلاء الناس هل اعطيتهم فرصة للحكم ختى تسقط كل هده التهم عليهم وما شهنا عليهم الا الخير والعمل الصالح الشريف فيما يخص المدن التي سيروا مجالسها اسال سكان وادىزم لمادا طردوا السيد المالكي واسال سكان القصر الكبير كيف اصبخت مدينتهم واسال سكان مدينة تمارة ومكناس وغيرها من المدن التي سيروها فما نظن بهم الا الخير لاننا مللنا مدة اربعة عفود بالانتهازية وخدمة مصالح الشخصية والوعود الكادبة فلمادا لا نعطيهم فرصتهم ثم يمكننا الحكم عليهم اتق الله ياخي فيما تقول

  • صالح المجدي
    الجمعة 20 فبراير 2009 - 13:35

    حزب العدالة والتنمية حزب نزيه وشريف لايضم إلا الشرفاء من الناس الذين يحبون الخير لهذا الوطن ومن قال عنه غير ذلك فهو كذاب أشير وطماع حقير وانتفاعي خطير، لايهمه إلا المنفعة الشخصية والسقوط في الشهوات الشيطانيةوالقاذورات الأخلاقية.

صوت وصورة
احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية
الجمعة 29 مارس 2024 - 00:30 1

احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00 2

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15 3

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 11

تقنين التنقل بالتطبيقات

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب

صوت وصورة
وزير النقل وامتحان السياقة
الخميس 28 مارس 2024 - 16:02 6

وزير النقل وامتحان السياقة