الأغنية الملتزمة أين غابت؟

الأغنية الملتزمة أين غابت؟
الأربعاء 11 مارس 2009 - 07:12

ظهرت الأغنية الملتزمة /السياسية مع تنامي النضال الشعبي في سنوات الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي، كما برز مفهوم الالتزام في الإبداع بصفة عامة.



وقد تناولت هذه الأغنية الملتزمة هموم الجماهير الشعبية ،فغنت للفلاح والعامل والطالب والكادحين بصفة عامة، وانتشرت أساسا وسط الطلبة وعموم المثقفين ، حيث تميزت مضامينها بالتعبير عن المعاناة التي يعيشها الإنسان بصفة عامة محاولة تعرية الظلم والتنديد به ، مع كشف الاستغلال ، والدعوة إلى التحرر من الظلم الطبقي .لقد كان لهذه الأغنية تأثير قوي حيث استطاعت بإيقاعاتها الخفيفة وكلماتها المعبرة أن تتوغل وسط عموم أبناء الشعب وتنتشر بشكل ملفت . كما عكست القضايا السياسية التي كانت محط نقاش داخل البلاد من قبل الفرقاء السياسيين .



كانت البدايات الأولى مع ناس الغيوان الذين حاولوا من خلال تجربتهم أن يغيروا من مضمون الأغنية ،رغم عدم ارتباطهم سياسيا بأي حزب ، لتصبح لصيقة بهموم الشعب المغربي بل وحتى العربي ، وقد تناولوا قضايا وطنية وعربية ،فغنوا للقضية الفلسطينية ….وبعد ظاهرة ناس الغيوان يطل علينا سعيد المغربي الذي كرس عوده وصوته للأغنية الملتزمة وشق طريقه بثبات نحو التأسيس لهذا الفن الذي أدى ضريبته غالية.



والملاحظ أن الأغنية الملتزمة أو السياسية غابت عن الساحة أو لنقل انعدم وجودها ، ومرد ذلك كون الخطاب السياسي اليساري تقلص دوره ، وأخذ التأطير السياسي أو الحزبي يغيب في أوساط الشباب ، ولم نعد نسمع بالحزب إلا أيام الانتخابات .هذا الغياب كان له انعكاس على الأغنية الملتزمة إذ فقدت إشعاعها وتقلص دورها ولم تعد محط اهتمام الشباب الذي من المفترض فيه أن يعود لمصالحة الذات أولا ، وليعانق الفن الملتزم حتى يعبر عن واقعه المتردي ثانيا .كما يمكن ربط تقلصها بالحصار الذي فرضته الأغنية التجارية التي عرفت انتشارا وشيوعا واسعين . هذه الأخيرة تعتمد في الغالب على الجسد الذي أصبح محور الأغنية وطغت ظاهرة الفيديو كليب حيث لم يعد وجود مقاييس محترمة يتم اعتمادها لاختيار الأداء الغنائي سواء على مستوى الصوت أو الكلمات أو الموسيقى بل أصبحت الأغنية المقدمة عبارة عن ضوضاء منظم يتحكم فيه الحاسوب ،……فغابت سلطة الإبداع و الرأسمال الرمزي وطغت سلطة المال والرأسمال المالي حسب تعبير الباحث محمد سعيد الريحاني .



لقد تغيرت النظرة وأصبحت سلطة الجسد المعيار الوحيد لرواج هذه الأغنية و هي التي تسيطر الآن، وطغت الأغنية الفارغة من المضمون التي تستهلك بشكل لا يتصور وأخذت تغطي أغلب القنوات الفضائية لدرجة أصبحت تشوش على العقل العربي وتحاول إبعاده عن القضايا الأساس التي تعرفها الأمة العربية .



ولكي تعود الأغنية الملتزمة إلى مكانتها لابد من إعادة النظر في طرق اشتغال الأحزاب السياسية المحسوبة على اليسار ، وذلك بتجديد خطابها السياسي ، مع صياغة مشروع مجتمعي متكامل يحتوي بين طياته التأطير السياسي والثقافي لهؤلاء الشباب الذين تاهوا وسط الأغاني الماجنة والفارغة من أي محتوى .

‫تعليقات الزوار

9
  • د عبو مول الديطاي
    الأربعاء 11 مارس 2009 - 07:24

    فرق بين من يغني وهدفه شحن العزائم ورفع الهمم والتعريف بالقيم النبيلة
    وبين من يغني وهدفه
    اثارة الغرائز
    ورفع الثياب
    والتعريف بتفاصيل الجسد…
    لقد اصبح المال هو المهم والشغل الاهم لاغلب فناني “الفيديو سليبات”
    اذن كيف يفكرون في قضايا المواطن بشكل خاص و”الامةوالمظلومين ” بشكل عام .
    أي فنان -ايا كان توجهه- لا يحمل رسالة نبيلة لا يعدو كونه مهرجا”
    “تحية خاصة لمجموعة السهام”

  • سعيد
    الأربعاء 11 مارس 2009 - 07:30

    الغائب الحقيقي هو كاتب هذا المقال و اني أتسائل أين يتجسد هذا الغياب و ناس الغيوان قد أحيت مؤخرا العشرات من السهرات في أوروبا فضلا عن العشرات الاخرى من السهرات داخل المغرب و كذلك الشأن لمجموعة لمشاهب التي أحيت في الثلاث سنوات الاخيرة أكثر من 120 سهرة من خلال جولات في كل التراب المغربي فضلا عن الحضور في العديد من المهرجانات فأين كان كاتب هذا المقال ألم يكن يتابع المهرجانات و لا السهرات التي تقام فعلى الصحفي البارع أن يكون ملما بما يكتب عنه

  • marocain pure
    الأربعاء 11 مارس 2009 - 07:16

    لدي وجهة نظر مختلفة الأغنية تبقى أغنية مهما كان موضوعها عاطفيا أو سياسيا والهدف واحد لا يتغير ألا و هو الشهرة و المال .لا أظن أن الفنانون الملتزمون كانوا يغنون مجانا .كما أن إستغلال مآسي الشعوب و همومهم من أجل بلوغ هذه الشهرة و المجد لشبيه بهجمة الضباع لتقتات من لحوم ضحايا الأسد أو بتلك الضفادع التي تشرب من الماء الراكد.على الأقل الفنان العادي صريح في أهدافه و غير مراوغ أما المتزم فيغطي نفسه و أهدافه بالشعارات و الكلمات الرنانه.فنانه مشرقية كبيره معروفةرمز الإلتزام طلبوا منها الغناء في المغرب فاشترطت مائة و عشرون ألف دولار لكم أن تتصوروا قمة الإلتزام الذي أحس به المتعهدين والجمهور آنذاك إنها ظلت تتغنى فقط بفلسطين و و إسرائيل والمجازر حتى خيل لنا أنها رائدة المقاومة و مع ذلك تعد من أغنى مطربي العرب.. لدي أمثلة كثيرة لا يسمح الوقت بذكرها.كم كنت بليدا وسذجاو أنا أردد وراء هؤلاء “الملتزمون” اشعاراتهم الواهية.للتذكير هم لا يسطع نجمهم إلا خلال فترات الحروب و الذمار.مثل مصاصي بالدماء.

  • د عبو مول الديطاي
    الأربعاء 11 مارس 2009 - 07:14

    هناك مجموعات امازيغية تعتبر من اكثر المجموعات التي تشخص الامر الواقع مثلا تنادي بالاخلاق وتنتقد العنصرية خصوصا” كلمة اناعربي اناامازيغي” وتدعوا الى التسامح والبر بالوالدين وتنتقد انتشار الرشوة وتدعو الى مكارم الاخلاق بصفة عامة
    كما تخصص “اشرطة مناسباتية” مثلا
    عند اقتراب الانتاخابات اوشيوع خبر مهم
    ومنها مجموعة اكروان واحناجن ومجموعة ايت يوسي “انشادن نايت حمزة ” وايت مكيلدوغيرها. وهي منتشره في الاطلس المتوسط
    لكن التعتيم الاعلامي
    والحكرة من طرف دوزيم والاولى ربما عن قصد هي من غيبت مثا هده الاصوات.
    -*-*-*-
    للاشاراة فالفرق المدكورة تبدأ اشرطتها بالبسلمة والصلاة على خير البشر ولا يخلو اي شريط من هدا فهي “سنة مؤكدة” عندهم كما لا يخلو تقريبا اي شريط من دكر ان الله امر بهدا او الرسول يقول …..
    وما يميز هده المجموعات انها تلقي الشعر عن طريق الاناشيد الاسلامية ودون استعمال الات فقط نعمة الصوت الجماعي او الفدري يستعمل برنة موسقية روعة .
    الا قاتل الله الحكرة والظلم فلقد غيبوا كل شئ جميل عن هدا البلد ….

  • متابع
    الأربعاء 11 مارس 2009 - 07:18

    يبدو أن الكاتب لم يلاحظ بالدقة الكافية موجة صاعدة للأناشيد الإسلامية (التي هي أيضا ملتزمة) في ظل مد الصحوة الإسلامية وصعود الإسلام السياسي.. فموجة الأغنية الملتزمة كما تسميها اندثرت مع اندثار النظرية اليسارية وانتهى وهجها للأسف..

  • normalo
    الأربعاء 11 مارس 2009 - 07:28

    AUJOURD’HUI LES GENS NE VEULENT QUE DANSER ET SE DEFOULER PAS QUESTION QU’ILS éCOUTENT DES CHANSONS QUI PARLENT DE LEURS PROBLEMES LEURS SOUCIS ILS VEULENT OUBLIER TOUS çA c’est ça la vérité

  • marocai pure
    الأربعاء 11 مارس 2009 - 07:26

    تعددت الأشكال و الهدف واحد اللهت وراء الشهره و المال و الضحك على ذقون المغفلين .الأناشيد التي تتحذث عنهاتسجل في شرائط و أقراص لتذخل بورصة المبييعات ليحقق أصحابها .أرباحا طائلة و لم لا و هم يتفنون في الضغط و الزن على الوثر الحساس للمسلمين مثل الصلاة و الله واليوم الآخرو…. و ما أسوأ و ما أبغض إستغلال الدين الحنيف من أجل المال

  • الأمل الجديد
    الأربعاء 11 مارس 2009 - 07:20

    إن الحديث عن الغناء الملتزم يعود بنا إلى أيام المجد التي كانت تعرفها الجامعة المغربية أيام كان فيها للمبادئ والقيم النبيلة حظوة كبرى أياما كنا نسمع فيها رنين عود الشيخ إمام ومارسيل خليفة وأغاني سعيد المغربي والمجموعات الغيوانية أيام كان المبدأ سيد المواقف وكان فيه ل أوطم قرار وكلمة أيام تغنت فيها الجامعة المغربية بلسان القضية الفلسطينية وكفاح المجاهدبن الأفغان وبقضايا المظلومين , أما الأن أصبح خبر الجامعة في إسم كان وتعطلت أدمغة الطلبة في إسم البيغ أو شريهان أو سلييم ونريمان يا أسفاه على الجامعة المغربية

  • driss de kénitra
    الأربعاء 11 مارس 2009 - 07:22

    je pense que la chanson ( comme l’ensemble des arts) n’a qu’un reflet de la sociéte. vu l’état actuel de notre sociéte, elle est normale de voir que ce type de chansons disparaissent de répertoire moderne.
    bravo kacem

صوت وصورة
احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية
الجمعة 29 مارس 2024 - 00:30 1

احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00 2

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15 3

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 11

تقنين التنقل بالتطبيقات

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب

صوت وصورة
وزير النقل وامتحان السياقة
الخميس 28 مارس 2024 - 16:02 6

وزير النقل وامتحان السياقة