سبع وزاير والزلط داير

سبع وزاير والزلط داير
الإثنين 23 مارس 2009 - 11:50

لم يكن ميلادهن يوما عظيما تقام فيه مأدبات الغذاء ولا العشاء ولا حتى كاسكروت. ولم تكن أسماؤهن تحتاج إلى إضافة كلمة للا أو هانم أو حتى خان بالتركية.لم تكن براءة طفولتهن تحتاج لحماية في أدغال القرى المعزولة ولا حتى لطريق آمن يمشين فيه بسلام إلى مدارسهن حيث يتعلمن في أقسام أشبه بزريبة مكتظة بأجساد صغيرة تلتصق فيما بينها ومعلم مقهور منفي “لعالم قروي”. حتى أن وجودهن فوق أرض وطن محتكرة ثرواته ليس بالمرغوب فيه كثيرا. فلا الوطن قادر على تحمل حاجياتهن ولا المجتمع سيبتسم في وجوههن كما سيقهقه في وجه الرجال. وفي كل الأحوال فلن يكون شبابهن بأفضل حال. فلا حق في تعليم مجاني ومتطور، ولا حق في صحة ولا مسكن آمن ولا كرامة أو حتى عشرون سنتيما من الكرامة.


لعلكم تعرفتم عليهن إنهن بنات الشعب الكادح، نساء فرض عليهن شره السمسرة السياسية أن يقدن كفاحهن الخبزي يوميا ببسالة وبكثير من الأسى والألم وتجرع المهانة بنكهة الديمقراطية المغربية. هؤلاء النسوة المضطرات للخروج يوميا للبحث عن لقمة خبز شريفة، لربما يتساءلن كلما شاهدن نشرة الأخبار: ما سر وجود تلك الثلة من النساء في مجلس النصاب؟ فلاشك أن وجودهن ضروري للديكور حتى يبدو المجلس أنيقا وحداثيا أمام العدسات الخارجية. وما فائدة سبع وزيرات في الحكومة العبوسة{نسبة إلى وزيرها الأول عباس}. وكأن سبع صيكان في الحكومة ستغسل كل هذا العار الذي يلحق المرأة المغربية حيثما حلت وارتحلت.وكأن تعيين أمينة بن خضرة وزيرة للطاقة والمعادن والماء والبيئة سيجلب قليلا من التدفئة للنساء والأطفال الذين يموتون بردا في مناطق معزولة تخضع لمنطق الدمقرطة والحكامة. أم أنها ستخلصهن من كل تلك المسافة اللواتي يقطعنها من أجل الحصول على نقطة ماء صالحة للشرب. وكأن تعيين ياسمينة بادو وزيرة للصحة سيمكننا من تضميد جراح النساء المصابات بالسرطان والمنبوذات من أسرهن ودولتهن نظرا لتكاليف العلاج. وهل يمكن لبادو أن تحول المستشفيات العمومية إلى أماكن رحمة لا أماكن للسمسرة وامتصاص دماء الفقراء من أبناء هذه الدولة الشحيحة. وكأن نوال المتوكل وزيرة الشباب والرياضة ستمكن كل النساء من التدرب مجانا على الكاراتيه للدفاع عن أنفسهن ضد عنف المخزن وعنف الرجال. أو حتى أن تلقنهن درسا في حمل الأثقال للنساء المهربات للسلع عبر معبر مليلية المحتلة. وكأن وجود نزهة الصقلي على رأس وزارة الأسرة والتضامن جعلها تخسر أرطالا وهي تهرول في كل أنحاء المغرب لإنقاذ الأسر من الهلاك الذي لحقها جراء الفيضانات التي شهدتها البلاد. وكأن السعدية قريتيف وزيرة الثقافة استطاعت أن تغير عقلية التقاف لدى المغاربة أو تمكنت من التخفيف من المحسوبية التي تغزو فضاء الإبداع. وكأن لطيفة العابدة صاحبة أطول اسم وزارة {كاتبة الدولة لدى وزير التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي المكلفة بالتعليم المدرسي} استطاعت أن تنقذ فتيات المغرب من ظلمات الأمية أم أنها كانت قادرة على إنقاذ أرواح الأطفال الذين سقطوا شهداء تحت جدران مدارسهم. علما أن المغرب مبدع بشكل مذهل في القضاء على الأمية في صفوف النساء، حيث أن قساوة الظروف تحرم الصغيرات في سن السابعة من الولوج إلى المدارس وعندما يقتربن من السبعين تفتح لهن المساجد من أجل محو الأمية، ومابين السبع والسبعين سنوات من الضياع والحرمان وهلم جرة من المصطلحات القاتمة. وهل سمعتم ولو لمرة أن لطيفة أخرباش كاتبة الدولة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون ناضلت من أجل إيقاف تصدير اللحوم البيضاء المغربية نحو دول المشرق العربي حتى أصبحت المرأة المغربية رمزا للمومسات والبغاء. أكيد أنهن لم يحققن شيئا ولن يحققن. فسبع ملايين في كل صاك من الصيكان قد يجعل حاملته منشغلة بأمور أخرى أكثر أهمية من هموم هذا الشعب. وهناك إشاعة تقول إن إحدى الوزيرات المغربيات شوهدت مع كوندوليزا رايس في سوق البالي وهي تقتني معطفا أحمرا هذا فيما أصرت الوزيرة المغربية على اقتناء ملابسها من متجر فاخر نظرا للإنتعاش الإقتصادي الذي يعرفه المغرب. ولا أظن أن بنات الشعب الكادح سيستغربن لهكذا إشاعة لأنهن تعودن أن يشاهدن خيرات بلادهن تهدر في الحفلات وتكشيطات السفهاء هذا فيما عليهن أن يتجرعن كل ذلك بكثير من الصمت وقليل من الشكوى حتى لا يتهمن بتفجير غضبهن ويحاكمن بتهمة الإرهاب في دولة تجيد الركوب فوق الأحداث من أجل العودة بنا العصور البائدة.. لتبقى المرأة المغربية إذن مكبلة داخل دائرة مغلقة وما عليها إلا أن تشاهد حاملات السبع صيكان وهن يأخذن الصور بسعادة عارمة ثم ترضى بالأمر الواقع حتى تثبت مواطنتها الصالحة. ولتقفل عليها غرفتها وتكتب بدموع شمعتها فوق حيطان سجن الوطن: سبع وزاير والزلط داير.


*كاتبة مغربية


[email protected]

‫تعليقات الزوار

13
  • ذوري ذوري
    الإثنين 23 مارس 2009 - 12:02

    صاحيت أفاطمة

  • المتواضعة.
    الإثنين 23 مارس 2009 - 12:06

    صدقت اختنا فاطمة .فشتان بين ما يقال وما هو مرصود في الواقع .في الحقيقة لم اجد الكلمات التي تعبر عن الاسى والاسف الذي نحس به تجاه ما يعيش المغاربة او جلهم …………………للاسف

  • زائرة
    الإثنين 23 مارس 2009 - 12:00

    لا ادري ماذا تقصد الكاتبة قوله .هل ترفض استوزار النساء فقط ؟
    هل تحتج على الوزيرات دون الوزراء
    فعلا اوضاع المغاربة صعبة للغاية
    ولكن فشل الحكومة لا يعلق على شماعة ادخال النساء لفضاء القرار
    غريب كيف تكون النساء ضد النساء
    وباسم النساء في هذا الاتجاه او ذاك
    أفكار جد ملتبسة وإن كنت أتفق معها على أن الحكومة لم تقدم شيئا ذي قيمة للفئات المقهورة
    انصحك بتعميق رؤيتك ومحاولة صياغة نظرة شمولية وآنذاك يمكن ان تكتبي بنبرة احتجاجية

  • نورالدين ناجي
    الإثنين 23 مارس 2009 - 12:14

    كلما فتحت صفحة أجد مدافعة عن السحليات وكأن نساء المغرب كلهن مقموعات و يضربن صباح مساء!
    كل نصف أو ربع كاتب تافه لم يجد موضوعا يخربش فيه ينتصب كزعيم للدفاع عن “الحقوق المغتصبة” للنساء ناسيا أو متناسيا أن الكل مغتصب في هذا الوطن.
    ولا أعرف بالضبط لماذا السحليات تدافع عن السحليات فيما لم أجد كاتبا ذكرا يدافع عن الرجال!
    كاتبة غبية مثلك مثل السبع وزيرات السافلات، ثم إذهبي للرثاء بعيدا عن رأسي فأسطوانتك أصبحت مملة للغاية.
    ثم رجاء في المرة القادمة أن تكتبي لنا موضوعا (برغم أسلوبك الركيك) حول السحليات المنحرفة والعارية والتي حولت الشوارع العامة إلى حفلات ل “الستريبتيز”.
    عديمات عقل ودين

  • قمر فاس
    الإثنين 23 مارس 2009 - 12:04

    ولم تكن أسماؤهن تحتاج إلى إضافة كلمة للا أو هانم أو حتى خان بالتركية…اثرت عليكم نور

  • مغربية حرة
    الإثنين 23 مارس 2009 - 12:12

    استغربت ايما استغراب لمستوى كتابتك الرديئ واحساسك بالغبن النفسي وهو الذي حاولت التعبير عنه متقمصة دور المدافعة عن قيم معينة في المجتمع.
    انصحك حقا بفك الارتباط بين عزلتك وغبنك النفسي وبين مواضيع يجب ان تنتقد بحس سليم واسلوب معافى من امراض نفسية…
    اودي سيير ابنتي تكمشي.

  • آمال المغرب
    الإثنين 23 مارس 2009 - 12:16

    ليس من عادتي استعمال العنف اللغوي ضد أي كان ،لكن المدعو نور الدين الناجي يستفزني بكلماته النابية تجاه العنصر النسوي وأكاد أجزم أن هذا الشخص له قصص فشل ذريع مع النساء جعلته يكرهههن كلهن ويشتمهن ويهاجمهن جملة وتفصيلا
    لست مع راي صاحبة المقال ولا اتبنى رايها باي شكل من الأشكال لكن من حقها ان تعبر عن رايها مثلما يعبر ذكور مثل مستواها عن آراء وبأسلوب لا يتميز عن اسلوبها في شيء
    يا اخي ناجي أليست لك أم وأخت أوزوجة تربطك بهن روابط طيبة تجعلك تكتشف ما هو إيجابي لدى العنصر النسوي
    أتمنى ان تشافى من هدا الحقد المجاني وتاكد أنك بخسرانك لمودة النساء تخسر أهم نعمة في الحياة
    آمل أن تراجع الأمر لتكتشف كم انت مخطيء وخسران
    عافاك الله يا اخي وامثالك من مرض الكراهية والحقد لأنها تدمر الإنسان
    داخليا ومن يتجرك في المستنقعات لا يشم إلا الروائح الكريهة

  • نورالدين ناجي
    الإثنين 23 مارس 2009 - 12:08

    عزيزتي أمال:
    أحترم رأيك رغم أنه مجانب للصواب وبعيد عن الحقيقة بعدة أميال، لكن ما أطالب به هو فقط أن يُكتب إسمي بشكل صحيح، فإسمي ناجي وليس الناجي.
    دمت طيبة وتذكري بأن بعض الظن إثم

  • الحسيمي عبد الحمان.
    الإثنين 23 مارس 2009 - 11:52

    أشكرك الاخت فاطمة الزهراء على مقالك هاذ في رأيي وصف
    جد موضوعي وصائب كثر الله من المثقفات امثالك في وطننا الغالي والعزيز علينا.

  • azeddine
    الإثنين 23 مارس 2009 - 12:10

    إعلم يا ناجي أن لكل الحق في التعبير كيفما أراد و أنت لست قلما أحمر لتقييم ما يكتب نحن هنا في جريدة إلكترونية ولسنا في المجمع اللغوي يا سيباويه
    أما عن وصفك للمرأة بالسحلية فهي قبل أن تكون كاتبة هذا الموضوع فقد كانت أمك و أختك يا إبن السحلية

  • نورالدين ناجي
    الإثنين 23 مارس 2009 - 11:58

    إلى زينب:
    طريقتك في الكلام ونرفزتك تبين بأنك تجاوزت الأربعين دون أن تجدي بغلا، عفوا كنت أقصد بعلا يقبل الإقتران بك يا وقحة.
    وإن كنت سفيها فلم أتعبت نفسك أيتها الشمطاء وتكبدت مشقة الرد وكان بإمكانك إبتلاع لسانك (اللسان يتجاوز طوله 6 أمتار ونصف) داخل حلقك يا سافلة.
    أما أسطوانة الطبيب النفسي والعقد وباقي التخاريف فالأجدر أن تتأمليها جيدا لأنها تنطبق على حالتك، وطريقة حديثك المنعدمة الأدب تؤكد بالدليل القاطع الذي لا يرد بأنك حرباء وليس فقط مجرد سحلية ملونة.
    تبا للحظ السيء الذي يقودني للرد على السحالي المسترجلة
    == == == == == == ==
    إلى عزالدين:
    شكرا على أدبك يا إبن السحلية

  • قارئ
    الإثنين 23 مارس 2009 - 11:54

    قالت انها مغربية حرة لا هي مغربية ولا هي حرة بل باسمها هدا اساءت الى كل المغاربة الاحرار وما ارى اغبن منها.
    وفاطمة الزهراء زهراء في افكارهاواصابت ولم تخطء. جازاك الله خيرا.

  • أمزي
    الإثنين 23 مارس 2009 - 11:56

    أشاطر الكاتبة رأيها وأعتبر رسالتها واضحة لمن يريد أن يفهم ،لا يهم عدد الوزيرات أو عدد البرلمانيات أو عدد رئيسات البلديات في ربوع المملكة بقدر ما يهم ماذا قدم للمرأة المغربية عموما وفي كل مناحي الحياة،خصوصا وأن الأمية لا زالت مستشرية في أوساط المرأة القروية،ثم غياب المستشفيات في القرى ما يعرض الحوامل للوفاةووو،قد تكون الحكومة كلها نساء دون أن تقدم شيئا يذكر للمرأة،وشخصيا لا أعارض أن تكون الحكومة كلها نساء لكن أتمنى تكون لمن لهن كفاء ة وليس شيئا آخر.المرجو إحترام حدود اللياقة لكم كامل الإحترام

صوت وصورة
سكان مدينة مراكش بدون ماء
الثلاثاء 19 مارس 2024 - 01:05 7

سكان مدينة مراكش بدون ماء

صوت وصورة
خارجون عن القانون | عواقب عقوق الوالدين
الإثنين 18 مارس 2024 - 23:30

خارجون عن القانون | عواقب عقوق الوالدين

صوت وصورة
كاريزما | حمزة الفيلالي
الإثنين 18 مارس 2024 - 22:30 1

كاريزما | حمزة الفيلالي

صوت وصورة
خيوط البالون | المقلب الأخير لري تشيكوني
الإثنين 18 مارس 2024 - 22:00

خيوط البالون | المقلب الأخير لري تشيكوني

صوت وصورة
رمضانهم | أجواء رمضان في روسيا
الإثنين 18 مارس 2024 - 21:30

رمضانهم | أجواء رمضان في روسيا

صوت وصورة
ابراهيم دياز يصل إلى المغرب
الإثنين 18 مارس 2024 - 18:09 17

ابراهيم دياز يصل إلى المغرب