بقدر ما استغربت لنوعية الرّموز المختارة، من طرف الأحزاب السّياسية، في حملاتهم الإنتخابية. إستغربت لبعض الشّعارات المرفوعة لنفس الغرض.
فكما اختار البعض الإضاءة في تعبيره عن التّغيير، فضّل البعض الآخر “التراكتور” لقلْب و حرث المشهد السّياسي برمّته. إلا أنه مع ذلك تبقى مستويات هذه الإضاءة، متراوحة بين الباهت و الضّعيف، عندما نشاهد مثلا “الشمعة” و “القنديل“.
و العجيب في خارطة الطريق السياسي، الذي سيمرّ به التراكتور، هو تلك الشعارات المتداولة في أوْج هذه الحملة الإنتخابية، التي أعقبت أمطار الخير، حيث يرفع المناصرون في أحياء الكثافة السّكانية، شعارات ترتبط هي الأخرى بمآرب المواطن البسيط.
و رغم كل هذا يبدو التّمييز بين التّشريعية و الجماعية، واضحا لدى هؤلاء و هم يقولون : “لا دْجاجْ لا برْقوقْ، مرشحنا في الصّندوقْ”، بعدما كانت الصّيحات أكثر تركيزا في السّابق و هم يردّدون : “لا تفّاحْ لا بنانْ، ممتلنا في البرلمانْ“.
هكذا تعبّر هذه الشّعارات البطْنية، عن مستوى و خصوصية الظاهرة الإنتخابية، في بلد بدأ بالمحراث أيام اليوطي، ليصير إلى التراكتور في “العهد الجديد“.
جميل أن تتطوّر الآليات، فالديموقراطيات نفسها؛ تغيّر ألوانها ـ كما يقول الدكتور عبد الله بوظهرين في كتابه : عناصر القانون العام المغربي ـ. إنما كان سيكون أكثر جمالية، لو تحوّلنا بالناخب من منطق “الشّواء والنقود” ـ كما أثبته استطلاع الرأي في هسبريس ـ، إلى تمثيلية حقيقية للمرشح و خلق وعي إنتخابي لدى المواطن