لماذا مدونون مغاربة ضد الفساد الانتخابي؟

لماذا مدونون مغاربة ضد الفساد الانتخابي؟
الإثنين 1 يونيو 2009 - 15:34

أطلقت جمعية المدونين المغاربة حملة “مدونون مغاربة ضد الفساد الانتخابي” في 24 من ماي، هذه الحملة التي اتخذت من شبكة الإنترنيت فضاءا للنشر والإعلام، ومن الدوائر الانتخابية مرمى لأعين مدونيها ومدوناتها، قد يتساءل سائل لماذا حملة مدونون ضد الفساد الانتخابي؟

هذه الحملة؛ هي حملة إعلامية إلكترونية تعتمد على مقولة جديدة في ميدان الإعلام الإلكتروني و هي ” أن كل مواطن يحتمل أن يكون صحفيا”، صحفيا بمعنى أنه ينشر الخبر و يساهم في صناعة الرأي العام بغض النظر على المهنية الصحفية الصارمة، و في هذا السياق يمكن الإشارة إلى أحد التجارب الدولية في ميدان صحافة المواطن، و هي تجربة الكوري الجنوبي يوجين شانغ مدير موقع :

http://english.ohmynews.com

هذا الموقع الذي له شبكة مراسلين عددها 50.000 ألف مواطن صحفي ويشتغل في التحرير 100 محرر، وشكل هذا الموقع قوة ضاربة في ملاحقة الأخبار و مواكبتها من كل بقاع العالم الساحنة و الباردة، فانطلاقا من هذه المقولة التي تريد استنهاض المدونين و في الآن نفسه تنبيه المواطنين، لكي يكون رقما فاعلا في محطة وطنية من مثل محطة الانتخابات الجماعية المزمع تنظيمها يوم 12 يونيو، و ذلك عن طريق إعادة النظر في التقنية التي يحملونها في جيوبهم، بأن يتحول الهاتف الخلوي الذي به كاميرا رقمية، من هاتف للاستمتاع و الترفيه و التباهي إلى هاتف ينقل الحقيقة و يؤثر في الرأي العام بالكشف عن المفسدين والمرتشين، و هذا التحول رهين بأن يؤدي ، أدورا مصيرية في صناعة الأحداث، و لمعرفة ذلك يمكن الاطلاع على آخر إصدار جديد في هذا المجال و الذي بعنوان Citizen Journalism: Global Perspectives و ترجمته المواطن الصحفي:الآفاق المنظورة ، وملخصه منشور في موقع

http://citizenjournalism.me

هذا الإصدار الذي من صورة واجهته التي هي صورة لشخص يرفع يده عاليا ماسكا بهاتف محمول يصور أحد المظاهرات الشعبية، يبين مضمونه الذي هو تحليل و نقاش لقضايا ساخنة من (الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وأوروبا وأستراليا) ، وبقية العالم (البرازيل ، الصين ، الهند ، ايران ، العراق ، كينيا ، فلسطين ، كوريا الجنوبية ، وفيتنام ، وحتى القطب الجنوبي)، أسهم في نقلها المدون و الصحفي المواطن وأثرت في الرأي العام، ولهذا فالحملة تهدف إلى أن يتحول المدون من مستمتع بوسائط الإعلام الجديد إلى منخرط في القضايا الجماعية التي تحدد مصير البلاد.

في زمن الانترنت وقع تحول كبير حيث استبدلت مقولة القوي يأكل الضعيف بمقولة السريع يدوس البطيء، و مادام المدون و الصحفي المواطن جزءا من شبكة الإنترنت فإنه يمتلك قوة ضاربة و هي قوة السرعة الملاحقة للأخبار و القضايا و التعبير عنها بأقصر الطرق، و من هنا جاءت فكرة facebook و twitter التي تنبني على سؤال موجه لك ماذا يجول في خاطرك الآن؟، لتكتبه بسرعة دون أن يتجاوز السطرين، لينتشر في عالم الشبكة مستدعيا المئات من التعاليق المتفاعلة، فإضافة إلى هذه التدوينة القصيرة السريعة، فالمدون و الصحفي المواطن هو بيده كل شيء” يكتب، يصور، يصمم، يسوق” بمعنى أنه تحول إلى ما يسمى في عالم التقنية الرقمية بالصغيرالمؤثر”النانو” في مساحة صغيرة لكنها أكثر تأثير، و هذا أوصل إلى نهايات كثيرة في القرن الواحد و العشرين، و من هذه النهايات نهاية نشر الأخبار بالطريقة التقليدية التي لا يمكن أن تنشرها إلا إذا كانت هناك مؤسسة قائمة بذاتها و لها صحفيون مهنيون، إلا أن المدون و الصحفي المواطن هو بحكم منطق السرعة و القصر و المساحة الصغيرة المؤثرة ، تحول إلى مؤسسة يعتمد على وسيلتين حاسوب زائد كاميرا رقمية مع الإنترنيت..

باستخدام هذا المنطق في العمل و الحركة بدأت تباشير نجاح الحملة تلوح في الأفق و تشكل ضغطا، و هي لازالت في بدايتها، فقد تفاعلت الصحافة المكتوبة مع الحدث و تعاطت معه بنشر خبر انطلاق الحملة، إضافة إلى التفاعل الجيد للمواقع الإلكترونية المغربية و العربية و الدولية ، و هذا يؤشر على أن الحملة سيكون لها ضغط كبير على الفساد و المفسدين في المقبل من الأيام، و أعتبر أكبر مؤشر على نجاح الحملة هو أن يحس المدون أن له قضايا مجتمعية مصيرية ينبغي أن يكون له فيها رأيا بمشاركته الفاعلة بكل الوسائل التي يرتضيها سواء بالصورة و الصوت أو التدوينة أو التصميم أو الفلاش أو غير ذلك ، ليقول للمغاربة وأبناء الوطن العربي أن المدون المغربي يشتغل على “قضية الوطن” وليس المدون المغربي من استهلكته أسئلته الأنانية النرجسية و يدخل في عملية البوح التدويني.

ومن المفيد أن أشير إلى أن أكبر تحدي يواجه الحملة هو كالآتي؛ نعلم أن التصوير سواء كان فيديو أو صورة يحتاج إلى إذن من طرف الشخص المستهدف بالتصوير، مما يعني أن التقاط صورة صامتة أو متحركة دون إذن قد يعرض المصور إلى مشاكل، خصوصا إذا التقط صور رشوة أو تزوير انتخابي…

وإجابة على هذا التحدي أعتقد أن تصوير مهرجانات الأحزاب و الأنشطة الإيجابية هذا لن يعرض المدون لأي شيء لأنه يقوم بعملية الدعاية، لكن في غير هذه الحالة سيتعرض إلى المضايقات، إلا أنه و باعتبار أن المفسد لن يسمح بتصويره، فإننا كمدونين مغاربة ماضون في كشف الحقيقة و النضال من أجل بناء مغرب الديمقراطية و التحديث بكل ما أوتينا من قوة، لأن الذي سنكتب عنه أو نصوره ليس مواطنا عاديا التقطنا له صورة في حالة تهمه لذاته، بل هو شخصية عمومية مستأمنة على مال الشعب المغربي و فساده و ضرره إن لم يضرب على يده سيعم الجميع.

أملي في المستقبل إطلاق حوار وطني حول التدوين و الإعلام الجديد قصد حماية المدون من انتهاك حرماته وتعريضه للخطر، وخوضنا لهذه الحملة سينبهنا إلى كثير من القضايا التي هي في حاجة إلى نقاش و حوار علمي إعلامي دقيق يبتعد عن منطق المحاصرة و الملاحقة الأمنية.

*عضو المكتب التنفيذي لجمعية المدونين المغاربة

‫تعليقات الزوار

11
  • نوال العلوي
    الإثنين 1 يونيو 2009 - 15:52

    قاليك شكون يشكر لعروس..من غير مها ولا خالتها …
    لمغاربة ما كيصوتوش بعدا غير تهناو ، هاد المدونين كيقلبو غير على المناسبة باش يتشهروا ويبانوا..وينفضو غبار المغمورية عليهم

  • حسن
    الإثنين 1 يونيو 2009 - 15:46

    وانتا سير تنعس
    اش جاب ذوك المدونين لمدوني المغرب
    اغلبهم يطمع أن يستفيد…واحد يريد الأضواء والاخر يريد أن يكون صحفيا وآخر يريد أن يصير صاحب مال…
    انتوما اللي غاتحبسو الفساد الانتخابي؟ عجبا

  • يوسف ماليزيا
    الإثنين 1 يونيو 2009 - 15:54

    معروف عليك الكلمة الحارة لكن يبدو انك تراقب الشجرة الخاطئة لان مشكلة المغرب هيكلية ( الديمقراطية) و ليست اجرائية ( كيف تسير الانتخابات). ما يحتاجة الشعب هو التعبئة من اجل المطالبة بوضع القطار على السكة اي الديمقراطية و ما عدا ذلك تفاصيل.
    هناك خطأ في الترجمة:
    Citizen Journalism: Global
    Perspectives تعني: صحافة المواطن: وجهات نظر عالمية. بينما الافاق الني ذكرت تعني: prospects و ليس perspectives

  • مصطفة بوكرن
    الإثنين 1 يونيو 2009 - 15:38

    شكرا لك أحي يوسف على تصحيحك في الترجمة..
    ما طرحته، يحتاج لنقاش طويل، لكن هي فكرة نبيهة..
    وإن كنت انا أشرت بسرعة للتحول العالم في عالم الإعلام مع الطفرة الرقمية حيث انتقل اللإعلام من السلطة”المركز”إلى الشعب”الاطراف”فأصبح المواطن له دور في صناعة الراي العام …سأرجع لهذه الفكرة لنعمق في التقاش..
    تحية لك مجددا

  • عربي
    الإثنين 1 يونيو 2009 - 15:56

    وحدة المدونين تعني توحد الرأية وهذا ليس في صالح القارئ لأن القارئ يبحث عن الرأي والرأي الأخر حتى يوسع نظرته أما الإتفاق على الأمر ولو كان صحيحاً فليس من مصلحة القارئ.
    بصفتي مدون أطالب هسبرس بمكان خاص لرابط مدونات المعلقين بعد الإسم والبريد الإلكتروني حتى نقرأ لبعضنا البعض.
    شكراً

  • شاكر
    الإثنين 1 يونيو 2009 - 15:36

    لماذا مدونون مغاربة ضد الفساد الانتخابي؟
    جواب بسيط لأنك بكل صراحة تنتمي إلى حركة التوحيد و الاصلاح التي انبطحت للنظام المخزني وتبايع الطغاة و تنافق القراء و تكذب عليهم لأنك أتت لك التعليمات من حزب النذالة و التعمية و بالمناسبة أنت عضوا فيه و لا تريد قول الحقيقة للقراء لذا فأرجوك لا تغالطنا و لا تستغل التدوين من أجل خدمة مصالحك الحزبية الضيقة لا تكن حربائيا يا كوبتيرررررررررر

  • كوثر
    الإثنين 1 يونيو 2009 - 15:44

    ان التدوين اضحى في عصرنا الحديث من اهم اشكال التعبير وايصال الراي والرسائل والاحتجاج والتضامن ولا احد ينكر ذلك فالمدونات بجميع اشكالها وافكارها ومهما اختلفت فيما تطرحه تبقى هي الداعمة لافكار جمهورها ,والمدونين مهما اختلفت وجهات نظرهم او حتى كانوا على خلاف اذا اجتموا على كلمة تكون مسموعة ومدوية من يستطيع ان ينكر او ينسى محنة الاخ محمد الراجي حينما دعت هسبريس كل اصحاب المواقع والمدونين الى التضامن معه فاتحدوا على ذلك كلهم لم يبقى موقع مغربي الا وتضامن مع الراجي مستنكرين سجنه وسرعة محاكمته الى ان تاتى لهم ما ارادو وكان ذلك بمثابة انتصار وبعدها ايضا توحدت صفوفهم من اجل غزة ايام القصف المستمر الذي تزامن مع راس السنة الميلادية وعلى اساس ذلك لم تبدو اي مظاهر للتهاني ولا مباركة العام الجديد ولذا لا يختلف اثنان على صحة كلمة المدونين لانهم يعتبرون صوت الجيل الجديد

  • يوسف ماليزيا
    الإثنين 1 يونيو 2009 - 15:40

    تحية طيبة اخي مصطفى
    ما اشرت اليه من تحول بسبب الثورة الرقمية من سلطة المركز الى سلطة الهامش هو نقطة في غاية الاهمية. و عندي اليقين ان هذا التحول سيكون في المستقبل مواضيع اطروحات دكتوراه و ماجستير حول تاثير هذا التحول على كافة المستويات. ولقد قامت كوريا مؤخرا باعتقال مدون يطلق على نفسه “منيرفا” لا بسبب سبه الرئيس او شيئا من هذا القبيل لان هذه الامور لا يلقون لها بالا في الدول الناجحة بل بسبب انه تنبأ بالازمة العالمية الحالية و سقوط و Lehman Brothers
    وهذا ما حدث. ثم تنبأ بسقوط العملة الكورية بحوالي 60% مما ادى الى زعزعة الاقتصاد الكوري و قد سقطت العملة الكورية بنحو ذلك المقدار. و حيث ان السلطة الفكرية و الاعلامية للحكومة الكورية انهزمت امام سلطة “مينيرفا”, التجأت الحكومة الى سلطة تانية -القمع- حتى تحد من تاثيره.
    و السوال المهم هنا: هل سيوجه المدونون الفكر المغربي ليقودوا المغرب نحو بر النجاة و انقاذه من السكته القلبية التي ذكرها الحسن الثاني ام سيوجهم المخزن من حيث لا يدرون ليؤثتوا المشهد السياسي و الاعلامي في المغرب لتنطبق فينا مقولة: كل شيئ يتغير في بلاد المخزن كي لا يتغير اي شيئ.
    بالنسبة لي ان نجحنا فقط في تحقيق الديمقراطية لابنائنا فسنكون قد فعلنا الكثير و اكنسبنا شرعية -legacy- كبيرة.
    دام تاثيرك فينا وجزاك الله خيرا على جهودك العظيمة.

  • مصطفى بوكرن
    الإثنين 1 يونيو 2009 - 15:50

    شكرا لك أخي على إشاراتك المهمة..
    بكل صراحة أخي يوسف أفكر كثيرا و أقول ,,
    المدنون او مستعلمو وسائل الإعلام الجديد، قضيتم المركزية ليست هي، من هو أحسن قالب أو منصة يخاطب الناس منه، هل هو الوورد البريس أم البلوك سبوت أم مكتوب او جيران.. ليست قضيتهم مستجدات التقنية,, قضيتهم أنهم ينبغي أن يجيبوا على سؤال مركزي:
    -ما هو مضمون الخطاب الذي ينبغي ان يبشر به المدون في الفضاء الافتراضي؟
    إجابتنا على هذا السؤال هو في العمق موقف للمدون من”التقنية”و هذا الموقف ينتقل من التمركز في المنطق التقنوي الاداتي إلى الانحياز القضايا الجوهرية التي ستوجه مصير الوطن و الامة..
    بصراحة انا مصاب بذهول من خلال اطلاعي المتواضع على التدوين في المواقع الاجنبية، فأن تقول أنت مدون في أوروبا وامريكا، بمعنى أنك صاحب قضية، و الأعضم هو أن الجامعات تلاحق مستجدات التدوين من الناحيية العلمية حتى اصدر باحث مؤخرا كتاب سماه علم التدوين، ان يتحول التدوين إلى علم….نحن بصراحة نحتاج لجهد كبير ,,,
    أتمنى أن نتواصل عبر البريد
    تحية لك أستاذ

  • يوسف ماليزيا
    الإثنين 1 يونيو 2009 - 15:42

    اخي مصطفى:
    تاكيدا لما قلت فان حتى رئيس وزراء ماليزيا السابق مؤسس النهضة الماليزية الحديثة التجأ موخرا الى التدوين و عمره 86 سنة مدافعا عن قضايا بلده. نتمنى ان نرى كما قلت مدونون اصحاب قضايا.
    عنوان بريدي: [email protected]
    شكرا على معلوماتك القيمة و نتمنى منك المزيد
    مع التحية

  • مراقب
    الإثنين 1 يونيو 2009 - 15:48

    شكرا أخي بوكرن على المفال ولوأننا كنا نعيش في بلد غير المغرب لكنت متفقا معك مائة بالمئة لكن والواقع واقع فساد وإفساد في أيدي طغمة من الناس يعيثون في هذا البلد فسادا عبر نهب خيرات هذا الشعب المسلوب إرادته وكأنني أراهم يضحكون على تجربة فضح الفساد الانتخابي لأن هذا الشباب الصادق من المدونين لم يروا من فساد الواقع إلا الفساد الانتخابي أي أن المشكلة عندنا ليست في من يقوم بحبك خيوط اللعبة وإنما فقط في أشكال اللعبة ومطبيقها فإدا ما طبقت اللعبة كما ققر لها فذاك الخلاص وهذا ضحك على ذقون الشعب اعلم أخي أن المغرب مغربان مغرب النهب والسلب والاخر مغرب بهرجة المؤسسات والخطب الرسمية والاحزاب واللفاءات والتحالفات وفتعال الخصومات والعداءات أمام الكاميرات ……

صوت وصورة
شراكة "تيبو أفريقيا“ وLG
الجمعة 29 مارس 2024 - 11:43

شراكة "تيبو أفريقيا“ وLG

صوت وصورة
احتفاء برابحة الحيمر في طنجة
الجمعة 29 مارس 2024 - 10:03

احتفاء برابحة الحيمر في طنجة

صوت وصورة
احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية
الجمعة 29 مارس 2024 - 00:30

احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55

تقنين التنقل بالتطبيقات