تابع العالم مابعد قتل الرئيس مباراك أوباما للذبابة الفقيرة بدقة ،كما تابع الرأي العام الدولي باهتمام وفاة الذبابة المشهورة أكثر من تخريجات اوباما’ الشعرية’ ، وحتى الصحفيين الغربيين خصصوا حصةالاسد لتغطية حادثة ذبابة البيت الأبيض اكثر بالمقارنة مع وفاة آلاف من الفلسطينيين في الهجمة الامبرودولارية 2008-2009.
ان مقاربة هذا السلوك غير الدبلوماسي خلق مسرحا للنقاش . فالرئيس الرومانسي بعث رسالة إلى العالم بطريقة بهلوانية ،لكنها ذات حمولة رمزية
فمن جهة ، شكلت الذبابة تحديا سياسيا في مجال جوي يمنع فيه الطيران، تحديا،لم يتجرا عليه أي قائد عربي لحدالان لتصورات الرجل الأسود في البيت الأبيض.
الذبابة، رحمها الله ، ضاقت من الشعارات الكلاسيكية ، فقد تعبت من ‘بطانة’ لعربي باطمة عندما صرخ’ عايشين عيشة الذبانة في البطانة’.
هذا قرن المفاجآت ،فالثورة يقودها’الذبان والحلوف ماشي السياسويين’ .فهذه الذبابة تسلقت سياسيا لإطعام نفسها من دم الفيب اي النخبة ، على الأقل دم لا يحمل الأمراض رغم أنه ملوث سياسيا.
من جانب آخر ، فإن تفسير السلوك العدواني للأمريكان ‘الجدد ’ في شخص رئيسهم الرومانسي تلميح لكثير من القراءات .
أولا ، وبافتخار اهنئ أوباما لمدى حفاظه على تقنيات إفريقيا للبقاء على قيد الحياة ، على الأقل أنه لا ينسى أصله ، وهذا ما أهملته الذبابة الكاميكاز عندما اتجهت بحزامها الناسف إلى رئيس ذو ‘خباطات ماكتزكلش’.
أوباما مفترس جيد ومازال يترصد لفريسة بدهاء حيث قتل الذبابة ومن أول ضربة وكأنه نينجا .
بالنسبة لاوباما ، الذبابة كانت أكثر خطورة من الطالبان للانطباع المشؤوم الذي خلفته ذبابة تسي تسي ومرض التريبانوزوما الفتاك الذي تنقله.
هذه هي رسالة أوباما للذبابة الانتحارية. اما رسالة البيت الأبيض السياسية ، حتى وإن كان اوباما سورياليا ، فهي حذار ايهاالذباب،’ولي زاغت عليه ذبانتو راه يودي’.
نحن المغاربة ليس لدينا أي إشكاليات مع اوباما ، لأننا عندنا اوبامات اطلقوا على الشرطة الرصاص ونعتوها’بالذبان و البخوش’ .
عموماهناك فرق بسيط بين أوباما ونحن المغاربة ،هو حقيقة ان أوباما دعا وسائل الإعلام لتصوير وفاة الذبابة، في حين الشرطي/ البخوش الذي ‘زاغت عليه ذبانتو’ وأوقف زوج عمة الملك عرفت قصته كاموفلاج ممنهج من طرف وسائل اللاعلام الرسمية .
خلال العدوان الصهيوني الأخير على فلسطين ،لم تتجرا اي حكومة على التنديد بالإبادة الذي عاشها هذا الشعب العربي،في حين بادرت عدة منظمات بيئية للتنديد من خلال شكاواهم على اعتبار ان الذباب ليس بحشرة خطيرة.
وسعيا للحد من الضحايا من الذباب ، ولكن ليس من العرب ، تدخلت منظمة ‘بيتا ‘PETA وهي منظمة تعمل من اجل المعاملة الاخلاقية للحيوانات، وأرسلت فخا انسانيا إلى البيت الأبيض.
لان المنظمة تدعو إلى القبض على الحشرات والإفراج عنها. فهذه الوسيلة تتيح لأقوى رجل في العالم التقاط الحشرات دون الإساءة لها قبل اطلاق سراحها، بالطبع إذا كانت هذه نيته،ولكن ما على ‘الذبانة’ إلا البقاء في بطانة باطما فعلى الاقل كانت آمنة.
علي ما اظن ان تلك الذبابة ترتبط بخلية من مثيلاتها في الشرق الاوسط بحيت ان اوباما لما كان يلقي فتواه وخطابه الى المسلمين كانت تشوش عليه وتزنزن حوله دبابة فرعونية لكنه كتم غيضه ففاض انتقامه في التانية داخل البيت الابيض
بالنسبة لم يهمني الأحاديث التي تناسلت حول الذبابة و لا الحدث الإعلامي بحد ذاته، كل البشر يواجهون في يومهم العديد من الذباب الذي ينغص إما اكلهم أو نومهم او لحظة استغراقهم في قراءة كتاب أو جريدة، ما همني شخصيا هو ما جرى بعد انتهاء الحوار الذي كان يجريه أوباما
وهو الذي لم تنقله أي فضائية أو قناة عربية ،
الدرس المهم الذي يجب ان نستفيد منه نحن العرب وخصوصا حكام العرب هو أن أوباما لما انتهى من حواره مع الصحافي نهض ومد يده إلى جيبه وأخرج منديلا أبيض و حمل به الذبابة التي قتلها ، والتي بقيت مطروحة أرضا و لم يتقدم أي شخص من بطانته أو حاشيته أو حراسه ليلقي بها بعيدا عن الرئيس.
تخيل لو كان الأمر قد جرى في قصر حاكم عربي وأن هذا الحاكم هو الذي قتل الذبابة وطرحها أرضا تخيل معي كم شخصا كان سيغضب مكان الرئيس وكم شخصا كان سيهرول ليحملها غلى مثواها الأخير، في صناديق قمامة القصر؟
في هذه الحالة قد يكون رئيس الديوان وقد يكون الحارس الشخصي وقد يكون رئيس الحكومة وقد يكون كبير الخدم ، لماذا
لأنهم متساوون في خدمة الحاكم.