ألم يأن للمغاربة أن يتدمقرطوا؟

ألم يأن للمغاربة أن يتدمقرطوا؟
السبت 4 يوليوز 2009 - 14:37

ومن هذا الأبله الذي يجرؤ على القول أننا كمغاربة أقل وطأة وتمردا وبسالة من الفرس في خروجهم للشارع؟ ومن هذا الوقح الذي يقول أننا أقل عشقا للديمقراطية وتقديسا للنزاهة وهياما في التغيير؟ ألم يخرج أبناء المغرب أيضا إلى الشوارع بمناسبة الانتخابات الجماعية الأخيرة مدججين بالأسلحة البيضاء والهراوات لجزر بعضهم البعض، ومستعينين بالأحجار الضخمة التي تملأ الشوارع في ضرب بعضهم البعض وتهشيم زجاج نوافذ وأبواب الجماعات انتصارا لمرشحهم المفضل؟. فالفرق بسيط جدا بيننا وبين الفرس ولم يكن على الإعلام أن يعطيهم أكثر من حجمهم. نعم الفرق بسيط جدا، فهؤلاء الإيرانيون يشككون في أي شيء وأرادوا أن يكونوا ديمقراطيين أكثر من كل ديمقراطيات العالم، وبلغت بهم الوقاحة إلى معاندة وعصيان المرشد العام لجمهوريتهم الإسلامية. هذا فيما نحن خرجنا للشارع لتصفية الحسابات مع بعضنا البعض فقط، أما نسبة 51 في المائة من مشاركة المغاربة في الانتخابات ونزاهة هذه الأخيرة وشفافيتها فلقد آمنا بها وسلمنا وأطعنا وصلينا شكرا وحمدنا صناديق الاقتراع على نعمة الديمقراطية وكفى بها نعمة. وبعد فكل تمرد ضلالة وكل ضلالة في الزنزانة أعاذنا الله وإياكم من شر حر الزنازين. فبشهادة المراقبين الدوليين فانتخاباتنا نزيهة وشفافة ورائعة للغاية فيما هؤلاء الإيرانيون غشاشون كعادتهم فكانت النتيجة هذه السنة أنهم رسبوا عكسنا نحن الناجحون دوما بفضل جديتنا وضمائرنا اليقظة.


وما كل هذه الضجة الإعلامية العالمية على ندا الإيرانية التي قتلت وهي تتظاهر وسط المحتجين، أليس لهم علم بمناضلاتنا في المغرب وشجاعتهن في الميدان بفضل قدراتهن المتعددة؟. ألم تكن نجمة التراكتور أول امرأة في العالم تفند مقولة أن السياسة هي فن الكذب وأكدت بفضل صور العري أن السياسة هي فن الإغراء ومخاطبة الشهوة؟. ثم هل من عبقرية سياسية إيرانية تستطيع أن تحل هذه المعادلة: ابنة باشا مراكش+ م *الأصالة والمعاصرة = عمدة مراكش؟. ااااااااخ يا نجاد لو كنت عربي النسب، عروبي المواطنة، وبحت لشعبك انك فزت في الانتخابات بتلك النسبة المتواضعة . كان إخوانك العرب سينصبون لك تمثالا للصدق والنزاهة وكانوا سيشبهونك بعمر بن الخطاب شرط أن لا تكون شيعيا طبعا. عموما علينا أن نحمد الله أننا قطعنا علاقتنا الدبلوماسية بطهران فيبدو أن جنية مغربية تقيم بإيران نقلت لنا ما كان يطبخه نجاد ومرشده من جهة والموساوي وأنصاره من جهة أخرى وأنذرتنا الجنية من شر انفلونزا التمرد الذي سيتفشى في بلاد الفرس. هذا في الوقت الذي أعلن فيه المغرب عن استعداده تطوير علاقاته بالجزائر. وقد يصيح مغفل يا للهول ألن يسهل فتح الحدود على الإرهابيين تأسيس سوق إرهابية مشتركة في المنطقة؟ المغفل لا يدري أن للمغرب قانون إرهاب وجهاز أمن قوي قادر على القبض على كل زغبة نبتت في وجه مواطن بدون ترخيص. ثم ألن نستورد من الجزائر الحبوب المهلوسة بأثمنة تناسب جيوبنا، فهذه الحبوب مهمة جدا في تربية مواطن صالح ضحوك حتى في أحلك الفترات والأزمات. ولن نبخل بدورنا طبعا على إخواننا الجزائريين ونحن المعروفون بكرمنا الطائي مع أشقائنا العرب. سنصدر لهم تجربتنا الرائدة في تأسيس حزب في ثلاثة أيام وتحقيق فوز ساحق مهول. ناهيك عن الطرق الفعالة التي ابتكرناها للقضاء على الأمية و الفقراء وعن أروع الأساليب في مصالحة الجلاد بضحيته. لكن يا خسارة، فلقد نشرت الجريدة الالكترونية الجزائر تايمز خبرا مفاده أن المدير العام للديوان الوطني لمكافحة الإدمان على المخدرات، عبد المالك سايح، إعتبر المغرب مصدر الخطر الحقيقي على الجزائر في مجال تهريب القنّب الهندي وترويجه في أوساط الشباب الجزائري، حيث أكد أن نسبة المخدرات المغربية بالجزائر قد بلغت 75 بالمئة.


وحسب نفس المصدر فإن هذا ما إعتبره بعض المراقبين تبريرا ضمنيا لإصرار السلطات الجزائرية على رفض الدعوة لفتح الحدود البرية بين البلدين. ولكوننا لسن أنانيين ولا متكبرين مثل الجزائريين فلن نستحي من استيراد الديكتاتوعلمانية التي صنعت في تونس، ولن نبخل على إخواننا الليبيين بحبوب الهلوسة الجزائرية ليكونوا دوما على استعداد لترديد نفس الشعارات المخلدة للفاتح العظيم وتلاوة الكتاب الأخضر بإيمان عميق إلى يوم الدين. في الواقع نحن محرومون من تبادل إنجازاتنا وخبراتنا وهذا راجع كما لا يخفى عليكم إلى فشل مشروع المغرب العربي. وحتى لا أكون امرأة شؤم لا تعرف سوى النقد وحتى أثبت لرواد علوم التمنية البشرية أنني امتلك روحا اقتراحية رائعة، فإنني سأقترح تغيير اسم “المغرب العربي” وإعطائه اسم “المجازر العربية“. ذلك أن عقدة بوتفليقة تكمن في احتواء اسم هذا المشروع على المغرب دون الجزائر.


لذلك سنضع اسما جديدا يمزج بين المغرب والجزائر، مع احتفاظنا بالعروبة طبعا رمز الاستقرار والتقدم. لا أعرف كيف غابت هذه الفكرة الجهنمية عن الأخ العقيد فيبدو من خلال مقترحاتي أني صرت قذافية حتى النخاع. وسأكتفي بهذا المقترح حتى لا أتهم بتسفيه جهود ملك أفريقيا فلا أنوثة قلمي قادرة على أدغال السجون ولا حتى جيبي الجبان قادر على دفع غرامة مالية .


[email protected]

‫تعليقات الزوار

10
  • صحراوي بشع
    السبت 4 يوليوز 2009 - 14:51

    لم يان الوان بعد للمغاربة أن يتدمقرطوا، حتى يتدمقرط الصحافيون وأشباه الصحافيين، ويتدمقرط الفاسيون الحكوميون، والأميون وأشباه الأميين، حتى ياكل كل شي العصا، ويكون الطايح أكثر من النايض. إيوا ديك الساعة أضرافات عاد يمكن

  • بنت الباشا حمو
    السبت 4 يوليوز 2009 - 14:41

    تحليلك اختي أوله غيض وسطه غيب و لا يعلم الغيب الا الله و اخره حصرة أما الفرق بين بنت الباشا و بنت حمو شاسع و الله وحده يعلم ما تخفي الصدور ولو ان بنت الباشا رحمانية و بنت حمو اخدت لها صور في شاطىء سلا فلا يمكن المقارنة الفعلية الا بعد التأكد من الممارسة الفعلية لتسيير الشأن المحلي
    أما عن الديمقراطية فهي لباس موقع لا يجيد لباسه الا من يفهم فيه

  • أسد الأسود
    السبت 4 يوليوز 2009 - 14:45

    لاحرية ولاديموقراطية بالمغرب مند استقلال المغرب ..حتى هادوك اللي كايسميوهم المقاومين راه ماتوا رحمهم الله بدةن أن يعطيهم العرش ولا الوطن حتى باش إنقوا سنانهم من التسوس والجوع ..هده هي سياسة الخونة وأبناء الخونة ..والمغاربة خصوص البرابرة …شلوح…بالدارجة راه بقاو فاجبل وما خصهم حتى شي واحد يطل عليهم ولي عماه ربي يوصل ليه راه غادي ياكلها في ضوعوا …المغرب مشا فحالوا مللي ولاو أولادج الخونة والفاسدات كايحكموا في الله إلعنها سلعة

  • الياس
    السبت 4 يوليوز 2009 - 14:43

    اشكرك للا فاطمة ان كنت بالفعل فاطمة على مقالك… رائع والله رائع… و اسلوبك الساخر خير دليل على ان ما تقولينه وتكتبين تؤمننين به… شجاعة ورب الكعبة.
    كيف يمكن ان نتحدث يا فاطمة عن الديمقراطية و لنا ملك سابع اغنى ملوك ورؤساء العالم ..المعادلة واضحة.كيف يمكن ان نتحدث عن الديمقراطية وزوج عمة الملك اليعقوبي يرمي شرطي في فخده بالرصاص دون ان يستدعى حتى للاستفسار على محاولة قتله للشرطي الاعزل الفقير عندما استوقف هدا الشرطي اليعقوبي زوج عمة الملك.
    كيف يمكن ان نتحدث عن الديمقراطية و عمال البناء يكتشفون كل يوم مقابر جماعية بالصدفة يكتب عن بعضها فقط في الصحف المستقلة.
    كيف يمكن ان نقول اننا تصالحنا مع ماضينا الدموي في سنوات الرصاص و هيئة الانصاف والمصالحة يا حسرة لا تقدم الجلادون اللدين يزالون في دولايب الدولة مثل بن سليمان وغيره وغيره الى القضاء.يعني در الرماد في العيون.لانهم يقولون ان هيئة الانصاف والمصالحة لم تنشئ للمحاسبة بل لكي يبكي المغاربة على ماضيهم حتى يشبعوا و يزكوا افعال مجرمي سنوات الرصاص .
    مادا عن دلك القاضي اللدي كان يمارس الزنا مع رقية ابوعلي كشخص و المغاربة جميعهم كفرض كفاية مادا فعل القضاء في حق هدا القاضي فصله فقط من عمله دون ان يدخل السجن رغم ان الاقراص المرنة تنطق بانه يمارس الزنا…يعني في المغرب يصح دلك المثل القائل (لفقيه اللي نتسناو بركتو جا لجامع بقرعتو)
    مادا عن حق الحراكة اللدين يرميهم لنا البحر عربون قيمة المواطن في هدا البلد البئيس…ادهبي الى طنجة ستجدين الاف الاطفال والمراهقين الشبان يتسكعون في الشارع العام محاولين الهروب من لا مبالات مغربهم وسلطاته…الصورة واضحة وفاضحة للغاية.
    مادا عن 56 خلق اللدي احترقوا حتى الموت في مصنع لساسفة للاسفنج.يعني الو كان هناك عدل وليست هناك رشوة واقتصاد الريع الم يكن من الواجب ان يراقب احوال واوضاع عمل هؤلاء الشهداء.
    مادا عن 20 خلق قتلهم صاحب عمارة القنيطرة اللتي انهارت بهم فقتلوا لانه برشوته استخرج من الادارات الفاسدة اوراقا تخول له ان يبني اطباقا اخرى رغم ان الارض اللتي بنيت عليها تلك العمارة هشة و المراقببن و المهندسين يعرفون دلك…تثحدثين عن الديمقراطية ربما لدينا الدمقراطية اي جعل دم الشعب يسيل حتى الموت 

  • شي واحد وصافي
    السبت 4 يوليوز 2009 - 14:53

    السلام عليكم الأخت كن أضعكي في منزلة ولكن نزلت منها هل أنت أيضا سقطتي في فخ الديموقراطية أي القانون الوضعي اللعين الذي يلغي أوتوماتيكيا شرع الله فيحكم الشعب نفسه بنفسه …بلا اطالة راجعي أوراقكي قليلا أيتها الأخت

  • سيف الاسلام
    السبت 4 يوليوز 2009 - 14:55

    متى أصبحت أمة القرآن تستورد المناهج السياسية؟
    ألم يتمكن الخلفاء من ادارة شؤون المسلمين في بلاد ممتدة من جاكرتا شرقا حتى طنجة غربا؟
    ألم يعش النصارا و اليهود في ظل الخلافة بسلام آمنين؟
    ألم ينكشف أمر هده الخرافة البئيسة في هده السنوات الاخيرة؟
    ألم ينكشف أمر الغرب الخبيث الدي يتشدق بالديموقراطية في العراق و السودان و فلسطين و أخيرا في غزة؟ …
    ان هده الكلمة أصبحت ” شايطة” و التقطها أوباش الارض بني جهلان كي يفسدوا الارض و ينشروا فيها الرديلة في مختلف أشكالها باسم التحرر و الحرية.

  • الطاهر المدحوس
    السبت 4 يوليوز 2009 - 14:39

    اتوجه الى القرأ الكرام بالسؤال التالى :
    كيف يمكن خلق ديمقراطية حرة وشفافة فى بلد يحكمه نظام ملكى يحتكر السلطة وتدبيرها بصورة مطلقة ؟

  • الياس
    السبت 4 يوليوز 2009 - 14:49

    مثل ديمقراطيتنا المخزنية كمثل حكاية ملك ما، في مكان ما، في زمن ما، عرض عليه اثنان من الرعاع، من أجل كسب منافع منه، أن يصنعوا له ثوبا خاصاً متميزاً لم يصنع لغيره من الملوك قط. قُبل العرض وأُتي بهما إلى القصر لبدء نسج الثوب الخاص، واشترطا أن يوفر لهما المكان اللائق لذلك والإمكانات والخدمة الكافية. بدءا في نسج الثوب الوهمي من خلال حركات النسيج بالذهاب والإياب وتسليم الخيوط الوهمية وعقدها والإيهام بحمل ما أنجز ووضعه جانبا. ومنذ انطلاقهم في النسج وهم يشيعون أن من لا يرى الثوب الخاص الذي ينسج “لجلالة” الملك فهو منافق وخائن. لذلك، كلما مر عليهما أحد من حاشيته نوه بعملهما وأشاد بالثوب الذي ينسجان كأنه يراه، خوفا من انكشاف أمر نفاقه وخيانته.
    دام النسج شهوراً وانتشر الخبر في أوساط الحاشية والشعب، أنه ينسج للملك ثوب لم يصنع لغيره، وسيقام استعراض شعبي كبير لكي يظهر الملك لابسا الثوب المتميز.
    انتهى العمل وحمل الثوب لكي يلبس للملك. جرد الملك من كافة ثيابه وقام الناسجان يلبسانه الثوب ويربطانه عليه بحركات لف وربط وتثبيت توهم بذلك. أدخل عليه وزرائه وحاشيته وعبروا له عن إعجابهم بهذا الثوب المنقطع النظير كما أعجب هو كذلك به، خوفا من أن ينكشف نفاق الجميع وخيانتهم. وخرج الملك على رعيته في ثوبه عاريا تحت أنظار الحراس والجند والمستشارين، وصفق الشعب لموكب الملك ونوه الكل بثوبه المتميز الرائع المنعدم النظير إلا طفلا نطق من بين الصفوف الملك عار… الملك عار…

  • سيف الاسلام البتار
    السبت 4 يوليوز 2009 - 14:47

    صرت بعد أن علمناك الحديث تشتمنا و ترمينا بالجهل بعد أن علمناك.
    و ما أنت الا جهلاني باد داك من محياك
    علمنا منهجك من بني جهلان ساؤو من رفقة ألاك
    جرئت على الخلفاء يا زنديق خير بني حواء
    هنئت بمقت العزيز يا ولد لحرام داك الدي سواك

  • alwane
    السبت 4 يوليوز 2009 - 14:57

    اين وصلت ديمقراطيتنا؟ هو العنوان الذي افترحه للمقال.لان الديمقراطية ليست وضعية قارة نسعى اليها.بل هي وضعية متجددة باستمرار.تتجاوز فيها اللحظة الراهنة وضعا سابقا.

صوت وصورة
جدل فيديو “المواعدة العمياء”
الإثنين 15 أبريل 2024 - 23:42 7

جدل فيديو “المواعدة العمياء”

صوت وصورة
"منتخب الفوتسال" يدك شباك زامبيا
الإثنين 15 أبريل 2024 - 23:15

"منتخب الفوتسال" يدك شباك زامبيا

صوت وصورة
بيع العقار في طور الإنجاز
الإثنين 15 أبريل 2024 - 17:08 4

بيع العقار في طور الإنجاز

صوت وصورة
مستفيدة من تأمين الرحمة
الإثنين 15 أبريل 2024 - 16:35

مستفيدة من تأمين الرحمة

صوت وصورة
مع ضحايا أكبر عملية نصب للتهجير
الإثنين 15 أبريل 2024 - 16:28 8

مع ضحايا أكبر عملية نصب للتهجير

صوت وصورة
تألق المدرسة المغربية لعلوم المهندس
الإثنين 15 أبريل 2024 - 15:55

تألق المدرسة المغربية لعلوم المهندس