لغة المادة وتهميش القيم

لغة المادة وتهميش القيم
الإثنين 31 غشت 2009 - 03:02

كل شيء أصبح يقدر بالمال و النقود في مجتمعاتنا ، كل شيء أصبح له ثمن و بقدر ما تملك أنت تساوي ، لديك أموال ونقود ودراهم كثيرة أنت الممجد و المكرم وصاحب الكلمة الأولى و الأخيرة ، جيوبك فارغة وليس بها الا بضع دريهمات لا مكان لك بين العامة .


ماذا جرى لعقلك يا انسان ؟؟


أمر بديهي أن المال ضروري للحياة ، به نستطيع اقتناء وجلب كل أساسيات الحياة اليومية ، لسنا نشن حربا على الأغنياء ، أبدا ، لسنا نقف في وجه الثراء أو نصفق للفقر ، انما نحن نتساءل :


لماذا طغى الجانب المادي في علاقاتنا الاجتماعية و الانسانية على الجانب الروحي و الأخلاقي ؟؟


لماذا أصبحت مجتمعاتنا تمشي بايقاع مادي محض ؟


عباد المال و المظاهر الخداعة تكاثروا ، العفيف الشريف بات متجاوزا مكانه على الهامش ، و الوضيع الخسيس اسمه يهتف به في المحافل و المجالس و الأماكن العامة .


هذه عائلة بعض أفرادها ميسورين وبعضها الآخر فقير ، الميسورون يديرون وجههم عن الفقراء ولا ينسبون أنفسهم اليهم حتى ، صلة الرحم بينهم مفقودة ، وان تحققت تجرع ذو المستوى المادي الضعيف مرارة التجاهل و عرف معنى الدونية في أسمى صورها .


هؤلاء اخوة ، تشتت شملهم وتفرقوا شرقا وغربا ، ما ان توفى آباؤهم حتى استحوذ واحد منهم على ما تركه الوالدان وحرم الباقي من الميراث الذي شرعه الله تعالى في كتابه العزيز .


هذه شابة زهرة شبابها تذبل أمام عينيها وكل من يتقرب منها طلبا للزواج يركز اهتمامه على الجانب المادي فقط ، لا يهم أخلاقها وعفتها ومنبتها الحسن ، كل الاسئلة تتمحور حول وضعها الاقتصادي ما ان كانت تشتغل ام لا ، كم هو راتبها الشهري ، وأي سلم اداري لديها ، ان لم تكن تشتغل يصبح الوضع المادي لأسرتها محور الاهتمام .


هذا شاب يرفض كلما قصد بنتا للارتباط رغم تدينه ودماثة أخلاقه و حبه للعمل الا انه لا يملك رصيدا في بنك ولا سيارة من نوع جيد ولا سكن راقي و….و….


الكل يدور حول المال ولا شيء غير المال ، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال : ّ تعس عبد الدرهم ..تعس عبد الدينار ..تعس عبد القطيفة …تعس عبد الخميصة ( نوع من القماش ) تعس وانتكس ، واذا شيك فلا انتقش ّ . رواه البخاري .


ها هو رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة و السلام يدعو على عباد الدنيا و الشهوات و الزينة ، وفي حديث آخر عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال صلى الله عليه وسلم : ّ تعس عبد الدينار و الدرهم و القطيفة ، ان أعطي رضي وان لم يعط لم يرض ّ . أخرجه البخاري .المال هبة من الله واحسان ، و الواجب يقتضي أن يتصدق كل غني من هذا المال ويحسن الى غيره ، لايحتقره ولا يذله ، ولا يفعل مثلما فعل قارون ، حينما أنساه غروره مصدر هذه النعمة وحكمتها ، حينما فتنه المال و أعماه الثراء ، لتكون نهايته أليمة وذكراه مخلدة عبر العصور و الأزمنة ، فيكون عبرة لأمثاله ممن ينسون فضل الله ويهمشون كل القيم النبيلة ، قيم التصدق و التوادد و التراحم و التواضع ، ها هي الأرض تبتلع قارون الثري وتبتلع داره في لمحة خاطفة ،ها هو يذهب ضعيفا عاجزا لا ينصره أحد ولا ينتصر بجاه أو مال ، وتلك نهاية كل من سار مساره .


فهلا اتعظتم يا من أصبح المال غاية بالنسبة لكم لا مجرد وسيلة ؟؟


تأكدوا أن الانسان من يصنع المال ، بجده وكده وتعبه وليس المال من يصنع الانسان ، قد تكون اليوم غنيا ولكن الله قادر على أن يجردك من هذه النعمة في أية لحظة ، وقد تكون معدما فقيرا فيرزقك الله من حيث لا تحتسب ، فاصح أيها الانسان ، اصح قبل أن تخسف بك الأرض ، تمسك أكثر بقيمك ولا تبعها بثمن بخس ، فربما يأتي يوم تباع فيه أنت ولا تجد من يشتريك .


www.articles-asmaa.blogspot.com

صوت وصورة
احتفاء برابحة الحيمر في طنجة
الجمعة 29 مارس 2024 - 10:03

احتفاء برابحة الحيمر في طنجة

صوت وصورة
احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية
الجمعة 29 مارس 2024 - 00:30 3

احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00 2

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15 4

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 11

تقنين التنقل بالتطبيقات

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب