يعج الفايس هذه الأيام، بفوضى عارمة. تتعلق بطبيعة النصوص المعروضة، والمتداولة على صفحات شبكة التواصل الإجتماعي، وطريقة التعاطي معها، وحجم الإنتهاكات التي تتعرض لها سلامتها الأدبية، ومضامينها، وبناؤها، وحقوق أصحابها.
فالرغبة الجامحة في فرض الذات ـ ولو بطرق غير نظيفة ـ والشغف بجمع/حصد اللايكات المغشوشة الكاذبة، تدفع الكثير من مرتادي الشبكة الإجتماعية، إلى قرصنة نصوص متنوعة المضامين والمواضيع والمشارب. دون الإحالة على حتى على أصحابها، بل وسرقتها عيانا جهارا نهارا، والتلاعب ببناءاتها، وتماسكها، وأصالتها، وتحريف مضامينها، ومواضيعها، وأسباب نزولها، وبالتالي تشويهها، وطمس روحها.
وهو ما حول الكثير من النصوص الجميلة الرائعة، إلى خردة أدبية رخيصة، في سوق اللايكات الرخيصة، التي لا تحكمها لا قيم ولا أخلاق. وسط سوق وجيش عرمرم، من الباحثين المهووسين بجمع اللايكات، التواقين الراغبين في استدرار التعاليق، مهما كانت هزيلة أو جافة !! حتى أن بعضهم يتسولها تسولا، وقد يغضب أو ينفعل أو يهجر إذا لم يحصل عليها !!
أيها السادة ! رفقا بالإرث الأدبي لأهله وأصحابه، ورفقا بمرتادي هذه الشبكة ! فإن بينهم قراء محترمين، وعشاق كلمة موْلوعين، وأهل ذوق رقيق رفيع.
كفى من هذه الفوضى العارمة، والتدمير الهدام، والسرقة والقرصنة الموصوفة، التي تطال الكثير من النصوص، وتحيلها كلاما غثا هزيلا، وقولا تافها سخيفا.
أوقفوا طرح هذا الكم الهائل من الهراء، الذي أغرق الفايس بنصوص لا هي بالشعر، ولا هي بالزجل، ولا هي بالنثر، ولا هي بالسرد.. إنها “أضغاث نصوص”.
فقد تحول الفايس، إلى مطرح لنفايات الكلام، وقمامة الحديث أو كاد !!
اذن لنغادر هذا الفيس ونرجع للكتب ..
صدقت يا صاح…
إن ما جعلني كره جانبا من الفيسبوك هو أنه بطبيعته مرتع إباحي لـ"مفجري اللغة والأدب" ومحطمي رونق الكلمات ومهشمي رقة العبارات وممزقي سلاسة السياقات والأفكار ومشوهي جمال الحكم والأمثال والأشعار.
زد على ذلك ما يتعرض له جمال الصورة والألوان والقيم والأخلاق ووو…
لهذا سميت ما أراه على صفحات وجدران هذا الموقع… شظايا جمال
الفيسبوك أيضا هو مجال لاختبار أخلاقياتنا، هو مجال لنشر الكتابات بطريقة سهلة وسلسة، هو مجال للتعبير عن مواقف، للتواصل، للاختلاف، لتبادل الآراء… عوض رفض الفيسبوك ينبغي طرح نقاشات أخلاقية بخصوص السرقة والقرصنة، أما بخصوص "أضغاث نصوص" التي لا ترتقي إلى مستوى النصوص فإنها ستظل كذلك سواء في الفيسبوك أو خارجه.. لماذا لا نقول مثلا إن الفيسبوك مجال للتنافس بين الكتاب.. عذرا يا كاتب المقال الفيسبوك ليس "ﻣﻄﺮﺡ ﻟﻨﻔﺎﻳﺎﺕ ﺍﻟﻜﻼﻡ، ﻭﻗﻤﺎﻣﺔ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ" يوجد فيه حقا ما يستحق الإعجاب، ولديك حرية اختيار أصدقائك في "الفيس" إذن اختر ما يلائم ذوقك.
في صفحــــــات الفيسبــــــــــوك
عبث مقيت متعدد الأوجه، متعمد أو ناشئ عن قصور وذوق منحرف، لغة عربية تجلد -وهي مقذوفة غير قاذفة أو قل ضحية تجزى بعقاب مجرم- في كل لحظة من عمر الرداءة المنتشرة شواهدها في عدد معتبر الصفحات. لغة عرجاء تغيب عنها علامات الترقيم وتتخلل أخطاءها الكثيرة عبارات أو كلمات صحيحة. عروض مكسور ونصب في محل كسر وجر في محل رفع. وتنسيق (تشكيل) غير لائق بمضامين النصوص الجميلة. أدعية وأحاديث في شكل من الكتابة البدائية وطوام فوق الحصر.