متى نرتدي حُلل التبصر؟

متى نرتدي حُلل التبصر؟
الثلاثاء 22 دجنبر 2009 - 12:01

يسوع للمرء أن يعتقد أن المغرب قد تقدم في مجالات متعدد ، ويزعم ، بينه وبين نفسه ، أن عامة سكانه قد أمعنوا في حالة التمدرس ، وكرعوا من مختلف العلوم ، وأصبح عدد منهم مذكوراُ في جملة المثقفين المرموقين ، والخبراء البارزين في شئون الأدب ، والاستراتيجية ، والأبحاث المستقبلية ، والطب ، والفيزياء ، بل قد يحلو له أن يسرح بعيداً في حقول التفاؤل ، ويتبنى ، مع الجهات الرسمية ، تلك المقولة التي ترى أن الدولة قد قطعت أشواطاً كبيرة في مجال الديموقراطية والإصلاح ، ودخلت في عصر الحداثة من أبواب واسعة لا حدود لها ….


كل هذا يمكن أن يذهب إليه في سهولة ويسر ، سواء كان لسان حال الدعوى يحرص على إبداء الحقيقة التي يؤمن به ، أم يحرص على مجرد تقمص روح التكتم والرغبة في المجاراة ، والسعيً وراء ممارسة لعبة التزيد والمواربة .


ولكن ذلك المرء مهما كانت لغة خطابه لا يستطيع في بواطن نفسه أبداً أن يسد أذنيه عما يهمس به الشارع ، فيعتقد بأننا نسير موفقين كل التوفيق ، ناجحين كل النجاح ، في معالجة قضيتنا الصحراوية ، متشبثين بدرجة عالية من التبصر والروية ، وأننا فعلاً قد استفدنا من التجارب الماضية الصعبة التي مررنا بها ، فارتدينا حلل الحكمة ، وتعلمنا كيف نخرج ، بأقل كلفة ، من المطبات التي تعترض طريقنا ، وأننا صرنا ، من خيث حسن التدبير ، في مرتبة بعض أفراد أٍسلافنا الذين كانوا على درجة عالية من الدهاء والزكانة …


نحن ، كما يرى المعلقون الكثيرون الصامتون في الشارع المغربي ، أننا لا نتصدى بالجدارة المتوقعة للشأن الصحراوي السياسي الذي ينبغي أن يلتزم فيه المسئولون بنبذ أسلوب الوسيلة الرئيسة الواحدة التي تعتمد على إثارة غبار ضراوة الاهتياج والتنديد واستعراض ما لا يحل ظاهره في منطق ، العلاقات الدولية ، أثناء التعامل مع سائر الأحداث الاجتماعية الدقيقة التي تلم بوحدتنا ، فنتخذ عند كل مناسبة القرارات الهادئة البعيدة عن كل انفعال ، انطلاقاً من معطى فكري سليم ، ونخرج من قبضة لعنة الصرامة المتهورة ، والمواقف الزجرية المقيتة التي مازالت تؤمن بها بعض الجهات ، والتي لا تفضي إلا إلى مزيد من مكابدة حالات التردي ، مما يجعلنا نبتعد عن تنكب الطرق القديمة ، ونعتمد على إثارة المبادرات الخلاقة ، ونبحث في زوايا شخصيتنا ، وأعماق فكرنا السياسي عن لمعان شحنة يقظة صادرة عن رجال أكفاء محنكين ، يجنبوننا متاعب لا نرغب في انتظارها ، ويبعدوننا عن الدخول ، مع أنفسنا ومع الآخرين ، في حالات من المجابهة الفجة ، والصدام العقيم ، ويدفعوننا إلى مواصلة البحث عن دواء رخيص ناجع ، يتمثل في النفاذ إلى مبادرات يبتدعها أصحاب الحس الرشيد القادر على اكتشاف الخطط الناعمة ، والرؤى الجاهزة الميسورة المضمخة بالتسامي وعبق الحكمة .


إن طببعة مختلف تصرفاتنا ، حيال قضية صحرائنا ، لا تصر في الغالب إلا على أن تتأثر َ بالسلوكيات التي يكون مآلها التخاذل ، أو شبه الفشل ، من أجل أن يخيل لبعضهم أن من الضروري والأفيد أن نكون عند كل محطة منتمين إلى أشباه البوشيين الذين أوردوا بلدانهم موارد لا تحمد عقباها ، وذلك عندما يحتكمون إلى رعونة القوة التي ما كانت يوماً مجدية ، ويتيقنون بأن سلطان الوجه البشع المغادر إلى الأبد ما زال ً مجدياً ، وأنه ليس في مقدوره أن يجلب إلينا عداوات وإحناً لا حاجة إليها . وقد يبدو ذلك جلياً من خلال سوء قراءتهم السريعة للعناصر الفاعلة في الاتجاهات البشرية المهيمنة على صيرورة العالم الجديد الذي لم يعد مفكك الأوصال معزولاً ، ولا خاضعاً للثقة المطلقة في نجاعة تلك الضوابط العقابية التي تتجاوز الحدود .


لست أريد هنا أن أذكر بحزمة التجاوزات السياسية التي اقترفت في حق قضية وحدتنا الترابية ، لأني لست بصدد تدبيج لمحة تاريخة ، أو تحليلَ سياسي مكين ، ولكني ، مع ذلك أستطيع أن أقدر أن طائفة من تلك التجاوزات قد منحت كثيرأ من الجهات الخارجية ، وكذا زمرة من الجهات الداخلية ، حق التسور على هيبة وحدتنا ، وجرأتهم على اقتحام سياج مقدساتها .


انطلاقاً من ذلك أريد أن أقف سريعاً عند الحادث الأخير للنشيطة الحقوقية كما سماها الإعلام المتسرع الذي لا يبحث إلا عن الهنات ، وذلك في ضوء بعض التصرفات الصادرة عن طائفة من صغار المسئولين المباشرين عن تفاعل الشأن الصحراوي ، وأحثهم استقبالاً على ضرورة التشبث بعمق المضامين السياسية لمبدإ “شعرة معاوية” الذي تقوم أسسسه على ممارسة التفنن في إتقان المواقف الناعمة ، والتحولات اللينة التي صار دهاقنة الغرب ، على زماننا ، يلوذون بمنعطفاتها عند تحريك سائر مشاريعهم ومخططاتهم ، ويركبون لججها في حق مواطنيهم ، ويجرون على هديها مع الآخرين . غير أني ألفت النظر إلى أن من يرفض منهم التشبث بمفاصل سياسة تلك الشعرة ، أو يرتئي أن دهاء معاوية الذي أهله لإقامة دولة قوية ، في أفق أجواء عاصفة ، لم يعد ملائماً لروح العصر ، أو أن منهجه صلر متجاوزاً ، وتدبيره على أيامنا لم يعد مجدياً ، ولا جديراً بالاقتداء.


إنني ألفت نظر هؤلاء إلى أن المأمول منهم كان يقتضي أن يستنيروا بتجارب أخرى كثيرة حدثت ببلاد المشرق والمغرب ، سواء في الماضي أو في الحاضر ، أو أنه كان ينبغي لهم أن يتخذوا ، على الأقل الميسور ، متكأًًهم من بعض ما يستفاد من قصة الشاعر الأسمر أبي دلامة زند بن الجون الذي عاش في القرن الثاني للهجرة ، وقد أحب أبو جعفر المنصور أن يتندر به ، ويقحمه في حرب لا تلد ً غير الحزن ، واليتم ، والعداوة ، فألزمه بأن يحضر صحبة زمرة من جنده إلى بعض المعارك ، وأن يحرص القائد على أن يجعله أول مبارز لأقوى فارس ينبري له من بين صفوف الأعداء ، فلما وصل ، على مضض ، إلى ساحة المعركة ، ووجد نفسه مشمولاً بوخامة هذا المَقْلَب ، وأعطيت له الأوامر بالزحف نحو المبارز ، تقدم امام أعين سائر الجند ، رابط الجأش ، شاهراً سيفه ، ولكنه في عمقه كان قد أفسح لقريحته المجال الذي يمكن أن يجلب إليه ريع كل مفخرة مبتدعة في عالم التناضل ، فاقترب من خصمه ، وأخذ يحدثه بلغة هادئة تعكس مقدار التريث والحكمة ، ملقناً إياه درساً في فنون النجاة من المتاعب ، والسلامة من الموبقات ، وعندما رأى في عينيه ملامح الاقتناع ، ويريق الاستجابة ، التفت إلى حقيبته ، وأخذ يقاسمه ما كان وضعه فيها من طعام لذيذ ، ثم صافحه في النهاية ، كا يفعل المتصدرون الآن ، بعد إبرامهم الاتفاقيات الدولية الكثيرة ، وعاد إلى فرقته ، مباهياً بظفره مختالاً .


نعم ، إننا قد نجحنا ، إلى درجة لا باٍس بها ، في الحفاظ المادي على تراب وحدتنا الصحراوية ، وقمنا بتدعبمه على مستوى المشاعر والتوجهات العامة التي تقدر أهمية الصراع السياسي في حق صيانة بيضة الأمة ، ولكننا ، كما أعتقد ، لم نوفق بعد ، وكما ينبغي ، في تهذيب بعض جيوب الهوامش السياسية التي تكتنفه ، ونعمل على تخليصه من تبعات الأهواء ، وبعض التحركات الاعتباطية ، وكذا لم نعد نحرص مسبقاً على عدم إدخال كثير من متفرعات قضيته في قالب الشعور بالتوجس والحذر ، ونسلك به في مدرج هالة التواني التي كانت ، إلى زمن قريب ، طابع كثير من مظاهر خاصيتنا الذاتية التي كشف عنها عدد من أسلافنا المجربين المغاوير ، وهم يرددون جملة من الأقوال ، مثل (الراس اللي ما يدور كدية) ، و(العداوة ثابتة والصواب يكون) ، و(خلينهم ياكلو الحديد ورجعنا للدار باش ناكل الثريد) إلخ ، حيث يتبين بكل وضوح في مواقف بعض أولئك المسئولين الصغار ، ومن بعدهم يجيء دور المسئولين الكبار ، أن الهنة المتكررة صارت غير قادرة ، في كثير من الأحيان ، على أن تتأثر بمجريات الأحداث ، وتمنع من انتقال العدوى إلى دواليب السياسة الخارجية العامة ، وأنها تعجز عن أن تعصمنا من الزلل ، وإندلاع حريق الفتنة والغرق في ردغة حمأة البرك الطينية الموبوءة .


لقد كانت حنكة التريث في معالجة الحادث التعبوي (للنشيطة) على وجه المثال كفيلة بأن تعكس مدى حدة الوعي السياسي بما يحبك حول وحدتنا من دسائس ، وتظهر مقدار حصيلة الاستفادةً التي تجمعت لدينا من زلة أوفقير وأضرابه الذين كانوا لا يحسنون قط إطفاء نائرة الجنوح إلى الشطط ، واندلاع شرارتها في نفوس كثير من الأطراف الخارجية ، وكذا في نفوس بعض الصحراويين الطامحين إلى التربع على كرسي سلطنة “الزعامة الصغيرة” التي أهلتهم للاضطلاع بمهمة تبني رسالة المسألة الصحراية المفتعلة ، وإشاعتها في خلد طائفة من الدول التي لا تريد أن تفهم حقيقة ما جرى ، إلى أن وصلت إلى مخادع الأمم المتحدة التي لا تتدخل إلا عند الاحتقانات المستعصية ، حبث أصبحت شغلاً سياسياً ممضاً ، ومرضاً عضالاً ، وكان من شأن هذا أن تلك التصرفات الصادرة في صدد هذا الحدث الأخير لم تستطع أن تتفنن لنفسها وتنيرب إلى صياغة دوائر من المراوغة المتقتة ، أو تبتدع لعبة أدوار تنأى بها عن أسلوب العشوائية الجاهزة ، والمراهنات غير المدروسة ، أو تتمكن ، عن جدارة وبعيداً عن الفانطازيا ، من أن تغادر المسافات القديمة بشكل مريح وائق ، وهذا قد أدى ، بطبيعة الحال ، إلى خلق لغط بعض المتاعب التي كان بلدنا في غنىً عنها ، حيث نشأ ، في الذاكرة من جديد ، إزحاء شبح زعامات عجفاء ، ونضالات مغسولة لا مبرر لظهورها ، وتبين أن كافة التقديرات السابقة لم تغادر مكانها ، وأن المساعي ما زالت رهينة تكرار نفس السلوك القديم ، تنسج على منواله ، وتجري على هديه ، وأنها غير مبالية ، أو غير مدركة لما يمكن أن يستشف ، مع الزمن ، من أحداث ووقائع .


في هذه الصدد سأعرض لجانب محدود جداً من قضية تلك السيدة الصحراوية التي اخترقت من قبل أعداء الوحدة الترابية ، ودفعت إلى (صوم الدهر الطوعي) ، وإلى إثارة مناحة مجانية ، حشد بعض الناس لها في فضاء جهات من ربوع إسبانيا وجزر الكنار ، وغيرهما ، حيث أحرجت دولاً ، ونشّطت عدوانية ، وحملتها على آلة حدباء من التعصب ، وحلقت حولها جملةً من الجمعيات التي لا يملك كثير من أفرادها مفهوماً سليماً للنضال من أجل حقوق الأفراد والجماعات ، وتحرير الدول ، وتصفية الاستعمار !


لقد كان في استطاعة ذلك الموظف الصغير القائم على ثغور الحدود ، وختم جوازات السفر في مطار العيون ، أن يتحرى في تقلبات حركاته وسكناته ، وهو يرى يد المرأة تخبط خبط عشواء ، وتدفع ، بكل تأكيد ، عمداً أو جهالة ، إلى التحريض من قبل جهات معروفة ، وتدخل باب التنصل من نعمة حسن انتمائها ودفء أسرتها ، فيتصرف بما لا يفضي ، جهاراً نهاراَ ، إلى محاسبتها ، وإثارة الزوابع حولها ، حيث كان يتعين عليه أن يُقبل ، في صمت ، على وأد الزلة في مهدها ، فيحرك قلمه مثلاً ، في توأدة ومسئولية ، نحو إنجاز التصحيح اللازم على ما خطت ، ويعتبر ، في نفسه ، أن ما وقع مجرد نزوة صغيرة عابرة متهافتة يتعين أن يقطع الطريق عليها ، وأن الحصافة تقتضي أن يعيد إليها جواز السفر ، متبسماً في وجهها ، حفيباً بمعبرها ، منتشلاً إياها من مغبة وباء هلوسة تشجع عليها روح عصر التشقق والابتلاء ، ثم يخبر بعد ذلك رؤساءه المباشرين ، لينجو بجلده من كل تبعة ، ولئلا يتحمل المسئولية القانونية عما حدث ، وبذلك يحرم الأعين الفضولية من نشوة لذة الخوض الإعلامي في هامش الترهات وشغل العقول الضعيفة ، وعندئذ كان سيصير من واجب المتبصرين في الأدارة المغربية أن يكافئوه ، ويفعلوا رقمه الاستدلالي ، وينعموا عليه بما يستحق ، لأنه أبان في عمله الرتيب عن أداء نفيس متميز ، وقام بانتشال سمعة الوحدة من مزيد من حملات المتقولين والمتخرقين ، ودافع ، في وفاء وإصرار ، عن أقساط من مدخرات الخزينة ، وأعفاها من تسديد نفقات الذهاب والإياب ، والسفرات والاستقبالات ، والتعليقات والتخمينات ، وحمى ركن الوطن المكين من تبعات نتائج لا طائل من ورائها ، وعمل على حرمان بعض الأطراف الخارجية ، الماكرة أو المخلصة ، من اقتطاف ثمار التدخل في موقف يعتبر في أساسه ساذجاً سخيفاً .


وعلى هذا الأساس كانت مبادرة هذا الصغير ، ستلقن الجميع ، من وراء الشباك ، دروساً في الوطنية لا تنسى ، وسيقوم بصيانة قداسة وحدة التراب الوطني ، والدفاع عنها على أفضل ما ينبغي من حسن التمتع بدرجات الدراية الراقية ، والفطنة المتقدة ، والسعي الرشيد المتميز ، كما كان سيعلمنا جميعاً كيف نلبس حلل الصبر والتأني أثناء الدفاع عن حرماتنا ، ونمارس لعبة الحفاظ على الثوابت النبيلة بدم بارد ، وروح رياضية عالية .

‫تعليقات الزوار

2
  • أبوذرالغفاري
    الثلاثاء 22 دجنبر 2009 - 12:05

    قسما بالله لم أفهم قصدك مما تريد قوله.ولكني حتما أقول لك أنك تمتح من مدرسة-مصطفى أمين وعلي أمين(هل تعرفهما)؟-اللذان كانا يتكلمان بكلام يعجب كل من يقرأه:سواء كان حاكما أو محكوما فهو كلام معارض وموالي في نفس السطر.وهذا يقال له في لغة الشفافية:الكلام الساكت.إنك بالغت بالمحسنات اللفظية والبلاغية والتلاعب بالألفاظ والكلمات مع مزجها بنوع من الشاعرية المهجرية وكأنك تخاطب الجهلة والرعاع أو قراءا (حزق عليهم التران ديال القرايا ديال بصح).وهذا أكبر خطأ يقع فيه من يتصدى للكتابة وتوعية “الرعايا”في مهلكة الحق والقانون.بدلوا الموجة واللهجة أرجوكم إن أردتم أن تكون لكم مصداقية لدى الشعب المغربي.

  • عبد العزيز
    الثلاثاء 22 دجنبر 2009 - 12:03

    تحية خاصة للكاتب حمودان ،الذي نبه القائمين على الشأن السياسي إلى تغيير قناعاتهم الايديولوجية، والبحث عن أسلوب أنسب لمعالجة الواقع المؤسف ,وهذا ينم عن عمق القراءة التي تفضي إلى التشخيص الأدق للأ دواء.

صوت وصورة
احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية
الجمعة 29 مارس 2024 - 00:30 1

احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00 2

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15 3

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 11

تقنين التنقل بالتطبيقات

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب

صوت وصورة
وزير النقل وامتحان السياقة
الخميس 28 مارس 2024 - 16:02 6

وزير النقل وامتحان السياقة