الإدارة التربوية في ظل المخطط الاستعجالي

الإدارة التربوية في ظل المخطط الاستعجالي
الأربعاء 3 مارس 2010 - 22:32

لقد جاء المخطط الإستعجالي لإصلاح منظومة التربية و التعليم بالمغرب بمجموعة من التصورات والرؤى والآمال التي نتمنى صادقين أن ترى النور وتتجسد على أرض الواقع لنلمس حقيقة هذا التغيير المنشود ويجني المجتمع بكل شرائحه ثماره و نتائجه الحسنة.. فمرورا بالدعوة إلى تحقيق الجودة كهدف منشود ووصولا إلى الجهود الحالية لإرساء قواعد و أسس مدرسة النجاح ، انصب كل الاهتمام على ظواهر معيقة للمنظومة التعليمية ككل من جملتها الهدر المدرسي والاكتظاظ وغيرها من المعيقات الأزلية التي لا تزال الوزارة منكبّة على إيجاد حلول ناجعة للقضاء عليها، وبموازاة مع مختلف مراحل الإصلاح، عمدت الوزارة إلى محاولة إدراج مختلف تقنيات التواصل الحديثة بالإدارة التربوية على اختلاف أسلاكها فكخطوة أولى أصبح المديرون مطالبون بإفراغ معطيات إحصائية سنوية تتعلق بالموارد البشرية والبنيوية المختلفة لمؤسساتهم و ذلك من خلال بوابة إلكترونية وبرنامج معد خصيصا لذلك على شبكة الأنترنت، إضافة إلى مجموعة من الإحصاءات الدقيقة والمخططات والمشاريع المؤسساتية التي تتطلب دراية ليست بالهينة بأساليب و تقنيات التعامل مع مختلف الوسائط والآليات و التقنيات التكنولوجية المتطورة، دراية يجب أن تصل في بعض الأحيان إلى درجة الاحتراف والإتقان ناهيك عن الجانب الإبداعي الذي يجب أن يتوفر حتما..


ولعل خير دليل على ذلك هو مخطط تدبير المخاطر بالمؤسسات التعليمية الذي طلب من المديرين إنجازه وفق نماذج مرفقة تتطلب كحد أدنى الإلمام بتقنيات التصميم الطبغرافية للعمل على إنجاز تصاميم دقيقة لمؤسساتهم يراعى فيها الجانب الأمني للمتعلمين و الأطر العاملة على السواء.. ليحقق هذا المخطط أهدافه ولا يبقى مجرد واجب ينجز ليسلم إلى النيابة أو الأكاديمية لإزاحة حمل أثقل أكتاف بعض المتطفلين على الإدارة و الذين يظنون أن الإدارة التربوية ملاذ كل من كلّ و ملّ من القسم و أصابه الصداع من جراء سنين طويلة قضاها بين الصفوف فآن أوان الراحة و الاستجمام وانتظار تقاعد مريح بعيدا عن ضجّة المتعلمين و مشاكلهم.. للأسف هذا التصور الأخير هو السائد و المسيطر على أغلب الطامحين لكرسي الإدارة التربوية، لكن الإجراءات السالفة الذكر و المتخذة من طرف الوزارة حطمت أحلام هذه الفئة و عقّدت الأمور عليهم، فالمدير في ظل الإصلاحات الجديدة يجب أن يكون رجل إدارة بكل ما تحمله العبارة من معنى.. فيلعب أدوارا شتى، فمنه الإعلامي والمهندس والمخطّط و التقني ورجل الحسابات الدقيقة و المشاريع النافعة لمؤسسته إضافة إلى دوره الإشعاعي كصلة وصل بين المؤسسة ومحيطها الاجتماعي و الاقتصادي.. فنجاح المؤسسة برمتها رهين بنجاحه و شخصيته القيادية كرجل إدارة متمكّن.. لكن يبقى طرح التساؤلات التالية:


–هل وفّرت الوزارة كل الإمكانيات اللازمة للرقي بالإدارة التربوية و شخصية المدير إلى الصورة التي ذكرنا في ظل كل تلك المستجدات خاصة التكنولوجية منها؟ و هل تنطبق هذه المواصفات على الأطر الإدارية الحالية التي تتولى المهام بمؤسساتنا التربوية؟


لعلكم قد سمعتم تصريحات عديدة تتحدث عن توفير الوزارة لعدد كبير من الحواسيب المحمولة المرتبطة بالشبكة العنكبوتية ووضعها تحت تصرف المديرين بمختلف المؤسسات التربوية، و بالفعل تم تفعيل ذلك ببعض النيابات لكن الأطر الإدارية بتازة لا تزال في قائمة الانتظار باستثناء تزويد بعضهم بهواتف محمولة تيسيرا لعملية التواصل.. فهذه إذن خطوة جيدة لكن يجب مواكبة ذلك بدورات تكوينية لمحو الأمية المعلوماتية، لأن معظم المديرين لا علاقة لهم بالحاسوب، بل منهم من لا يفقه أبسط أبجديات التعامل مع مثل هذه التقنيات، فأسس الإصلاح الحقيقي تتطلب تأهيلا حقيقيا للإدارة التربوية في هذا المجال، لكن الغريب في الأمر، هو أن بعض رجال الإدارة تلقوا استفسارات و توبيخات و تنبيهات بسبب تأخير حاصل أو أخطاء ارتكبت بالخصوص في إدخال معطيات إحصائية تقنية على الموقع الإلكتروني الخاص لذلك.. فهل يعقل أن يطالب المدير بإنجاز مسائل تقنية لا يفقه فيها شيئا و لم يتلق فيها تكوينا ثم يحاسب و يعاقب على تقصيره في ذلك ؟


حسب وجهة نظري المتواضعة، أظن أن ضرورة الإصلاح تفرض تغييرا حتميا و جدريا في مساطر انتقاء الأطر الإدارية، فمن غير المعقول أن يكون ذلك رهينا بعامل السن أو الأقدمية .. بل يجب أن تحدد معايير جديدة تعتمد على الكفاءة المهنية و المسايرة المستمرة لمختلف المستجدات و الإلمام الشامل بمختلف التقنيات الحديثة فضلا عن الرغبة الأكيدة في العطاء و حب هذه المهنة النبيلة،إضافة إلى جعل مسؤولية الإدارة التربوية إطارا رسميا مستقلا في الوظيفة العمومية، آنذاك يمكن لنا رؤية صورة المدير الحقيقي التي تحدثنا عنها آنفا تتجسد واقعا ملموسا و يصبح كرسي المدير محورا متحركا في كل الإتجاهات لا أريكة للراحة و الخمول..


[email protected]

‫تعليقات الزوار

5
  • علال الجعدوني
    الأربعاء 3 مارس 2010 - 22:38

    السيد المدير أو الأستاذ المكلف بالإدارة وبالأخص في التعليم الإبتدائي يعاني ما لايعانيه أي موظف في عالم الوظيفة ،عندما نتكلم عن الإصلاح يجب أن توضع له عدة حقيقية من موارد مالية ومادية وبشرية ولكن هل هذا متوفر بادارة التعليم الإبتدائي فان رجعنا الى العدة المالية فلأول مرة تحول الوزارة مبلغ محترم ولكن بدون تكوين السادة المدراء بالمدارس الإبتدائية فمن أين يبدأ وأين ينتهي وهو محاسب من قبل السلطات الإدارية العليا والمالية من جهة أخرى ،اما من جهة الموارد المادية هل وفرت الوزارة متطلبات وجاجيات المؤسسة من طاولات وكراسي وسبورات ووسائل تعليمية الضرورية وهل جهزت المؤسسات بالحواسيب وبين قوسين سمعنا أن الوزارة ستسلم الحواسيب للمديرين وأخيرا زودت الثل نوي التأهلي والإعدادي وبعض المديرين من الإبتدائي المحسوبين عليها ونسيت جل المديرين الآخرين معتمدين على معايير لانعرفها مع العلم كنا نسمع منهم التدبير التشاركي ،الشفافية ،الحكامة الجيدة الخ من المسطلحات الرنانة،كما أن البنية التحتية للمؤسسة هشة برغم تزويد الوزارة سنويا بالمتطلبات الضرورية ،أما عن الموارد البشرية ،بالله عليكم كيف يمكن لمدير مدرسة ابتدائية أن يدبر امور المؤسسة بدءا بالتسجيلات، وتنظيم السنة الدراسية ووضع مشا ريع للمؤسسة وترأس جميع المجالس والسهر على سلامة التلاميذ وأمن المؤسسة وتكوين خلية اليقطة ومناقشة ملف تتبع التلاميذ وتكوين فريق محلي لمشروع جيل مدرسة النجاح ووضع ممخطط للمؤسسة مع وضع برنامج سنوي للأنشطة و تنفيذه ومراقبة الأساتذة وزيارتهم وتزويدهم بالمستجدات والإتصال بالسلطات المحلية والجماعات للبحث عن الموارد المالية والتنسيق مع جمعية الآباء لحل بعض القضايا العالقة ،….. والغريب في الأمر تطالب الوزارة الإدارة الحالية بتقليص ظاهرة التكرار الى نسبة اثنان في المائة والإحتفاظ بالتلاميذ بالمؤسسة ، ألا يعني هذا أن مدير التعليم الإبتدائي هو مدير من نوع خاص،ليس كسائر الناس؟ ولايتقاضى أي تعويض مناسب لعمله بكثرة الإنتقالات من المؤسسة للنيابة لسحب كل شئء ،البريد ،وسائل النظافة، المطعم المدرسي، الإجتماعات المتكرة، البريد المستعجل، بعض الوسائل ،وحدث ولاحرج.

  • الوقواق
    الأربعاء 3 مارس 2010 - 22:34

    والله هذه كلها مبررات فارغة
    هجل الالمكلفين بالادارة يتغبون بالايام والاسابيع عن عملهم بالادارة
    نحن تعلمنا في ظروف اقل بكثييييييييييييير جدا من ظروف اليوم وقمنا ذلك بالتدريس في ظروف وبامكانيات اقل بكثير من امكانيات اليوم ومع ذلك كانت النتائج مبهرة
    المفتقد اليوم هو الصدق والطمع والغش وقلة الضمير
    والسبب الرئيس في انهيار القيم هو انعدام المحاسبة والردع
    والفشوش بزاف
    والمعلمين مسؤولين عن التدهور رغم التعويضات رغم السلم 11 رغم التعويضات في الادارة الفشوش
    الخوف ما بقاش في الخدمة

  • حسن
    الأربعاء 3 مارس 2010 - 22:36

    ياصاحب المبررات الواهية الاتعلم ان في بلدك المغرب موظفون لايقدمون لبلدهم اية خدمة تدكر ومع دلك يتقاضون اجورا اكثر من خيالية وبالاحرى اساتدة او مديرو التعليم الابتداءي المرابطون فوق القمم الجبلية بالرغم من انعدام ابسط ظروف العيش الحقيقية.

  • chadia
    الأربعاء 3 مارس 2010 - 22:40

    j ai quitte l ecole marocaine il ya 20 ans en tant qu enseignante etavec le recule je garde pas un bon souvenir des directeurs que j ai connu durant ma courte experience dans le domaine. ils eataient meprisants hautains etirresponsables je tiens tout de meme a preciser que j en fais pas une generalite et j ai la chance de trouver en france tout a fait le contraire chercher l erreur a mon avis ce qu il faut changer c est la mentalite

  • فاعل خير
    الجمعة 18 نونبر 2011 - 22:03

    تعرف م م مدارس فج الريح بتطوان مجموعة من الخروقات من طرف السيد المدير مما يؤتر سلبا على اداء السادة الأساتذة

صوت وصورة
الماء يخرج محتجين في أزيلال
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 13:30

الماء يخرج محتجين في أزيلال

صوت وصورة
كورنيش يشتكي الإهمال في سلا
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 13:14 9

كورنيش يشتكي الإهمال في سلا

صوت وصورة
ابن يجهز على الأب بالجديدة
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 12:47 11

ابن يجهز على الأب بالجديدة

صوت وصورة
قصة | صابرين مزيكير
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 10:50

قصة | صابرين مزيكير

صوت وصورة
ملفات هسبريس | أزمة المياه
الثلاثاء 16 أبريل 2024 - 23:30

ملفات هسبريس | أزمة المياه

صوت وصورة
معرض حلي للقصر الملكي
الثلاثاء 16 أبريل 2024 - 23:15

معرض حلي للقصر الملكي