لماذا لا نحترم مواعيدنا !؟

لماذا لا نحترم مواعيدنا !؟
الجمعة 26 مارس 2010 - 05:30

بسم الله الرحمن الرحيم


احترموا مواعيدهم فتحضروا ، ……


**** أقسم الله عز وجل بأوقات وأزمنة ، لما لها من شأن عظيم ، فقال سبحانه ” والعصر إن الإنسان لفي خسر ، إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات …| و الضحى والليل إذا سجى …| والفجر وليال عشر …”. و جعل سبحانه الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكورا ـ وجعل عدة الشهور اثني عشر شهرا ـ ّ ــ ثم حدد سبحانه وتعالى لنا مواعيد معه = في كل يوم خمسة مواعيد : طرفي النهار [صبحا ، وظهرا ، وعصرا ،] وزلفا من الليل [ مغربا ، وعشاءا] وقال سبحانه [ إن الصلاة كانت على المومنين كتابا موقوتا … ] = وموعد مع الله في عيد أسبوعي: [ يأيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله …] = وموعد سنوي مع الله : [ شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن ، فمن شهد منكم الشهر فليصمه …] = وموعد مع الله مرة في العمر بحج بيته لمن استطاع إليه سبيلا ====| وموعد كل إنسان مع نهاية أجله للرحيل ..: [ وإذا جاء أجلهم لا يستاخرون ساعة ولا يستقدمون] .


** فلماذا هذه الدقة ؟


** ولماذا هذه العناية بالوقت ، وببعض المواعيد ؟


+ إنه التوجيه الرباني لهذا الإنسان ، كي يدرك أن الحياة ليست عبثا، وأن المواعيد عهود وأمانات “{ والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون}”، فلماذا يحترم غيرنا (ممن يعيش بأمم توصف بالمتحضرة ) عهوده ومواعيده ، ويغيب بيننا هذا الاحترام ؟؟؟؟ وقد تعلمنا ونحن صغار :


= [ الوقت كالسيف ، إن لم تقطعه قطعك ]


= [ الوقت من ذهب ، إن لم تستغله دهب ]


** كما تعلمنا ، أن مخالفة الوعد ثلث النفاق ، بعد الكذب ..وخيانة الأمانة …….


فكيف نتعامل مع احترام المواعيد فيما بيننا ؟ وكيف نريد ممن لا يلتزم بمواعيد خالقه أن يحترم مواعيد المخلوقات؟ …ـــ إن احترام المواعيد سمة مميزة للمسلم الملتزم ، وإن احترام المواعيد من أهم عوامل النجاح في حياة البشر، وللمواعيد المضبوطة أهمية كبرى و ربما توقفت عليها حياة أشخاص ومستقبلهم،


* فلو أن طبيبا تخلف عن موعد مريضه !!! ، ** ولو أن الأستاذ تخلف عن موعد طلبته أو محاضرته !!! ، *


** ولو أن سائق الناقلات تخلف عن موعد السفر !!!،ولو أن ….قائد الطائرة تخلف عن موعد الرحلة !!!…. الخ ، لسادت الفوضى ولضاعت كثير من المصالح ، ولضاع الكثير و الكثير من الخير. ….


قال أحد الشعراء:إذا قلت في شيء نعم فأتمـــــه فإن نعم دين على الحر واجب ، وإلا فقل : لا ، تسترح وترح بها ، لئلا يقول النــــــاس إنك كاذب !!


** إن احترام المواعيد وعدم الإخلال بها ـ/ إلا بعذر قاهر /ـ تطمئن الناس بعضهم إلى بعض وتربي الثقة في عهودهم


والتزاماتهم . وقد مدح الله تعالى نبيا كريما بالصدق في الوعد فقال عز وجل :” { واذكر في الكتاب اسماعيل إنه كان صادق الوعد نبيا }”. وعلق عليها الإمام القرطبي بقوله : صدق الوعد من خلق النبيين والمرسلين وخلفه : من أخلاق الفاسقين والمنافقين … كما حث صلى الله عليه و سلم على الوفاء بالوعد، وجعل من يخلف الوعد متصفا بإحدى صفات المنافق فقال عليه الصلاة والسلام. آية المنافق ثلاث : < إذا حدث كذب، وإذا أؤتمن خان ، وإذا وعد أخلف >


** ـ إن احترام المواعيد صفة الأنبياء والمرسلين ، والالتزام بها ، يحفظ الحقوق والأوقات فتحصل بها المصالح والمنافع…


= فكيف بالله عليكم تتحقق المصلحة لمن يأخذ موعدا بالساعة والدقيقة.. وينتظر الساعات ؟


= كيف تتحقق مصلحة طلاب علم ينتظرون محاضرة بموعد لا يأتي فيه المحاضر إلا بعد ساعة أو أكثر؟


= كيف يمكن أن نطالب الناس بالثقة في من تعودوا منه إهانتهم وتضييع أوقاتهم ، وعدم التزامه بالمواعيد؟


+ إن عدم الالتزام باحترام المواعيد يشجع العابثين وأصحاب الأهواء ، ويثبط عزائم الجادين ، ويساهم في تخلف المجتمع بأسره. وبذلك يعتبر إخلاف المواعيد مرضا خطيرا يتطلب من المخلصين لدينهم و وطنهم وأمتهم التفكير في علاج ناجع, بوسائل منها :


1)ـ التربية الإيمانية ،


2)ـ المصارحة وعدم المداهنة للذين يخالفون الوعود ويتخلفون ،


3)ـ تشجيع الملتزمين بمواعيدهم ماديا و معنويا ،


4 )ـ عدم انتظار المتأخرين وإنجاز الأعمال في مواعيدها المحددة،


5 )ـ تحديد المواعيد بدقة .


6) ـ مساهمة وسائل الإعلام في توعية الناس وإشعارهم بقيمة الوقت واحترام المواعيد عن طريق وصلات إشهارية وغيرها


فإذا ترسخ احترام المواعيد بيننا وربينا عليها أبناءنا ـ فسنسترد بالتأكيد ما ضاع منا من القيم ليسود الصدق والوفاء وتعود الثقة إلى النفوس التي لن يتغير حالها إلا بجهد وعزيمة. و”{ إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم}”، * فكما لا تحب أن يضيع أحد وقتك ،لا تضيع أوقات الآخرين ـ وفي الحديث : [لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحبه لنفسه ….


· وإن على كل كيس وكل عاقل أن يعلم أن كلاً منا له موعدان ـ لا يمكن أن يخطئهما ـ ولا ينفع ندم من لم يعدَ نفسه لهذين الموعدين ، الموعد الأول بالساعة وبالدقيقة والثانية,هو: موعد الاحتضار وفراق هذه الدنيا، آنذاك يقول من فرط ” { رب لولا أخرتني إلى أجل قريب فأصدق وأكن من الصالحين }” فيكون الجواب ” { ولن يؤخر الله نفسا إذا جاء أجلها } “. والموعد الثاني موعد دخول الجنة او النار ، فيقول المفرطون ” { ربنا أخرجنا نعمل صالحا غير الذي كنا نعمل }” فيكون الجواب ” { أولم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر؟


وخلاصة القول : إن احترامك للمواعيد يربي فيك الاحترام لوقتك وأوقات غيرك ، و يربي فيك النظام والانضباط و يجعل لك مكانا بين الناس ، وتكون مأجورا على ذلك … وقد ربى نبينا صلى الله عليه وسلم أصحابه [رضي الله عنهم] على احترام المواعيد والوفاء بالوعود ـ وهذا عبد الله بن مسعود كان ( إذا وعد فقال : إن شاء الله ، لم يخلف ) ـ وكان عمر رضي الله عنه يرتب أموره ليلا ونهارا ويقول : ( إن نمت الليل ضيعت نهاري ، وإن نمت النهار ضيعت رعيتي ) هكذا كانوا فبارك الله أعمارهم وأوقاتهم ـ وقاموا بأعمال عظيمة في أزمان يسيرة


** فهل نعي دورنا تجاه غيرنا في إعطاء الصورة الناصعة لما أسسه ديننا من القيم ؟


** وهل نعطي للوقت قدسيته التي جعلها له خالقة .؟


** كيف نسعى لإصلاح أحوال غيرنا إذا لم نصلح حالنا ؟؟ لماذا لا نحترم مواعيدنا !؟؟؟

‫تعليقات الزوار

4
  • محمد ايوب
    الجمعة 26 مارس 2010 - 05:34

    نعم…انضبطوا فتقدموا على عكسنا نحن تماما…..لعل كثيرا من المشاهدين تتبعوا برنامج خواطر5 التي بثته بعض القنوات خلال شهر رمضان المبارك الماضي…ولعل بعضهم سافر الى دول غربية متحضرة فلاحظوا مدى الانضباط في الوقت: القطار والحافلة والعمال والموظفون الى غير ذلك…ولعل من يتتبع مباريات كرة القدم يلاحظ النظام في كل شيء: قبل حوالي نصف ساعة يكون الملعب شبه فارغ حتى ليظن المرء بان الجمهور سيكون قليلا…لكن ما يقترب الحكم على اطلاق صفارته حتى يكون الملعب قد امتلأ كثيرا بالمتفرجين… لماذا؟ انه النظام والوقت… فكل متفرج بالملعب له تذكرته تحدد له مقعده بالضبط لذلك فهو غير متعجل لدخول الملعب… بينما عندنا نحن تحدث امور آخر… آخر مقابلة شاهدتها لمنتخبنا كانت ضد مصر بمركب مولاي عبد الله بالرباط، دخلنا الى الملعب على الساعة الثانية عشرة زوالا وكانت المقابلة ستبدا على الساعة السابعة مساء وتم تاجيلها الى الثامنة… يعني اننا قضينا ما يقرب من عشر ساعات بالملعب…كانت الشرطة تفتشنا وتمنع ادخال الماكولات…حاخذوا منا دانون والرايبي وقارورات الماء… استغربنا لذلك…لكننا عرفنا فيما بعد سبب ذلك…منعوا عنا ادخال الجرائد….جلسنا في الجهة المغطاة ومع ذلك كانت المراحيض في حالة يرثى لها… لم نجد الماء الكافي للشرب ولا للوضوء…لماذا؟ عرفنا ذلك فيما بعد: يفرضون عليك بطريقة غير مباشرة اقتناء الماء والاكل من الباعة داخل المدرجات حيث يكون الثمن مرتفعا جدا… انتصر المغرب بهدف لصفر سجله بصير… وعند انتهاء المقابلة اخذت قوارير الماء ترمى من طرف جمهورنا على اللاعبين المصريين وخاصة حسام حسن وشقيقه لان احدهما قام بحركة غير رياضية تجاه الجمهور بذراعه… والكارثة ان تلك القوارير لم تكن مملوءة ماء بل بالبول…. منذ ذلك التاريخ قررت ان لا اشاهد اية مقابلة باي ملعب الا ان يكون ذلك بالخارج…. انضبطوا فتقدموا فهنيئا لهم…اما نحن فدون انضباطنا خرق القتاد كما يقول المثل… ودونه قرون وقرون من التربية على احترام الوقت…فنحن لا زلنا نتواعد فيما بيننا بوقت غير دقيق بتاتا…مثل ان يتفق بعضنا مع اصدقائه على اللقاء بعد العصر او بعد المغرب…

  • سمية المغربية
    الجمعة 26 مارس 2010 - 05:38

    بسم الله الرحمن الرحيم
    …. موضوع في صميم المعالجة لقضايا مجتمعنا الذي يعج بمسببات التخلف عن الركب الحضاري الذي كان مفروضا أن نكون من رواده لما لدينا من مقومات [ لكنها نظرية ] ويا ليت كل فرد استنهض همته الفاترة لتجديد العهد مع أمجاد سلف مضى ومضت معه الإلتزامات في يوم كان يقال فيه -( الراجل هــــــــو الكلمة ) وحين كان (وعـــد الـــحـــر ديـــــن عليـــــه) ـ شكرا على مثل هذه المواضيع المستفزة لذاكرة الضمائر علها تستيقظ أو تحيالتعيد للمواعيـــــد احترامها ويستقبح المخلين بها حتى يسمع الخلف بما قاله السلف : (الراجل إلا عطا كلمتو ما يتراجعش عليها ) / والسلام

  • لحسن / مانشستر
    الجمعة 26 مارس 2010 - 05:36

    شكرا أستذنا الفاضل على هذا الموضوع ، وكعادتك أثرث قضية من الأهمية بما كان ، إذ أن أعضم المشاكل التي عنينا ونعاني منها كانت بسبب عدم الشعور بالمسؤولية والاستخفاف بكل شيء . ومن ذلك طبعا عدم إحترام الوقت والمواعيد في كل شيء .
    وما لاحظته بعد مجيء إلى برطانياأن هناك فرق بيننا وبينهم في استغلال الوقت وفي احترام المواعيد . فمثلا عندنا في المغرب اذا اردت أن تلتقي بشخص لامر ما ، وفي تحديد الموعد يقول لك لنلتقي في الصباح ، ومن المعلوم عندنا أن الصباح يمتد من الوقت الذي يستقض فيه الانسان الى قبيل منتصف النهار . أو في المساء وهي مدة طويلة كذلك ، وإذا اراد المغربي ان يحدد لك يقول لك بعد العاشرة أو بعد صلاة العصر ، وما عليك الا ان تنتظر ساعات وعند ما ياتي يقول لك قد قلت لك بعد العشرة ، بينما هنا يكون الموعد بالساعة والدقيقة واحترام ذلك من الواجب على الطرفين .
    الفرق الاخر انه عندما ينتظر احدهما الاخر يستغل وقته في قراءة كتاب ما أو على الأقل جريدة ، أو في انتظار الحافلة واثناء ركوبها ، بينما نحن يسافر منا الشخص من طنجة إلى الكويرة فيحمل معه كل شيء إلا الكتاب .وهم يعتبرون الوقت الذي يجود به الشخص لك كرم بينما نحن الكرم عندنا هو جود في المال والطعام . ولم أسمع أحدهم يوما يقول لست ادري اين أضيع وقتي لأن تضيع الوقت هنا غير مقبول . ونحن نقول بعبارتنا الخاصة ” غادي نضربها بشي نعسة ” غادي نمشي ندوزو شي أوقيتة (3h)في لي جو ” . الفرق الاخر أن الانسان هناان وقع وتأخر لبضع دقائق يعتذر ويقول لك عفوا ضيعت لك وقتك ويلوم نفسه . ونحن يتأخر منا الشخص لساعات وعندما يأتي يبتسم ويلقي اللوم على الحافلة .
    بخلاصة ، نحن نفكر دائما في كيفية قضاء وقتنا وهم يفكرون كيف يستثمرونها، والنتيجة واضحة في كل شيء

  • From Belgium
    الجمعة 26 مارس 2010 - 05:32

    les marocains sont connues partout dans le monde par leurs retards et leurs mensonges pour justifier les retards
    cette mauvaise habitude est prise au serieux par des agences d’invistissement etrangere, et c’est la premiere information qu’un condidat investisseur peut entendre avant de se lancer dans son aventure avec la mentalité marocaine

صوت وصورة
شراكة "تيبو أفريقيا“ وLG
الجمعة 29 مارس 2024 - 11:43 1

شراكة "تيبو أفريقيا“ وLG

صوت وصورة
احتفاء برابحة الحيمر في طنجة
الجمعة 29 مارس 2024 - 10:03

احتفاء برابحة الحيمر في طنجة

صوت وصورة
احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية
الجمعة 29 مارس 2024 - 00:30 4

احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00 3

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15 4

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 11

تقنين التنقل بالتطبيقات