اتركوا الثيران تنام

الحوار الذي دار بالمكتبة الوطنية بالرباط بين صاحب حزب الجبهة الديمقراطية التهامي الخياري في بداية الأسبوع الماضي، أثار العديد من الردود والزوابع التي أصبحت كثرتها مألوفة لدى الرأي العام المغربي.

وفي المقدمة طبعا السؤال حول الحكم الذاتي بالأقاليم الصحراوية الذي يئن تحت سياسة المغرب، وفي جوابه أكد زعيم حزب الزيتونة أنه غير متفق مع الطرح المغربي…

إذن الخياري غائب عن إستراتيجية الحكم الذاتي الذي أطال أمده، وهكذا نجد نفس الوجوه تتكرر في مشهدنا السياسي مما جعل الركود يصيب مفاصل حياتنا.

وفي كل بعض الأحزاب المغربية والجمعيات المدنية هناك شيء هو الإجماع عن الحكم الذاتي، أي أن جميع مكونات الحزبية والجمعيات تتبنى هذا الطرح المغربي، فاللذين تشبثوا بوطنية حزبهم المفروض عليهم أن يعلنوا عنها، بكلام آخر أن الفكر الاشتراكي فكر غير وطني.

وهل يعقل أن يتخرج من قائد حزب الجبهة يناضلون ويؤطرون الرأي العام المغربي مثل هذا الزعيم؟. وفي الوقت الذي ننتظر فيه الخياري على الرد السريع في أجوبة الصحافيين سكت وهو يبتسم كالطفل الكسول أمام المعلم، وهذا يدل على حزب الجبهة ضعيف ومنعدم من كل أشكالها. أين الديمقراطية؟ أين البرامج الحزبية؟ أين الشبيبة الحزبية؟ وأين الفكر التقدمي؟ وأين وأين… وأين … ؟ الى آخره ؟

أما بالنسبة في المحاور الأخرى قد نرى من سلسلة أجوبته لا شيء ” وقيل أن المغاربة مرضو فديك الليلة“.

وقبل ذلك نحاول توضيح هذا السؤال عن شبابنا الذي يطمح إلى الأحزاب السياسية بالمغرب، ونحن نشاهد هذا الزعيم الحزبي بهذا الشكل في طريقة التمرد عن الأجوبة لا علاقتها لها بالموضوع.

وإذا انطلقنا من أرض الفلسفة التقدمية بالمعنى الحقيقي تظهر من خلالها بعض البرامج المطاردة لا يعرف من خلالها المستهدف وتختلف الأساليب الإيديولوجية أمام وضع السياسة المغربية التي تعيش مخاض عسير باستثناء بعض النمور فباقي الحيوانات هي بدون منازع كما تدل على ذلك مختلف المصادر يظهر الثور إلا من خلال أمثلة محدودة منعزلا… واتركوا الثيران تنام.

*باحث في شؤون الأحزاب