رجال التعليم والحركة الانتقالية معاناة مزمنة

رجال التعليم والحركة الانتقالية معاناة مزمنة
الإثنين 12 ماي 2014 - 11:39

أعلنت وزارة التربية الوطنية، في بلاغ لها عن صدور مذكرة إطار ترسم معالم الحركة الانتقالية لهذه السنة، تميزت بإدخال بعض التعديلات، التي لم تمس جوهر وفلسفة الحركة باعتبارها مناسبة سنوية جماعية لحل مشاكل اجتماعية عالقة وتخفيف ضغوط نفسية متراكمة، واقتصرت فقط على بعض التعديلات الشكلية المتعلقة بنقاط الامتياز الممنوحة لبعض الفئات.

السؤال الذي يطرح بداهة، هل يمكن الحديث عن إصلاح وعن جدوى وعن مردودية وأكثر من ربع رجال التعليم المدرسي ونسائه غير مستقرين اجتماعيا وإنسانيا؟ فنتائج الحركة الانتقالية لرجال التعليم تأتي كل سنة مخيبة للآمال بكل المقاييس، ولم تفلح ولن تفلح بيانات الوزارة وسياسة البلاغات المحشوة بأرقام وإحصاءات في امتصاص موجة الغضب والاستياء لدا فئات عريضة من رجال ونساء التعليم يراهنون كل سنة على الحركة الانتقالية، ويرهنون بها حياتهم، ومشاريعهم في لم شمل عائلاتهم والاستفادة من استقرار أسري صار حلما بعيد المنال.

مادامت الوزارة تتعامل مع الحركة الانتقالية ومع رجال التعليم بمنطق الأرقام وبالمعايير الكمية، فهي بعيدة كل البعد عن هموم رجال التعليم. فكل رجل تعليم هو حالة إنسانية واجتماعية متفردة ينبغي أن تحظى بالعناية والأولوية والرعاية الفعلية والواقعية، وليس رجل التعليم رقم تأجير وكم مهمل، بل هو إنسان له أحلام وله حقوق وله طموحات، له الحق في أن يكون قريبا من أسرته وأبنائه وأن يحظى بدفء عائلته. فالانتقال بالنسبة لرجل التعليم هو ولادة جديدة، هو انعتاق وحرية ينتظرها أغلبهم بفارغ الصبر، لينجز مشاريعه المؤجلة، فمنهم من يربط الزواج وتكوين الأسرة بالانتقال، ومنهم من يأبى أن يصطحب معه “بنت الناس” إلى الجبل، ومنهن من تأبى أن ترتبط بمن يعاني معهن في المناطق النائية المعزولة، بل إن منهم من يحرم نفسه من مشاعر الأبوة والأمومة، بسبب أنه في منطقة معزولة، أما من هم محرومون من حقهم في الدراسة أو تطوير كفاءاتهم أو من ممارسة هوياتهم فحدث ولا حرج.

ومع كل هذا فلا مانع عند رجل التعليم من المعاناة، لكن في ظل العدالة والمساواة. فلا يعقل أن يستفيد أصحاب النفوذ والوساطة الإدارية -وحتى النقابية للأسف- من تعيين ذويهم وزوجاتهم وأخواتهم قرب مقرات سكناهم، أو حتى إلحاقهم بالإدارات والمصالح المحلية والمركزية كموظفين أشباح. ويطلب من الآخرين التضحية بدعوى الوطنية والتضحية، فالمواطنة والتضحية ينبغي أن تكون من الجميع، فالمغرب ليس مغرب المعلم والأستاذ وحدهم، لهذا لابد من تقاسم التضحيات، فمن يجلسون في مكاتب مكيفة في العاصمة لا يمكنهم أن يحسوا أو يشعروا بمعاناة من يقطعون مئات الكيلومترات في الفيافي والجبال والصحاري حرا وقرا، محرمون من أبسط الخدمات، وللأسف مع ذلك يجادل من يجادل الآن في معايير التعويض عن المناطق النائية؟ رجل التعليم لا تجدي معه اليوم خطابات وتحيات ورسائل توجه عبر شاشات التلفاز عند بداية كل موسم دراسي، فهو في الواقع يعيش طيلة أيام السنة إذلالا ممنهجا.

‫تعليقات الزوار

3
  • تموز
    الإثنين 12 ماي 2014 - 19:59

    شكرا لكاتب المقال ، إنه من العبث تسميتها بالحركة ، و ناس الابتدائي أشد الناس اكتواء بحيفها و حيف فرقائها ، و العوض من الله تعالى …

  • imade amine
    الأربعاء 14 ماي 2014 - 13:12

    منذ تعييني استاذا للتعليم الابتدائي -مايزيد الان عن 33سنة وانا اعمل بالبادية درس على يدي عدد كبير من التلاميذ لااستطيع تذكرهم فمنهم ما اصبح استاذا الان لا فرق بيني وبينه الاكونه يعمل الان في المدينة وانا مازلت اقطع المسافات الطوال للوصول الى مقر العمل . وانا متيقن انني لست الوحيد بين اخواني الاساتذة . بدات حياتي المهنية في البادية وسوف انهيها -ادا طول الله عمري-في البادية ومن يعترف لك بهذا سوى الله .

  • حـسن القنيطري
    الأربعاء 14 ماي 2014 - 23:33

    "فلا يعقل أن يستفيد أصحاب النفوذ والوساطة الإدارية"إنّي لأذكُرُ،والذِّكرى تَنْكَأُ في النّفسَِ جُروحاً،أني كنتُ أشتغل في إقليمٍ صحراويٍّ ناءٍ،يُحِسُّ فيه الإنسانُ بالقهر والوحدة بَلْهَ العذاب والغُربةِ،وحدث حينها أن حَكَمتْ حُكومةُ التناوب الأولى،فاستبشر بعض الأساتذة الذين جاءتهم إنتقالاتُهم بعد بدْءِ وانطلاق الموسم الدراسي-وهذا غريبٌ-لا ينبغي أن يكون.وبقيتُ ،أنا ومن لاناصر لهُ إلاّ الله، في تلك المنطقة النّائية أسأل الله الفرجَ، وأرى في الإنتقال حلما بعيد المنال.ومن هذا المِنبرأُردِّدُها دعوة مظلوم"أنْ لاسامح الله من ظلمنا وأخذ حقّنا" وأردد دائما "شتتوني في البوادي أخذوا مني فؤادي"…..اللهم اجعل ثأرنا علي من ظلمنا،آمين.وانشري يا هسبريس

صوت وصورة
حملة ضد العربات المجرورة
الثلاثاء 16 أبريل 2024 - 11:41 8

حملة ضد العربات المجرورة

صوت وصورة
جدل فيديو “المواعدة العمياء”
الإثنين 15 أبريل 2024 - 23:42 8

جدل فيديو “المواعدة العمياء”

صوت وصورة
"منتخب الفوتسال" يدك شباك زامبيا
الإثنين 15 أبريل 2024 - 23:15

"منتخب الفوتسال" يدك شباك زامبيا

صوت وصورة
بيع العقار في طور الإنجاز
الإثنين 15 أبريل 2024 - 17:08 4

بيع العقار في طور الإنجاز

صوت وصورة
مستفيدة من تأمين الرحمة
الإثنين 15 أبريل 2024 - 16:35

مستفيدة من تأمين الرحمة

صوت وصورة
مع ضحايا أكبر عملية نصب للتهجير
الإثنين 15 أبريل 2024 - 16:28 8

مع ضحايا أكبر عملية نصب للتهجير