هلمُّوا إلى موازين!!!

هلمُّوا إلى موازين!!!
الثلاثاء 27 أبريل 2010 - 20:37

هل بات مهرجان ” موازين ” قدرا مكتوبا على هذا الوطن رغم أنوف مواطنيه ؟؟؟ وهل هناك إحصائيات أو تقارير أنجزتها الدوائر الرسمية تفيد أو يستفاد منها أن الشعب المغربي لا يمكنه أن يكون شعبا سويا ومستقيما ومطمئن البال إلا إذا احتضن من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه مهرجانات تستنزف جيوبه وتميع أخلاقه وتلهي أبناءه عن الاستعداد بهمم قوية لمختلف الامتحانات الثانوية والجامعية ؟؟؟ وهل بكثرة المهرجانات سنحقق قفزة تاريخية إلى الأمام لنحتل رتبا متقدمة ومحترمة تزحزحنا عن خانة ” أسفل سافلين ” الملازمة لنا في كل التقارير الدولية والمحلية ؟؟؟ ثم هل انتهينا من كل المشاكل التي تؤرق مضاجعنا صباح مساء ، وهل وجدنا حلولا لكل الآفات والأخطار المتربصة بنا فلم يبقى لنا إلا الاستمتاع بفن هابط ينشطه كل من هب ودب ويطغى عليه إفساد كل ذوق رفيع وسليم وتهيمن عليه من كل النواحي كل من تجوع فتأكل بثدييها و فخديها ؟؟؟ وكيف يستساغ أن تنظم مهرجانات فنية بكلفة مالية خيالية في بلد يعيش أزمات خانقة على جميع المستويات والميادين ؟؟؟ ….


قضاؤنا فاسد تختل معه الموازين ، وميزانيتنا تربص بها المفسدون الدوائر فتركوا خزائنها خاوية الوفاض إلا من دراهم معدودات لا تسمن ولا تغني من جوع ، وتعليمنا لا ينتج إلا شواهد تملأ سوق البطالة بالعاطلين عن العمل كل يوم ، ودخلنا الفردي بالكاد يفلح في شراء حبات من طماطم في ظل كلفة حياة مرتفعة ، والصحة كما يعلم الجميع معلولة بشهادة الخبراء والدكاترة والأطباء تشكو سقم وضعف الخدمات ، والتنمية مجرد مبادرة يطبل لها آناء الليل وأطراف النهار ثلة من اليمين وثلة من اليسار وقليل من المستفيدين منها وتفند شعاراتها مع مطلع كل فجر أنباء عن ردع مظاهرات أو أخبار عن قمع احتجاجات تلدها بعد مخاض عسير مدن هامشية وأقاليم منسية وقرى مهمشة ، والأمن منعدم ورجالاته ينتظرون على أحر من الجمر تحقيق وعد برفع رواتب وأجور لا تشجع على الحد من الجريمة ، والحكومة التي ينتظر منها تحريك ساكن أو رفع منصوب مجرد صورة يمنحها دستور ممنوح ـ بدوره ـ لعب أدوار طلائعية في البحث عن أساليب جديدة للتماطل والتسويف والكذب ويعلق بجنباتها أخطاء من هم فوقها ويوكل إليها ترديد مقولة ” العام زين … وهلموا إلى موازين ” .


هذا جزء يسير من واقع معاش اختلت فيه كل الموازين فأضحت معه الكماليات ضرورات وجب تحقيقها ولو عل حساب مصلحة الوطن والمواطنين ، وأمسى فيه التهافت على تبذير ما تبقى من المال العام فوق بساط مهرجانات رخيصة المعنى غالية المبنى سياسة تنهج بمناسبة وبغير مناسبة وتنفذ على أسس عبثية لا تراعي إلا ولا ذمة في المواطن تجْرد في آخر عمر كل حكومة لتقدم على أنها إنجازات ثقافية لقيت استحسانا من لدن الشعب وعرفت قبولا قل نظيره .


” موازين في بلد بلا موازين ” هكذا كتبنا عن مهرجان موازين في السنة الماضية ، وهي السنة التي شهدت قتل المهرجان الباهظ لأزيد من عشرة مواطنين بمركب حي النهضة بمدينة الرباط ، قتل لم تسفر نتائج التحقيق فيه إلا عن تحميل المواطن المسؤولية الكاملة فيما وقع ، ورغم ما أسيل أنذاك من مداد لم يفلح في غلق باب رسمي مفتوح على مصراعيه للعبث بأرواح وأموال وأذواق هذا الشعب فإن الجهات المنظمة لهذا المهرجان والدوائر الرسمية التي تملك زمام القرار لم تتعظ بما وقع في موازين العام الماضي من أحداث ومآسي بل استمرت في غيها رغم ترديدها كل حين لأسطوانة القطيعة مع الماضي ، وهاهي ذي الاستعدادات تجري من جديد على قدم وساق لتنظيم مهرجان موازين ليتأكد بالواضح الملموس أنه لا حياة ولا ذرة حياء ولا مسؤولية لمن تنادي في هذا البلد السعيد .


إن ما يحتاج إليه المواطن المغربي المغلوب على أمره اليوم يتعدى حدود مهرجانات مخصصة للرقص والغناء ودغدغة المشاعر ، وما يحتاج إليه هذا المواطن يسمو عن أهداف تلك المهرجانات وما يتخللها من نقاط وفواصل ووصلات ، إنه يحتاج إلى موازين من نوع آخر ، موازين لإصلاح قضاء معوج حتى ينصف في قاعات المحاكم ، وموازين لتقويم تعليم متأخر حتى يمحو عنه وعن أبنائه أمية تحول دون مزاحمته لركب الأمم الراقية ، وموازين تصلح حاله حتى يتمتع بعيش كريم ينأى به عن تقلبات الدهر وغدر الزمان ، وموازين تعيد له الأمن وتخلصه من مخالب الجريمة المتنامية ، وموازين عدل تساوي بينه وبين أبناء الصفوة والعلية ، وموازين تحفظ كرامته في المستشفيات والإدارات العمومية وفي كل القطاعات والمجالات .


إنه يحتاج إلى أبعد من ذلك بكثير ، يحتاج إلى موازين جديدة تجعل من الحكومة حكومة شرعية تنبع من انتخابات ديمقراطية نزيهة تتنافس فيها أحزاب سياسية تمارس السياسة بمواثيق أخلاقية وضوابط قانونية متفق عليها وتحارب الفساد والمفسدين ، موازين تتجاوز الخطوط الحمراء وتضع الأصابع على مكمن كل خلل وتبحث عن توزيع عادل للثروات كل ذلك وفق دستور يجمع عليه الكل ويبتعد عن كل ماهو ممنوح أو متكرم به على الشعب في باب السلط .


هذا هو بعض ما يحتاج إليه المواطن في هذا البلد ، أما المهرجانات التي تنقلب فيها الموازين وتسمن فيها بطون البعض في الوقت الذي يضحك بها على فئة عريضة من الشعب فما هي إلا سياسة يراد بها ترقيع ما لا يرقع وإخفاء شرارة واقع الظلم والاستبداد والتهميش والتمييع بغربال متعدد الثقوب …. ولو أن الميزانيات الخيالية للمهرجانات المضيعة لكافة أنواع اللبن وزعت على عشرة من المعطلين كل سنة لكان أجدى وأنفع بكثيـــر.


فهلموا جميعا إلى موازين تنفع البلاد والعباد بعيدا عن موازين موازين .

‫تعليقات الزوار

15
  • hanae
    الثلاثاء 27 أبريل 2010 - 20:49

    si les marocains ont une dignité ils doivent boycoter ce festival de foutaise de mawazine mais malheureusement les marocains n’ont pas la moindre dignité et la preuve qu’ils vont aller s’attrouper comme des mouches pour l’homosexuel de elton johns

  • عبد الله
    الثلاثاء 27 أبريل 2010 - 20:57

    الحمد لله لوجود كتاب يكتبون على فساد الدولة وتضيع المال العام والسهم في انهيار اخلاق المجتمع
    جزاك الله خيرا يا محمد ملوك

  • مغترب
    الثلاثاء 27 أبريل 2010 - 20:43

    للأسف العيب الكبيرفالجمهور الدي يحب بل يموت فالإزدحام ويعشق الموسيقى التي لايفهم ماهي كلماتها ،وحب الشعب للإزدحام تراه في السويقة بالرباط تحت شعار لمشرا يتنزه،
    أخي لأمل فالحكومة مفقود فهل سيفهم الشباب هد الأمر ويمتنعون عن الحضور؟؟؟؟
    إن لم يدهب أحد فلن يعاد تنظيم المهرجان.
    أن لا ألقي اللوم كله على الشعب ولكن لايجب أن ننتقد المهرجان وتجدنا أول الحاضرين كما هو حال الشباب ،فعندها يصير الدنب علينا لأن المنضمون يعرفون جيدآً أننا سننتقد المهرجان ونرفضه ونزوره
    شكراً

  • ميمون الشرقي
    الثلاثاء 27 أبريل 2010 - 20:45

    الحقيقة التي لا غبار عليها أن كل ما قلته صحيح.
    يقول المثل المغربي : أش خصك ألعريان؟ خاتم أمولاي.
    إن العلمانيين الخبثاء يسعون بالملايير من أموال الشعب إلى إفساده و إشغاله بسفاسف الأمور فالمهرجانات بالآلاف و القنوات التلفزية العمومية لا تتوقف عن عرض الكليبات و الأغاني الماجنة و استوديوهات دوزيم و كوميديا و…..
    والهدف أصبح معروفا هو تغريب المجتمع المغربي و هدم قيمه و هويته ليذوب في الحدارة الغربية من أجل تطبيق العلمانية المقيتة….
    فليحافظ كل واحد منا على هويته الإسلامية و قيمه الأخلاقية الأصيلة من أجل صد هذا المد العلماني الخبيث

  • امازيغية اصيلة
    الثلاثاء 27 أبريل 2010 - 20:47

    من يحضر تلك اللقاءات الشيطانية يعتبر اول المشجعين للفساد و العجيب انه لن يترك للشكاوي جانبا من كثرة انتقاداته لحال بلدنا السعيد و ذهاب امواله الى غير من يستحقها و لكنه اول من يحضر مهرجان موازين يا للنفاق
    هذه المهراجانات لا تجبرنا على حضورها و لكن وعينا و تربيتنا هي التي تجعلنا نقرر ذلك فمن يحضرها يعتبر اليد الثانية التي بفضلها سيتم التصفيق على كل ضال يصدح على خشبة الغناء فاصحاب هذا المهرجان لم ينجحوا و لن ينجحوا الا بفضل حضور الشعب لمنكرهم و اكبر دليل على ذلك اكتظاظ الساحات بالمتفرجين لدرجة الاختناق ثم الموت كما حدث في السنة الماضية و ان لازالت لهذه العقول نسبة من العبرة و الخجل لاتعظ كل من تسول له نفسه حضور المهرجان و لكن لا حياة لمن تنادي فمؤكد ان الحضور سيكون مكثفا كالعادة و لن يخلو من جو المجون و الخمور و الرقص
    نجحنا في كل شيء و ما ينقصنا الا الرقص حسبي الله و نعم الوكيل
    اتقوا الله عباد الله و لتنظر نفس ما قدمت لغذ

  • غيور
    الثلاثاء 27 أبريل 2010 - 21:03

    شكرا لصاحب المقال على هذا التحليل الجيد، نعم نحتاج إلى موازين تضبط العدالة الاجتماعية، وتحقق الأمن العام للمواطن، وتضمن له أمنه الروحي. موازين تنصف المظلوم، وترحم المسكين والفقير واليتيم،موازين ترفع حضوض أمتنا في اكتساب العلم وصناعة العلماء لا الراقصين

  • هدى
    الثلاثاء 27 أبريل 2010 - 21:01

    ان هذا المهرجان الذي يجتمع فية كل انواع الدمار الفكري والمعنوي والمادي المقال يفسر كل هذا المغاربة في ازمة مالية وهم يقترحون التذاكر ب 300 درهم من سياخذ تلك الاموال اقسم لو كان هذا المهرجان هدفه المساعدة لفلسطين التي تقاسي الكل سيشتري التذاكر ولايحضر ولكن الهدف هو استغلال المواطنين باحضار اسماء مشهورة ولكن نقول لهؤلاء الجبناء كفى من التحايل .

  • المالكي
    الثلاثاء 27 أبريل 2010 - 20:59

    كلام سليم لا يحتاج الى اي تعليق

  • abdelhaq
    الثلاثاء 27 أبريل 2010 - 20:53

    vous cherchez seulement qu’on s’entoure du noir,qu’on n’arrete pas de pleurer , et de ne pas sortir des mosquees, et qu’on se marie avec quatres femmes mais qu’elles doivent etre soumises sinon vous n’etes pas un vrai musulman, qu’on elimine les statuts et les appareils musicales ,qu’on ferme les cinemas et les theatres, et qu’on ecoutes seulement kalam allah wa ma tajoudo bihi qarihhat achbah al qardaoui

  • محمد المتوكل على الله
    الثلاثاء 27 أبريل 2010 - 21:05

    أحييك أيها الكاتب وأشد على يديك بحرارة ….ياليث المسؤولين في هذا البلد ينصتون إل نبض المجتمع ليعرفوا كيف يحترمون قيمه واختياراته ويعملوا من أجل تحيق مصالحه الحقيقية وطوحاته المشروعة ..
    لقد أسمعت لو ناديت حيا
    ولكن لا حياة لمن تنادي وانشر أخي يحفظك الله:28/04/10 .

  • A.C
    الثلاثاء 27 أبريل 2010 - 21:07

    Depuis toujours les Marocains était un peuple qui adore les fêtes et les festivals, donc ce n’est pas la peine de se prendre pour un Imam et essayer de prêcher ce qu’il faut faire et ce qu’il ne faut pas faire à notre époque. En plus, dire que ces festivals éloignent les élèves de leurs études, ce n’est que foutaise: il y’a des régions où on n’organise jamais de festivals et pourtant le niveau des élèves est catastrophique! Allez savoir pourquoi!!
    Enfin, j’espère que les journalistes et le lectorat changera ce discours qui prend les Marocains pour des mineurs qui ont besoin d’être guider et encadrer.

  • انس ابو وردة=الرقاص
    الثلاثاء 27 أبريل 2010 - 20:55

    الناس اليوم بغاو ينساو الوضعية المعيشية المزرية باي وسيلةكانت.ولو بالشطيح والرديح حتى يعود ابنادم مافيه ماتجمع.وزيد اعليه الفراغ الروحي اللي تسببت فيه ساعة او جوج فالاسبوع ديال التربية الاسلاميةفبلاد الاسلامياحسرة.زيد اعليه الاغنية الروحية التي سدت الفراغ للذين لم يواضبوا حتى على جوج سوايع فالسيمانة ديال العلم النافع والعمل الصالح.والله ياخذ الحق فاللي كان السباب فتغريب هاذ الامة عن دينها ورميها للشيطان واوليائه يعبثون به..

  • مغربي رغم أنف المفسدين
    الثلاثاء 27 أبريل 2010 - 20:39

    الذين ينشرون الرذيلة في البلاد لهم مخطط آخر هو محاربة الدعاة والتضييق على كل من يعمل لإرشاد الناس إلى سبيل الرشد.الكل يتذكر كيف التف المغاربة على المخيمات الصيفية التي دأبت جماعة العدل والإحسان على تنظيمها.لكن النظام المخزني المفسد في الأرض حاصرها ومنعها ورهب الناس منها.والله لو فسحواللمخلصير معشار ما يفسح للمفسدين لزالت الرذيلة من هذه البلاد.  

  • علي
    الثلاثاء 27 أبريل 2010 - 20:51

    موازين بلا موازين
    نعم انها الموازين الخاسرة فهي لابناء الشعب كما يقولون لالهائهم اما ابنائهم فيدسون في الخارج …اذن هذه هي الموازين فما موقع الاخلاق في هذه الموازين ام ان الدين للرسميات فقط وماذا عن تقريب الافلام التركية والمكسيكية للمواطنين كم من حسنة ياخدون في اليوم بتضليل الشباب ودفعه نحو التفكك الاسري وامراض اجتماعيةلاحدود لها….

  • adnane
    الثلاثاء 27 أبريل 2010 - 20:41

    مهرجان موازين =أكثر من 11 مليار سنتيم لا تعليق ( لا حول و لا قوة إلى بالله )

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00 2

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15 3

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 10

تقنين التنقل بالتطبيقات

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب

صوت وصورة
وزير النقل وامتحان السياقة
الخميس 28 مارس 2024 - 16:02 6

وزير النقل وامتحان السياقة

صوت وصورة
صحتك النفسانية | الزواج
الخميس 28 مارس 2024 - 16:00 3

صحتك النفسانية | الزواج