معارضة أم مقاومة

معارضة أم مقاومة
الجمعة 16 ماي 2014 - 17:32

إن المتتبع للشأن السياسي في المغرب سيلاحظ أن رئيس الحكومة و حزبه أصبحوا في مرمى الانتقادات و التهجم بشكل قوي من أكثر من جهة. و أظن أن الأمر لا يتعلق بحصيلة الحكومة التي يديرها حزب العدالة و التنمية بقدر ما هي تبعات الانقلاب على الثورة و شرعيتها في مصر.

الحقيقة التي لا يتناطح فيها عنزان هي كون هذه الحكومة لم تستطع لحد الساعة أن تلبي حاجيات و انتظارات المواطنين, ولم تكن الرتوشات الصغيرة جدا كفيلة لجلب رضى الشعب.

ولكن لنكن موضوعيين في تحليل هذا الأمر وذلك ليس دفاعا عن حزب أو جماعة أو حكومة, بل دفاعا عن الحق. إن رافعي لواء المعارضة السياسوية الآن ليست لهم أية مصداقية لما ينتقدواعبد الإله بنكيران وحزبه, لأن كل المصائب والويلات التي تتخبط فيها البلاد اليوم هي حصيلة وصنيعة هذه الأحزاب أو حتى الأفراد.

هل يريد حزب الاستقلال أن يوهمنا أنه وزعيمه المفدى قادر على النهوض بالاقتصاد ومحاربة الفساد والدفاع عن حقوق العباد؟ أليس هذا الحزب من تربع على كرسي الحكم منذ الاستقلال إلى اليوم؟ أليس فساده وسوء تسييره هو من قاد المغرب إلى السكتة القلبية؟ وماذا يملك شباط كمأهلات تجعله يطمح للإطاحة ببنكيران ليتربع على عرش رئاسة الحكومة؟ الأولى بشباط أن ينكب على فضائح الفساد التي فاحت رائحته في بيته وحزبه قبل أن يشغل نفسه بالتفكير في المواطنين. من عرى سوءته لا يطلع السلم.

حزب الاتحاد الاشتراكي, حزب كان يوما من الأيام تعقد عليه الآمال, حزب أضاع تاريخه و تنكر لكل مبادئه لما أتيحت له فرصة الحكم و التحكم, ووري المناضلون عن الأنظار, وتنطع الوصوليون الذين خانوا أمانة الشهداء ليعيثوا في الأرض فسادا, عشر سنوات من التسيير للشأن العام كانت كفيلة لتعري عن الوجه الحقيقي لحاملي لواء الدفاع عن الطبقة المسحوقة لتزيدها سحقا, ولترى ثروات قيادات الحزب أصبحت تنافس أغنى الأغنياء( الأعداء أيديولوجيا).

هل يظن الزعيم المحنك الذي يوشك أن يأتي على البقية الباقية من حزبه والذي ضاق ضرعا حتى من رفاقه أن يوهمنا أن مفاتيح الخيرات ستفتح على البلاد والعباد بتوليه رئاسة الحكومة؟

ويأتي النقد اللاذع كذلك لبنكيران من شخصيات ذاتية ومعنوية لها ما لها من التمكن و السلطوية ويمكن تسميتها طبقا لقاموس بنكيران بالعفاريت والتماسيح, يملكون السلطة والمال والإعلام, قريبون جدا من سلطة القرار, ويقررون بالفعل في الليل والنهار لإفشال كل محاولة إصلاح حتى لا تحسب للعدالة و التنمية ولو على حساب الوطن والمواطنين.

أصدقكم القول أنني أنا كذلك محبط من نتائج الحكومة لحد الآن, وتساؤلات مرارا لماذا لا يعلنها بنكيران مدوية, الانسحاب من اللعبة ؟

يتميز حزب العدالة و التنمية بنظافة أيدي أعضاءه من وزراء و مستشارين و برلمانيين, فلماذا يصر بن كيران أمام هذا الكم الهائل من المقاومة الشرسة ضد الإصلاح على تحمل تبعات مالم تقترفه يده؟ هو اجتهد, لم يصب فله أجر.

وأجد حكمة واحدة في ذلك وهي, ما البديل؟لقد فقدت الممارسة السياسة شرعيتها, لم تنقذها إلا الآمال التي أطلت علينا مع الربيع العربي. ماذا بعد؟ وكيف نغير الواقع؟

لعل الله من على هذا البلد بالأمن وميزه على كثير من بلدان الفساد من عرب وعجم بهذه النعمة, وما يجري غير بعيد عنا يجعلنا نفكر بتبصر وروية, فما لا يأخذ جله لا يترك كله. الصبر على الإصلاح ومناكفة الفساد بالطرق والأدوات و السلطات المتاحة خير بكثير من الدخول في نفق المواجهة المظلم الذي لا يعلم نهايته ونتائجه إلا الله.

فإن استطاع بنكيران إيقاف النزيف أو الحد منه فهو شيء طيب يحسب له, وما هدم في أربعين سنة لا يمكن تشييده في سنتين أو أربع.

‫تعليقات الزوار

7
  • FOUAD
    السبت 17 ماي 2014 - 14:08

    فإن استطاع بنكيران إيقاف النزيف أو الحد منه فهو شيء طيب يحسب له, وما هدم في أربعين سنة لا يمكن تشييده في سنتين أو أربع. ه ي في الحقيقة ستون عاما كاملة من الاستقلال مع الاستقلال اساسا و الاحرار و الدستوري و الاتحاد لكن الالاعب الرئيسي بداخليته و خارجيته و مخابراته و اصدقائه في المال و الاعمال و الصحافة و في فرنسا و اسبانيا و امريكا و الخليج هو القصر لك هذا لاقول بان بنكيران له تاثير لا شك لكنه ابسلون ضعيف الى ضعيف جدا Mon salam

  • قاسم المفلحي
    السبت 17 ماي 2014 - 20:48

    بشار يسلط حزب الله على سنة سوريا وهم اغلبية وهادي يسلط انصار الله الحوثية المدعومة من ايران على سنة اليمن الذين خذلهم دول تدعي انها سنية وها هي الحرب قاإمة على سنة ليبيا.لقد مضى قرن الدجال الذي مكن يهود في فلسطين وأان اوان المهدي فاجأروا الى الله والحوا عليه.

  • saccco
    الأحد 18 ماي 2014 - 14:50

    هناك من يختار في تصرفاته الانحياز لجهة الكبار وهناك من يفعل العكس
    فهل يمكن تصور أوباما او ميركل او بوتين او غيرهم ممن بأيديهم مهام عظمى يخصصون وقتا للرد عن منتقديمهم ؟
    فهم يخصصون كل وقتهم للتفكير فيما تطالبهم به مسؤؤلياتهم ومهامهم من إيجاد الحلول العملية للمشاكل الذي يعانيها المواطن والمجتمع ككل في ظل عالم تسوده المعرفة والابداع والمنافسة التي تقتضي بدل الجهد الخارق للتموقع في خانة السطرنج الكونية
    فتقديرهم لجسامة مهامهم تجعلهم في غنى الرد على منتقديهم بل تراهم يشتغلون بفعالية في المعقول ويخصصون كل وقتهم للإنجاز وتحقيق النتائج الايجابية بالارقام وتحسين عطاءهم الذي هو خير رد على منتقديهم
    يظهر ان رئيس حكومتنا المنتخب ديمقراطيا والذي منحه الدستور ما لم يمنحه لسابقيه تعوزه الانجازات والارقام للتكلم بإسمها وكما انه يعتقد وقد يكون على حق في الفوز بالإنتخابات المقبلة فلا بأس من تضييع بعض الوقت في مهاترات لا طائل منها والتي تعبر عن نقص واضح في التقدير الشخصي للأمور

  • saccco
    الأحد 18 ماي 2014 - 15:39

    تابع
    إن الحكومة الحالية جاءت في وقت من الممكن أن يحقق المغرب قفزة نوعية نظرا للوضع الجديد والذي شهد تعافي نسبي من الازمة المالية والاقتصادية العالمية وشهد كذلك ما سمّي بالربيع العربي والذي جعل إستقرار المغرب في وضع متفوق على بعض منافسيه كمصر وتونس وغيرها كسوق للإستتمارات الكبرى لا سيما ان المغرب حقق مكتسبات على مستوى البنية التحتية من طرقات ومطارات وأطر
    فالوضع الاستراتيجي المتميز على مستويات عدة للمغرب قد يجعل منه قطبا مالي وصناعي مهما وهذا ما يتطلب من المغرب إلاسراع في إصلاحات حقيقية تتماشى مع المعايير الدولية في القضاء وإحتراق حقوق الانسان وإعطاء كل الاعتبار والاهمية لتنمية للعنصر البشري وإدماجه في المنظومة المعرفية الحديثة الكونية

  • kamal
    الأحد 18 ماي 2014 - 17:20

    good article, you touched the point ,this government is trying to fix the mess, and it is not responsible for it, they are doing their best there are some good things they need credit for them ,there are other things that require more time. The current world economy is not helping morocco to grow fast ,but this government is still fighting ,we need to help them as much as we can ,because if they fail the whole country will fail, we must be happy at least we have clean and honest people in this government, good luck.

  • saccco
    الإثنين 19 ماي 2014 - 00:13

    فإصلاح المغرب ليس فيه تماسيح ولا عفاريت فكل المغاربة يحبون بلدهم فما يسميهم العفاريت والتماسيح والذين افصح عن ذكرهم في الايام العصيبة الذي مر بها المغرب وإستقراره غداة تسونامي ما سمي بالربيع العربي يومها أحس النظام المغربي نفسه امام وضع جديد يدفع الى بعض تنازلات للحفاظ على الاستقرار .في هذه اللحظة العصيبة كان السيد بنكيران يصيح مخاطبا الملك بضرورة تخليه عن مساعديه من فؤاد علي الهمّه والآخرون وإتهاهم بالفساد والاستبداد أنهم المقصودون بالدولة العميقة في مصطلحات إسلاميينا
    لا أظن ان محيط القصر تحيط به تماسيح وعفاريت بل هناك خبراء إستراتيجيون يخططون لأمن وإستقرار البلد ولهم إستراتيجيات قصيرة ومتوسطة وطويلة الامد لهم منظورهم الخاص للوضع المغربي متمرسون على الحكم ويستمدون قوتهم من السلط التي يحتفظ بها القصر في غياب الثقة الازمة بين الفاعلين السياسيين اي خياب ديمقراطية حقيقية كما هي كونيا
    فكلنا وضعنا أيدينا على قلوبنا من هذا المد الاسلامي والاسلام السياسي الذي أُبتلينا به فجأة والذي يعبث عبثا أعمى وعنيف في مصائر البشر وكيانهم ووجدانهم
    فرئيس الحكومة مدعو بثقته في النجاح في فترة ثا

  • ب.مصطفى
    الخميس 22 ماي 2014 - 16:06

    اتعجب من نخبة من المثقفين همهم الوحيد خلا النقد كيف يعقل ان نلزم حكومة فتية انتخبت عبر صنادق الانتخابات تسعى الى حد ما في تحسين ما خرب من قبل وهذا لم يستوعبه احد كأن الحكومة الجديدة ورثت صندوق من ذهب البعض يتهمها انها خلف ما وعدت نقول هل هناك حكومة مغربية منذ الاستقلال الى حد كتابة هذا المقال حكومة ناجحة؟ لاشيئ يذكر هذا واقع احسن الاحوال ان النخبة المثقفة بدل ان تسخر قلمها في نقذ الحكومات وترهق جهدها في الامور لاجدوى منه سوى التباهي في النص والمقالة والتحليل اقول لهم كفنى من الهرطقات لقد سئمنا من هذه الكتابات وارجو ان تكون المواضع تناسب الظرفية لاننا نريد من القلم ان يعالج لايهدم ونترك شعار الحزبية الضيقة فاذا احسنت الحكومة فهذا للوطن اما اذا اساءت فعليها ان تنسحب بشرف لكن لانعرقل حركتها حتى تتحمل المسؤولية فنضع نصب اعيننا مصلحة الوطن لايهم ان كنت تختلف عن الاخر ولكن انت ملتزم بالدستور والاعراف والتقاليد والجوهر الدين الاسلامي الذي يلزمك بل فرضة واجب ان تعمل للبناء والتشييد هذا هو اصل الداء وشكرا …

صوت وصورة
المعرض المغاربي للكتاب بوجدة
الخميس 18 أبريل 2024 - 01:29

المعرض المغاربي للكتاب بوجدة

صوت وصورة
بعثة أسترالية تزور مركز "تيبو"
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 21:45

بعثة أسترالية تزور مركز "تيبو"

صوت وصورة
أكاديمية المملكة تنصّب أعضاء جدد
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 18:24

أكاديمية المملكة تنصّب أعضاء جدد

صوت وصورة
احتجاج أرباب محلات لافاج
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 17:32 9

احتجاج أرباب محلات لافاج

صوت وصورة
"كتاب الضبط" يحتجون بالبيضاء
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 15:07

"كتاب الضبط" يحتجون بالبيضاء

صوت وصورة
“أش كاين” تغني للأولمبيين
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 13:52 1

“أش كاين” تغني للأولمبيين