جُذُورُ العَدَاءِ الغَرْبِي لِلإِسْلاَمِ وَالمسْلِمِينَ

جُذُورُ العَدَاءِ الغَرْبِي لِلإِسْلاَمِ وَالمسْلِمِينَ
الإثنين 17 ماي 2010 - 13:48

بسم الله الرحمن الرحيم.


اهتمت مختلف الملل والنحل والحضارات عبر مر العصور بدراسة الإسلام والمسلمين، لما للإسلام من آثار على الحضارات الأخرى.


واتخذت بعض هاته الحضارات مواقف متعاطفة مع الإسلام، كما حدث مع نجاشي الحبشة، بينما اتخذت حضارات أخرى كالصين والهند مواقف محايدة في ذلك الوقت، وتبنى الفرس والروم والبيزنطيون فكرة المواجهة مع العالم الإسلامي.


ورغم أن بعض الحضارات حاربت المسلمين، إلا أن معظم تلك الحضارات لم تحتفظ بتراث من الكراهية تجاه نبي الإسلام مثلما احتفظت به دويلات أوروبا وكنائسها.


ولم تهتم الحضارة الإسلامية طوال تاريخها سواء في لحظات ازدهارها أو انحدارها بأي كراهية لأي دين أو حضارة أخرى.


والإسلام منذ انطلاقه وهو يتعرض لهجوم عنيف من قبل خصومه وأعدائه، على منهج جدهم حيي بن أحطب في إعلانه العدواة للنبي صلى الله عليه وسلم ما بقي على قيد الحياة، فكان فيهم المجاهر والمستتر في عدائه للإسلام والمسلمين، على اختلاف الظروف والأحوال، متخذين طرائق قددا في الهجوم على الإسلام تارة بالسب الصريح والقذف القبيح، وتارة بإثارة الشبه والشكوك، والافتراء على الإسلام جملة، رغبة منهم في إطفاء نوره، والله مظهر دينه ولو كره الكافرون.


ولا يزال مسلسل العداء الغربي للإسلام متسلسلا إلى اليوم كل يوم يظهر في شكل، وبما أن الإسلام باق ما بقي الليل والنهار، ومتجدد مع كل إشراقة شمس، فليس من الغريب أن يكون هذا العداء ممتدا أيضا ومستمرا.


والأصل في العلاقة الفكرية بين الغرب وبين الإسلام لم يكن يوما ما التوافق، وإنما كانت العلاقة دائما من النواحي الفكرية تميل إلى المواجهة وعدم الاتفاق.


ويجب هنا أن نفصل بين أمرين:


الأول: هو العلاقات بين الشعوب، والتي كانت في كثير من الأحيان تميل إلى السلام والوئام، وكذلك العلاقات السياسية التي تتبدل وتتغير وفق المصالح.


أما الأمر الثاني: فهو الرؤى الفكرية تجاه الإسلام، والتي لم تتغير كثيرا في الغرب وكانت في مجملها رؤى ومواقف معادية وصدامية.


وهذا العداء تمثل حتى على المستوى الديني، حيث لم يبلغ التطرف، في أي دين من الأديان إطلاقا درجة التنظيم والاضطهاد التي عرفتها محاكم التفتيش الأوروبية الكنسية في مواجهة الإسلام.


وكم منع المسلمون من التدين بالإسلام، وفرض عليهم تركه، وأجبروا على ترك لغتهم العربية، والأسماء التي لها صلة بها، ومن يخالف ذلك كان يحرق حيا بعد أن يسام سوء العذاب.


ولم يكتفوا بالاضطهاد والتنكيل بل صوروا الإسلام على مقاسهم الخاص-ولا زالوا-، لكي يبعدو الشعوب عن الدخول فيه.


واستمر بناء صورة نمطية مشوهة عن الإسلام طوال السنوات الماضية بشكل دؤوب ومستمر، ولم ينقطع إلا في فترات محدودة للغاية، ولم تخالفه أو تعترض عليه إلا دوائر ثقافية وفكرية صغيرة وغير مؤثرة في الموقف الفكري الغربي.


وملامح الصور الموجودة عندهم تجاه الإسلام منها ما هو قديم متوارث عن أسلافهم، وبعضها حديث من وحي كبرائهم.


وهي صور كلها تتسم بالافتراء والكذب ووسم الإسلام بمختلف النعوت التي تتسم بالكذب والتشويه المتعمد للحقائق.


والصورة المشوهة عن الإسلام في الغرب لم تكن بسبب الجهل من لدن أصحاب القرار، ولكنها في الواقع نتيجة معرفة حقيقية بالإسلام، غلفت بالحقد والخوف من تنامي تأثير هذا الدين على العالم أجمع.


وموقف الغربيين من الإسلام موقف جدير بالتأمل والتحليل والنظر في دواعيه وأسبابه التاريخية، التي يصعب أن تمحى اليوم أو تزول بندوات ولقاءات.


وليس غريبا أن يكون الإسلام فقط وحده هو الذي يهاجم من بين كل الديانات الأخرى، ويوصم المسلمون بشتى الأوصاف والنعوت الدنيئة، دون أصحاب الديانات الأخرى، وذلك لما يحمله الإسلام من مبادئ وقيم لا توجد في أي دين آخر، لأن الإسلام هو الدين الذي لم تنل منه يد عابث في التحريف أو التبديل، خلاف الأديان الأخرى.


إن الموقف الغربي من الإسلام في نظرنا يعود إلى الخطورة التي يشكلها الإسلام بانتشاره في كل أصقاع الدنيا، لذلك يشغلون الناس بالهجوم على الإسلام، إدراكا منها للخطر المحيق بهم.


ولا يقف الأمر عند حد الهجوم على الإسلام بل إن اللعنة تطال وتطارد كل من يتحدث من أمتهم عن الإسلام بخير، ويبعدون بشتى الوسائل ومختلف الأساليب المباشرة وغير المباشرة.


وقد بذلو كل ما في وسعهم لتدمير الإسلام في الحروب الصليبية الفاشلة، التي عجزت فيها جيوشهم عن مهاجمة بلاد المسلمين، فعادوا يخططون من جديد لينهضوا، بوسائل جديد، وأفكار هي هي لم يتبدل فيها سوى أقنعتها التي تسوق بها، والهدف واحد هو القضاء على الإسلام.


[email protected]

‫تعليقات الزوار

2
  • عزيز
    الإثنين 17 ماي 2010 - 13:52

    الهجوم على الاسلام ليس فقط من غير المسلمين!! فما أكثرهم من أبناء جلدتنا اللدين لايعرفون عن الدين الا اسمه!!
    أما الغرب فنظري أننا نحن المسؤولون على هدا بأفعالنا في مجتمعاتهم التي هي أصلآ ضد الدين (سرقة- غش- عدم العمل- ضرب النساء الخ) فمادا قدمنا نحن للاسلام ? خاصة الأخلاق (الدين المعاملة) لأن الغرب يحكم على تصرفاتنا لا على صلواتنا!

  • mabchour Assa
    الإثنين 17 ماي 2010 - 13:50

    هناك تناقضات عديدة تحكم سلوكات البعض.. و خصوصا الكتبة الجدد الفارغين و الذين “قرؤوا بسطحية” مذهلة بعض من الكتب الثراتية البالية.. و نراهم يزبدون و يرعدون و تحسبهم رجالا.. و ما هم في الحقيقة الا جبناء.. يكرسون الجهل و الاستيلاب و الفكري الغيبي الخرافي و ترسيخ الاستبداد و العبودية و اللاعقلانية.. يحاضرون بل “يكتبون” لكن ماذا؟ لا شئ مطلقا..لكن لا يقوون على العمل او الفعل.. في النقابة، المجتمع المدني، محاربة الفساد، و الظلم و الاتيان بالحلول العملية الثقنية عوض “اللغط و الهضرة و كثرة الكلام الفارغ المتخشب “..هذا “استاذ” يصر على اعطاء “عرض” في موضوع ما مثل : “الغرب العلماني الاسلام المشرق او استراتيجيات التصادم بين الصوفية الحقة و العلوم النافعية الماورئية…”..قلت له : لم لا تقول كلمة حق في ذلك المسؤول؟ الا ترى الزبونية و الرشوة و التزوير؟ الا ترى ذلك؟ قبل الكلام عن المواضيع البعيدة؟ لم تتهرب من النضال من اجل تحسين الوضع…الخ.. انهم جبناء قادرون على انكار ارواحهم و امهاتهم.. يتغلفون بالدين لا غير.. هيا ادخلوا المعمعة فكريا و سياسيا..

صوت وصورة
شراكة "تيبو أفريقيا“ وLG
الجمعة 29 مارس 2024 - 11:43 1

شراكة "تيبو أفريقيا“ وLG

صوت وصورة
احتفاء برابحة الحيمر في طنجة
الجمعة 29 مارس 2024 - 10:03

احتفاء برابحة الحيمر في طنجة

صوت وصورة
احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية
الجمعة 29 مارس 2024 - 00:30 4

احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00 3

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15 4

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 11

تقنين التنقل بالتطبيقات