لقد استحالت حياتنا ” قرعة ” كبرى، نشارك فيها رغم أنوفنا، و طابورا طويلا نصطف فيه منذ الصغر ، لعل الدور يـأتي علينا يوما ما ، منتظرين هذا” الغودو” الذي لن يأتي حتما .
منطق القرعة منطق مُضلل خادع، ينطوي على تضليل ظاهره فيه ” الديمقراطية” وباطنه فيه الهدر و التسويف و الانتظار.
ماذا يعني أن يظل المرء، حبيس حلم يراوده لمُدَدٍ تُحسب بالعقود و ليس بالسنوات!
لِمَ نرهن أنفسنا ووجودنا مقابل أمور هي من أبسط شروط إنسانية الإنسان و كرامته!
أليس هذا هو الإنسان المهدور على حد تعبير مصطفى حجازي ، في دراسته القيمة عن أشكال الهدر التي تقتل كينونة الإنسان ووجوده و ترهنهما ، و التي تضعه حبيس انشغالات واهية ، تصادر حاضره وتستولي على مستقبله.
المعالجة الواعية للأمور، تستدعي وضع المعايير الموضوعية، و بناء خطة عمل واضحة ، تنسحب على كمٍ من السنوات، محدود مضبوط لا يحيد عنها حائد و لا يتجانف إلى غيرها مُخادع، كأن يلتزم المدرس بالعمل لمدة محدودة لاتزيد و لاتنقص، تهدئ من رَوعه و تزيد من حفزه ، مدد زمنية مُخطط لها ، تراعي الكم الموجود و نوعية المناصب المتوفرة، كما يستلزم ذلك الإعلان عن المناصب المتوفرة ، و شغورها من عدمه ، لا أن يُترك رجل التعليم أسير الوهم و الأماني ،و لن يكون لهذه المعايير أي مصداقية إن لم تكن مُلزمة للجميع و فوق الجميع.
و العار! العار! للذين يمرون من الأبواب الخلفية لِواذا يتسللون.
الى السادة و الاخوة الاساتذة .
السلام عليكم اولا.
كنت استاذا والان تقاعدت عملت ما ينيف عن 32سنة بسلك التعليم الابتدائي بالبادية واغلب هذه المدة مرت كما نقول في :لانافيط مع- العتاقة -يعني الخطافة مللت من المشاركة في الحركة الانتقالية بنقط جد عالية ولكن دون فائدة وفي اخر المطاف استسلمت وقررت عدم المشاركة نهائيا ,الى ان تقاعدت .
فالحل الانسب هو الاتفاق بعدم المشاركة في هذه الحركة وعدم الانصياع للنقابات .