ابناء المهاجرين بين الهوية الإسلامية والغربية

ابناء المهاجرين بين الهوية الإسلامية والغربية
الأربعاء 2 يونيو 2010 - 23:09


لابد ان أغلب ما يؤرق تفكير الاسر المغربية و العربية بصفة عامة في بلاد المهجر هو خلق التكافؤ بين الواقع المعاش والذي يفرضه الشارع بكل ظروفه ،وبين اخلاقيات اسلامية وتقاليد عربية تفرضها الهوية بشكل عام، فالمغتربون يواجهون العديد من المشاكل الاجتماعية والتي ترفع من حدة الضغوطات على الاباء والابناء ،في نفس الوقت يختلف منحى التوجه العقلي للوالدين عنه بالنسبة للابناء ،فأفكار جيل تختلف عن جيل لتبقى موجة الصراعات الفكرية متطورة بين الطرفين فكل يصب في واد فللأسف الشارع الغربي يفرض تقاليده وافكاره على ابناءنا في شتى المجالات وهدا ما يجعل التعلق بالاواصر العربية الاسلامية أمرا ليس بالسهل ،وهنا تبدأ المعاناة الحقيقية في تكوين عقلية الابناء لاحترام اخلاقيات بعيدة عن المكان المحيط لكنها راسخة بدم وعقل كل مسلم ، فالانحراف الاخلاقي والاجتماعي يسود كل ركن في بلد الغربة والتيارات الفكرية غريبة بشكل جدري عن كل اصولنا العربية لنجد شبابنا يعيش تأرجحا وانفصاما داخليا بين قناعات اسرية يسمعها ويعيشها كلما التحق بالاسرة وبين واقع مختلف تماما عن كل ما يسمعه ،و هنا يأتي السؤال الأهم والذي يجب ان تكون الاجابة عنه شافية حتى نستطيع الخروج من هذه الموجات ونجد الطريق الأنسب لإنقاذ هذا الجيل من كل هده الانحرافات : ماهي قناعاتنا كآباء اتجاه تعاليمنا الدينية والاخلاقية بشكل عام ؟ لأن الإجابة على هذا السؤال ترمي بنا حتما الى اصلاح الذات قبل ان نبدأ في ارسال خطابات الارشاد والوعيظ لابناءنا، ففاقد الشيء لا يعطيه !! فكيف للابن ان يسمع كلاما يرى عكسه في ثنايا اسرته … ابتعاد كلي عن تعاليم الدين مثلا ، كيف لهذا الابن ان يكثرت لأب و أم غير مباليين ولا يقومان بأدنى واجباتهما الدينية صلاة او نهي عن المنكر وغيرها كثير و لا يشغلهما مصير الابناء وحتى ان شغلهما يكون بشكل غير واعي .


فالامر يتطلب وعيا فكريا كبيرا لأن الصراع ليس فقط بيننا وبين ابناءنا بل صراعنا اكبر بكثير فهو صراع حقيقي مع مجتمع كبير، مجتمع غربي فرض علينا لأسباب لا حصر لها ، مجتمع مواجهته من الصعب ما تكون بكل اخلاقياتها سواء في المدرسة او الشارع، أفكار تناقض كل قناعاتنا واخلاقياتنا وهذا ما يجعلنا في محك بين فرض أواصر العلاقة الاسرية وبين المجتمع الغربي بكل انحلاله ، فالعلاقة بشكل عام بين الآباء و الأبناء في المهجرعلاقة مشينة في الغالب لأن الأبناء ـ وللأسف ـ سرعان مايتركون منزل العائلة وينفصلون بسكناهم ويذوبون في المجتمع الغربي ذوبانا خطيرا خصوصا


من ليس لديه مرجعية دينية يستند اليها، ومن تم الى طريق المآسي والاحزان وكم من الآباء قاسى مرارة اخذه ابناءه الى الخارج وندم وتحسر لكن لم ينفعه ساعة ندم، فالمطلوب منا لنخرج ابناءنا سالمين من غربتنا هو اداء واجب الرعاية والتربية الحسنة وخلق البيئة الدينية والالتزام الصحيح بتعاليم الدين الحنيف و بيان الايجابي والسلبي للابناء بكلام هاديء وعقلانية والابتعاد عن التشدد معهم واخذهم باللين والحرص على الصلاة وتعويدهم على ارتياد المساجد وفي العطل تعليمهم القرآن واللغة العربية وخلق البيئة الطيبة لهم وبالتالي احضارهم الى بلدهم الاصلي ليعيشوا في بلاد الاسلام ولو لوقت قصير لكن لها اثرها وتاثيرها وبذلك ينشأ الشاب مسلما محصنا ضد كل التيارات والأهواء فالتربية أولا وأخيرا منذ الصغرفهذا هو الحل الانسب لخلق التوزان بين الواقع الغربي والواقع الاسري .


قال تعالى[ إن الله لايغير مابقوم حتى يغيروا ما بانفسهم ] فعلا هذا خير ما يقال قبل ان ننتظر حصادا مفرحا ونتائج تشرح القلوب لابد من ان ننطلق من انفسنا لابد ان نجعل ايماننا اقوى وعلاقتنا بديننا اكثر احتراما وتطبيقا، فالغربة تأخذ من وقتنا وتشحن اجسادنا تعبا كما تشحن عقولنا افكارا غريبة لكن …؟ لابد دائما من العودة الى المرجعية الحقيقية التي تجمعنا كمسلمين مهما اختلفت اوطاننا فمن كان قريبا من الله فلا خوف عليه ومن ابتعد عن الله فلا ينتظر ما يسره هذا ما يجب ان نقتنع به و نقنع به أبناءنا و أحفادنا ، يجب ان نخلق الجو الأسري الاسلامي يجب أن نكون صورة مشرفة لأخلاقنا الاسلامية حتى نكون المرآة التي يرى فيها ابناءنا وجوههم بعيدا عن زيف واقعهم ، فأكبر نجاح هو التربية السليمة لهذا الجيل وأكبر تحدي هو الخروج بأبناءنا سالمين من أجواء الغربة التي فرضتها علينا ظروف الحياة الصعبة وياله من تحدي !! تربية سليمة واستقرار مادي هذا هو المبتغى الذي يجب ان نرسمه امامنا.

‫تعليقات الزوار

4
  • zagouri sahraoui
    الأربعاء 2 يونيو 2010 - 23:13

    شكون ادها فينا ولدنا مشاو دنبهم علينا وعلى المسؤلين اخويا كيف يعقل ولدنا عيش ف البلاد وحنا ممستطعين نرجع مولفين شوماج وشبعنين وبانيين ومدويين فالمستشفيات الرقية

  • bachir
    الأربعاء 2 يونيو 2010 - 23:17

    الاحلام
    بصفتي مهاجر ولدي أولاد أجد صعوبة في ايجاد فوارق بين الشارع العربي والشارع الغربي فيما يتعلق بالتربية٠إلا أنني أفضل تربية الإدارة الغربية على الإدارة العربية والإسلامية والذين يسيرون كلتا الإدارتين هم أولاد المجتع العربي والغربي ٠فمن أين الخلل ؟ لماذا نعمل بعكس ماعلَّمنا ؟ لماذا نضرب عرض الحائط بالتربية بمجرد الحصول على وظيفة؟ حتى أصبحنا نشكو من الموثق والطبيب والوزيروالفقيه..إلخ ٠أين هو أتر التربية الإسلامية ؟ أتحدى أولاد المجتمع العربي بالكف يوما واحدا عن الكذب لتعرفوا ماتقوم به جل الفتيات والأولاد كل يوم بل وأتحدى حتى آبائهم٠لقد ضحك مني أولادي عدة مرات في المطارات والمواني والمطاعم والمتاجروالحافلات والأسواق لسبب قلة التربية٠ يكفيك مثلا تربيتنا في ميدان السياقة ٠ياحسرة إبن وزيروجنيرال وطبيب يقتتلون في الشارع العام فنحن في انتظار أن تربوا أولادكم أنتم الذين تتوفر لديكم الشروط لنكن في مأمن في الشارع والإدارة فوالله إننا نخاف من تربيتكم٠نخجل كلما رأينا ماحقاقناه بتربيتنا ـالإسلاميةـ في المجتمع العربي ابتداأمن سلم الرشوة والزبونية والفساد بشتى أنواعه والخلاصة أقول لولا تربيتنا لما كانت هجرة

  • نور
    الأربعاء 2 يونيو 2010 - 23:15

    مقال يتضمن نصائح عامة لا يعطي نصائح عملية قابلة للتنفيذ:
    فيما يلي بعض من هذ النصائح المبنية على التجربة:
    1, حوار مفتوح بين الوالدين و أولادهم داخل بيت الأسرة حول جميع المواضيع و اجتناب الاجابة بمصطلحات تدفع بأطفالنا إلى البحث عن الجواب في فضاءات أخرى: مثل الجواب بـ: حشومة/ ما زال صغير/ سكتنا/ فين سمعت هذ الكلام… مثلا: لماذا يبيح الاسلام تعدد الزوجات و تمنعه القوانين في أوربا؟ لماذا للمرأة في أوربا نفس الحقوق و الواجبات التي للرجل عكس ما تنص علي الشريعة الاسلامية، خاصة في الارث… ويجب أن تكون الاجابات مستندة إلى العقل و الشرع، وليس فقط مركزة على تكفير و لعن من أوحى بهذه الأسئلة لطفلكم.
    2. ربط الطفل بثقافته الأصلية يجب أن يتم بواسطة مدارس توظف أساتذة مختصين في الموضوع، وليس بواسطة أساتذة يفتقدون إلى التكوين البيداغوجي اللازم أو يمررون خطابات إيديولوجية يرومون من ورائها تربية الطفل على الحقد و الكراهية لكل ما يختلف مع الاسلام,
    3. تعلم اللغة العربية و التعرف على الثقافة الأصلية، من اسلام و تاريخ و جغرافيا و عادات وتقاليد…يجب أن يتم وفق منهجية علمية تعتمد البساطة و التبسيط، حيث يجب أن نحقق الأهداف التالية للطفل عند متم 15 سنة من عمره:
    يحسن القراءة بالعربية.
    يفهم جملا قصيرة بالعربية
    يستطيع التعبير بثلاث أو أربع كلمات عن فكرة ما
    يعرف اسس الاسلام من طهارة و صلاة و صوم و زكاة و حج
    يحفظ سورا قصارا و 4 أو 5 أدعية
    يعرف الخطوط العريضة لتاريخ، جغرافية و ثقافة المغرب، خاصة المعاصر منه
    3. أثناء زيارة الطفل للمغرب، لا يجب حصره في قرية أومدينة وإنما تمكينه من زيارة المعالم الحضارية و العمرانية للمغرب، شرح بعض تقاليده وعاداته العريقة خاصة عند حضور الأعراس و حفلات الختان و احتفالات الولادة…
    عندما يصادف الطفل في المغرب سلوكات تتنافى و السلوك المحترم، يجب التوضيح بأن هذا السلوك لا يعبر عن قيمة حضارية و إنما يعبر عن انحراف يوجد في كل مكان من العالم,
    4. الأب و الأم يكونان مثالان في السلوك و التصرف

  • Lila
    الأربعاء 2 يونيو 2010 - 23:11

    Gardez votre éducation pour vous, on n’en veut pas. l’éducation du mensonge, de l’hypocrisie, du mépris. ici en France en appelle les gens Monsieur ou Madame quelque soit leur rang social. Les valeurs humaines sont les mêmes pour tous les hommes, alors arrêtez de nous bassiner avec l’éducation islamique qui signiifie, pour vous, seulement les relations avec les femmes. Je remercie Dieu tous les jours que mes enfants soient nés en France Au moins les choses sont claires, il y a les mêmes lois pour tout le monde. Bien sur ce n’est pas parfait, mais ça n’a rien à voir avec ce qui se passe au Maroc.

صوت وصورة
احتفاء برابحة الحيمر في طنجة
الجمعة 29 مارس 2024 - 10:03

احتفاء برابحة الحيمر في طنجة

صوت وصورة
احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية
الجمعة 29 مارس 2024 - 00:30 3

احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00 2

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15 4

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 11

تقنين التنقل بالتطبيقات

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب