هل نَحتاجُ أن نُرمَى بالأحجار لننتبه من غَفلَتنَا؟

هل نَحتاجُ أن نُرمَى بالأحجار لننتبه من غَفلَتنَا؟
الخميس 3 يونيو 2010 - 20:55


بسم الله الرحمن الرحيم


طبعتنا الحياة المعاصرة بصدمات الانبهار ! وبفتن الانصهار ! فزاغت بنا الأعذار ، وتعذر التمييز بين الأشرار والأخيار ! فأضحى الكثيرون منا هائمون مهووسون يمشون وهم نائمون!!!


وانطمست معالم الغيرية فأصبحت اللامبالات غالبة على سلوك ساكنة المدن وبعض البوادي ، يصدق على هذه الفئة قوله تعالى : {…كثيرا من الجن والإنس لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها أولئك كالأنعام بل هم أضل أولئك هم الغافلون{(الأعراف 179 ).


نعم إنها الغفلة التي تحتاج إلى من يوقظنا منها ….


فمن يا ترى ؟ العلماء ؟ الحكام ؟ أم أن الأمر بيد الله ، لأن المسألة تتعلق بالقلوب ، وإِنَّ قُلُوبَ بَنِي آدَمَ كُلَّهَا بَيْنَ إِصْبَعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ الرَّحْمَنِ كَقَلْبٍ وَاحِدٍ يُصَرِّفُهُ حَيْثُ يَشَاءُ”


… وإذا أراد الله أمرا هيأ له الأسباب …


ـ فهل نحتاج إلى أن نُرمَى بأحجار تنبهنا؟؟؟


بينما كان أحد رجال الأعمال، يتجول بسيارته ـ الجاكوار ـ الجديدة في أحد الشوارع، ضُرِبت سيارته بحجر كبير من على الجانب الأيمن.


نزل الرجل من سيارته بسرعة، ليرى ما لحق بها من أضرار ، ومن الذي فعل ذلك …لا يوجد في الشارع إلا ولد واحد يقف في زاويته ، وعليه علامات الخوف والقلق… اقترب الرجل من ذلك الولد، وهو يشتعل غضبا لإصابة سيارته بالعطب … فقبض عليه ، ودَعَّه دعًّا ، ثم دفعه نحو الحائط وهو يصيح: يا لك من ولد جاهل، لماذا ضربت سيارتي الجديدة بالحجر؟! إن عملك هذا سيكلفك أنت وأباك مبلغا كبيرا من المال …!!


اغرورقت عيني الولد بالدموع وقال بأدب وانكسار: ‘ أنا متأسف جدا يا سيدي ! لكني لم أدرِ ما العمل! فقد انتظرت فترة طويلة من اليوم ، وأنا أحاول لفت انتباه أيّ شخص كان، لكن لم يستجب أحد لمساعدتي… ثم أشار بيده إلى الجانب الآخر من الطريق، وإذا بطفل مرمي على الأرض …


ثم تابع كلامه قائلا …: إن الولد الذي تراه على الأرض : أخي، إنه لا يستطيع المشي بتاتا، إنه مشلول بكامله، وبينما كنت أسير معه، وهو جالس في كرسي المُقعَدِين، اختل توازن الكرسي، وإذ به يهوي ، ويسقط في هذه الحفرة… وأنا يا سيدي ولد صغير، ليس بمقدوري أن أرفعه، مع إنني حاولت كثيرا… وأرجوك وأتوسل إليك يا سيدي أن تساعدني على حمله معي وإنقاذه ؟ فإني أخشى عليه إن بقي على هذه الحال أن يقضي ! وأكون سببا في موته ! أرجوك سيدي ساعدني حتى يعود لمقعده … ثم بعد ذلك افعل بي ما تراه مناسبا، بسبب إعطابي سيارتك الجديدة بالحجر …!!


استمع الرجل وأنصت ، وكأنه يستيقظ من نوم عميق ، ولم يستطع ذلك الرجل أن يقاوم عواطفه، وغص حلقه ثم بادر، فرفع ذلك الولد المشلول وأخرجه من الحفرة وأجلسه في تلك الكرسي، ثم أخذ محرمة من جيبه، وابتدأ يضمد بها الجروح، التي أصيب بها الولد المشلول، من جراء سقطته في الحفرة …


بعد انتهاءه… سأله الولد : والآن، ماذا ستفعل بي من أجل عطب السيارة… ؟ أجابه الرجل… لا شيء يا بني… لا تأسف على السيارة …! ومنذ تلك اللحظة قرر أن لا يصلح العطب !!! لماذا ؟؟؟


))لم يشأ ذلك الرجل أن يصلح سيارته الجديدة، مبقيا تلك الضربة تذكارا… عسى أن لا يضطر شخص آخر أن يرميه بحجر لكي يلفت انتباهه ((


إننا نعيش في أيام، كثرت فيها الانشغالات والهموم، فالجميع يسعى لجمع المقتنيات، ظنا منهم، بأنه كلما ازدادت مقتنياتهم، ازدادت سعادتهم أيضا…بينما هم ينسون الله كليا… إن الله يمهلنا بالرغم من غفلتنا لعلنا ننتبه… فينعم علينا بالمال والبنين والصحة والعلم و……..ولا نلتفت لنشكره، يكلمنا … لكن ليس منا من مجيب..


فينبهنا الله بالمرض أحيانا، وبالأمور القاسية أحيانا أخرى وبرسائل ملهمة ، لعلنا ننتبه ونعود لجادة الصواب…


ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالمَ كله ، وخسر نفسه وعلاقته مع الله.؟؟


إننا نتحسب لأمور كثيرة …. فَنُؤَمِّن على سيارتنا، وشركاتنا وممتلكاتنا ، ومنازلنا و أثاثنا…


لكن هل نؤمِّن حياتنا الأبدية؟ وهل نحن منتبهون؟


أم أننا نحتاج إلى أحجار تنبهنا؟؟؟


فكم من نعمة منحت لنا ، لكن القلة منا من يقابلها بإظهار أثرها { وقليل من عبادي الشكور{


و


)إن الله يحب أن يرى أثر نعمته على عبده(

‫تعليقات الزوار

2
  • عبد القادر
    الخميس 3 يونيو 2010 - 20:59

    أخي الحسين، تعرف أن المكتبات العالمية تعج بكتب ما يسمى علم النفس و علم الإجتماع. لكنك مهما نهلت من تلك الكتب فلن تجد خيرا من الذكر الحكيم الذي بين لنا بأن الإنسان مخلوق يتكون من جسد و من نفس. و نفس و ما سواها فألهما فجورها و تقواها قد أفلح من زكاها و قد خاب من دساها. أليس هذا وصفا دقيقا للنفس البشرية و كيف أن لديها أن تختار بين أن ترتقي أو تنحط؟ . و كان الإنسان أكثر شيء جدلا. لو علم الناس مآلهم بسبب طريقة عيشهم و سلوكاتهم لتخلوا عن كل شيء و اكتفوا بقوتهم اليومي و لباس بسيط يسترهم. لكنهم يحبون العاجلة. كم سيعيشون؟ 70 سنة 90 سنة 150 سنة و ماذا بعد؟ الرحيل طبعا، لكنه رحيل غير اختياري بل إجباري لا يتقبله إلا من عرف حقا ماذا تعني هذه الحياة الدنيا و لماذا أتى إليها. هناك من سيتعلم و يفهم و هناك طبعا البهيمة التي تمشي على رجلين و التي تنتنمي خطأ لجنس الإنسان.
    تنبيه : عندما تستشهد بآية قرآنية لا تقم ببترها أبدا و اذكر مرجعها.
    وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لا يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ. سورة الأعراف الآية 179 .
    بالتوفيق

  • الشرير ابن الأشرار
    الخميس 3 يونيو 2010 - 20:57

    لاحياة لمن تنادي شعوب خائنة تباع بأبخس الأثمان كل المناصب والشوهد مزورة وتخضع لقانون البيع والشراء ،أن تكون معلما أو أستادا أو قاضيا أو ضابطا أو مهندسا أو طبيبا يجب عليك أن تشتري النقط أولا والامتحانات ثانيا ومراكز المباريات ثالثا والديبلومات رابعا وهناك 5 سا و6 سا و 7 عا وووو
    نحن نحتاج أن يقذف بنا في أفران الغاز لأننا غير صالحين حتى لأنفسنا ،الذي يبيع كل شيء بدون هدف في الحياة هم أنتم ،،،
    انظروا إلى الشعوب الغير عربية كيف تتقدم إلى الأمام وشعوب الأعراب التي تقدم بناتها في موائد الدعارة والجنس وكيف تشتري الخيول للقمار عند الأمريكان والإنجليز والألمان

صوت وصورة
احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية
الجمعة 29 مارس 2024 - 00:30 3

احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00 2

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15 4

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 11

تقنين التنقل بالتطبيقات

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب

صوت وصورة
وزير النقل وامتحان السياقة
الخميس 28 مارس 2024 - 16:02 6

وزير النقل وامتحان السياقة