وجوب معاداة الحكام والحكومات

وجوب معاداة الحكام والحكومات
الأحد 20 يونيو 2010 - 18:23



ليس من حق السيد أحمد احرزني،أن يلفظ من قول،يشيد بالحكومة،وليس من حق أي مواطن،أن يذكر محاسن حكومته في البلدان العربية،والإسلامية،وإلا نعت بالخيانة،والانتهازية،فدائما حكوماتنا هي أسوء الحكومات، ويستتبع ذلك أن المناضل يجب أن يضل مناضلا إلى آخررمق ،فحرام عليه الملبس الأنيق، وسيارة تخفف عنه وعثاء السفر، ومنزلا يأوي إليه ،كما عليه أن ينكر كل ماحققته الحكومة،وعليه أيضا أن يصف المسؤولين بأقبح النعوت، كلما قال،أو صرح،علنا،وفي نفسه.



إن نظرية ( ولو طارت معزة) المستحكمة في بعض العقول ( المناضلة العربية) ،فتحت الأبواب على مصراعيها لكل لوبيات العالم كي ينفذوا ليكرسوا واقع التفرقة بين الحكام،والمحكومين، وبين الحكام أنفسهم،وبين شعوب وشعوب،ومن هنا كان واقع حالنا،لاتلمه روابط،غير روابط التوجس والتشكيك،والخوف من كل مسؤول،بتأطير نظري مفاده أن كل مسؤول متهم حتى تثبت تهمته.



من هنا لايمكن استبعاد أثر العلاقة المتوترة بين الشعوب والحكام، على ماتجده إسرائيل من حرية التصرف تجاه كل بلد عربي أو إسلامي،وقبلها بعض أوجل الدول الغربية، ونتذكر جيدا أن احتلال العراق تم ضمن سياق إيجاد معارضة، موالية للغرب،( مناضلة)،ستملأ الفراغ بعد تقويض الدولة الممانعة لهدر الثروة،وتوجهات الهيمنة،والإذلال، وعندما قضي على الحاكم قضي طبعا على،ونكل بكثير من أبناء الشعب بما فيهم أولئك الذين كانوا يعارضون النظام،ولم ينتظر منهم أحد أن يتزيلوا.



قد يبدو دفع الناس إلى فقد الثقة في حكوماتهم،أمرا بسيطا لكنه،ينتج وضعيات سيئة تجعل الحاكم يستسلم



لجهات خارجية لتحصين نفسه، مما تخبئه له الأيام،وبالتالي تصبح الديمقراطية بالنسبة إليه وسيلة من وسائل التعاون مع الخارج ضد الداخل، خاصة وأن هذا ( الخارج) يجيز استعمال القوة لإسقاط حاكم عربي وشنقه يوم العيد،لكنه يحرم ذلك إذا تعلق الأمر بحاكم غربي.إذا كنا في المغرب قد تجاوزنا، والحمد لله،مرحلة التوجس بفضل حكمة المؤسسة الملكية،ومناضلين من أمثال بنزكري و احرزني،ومن قبلهم، وكل فئات الشعب،فإن دولا كثيرة من أبناء جلدتنا، لايزالون غارقين في هواجس التربص، والترقب المحفوف بكل أنواع التخوفات من مكائد الإيقاع بين الشعوب والحكام. ولايمكن استبعاد دور ما لتلك الجهات الخارجية في الحفاظ على انعدام الثقة المفضي إلى انعدام الديموقراطية لتبقى نقطة ضعف تسمح بتزكية إسرئيل في العالم العربي. ألا نتنبه إلى الوصف الدائم للمناطق العربية بغير المستقرة،وبالتالي غير الممكن الوثوق بمستقبلها،ويجب أن تبقى كذلك و بكل الطرق،حتى تشرع ترواثها النفطية بدون محاسبة،أو معارضة، إذ إن المعارضة هناك تعني استفزاز الحكم واستعداءه.



الوضع عندنا مختلف طبعا،لأن المغرب،استطاع المضي مكسرا ثنائية :إذا كان الحاكم في طريق ،فيجب أن يكون المحكوم في طريق آخر كعلامة دالة على حسن النضال.لكن المشكلة تكمن على مستوى انتقاد الحكومة، الذي لازال محكوما، في كثير من جوانبه ،بهاجس الماضي،الذي يصم كل رأي إيجابي حولها بالمشبوه،وهو ما يفسر ارتفاع مبيعات الصحف المنتقدة للحكومة، والمعرضة بمسؤوليها،وانخفاض مبيعات تلك التي تذكر ماتقوم به الحكومة، أو تلك التي تقوم بتحليل متوازن للأوضاع فتبين الغث والسمين. ومن العجب أنني قرأت لأناس كانوا متزنين في اتقاداتهم،لكن عندما انهالت عليهم أوصاف القراء بالتواطؤ مع الحكومة تراجعوا ليسودوا وجه الحكومة، ويعزفوا على بعض النعرات القبلية القبيحة.



قال أحدهم واعتقد أنه بابليون بونابارت: (إن مايخشاه من قلم واحد، لايخشاه من عشرة رجال).



ولذلك فإن الاستهانة بالقلم،يفقده المصداقية،ويضر أكثر مما ينفع،وفي بعض الأحيان يجب أن يكتب الإنسان لنفسه قبل أن يكتب للناس،كما قال طه حسين،والمعنى أن يرتقي بالكتابة لتأسيس ثقافة الاقتناع،لا ثقافة الإملاءات ،والانفعال السريع،ولايرفع سقف المطالب المثالية،فكم منهم فعلوا ذلك ولما تحملوا المسؤولية بدا للناس أنهم لم يصلوا بمهامهم لما كانوا يصورون للناس أنه سهل التحقيق.



في أوضاعنا الراهنة مطلوب كل التضامن بين الشعوب،والحكومات، وسيادة روح التضامن ،والنصح،



والانتصاح، حتى نفوت الفرصة على من تسول له نفسه اقتناصنا في البحار،أو في أي مكان من الدنيا.وما يقال عن حكوماتنا وشعوبنا،يقال عن العلاقة بين دولنا حيث تلقى أمامها كل حواجز منع حتى تصور لوحدة ما.وهذا شأن آخر.



خاتمة صغيرة: كل الناس يحبون التعزيز، والنصح، لكن النصح على رؤوس الأشهاد فضيحة، وأمر الناس كأمر الحكومات.

‫تعليقات الزوار

9
  • عبد الرحيم الغازي
    الأحد 20 يونيو 2010 - 18:37

    تحمل نفس الهم الدي يحمله العديدين يا سيدي محمد لزعار اشاركك الراي لابد من الشعور بالمسؤولية و النضر الى الجانب المضيء من المسالة فكون الناس دائما ضد من ينتقدونه يصبح ايضا ضد فهدا راجع الى واقع معاش واقع يومي يرون فيه ان اوضاعهم لا تتغير في ضل حكومات ترفض الاستماع الى همومهم مسالة شراء جرائد معارضة و ترك الاخرى اولا بالنسبة لي عندما ارى موضوعا بالبند العريض يقول ان هدا الحزب او داك عقد مئتمره العشرين او اقال احد مسؤوليه او تغيير مقره فهدا لا يهمني في شيء لكن عندما اقرا مشروعا تنمويا او حدثا يستطيع ان يغير وجه المغرب او كاتبا معروفا بالمصداقية اصبح له مقال بالجريدة فاني لا اتردد في اقتنائها زد على دللك شكل الكتابة و الرقانة و الالوان و طريقة الطبع و التصفيف كلها تجعل القارئ ينفر من تللك الجرائد الحزبية البليدة شكلا و مضمونا فاما ان تتغير و اما ان تغلق لكي نحقق صحافة شعبا و رايا و قوة فيجب ان نعي بالواجبات قبل الحقوق هكدا اصبحت امريكا اقوى دولة و الصين بعدها و الغرب يجب ان نشجع المبادرات الخلاقة يجب ان نفتح الابواب للمشاريع الثقافية و الفكرية و الابداعية و الصناعية يجب الا نكتفي بتجربة واحدة و نندب حضنا و نقول الدكتور زويل و عابد الجابري يجب ان نصمع امجادا في كل يوم و هدا لا يتحقق الا في ضل دمقراطية ووعي كاملين متكاملين و االله سنكون الافضل عندنا الدين و اللغة المشتركة و القرب الجغرافي و التواصل الثقافي يجب فقط وضع النقاط على الحروف و البدء مرة اخرى كما بدا كما فعلوا الجداد يوما و ملكوا الدنيا

  • العربي
    الأحد 20 يونيو 2010 - 18:39

    باسم الله الرحمان الرحيم
    أظن أنه من العدل في هذه المسألة أن نعترف بما أنجزته حكوماتنا وما تقدمه لشعوبنا، ونعمل على تصحيح عيوبها وعلى تقويمها ونعبر عن طموحاتنا وما نريد منها تحقيقه. وليس من العدل إنكار ما تم إنجازه وإن ضعف أو قل أمام ما نطمح اليه.
    غير أنه، مع الأسف الشديد، فالبعض الذي تكرست لديه ثقافة “خالف تعرف” او الذي يبحث لنفسه عن مكانة في المجتمع او ذكر في التاريخ،وكذلك بعض المخلصين في مطالبهم جانبوا الصواب والحق عندما أقدموا على عدم الاعتراف بمنجزات الحكومات مقتصرين فقط على الجوانب السلبية لدى هذه الحكومات وعلى المتطلبات والطموحات.
    فلننوه حكوماتنا على ما قدمته وما تقدمه، ولنطالبها بما نطمح إليه.

  • عروة بن الورد
    الأحد 20 يونيو 2010 - 18:27

    كلام غامض لم افهم منه شيئا واتمنى ان اكون غبيا.

  • كليب
    الأحد 20 يونيو 2010 - 18:33

    اتفق معك عموما لان المرحلة افرزت ظاهرة الشعبوية ,ادااردت ان تسوق لفكرة او لموقف سياسي او لجريدة ,,,ينبغي ان تعتمد الشعبوية.لكن ماسبب هده الظاهرة؟انه باختصار غياب الديمقراطية, و مع تراكم التزوير و الفساد و عدم المتابعة وصلنا الى هده الوضعية بحيث اغتنى عدد من المهرجين و الديماغو جيين من منابر اعلامية لها التوجه الدي تتحدث عنه .اختلف معك في تحليلك للوضع في العراق فغياب الديمقراطية انتج صدام بايجابياته و سلبياته كماانني لا اعلق كبير امال على الحكام الحاليين الدين اتوا وراء دبابات الاحتلال.;ويقول ماركيز :الاموال مفسدة و السلطة مفسدة انني احترم كل من يشتغل بهده القولة و بالمناسبة استحضر سيرة المرحوم محمد عابد الجابري الدي كان دائما يترك مسافة مع الراسمال و مع السلطة.

  • Brahim
    الأحد 20 يونيو 2010 - 18:31

    يا أخي هذه وجهة نظر مخالفة تماما لما يراه معظم المغاربة- وقد تكون مصيبا- وخير دليل أن الإنتخابات الماضية سواءا البرلمانية شاهدت عزوف ال 70 في المئة من المغاربة ولا أظن أن لهم من تفاؤلك. ولقد أخبرت بأن مرشحي بلدتي لم يكونوا إلا أخبث أهلها إذ سرعان ما باعوا أصواتهم إلى من يليهم؛ أما الشرفاء فقد فضلوا الوقوف والنظر من بعيد؛ وحتى ولو دخلوا اللعبة وجدوا غير ما كانوا يطمحون وسرعان ما أستقالوا. فمن المسؤول في هذه الدولة الديموقراطية التي يسجن ويسفه فيها أهل العلم ويعزز غيرهم من السفهة وأصحاب الشدوق. ياليتك تعيش مع الطلبة والعاطلين وترى كوابيسهم وأمانيهم تتحطم أمام أمواج من الظلمة وفساد مؤسسات الدولة وحتى غيرها. ما رأيت منذ أن فتحت عيني غير مهرجين يقولون ما لا يفعلون وينطقون ما لايعلمون. فلله ذرك يا مغرب…

  • مقيم بالخارج
    الأحد 20 يونيو 2010 - 18:29

    بنظري واللي فهمته أنه لا يجب أن تعم الفوضى بسبب خلافات كما جرى لأهل العراق ما قنعو بالخبزة وصارو باغين فقط نصفها. الله يحفظ شعبنا من الفتنة بالعكس نحن نحب ملكنا خاصة محمد السادس ملك شاب معه كل الأمل في مستقبل أحسن وهو يتحرك يوميا نسمعه كل مرة في مدينة يعمل جاهدا لتطوير بلده للأحسن وطبعا هدا يتطلب وقت لأن المشاريع الكبيرة تطلب وقت وأموال ولأن المغرب ليس بلد صغير فالتغيير بنظري يحتاج لوقت والله مع الصابرين أما بنظري المسؤولين فأكيد فيهم وفيهم والكمال لله ونتمنى أن يصلحهم الله كلهم لما فيه مصلحة مغربنا الحبيب. والله يحفظنا أودي من الفتنة ما قادين على مشاكل ما تفيدنا بوالو بالعكس تأخرنا سنين قبل ولا تأتي بنتائج إيجابية . عاش ملكنا محمد السادس نصره الله و كلنا معك لمغرب أحسن

  • خالد بوعلي
    الأحد 20 يونيو 2010 - 18:41

    اسيدي سير في الزناقي وتشوف بلا مقال بلا جريدة، وهادوما اللي كتسميهوم مسؤولين ،وقلبك عليهم ،من شويا ديال الهدرة،اللي كنشوفها مؤدبة وسطحية، هدوك خرجوا المغرب من التاريخ،و رجعنا بيهم معروفين بالدعارة والرشوة والفقر والانجازات التنموية..هيه .. أنت أسيدي عليك بالله إلا متقولي ، اش ندير ومريض معنديش الدوا،وأنا شاب وحامل شهادة فنيت فيها عمري ،وعمري ٤٠ عام وباغي نتزوج، وشندير الا أنا طفل صغير ومي مقادراش علي فين نمشي ،وزيد وزيد وزيد،في العالم كاين هاذ الشي ولكن كيديروا باش ميبقاش ،ولكن اعمي الناس كدير علاش،وإلا كرهت علاش الناس كيهدروا على سيارات المسؤولين،،القضية وما فيها حتى هما بنادم وحتى هما مكرهوش الرحمة من وعثاء التوبيس ،اسمح لي ان اقول لك ليس بالفتنة تخوفون الشعب فقد وقع في الفتنة وغرق فيها فيما أنتم مزعوجون وتريدون مزيدا من الصمت المبارك لجشعكم وأنانيتكم وزبونياتكم ،ما من دعاء لي سوى أن يبدل الله بهم قوما اخرين ،المعركة هي ةإنهاء الاحزاب والتفكير في صيغ جديدة لإعادة إنتاج مفهم المسؤولية ،لأنه عندنا ملتبس بالهريف والتحسريف والقهوة التي لا ريح لهاد….

  • الفضيلي
    الأحد 20 يونيو 2010 - 18:35

    إن فساد الحكام والحكومات ليس مبرر للانعزال عن ممارسة السياسة و التراجع للوراء ،لأنداك نتيح لأصحاب الفكر الأناني-أنا و من بعدي الطوفان-إمكانية نهب خيرات المغرب،إننا نقر أن السياسة لعبة أضحت قذرة ومقرونة بالسفسطة ومغالطة الناس وتنويمهم بالمشاريع الخيالية،غير أنه ينبغي الجمع بين السياسة والأخلاق حتى تنتصر المصلحة العامة بفعل قوة الأخلاق كما هوالحال في الفكرالغربي الذي لايدخل فيه الإنسان مجال السياسة إلا بنية خدمة الصالح العام،فالسياسة ضرورة إنسانية للرقي بالمجتمع،فلا ينبغي هجرها وتطليقها تطليقا باءنا من طرف الشباب حتى لا يشيخ ساستنا و نوابنا على كراسيهم التي أصبحت جزءا منهم وامتدادا لجسدهم،ومن يمسها كأنما يمسهم ف.ي كرامتهم وهويتهم

  • najib
    الأحد 20 يونيو 2010 - 18:25

    عن أي معارضة تتكلم ياهذا,وأية مقارنة هاته مع ماحدث في العراق!!!
    ماحدث في العراق احتلال,ولو كان التغيير حدث من الذاخل,لما كان الثمن باهضا.وأعطيك أمثلة رغم أنك أكبر مني سنا.
    1-الثورة الفرنسية.
    2-الثورة البولشفية.
    3-الثورة الإيرانية.
    4-الثورة على تشاوسيسكو 1989 في رومانيا.وووو…….
    ذهب الحكام و بقيت الدول و الشعوب.أما ثقافة النقد فهي ضرورية لتصويب السياسة لما فيه خير الشعب و الوطن.ففي أوروبا مثلا بالرغم من المكتسبات,ترى الناس تنتقد و تتظاهر و تُضرب عن العمل,ولم نسمع يوما ما أحد الصحفيين يُطل علينا بمقال مثل مقالك هذا.
    لكن أعود و أقول الحديث المشهور”كيفما تكونوا,يُولَّ عليكم.”,فنحن شعوب حطمنا الرقم القياسي في اللامبالاة و اللامسؤولية و الأنانية,أنا و من بعدي الطوفان,فنحن نستحق حكامنا,لو كان بيننا عُمر رضي الله عنه لتبرَّأ منَّا,لأننا لا نستحقه كي يكون حاكما على شعوب مثلنا.

صوت وصورة
المنافسة في الأسواق والصفقات
الثلاثاء 16 أبريل 2024 - 13:19

المنافسة في الأسواق والصفقات

صوت وصورة
حملة ضد العربات المجرورة
الثلاثاء 16 أبريل 2024 - 11:41 17

حملة ضد العربات المجرورة

صوت وصورة
جدل فيديو “المواعدة العمياء”
الإثنين 15 أبريل 2024 - 23:42 8

جدل فيديو “المواعدة العمياء”

صوت وصورة
"منتخب الفوتسال" يدك شباك زامبيا
الإثنين 15 أبريل 2024 - 23:15

"منتخب الفوتسال" يدك شباك زامبيا

صوت وصورة
بيع العقار في طور الإنجاز
الإثنين 15 أبريل 2024 - 17:08 4

بيع العقار في طور الإنجاز

صوت وصورة
مستفيدة من تأمين الرحمة
الإثنين 15 أبريل 2024 - 16:35

مستفيدة من تأمين الرحمة