الاستماتة وما أدراك ما الإستماتة؟

الاستماتة وما أدراك ما الإستماتة؟
الأحد 4 يوليوز 2010 - 20:31


مباراة تاريخية بكل المقاييس خاضها الممثل الوحيد للقارة السمراء، منتخب غانا ضد فريق الأرجواي. مباراة عبر فيها كل فريق عن حبه الكبير و رغبته الجامحة للدفاع عن ألوان بلاده. دفاع قد يصل بصاحبه إلى التضحية بحضوره ليفوز فريقه، كما فعل اللاعب الأرجواني الذي خرق القوانين ليفتح باب الأمل أمام فريقه.هذا اللاعب الذكي إن لم نقل الداهية الذي لجأ لدفع الكرة بيديه، لاعبا بذلك دور الحارس، لحماية شباك الفريق من هدف محتم. قد يرى الكثير في هذا الخرق مسا بالأخلاق الرياضية و تقليلا من احترام قوانين اللعب، إلا أنه من حاول أن يحط نفسه مكان هذا اللاعب قد يفهم تصرفه. فأحيانا كثيرة يمكن أن نتجاوز الخطوط الحمراء للدفاع عن كل ما هو غال. و إن دل هذا على شيء إنما يدل على الحب الكبير و الاستماتة في الدفاع عن الفريق الذي يمثل بلدا و أحيانا قارة بأكملها كما هو الحال بالنسبة لفريق غانا.هذا الأخير الذي لعب بكل استماتة قالبا بذلك كل التوقعات و مؤكدا أن حس المسؤولية كبير عند هذا الفريق الذي قدم مباراة أسرّت كل مشجعيه و أمتعت كل ناظريه، بدءا باللعب الجيد و انتهاء بالأخلاق الرياضية العالية. ليكون بذلك مفخرة لبلده و للقارة بأكملها.


الاستماتة, مصطلح جميل في نطقه و أجمل في تذوقه. فما أحلى أن تقدم كل ما في جهدك بكل صدق و أمانة لترضي محبيك و تفخر بنفسك. لكن السؤال الذي يمكن أن يطرح نفسه بإلحاح، لماذا الفرق العربية لا تعرف مصطلح الاستماتة؟ كثيرا ما تجيب الفرق العربية عندما تسأل عن سبب تردي مستوياتها أن الظروف لا تساعد و أن الفرق القوية في العالم تمثل دولا متقدمة و مقدمة لفرقها دعما ماديا و معنويا يتمثل في كفاءات المدربين و آليات التدريب و ما إلى ذلك… ذريعة تافهة للإخفاء ضعفها و عجزها، و الدليل على ذلك مستوى فريق غانا و فرق أفريقية أخرى لم تدق إلا الويل من دولها. فماذا تقدم الدولة للفريق في كل من غانا، نيجيريا و الكامرون…أليست هذه من أكثر الدول فقرا و تخلفا؟ الم تقطع الحروب الأهلية أوصال سكانها؟ و رغم ذلك نجد فرقها في المستوى و تنافس بمعطياتها الضئيلة أعظم الدول، لان حب الوطن يجري في عروقها. هذا الحب الكبير الذي تولد من ضعف الحال، بل سوء الحال في دول لم تعط لأولادها سوى شمس حارقة و أرض تعكس حرارة تملآ قلوب أبنائها حبا يترجم عطاء سخيا كلما أتيحت الفرصة لذالك، لنعود بعد هذه السطور إلى مصطلح الاستماتة في اللعب، فنقف وقفة تأمل من جديد على هذا المصطلح الصغير بحروفه و العملاق بمعناه، هذا الإحساس الذي لو حاول لاعبو الفرق العربية إعطاءه القيمة لخرجوا من ركوضهم و قبولهم بالأمر الذي جعلوه واقعا مرا،و لابتعدوا عن اللجوء إلى الخالدات: كـأن نكرر بالقول لا بالفعل انجاز المغرب في مونديال 1986عندما تأهل إلى الدور الثاني في كل مناسبة تخيب فيها الآمال، و نجعل منه مجدا غابرا نتحسر عليه في كل حين، في حين أنه لا يعتبر كذلك إلا بالمقارنة مع هزالة مستوى الفرق العربية كاللون الرمادي الذي يمكن أن نراه ابيضا أمام السواد الغامق.


كفانا بكاء على الأطلال و كفانا قصر نظر و اعتبار القليل كثيرا، و لتحاول كل دولة زرع حب الوطن الصادق في أبنائها. حب يجعلهم يضحون من اجلها ليس فقط في اللعب الكروي، بل في كل ما يمكن أن يجعل اسم البلد في الصفوف الأولى في جميع المجالات المشرفة، لتقديم الأفضل بكل استماتة.

‫تعليقات الزوار

6
  • said
    الأحد 4 يوليوز 2010 - 20:41

    bnjr je suis impressionné par le jeu de cette equipe(Uruguy
    et surtout ce grand joueur LOUIS SUAREZ, à chaque fois qu’il marque un but il embrasse le logo du drapeau de son pays imprimé sur sa tenue. c le nationnalisme quoiqece soit la taille du joeur. et c ce qui nous manque…….

  • addi le sage
    الأحد 4 يوليوز 2010 - 20:35

    شكرا على هذا المقال المعبرعن حال الشباب العربي بصفة عامة وبصفة خاصة المغربي ؛الذي شيع جنازة قيم المواطنة وحب الوان الرايةالمغربية ؛منذ زمن بعيد لاادري منذ متى بالضبط؛لكن السؤال المطروح ما هى اسباب في وفاة القيم المحركة والدافعة الى كل ماهوخيرللوطن؟ قد يكون الجواب هوالفسادالذي يدب في المجتمع المغربي حيث انعدام روح المسؤولية عند الكبار واللامبالات عند الجميع٠٠ وقيم الانانية هي السائدة والرشوة هي الوسيلة الناجعة في تحقيق الاغراض كيف ماكانت؛ ولو ان تكون لاعبا دوليا ٠شكرا يا امال على هذا المقال الذي حرك معاني الحب للقيم الانسانية وفي قمتها الدفاع عن العلم المغربي ليرفرف انشاءالله مستقبلا فوق احدى بقع العالم٠ وماليس ذالك بعسير ان استيقظت الهمم وقوي تيار الاصلاح الذي تحمله النفس الابية الغيورة على كل مامن شانه يعلي هذا الوطن الكلوم .ومن هذه الارواح المصلحة أمال الشميطي..شكرا على هذا المقال المعبرعن حال الشباب العربي بصفة عامة وبصفة خاصة المغربي ؛الذي شيع جنازة قيم المواطنة وحب الوان الرايةالمغربية ؛منذ زمن بعيد لاادري منذ متى بالضبط؛لكن السؤال المطروح ما هى اسباب في وفاة القيم المحركة والدافعة الى كل ماهوخيرللوطن؟ قد يكون الجواب هوالفسادالذي يدب في المجتمع المغربي حيث انعدام روح المسؤولية عند الكبار واللامبالات عند الجميع٠٠ وقيم الانانية هي السائدة والرشوة هي الوسيلة الناجعة في تحقيق الاغراض كيف ماكانت؛ ولو ان تكون لاعبا دوليا ٠شكرا يا امال على هذا المقال الذي حرك معاني الحب للقيم الانسانية وفي قمتها الدفاع عن العلم المغربي ليرفرف انشاءالله مستقبلا فوق احدى بقع العالم٠ وماليس ذالك بعسير ان استيقظت الهمم وقوي تيار الاصلاح الذي تحمله النفس الابية الغيورة على كل مامن شانه يعلي هذا الوطن الكلوم .ومن هذه الارواح المصلحة أمال الشميطي..شكرا على هذا المقال المعبرعن حال الشباب العربي بصفة عامة وبصفة خاصة المغربي ؛الذي شيع جنازة قيم المواطنة وحب الوان الرايةالمغربية ؛منذ زمن بعيد لاادري منذ متى

  • TAIBI Moulay Abdellah
    الأحد 4 يوليوز 2010 - 20:37

    المشكل في عدم استماتة المغاربة من اجل وطنهم كامن في انانيتهم، فالكثير منا يعتقد ان حب الوطن لا يكون الا بمقابل. فحب الوطن لا يعني بالضرورة حب المسؤولين. انه اعظم من ان يحصر في الاشخاص. فماذا قدمنا نحن لهاذا الوطن؟

  • كتامي
    الأحد 4 يوليوز 2010 - 20:39

    أعتقد أن استماتة لاعبي كرة القدم هي لشيء آخر غير حب اللاعب لبلاده.
    فاللاعب قد يستميت في الدفاع عن مرمى فريقه بغض النظر عن كون هذا الفريق من وطنه أو من خارج وطنه.. ثم إن هذه الاستماتة قد تتلاشى إذا لم يحصل اللاعب من ورائها على مقابل مادي أو معنوي، كالأموال والشهرة.
    ولاعبو فرق الدول الفقيرة، ليسوا هم شعوب تلك الدول، إذ إن هؤلاء اللاعبين غالبا ما يحصلون على أموال طائلة لقاء ما يقدمونه من خدمات لحكام دولهم.

  • dimah
    الأحد 4 يوليوز 2010 - 20:43

    باسم الله الرحمان الرحيم
    مشكل المنتخب الغربي يكمن في الجامعة التي مافتئت تأتينا بمدربين اجانب. الذي يفرغ جيوب دافعيي الضرائب دون ادنى نتيجة.
    الكل يذكر ما انجزه السيد بادو الزاكي في تونس سنة 2004. ورأينا كيف تمت معاملته و الفرق الكبير بين اجره واجر المدربين الاجانب اللذين تعاقبوا على المنتخب.

  • Houssam & Fayssal
    الأحد 4 يوليوز 2010 - 20:33

    actually, it’s a nice article. we enjoyed reading it as it was special and strange from a female point of view. and we agree we every signle thought you mentioned …
    still, we believe that scrambling is attributed to patriotism which is unfortunately not an
    essential part of our moroccan
    .cultural repertoire

صوت وصورة
مغاربة والتعادل مع موريتانيا
الأربعاء 27 مارس 2024 - 01:07 8

مغاربة والتعادل مع موريتانيا

صوت وصورة
المخارق والزيادة في الأجور
الأربعاء 27 مارس 2024 - 00:30 3

المخارق والزيادة في الأجور

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | انتخابات 2011
الثلاثاء 26 مارس 2024 - 23:00

شهادات للتاريخ | انتخابات 2011

صوت وصورة
قصة | الرجل الذهبي
الثلاثاء 26 مارس 2024 - 21:30 1

قصة | الرجل الذهبي

صوت وصورة
المدينة القديمة | فاس
الثلاثاء 26 مارس 2024 - 20:55

المدينة القديمة | فاس

صوت وصورة
معرض تضامني مع فلسطين
الثلاثاء 26 مارس 2024 - 20:47 1

معرض تضامني مع فلسطين