مقاصد رمضان: الهداية

مقاصد رمضان: الهداية
الثلاثاء 1 يوليوز 2014 - 12:56

شهر رمضان هدية الله السنوية، شهر الله، وكل الشهور لله، لكن رمضان خصه الله و جعله له، فهو شهر القرآن: (شهر رمضان الذي انزل فيه القرآن هدى للناس و بينات من الهدى و الفرقان)البقرة 185. إن رمزية الشهر القرآنية دالة تمنحه قوة الرسالة، فرسالة رمضان من رسالة القرآن، و قيمة رمضان من قيمة القرآن الذي يهدي الناس ,وبالتالي يكون رمضان شهر الهداية ” النعمة الكبرى” و ليس فقط “الهدية الكبرى”، فاكبر هدية في الكون هي الهداية ( لئن يهدي الله على يديك رجلا خير مما طلعت عليه الشمس )، فالهداية ارتبطت بالقرآن و القرآن ارتبط برمضان، و مغبون من ضيع نعمة رمضان ولم يهتد بالقرآن.

إن الهداية بداية العهد، وتجديد للبداية، و القرآن هوا لذي ينشئ هذه الأمة النشأة الهادية، و يمنحها مقومات الهداية، أي البوصلة التي لا تضل و لا تزيغ . يأتي رمضان كمؤتمر سنوي للهداية، يجدد للأمة عهدها و يربطها بقرآنها و يمنحها رسالة الهداية، فبدون هذه الهداية لا يكون للأمة مكان في الأرض ولا ذكر في السماء.

إن الهداية خاصية هذا الدين في الزمن و المكان و العمق الكوني و الامتداد البشري. تأملوا عدد المصلين في العالم، و بازدياد في رمضان شهر الهداية، و عدد الصلوات و عدد الركعات, و كل ركعة تتضمن ” اهدنا الصراط المستقيم “. فليس هناك إجماع كوني مثيل لهذه الصيغة ” اهدنا الصراط المستقيم “، صيغة تجعل التغطية مفتوحة باستمرار، فلا الخط مقطوع و لا التعبئة غير كافية، بل ( إذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعاني ) البقرة 186، و هذه الآية مرتبة مباشرة بعد آية شهر رمضان و هداية الناس.

إن الهداية امتداد في الزمن و المكان، لا تتوقف لحظة، بالامتداد الدائري للصلوات عبر الكرة الأرضية، فتلتقي الهداية الماليزية بالهداية الصينية و الباكستانية بالهداية العربية و الفارسية

و تستمر الهداية .

فحين تنطق ” اهدنا الصراط المستقيم “، فاعلم أنها الخطاب الذي يوحد الأمة، الخطاب الذي جاءت به الرسالة، و حين تنطقها و أنت في شهر رمضان فتذوق مذاق الهداية و مذاق رمضان، و كل الأشياء يتغير طعمها في رمضان ، أنت تأكل بالفرحة عند الفطر و تنتظر فرحة كبرى عند الله، فأي شيء نطلبه في هذه الحياة سوى الهداية، يا أهل القرآن و يا أهل رمضان ؟

لقد جمعنا الله بهدايته، بقرآنه، وفي شهره و بصيامه، فمن يستطيع أن يوحد شعوبا مختلفة الأجناس و الأماكن حول إحساس واحد و أمر واحد و التزام واحد، أن يكفوا عن الملذات في وقت محدد ؟ كم يكفي من المراقبين المحليين و الدوليين للامتثال لهذا الأمر الإلهي؟ أمر يمكن أن تخرقه في منأى عن الناس، دون رقيب، لكنها الهداية البوصلة .

نحن محتاجون لرمضان احتياجنا للهداية، فليس هناك شهر أكثر هداية و أكثر استعدادا لها و أكثر تذكيرا للإنسان و أكثر رهافة إحساس و أكثر تجل لسلوكيات التدين من شهر رمضان، شهر الله، فالنفس في حالة أبعد عن التفكير في المعصية، و الجوارح مهيأة للطاعة، و الشعور بالهدى محسوس يستحق التكبير ( و لتكبروا الله على ما هداكم و لعلكم تشكرون)البقرة 185. فلا أقل من شكر الله على نعمة الهداية القرآنية بصوم شهر رمضان.

إن رمضان شكر و تكبير لله و ليس تكليفا و شقاء للأبدان و النفوس كما يبدو للجائعين، إن غايته تهيئ الرجال للمكارم العظام و لمقامات الهادين المهتدين الباحثين عن ” التقوى” و تلك مقصدية مقبلة بحول الله .

‫تعليقات الزوار

1
  • FASSI
    الأربعاء 2 يوليوز 2014 - 12:45

    ا لله يهدي وكلين رمضان والمطالبين بالاباحية والفجور وكل علمانيي المغرب.الهداية اغلى نعمة.رمضان مبارك.

صوت وصورة
أجانب يتابعون التراويح بمراكش
الخميس 28 مارس 2024 - 00:30 1

أجانب يتابعون التراويح بمراكش

صوت وصورة
خارجون عن القانون | الفقر والقتل
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:30

خارجون عن القانون | الفقر والقتل

صوت وصورة
مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:00

مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية

صوت وصورة
ريمونتادا | رضى بنيس
الأربعاء 27 مارس 2024 - 22:45 1

ريمونتادا | رضى بنيس

صوت وصورة
الحومة | بشرى أهريش
الأربعاء 27 مارس 2024 - 21:30

الحومة | بشرى أهريش

صوت وصورة
احتجاج أساتذة موقوفين
الأربعاء 27 مارس 2024 - 20:30 5

احتجاج أساتذة موقوفين