اليوم العالمي للشباب: تأملات في واقع الشباب المغربي

اليوم العالمي للشباب: تأملات في واقع الشباب المغربي
الثلاثاء 19 غشت 2014 - 00:02

احتفل شباب العالم بذكرى اليوم العالمي للشباب في 12 غشت من كل سنة،وقد يتزامن هذا الإحتفال هذه السنة مع مجموعة من التطورات والأحداث والتحديات العالمية والإقليمية والوطنية، والتي عرفت تفاعل الشباب معها وفيها، مما يعكس وجود حراك شبابي عابر للقارات والحدود، أضف إلى ذلك سهولة التواصل وتقاسم وتبادل المعلومات بين الشباب العالمي وذلك بتوظيف المعلوميات ووسائل التكنلوجيا الحديثة .

وإذا كان اليوم العالمي للشباب مناسبة سنوية تتكرر كل سنة فعلى الحكومات والأنظمة السياسية الوقوف على واقع الشباب بكل مشاكله ومعيقاته واستشراف مستقبله بعيدا كل البعد عن المزايدات السياسوية والخطابات ذات الحمولات الدعائية والإشهارية.

وقد ساهمت التحولات العميقة والجدرية التي عرفها الشباب المغاربي على الخصوص في غضون الثلاث سنوات الأخيرة انطلاق شرارة “الثورة الشبابية” التي اتسمت بالرفض العفوي لكل أشكال الظلم الاجتماعي الممنهج سياسيا واقتصاديا وثقافيا، (ساهمت) في إعادة الاعتبار لمفهوم التضحية وللثورة الشبابية التي كانت بالأمس القريب كامنة وجامدة في نفوس هؤلاء الشباب ، قبل أن تتحول إلى ظاهرة مغاربية تجسد أرقى درجة اليأس والظلم الذي يتعرض له الشباب المغاربي .

ودون الخوض في التفاصيل الدقيقة التي يعرفها الداني والقاصي في ملابسات وحيثيات قبول الشباب المغاربي بالموت بدلا من البقاء أمواتا مع وقف التنفيذ في أوطانهم ، وذلك بسلوكهم لجميع المنافذ المؤدية إلى الموت فعلى سبيل المثال لا الحصر ظاهرة إحراق الذات، و الهجرة السرية، و الإدمان على مختلف أشكال المخدرات… باعتبارها أشكال وطرق تعجل بموت الشباب الذي سئم من سماع مصطلحات المواطنة والحكامة والتنمية كشعارات في بلده دون أن يكون مستهدفا بها ولا غاية للبرامج الحكومية و السياسوية .

ونستحضر في هذا المقام رسالة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بمناسبة الإحتفال العالمي باليوم العالمي للشباب إذ جاء فيها :”… إذ نحتفل باليوم العالمي للشباب لعام 2014، دعونا نمكّن الشباب الذين يعانون من الأمراض النفسية من تحقيق كامل إمكاناتهم، ودعونا نثبت أن الصحة النفسية تهمنا جميعا”، ومما لاشك فيه أن الأمين العام قد استشعر خطر قدوم جنون الشباب أسوة بجنون البقر ، خصوصا في صفوف شباب البلدان النامية بحدة أكثر من نظيرهم في البلدان المتقدمة التي يحق لها الإحتفال بيومها العالمي.

وفي المقابل هنأ السيد وزير الشباب والرياضة مشكورا الشباب المغربي ذكورا وإناثا بمناسبة احتفالهم بعيدهم العالمي ليوم 12 غشت 2014، إلا تهنئة السيد الوزير لا تبرر عدم مسائلة سيادته حول ماذا قدمته وزارة الشباب والرياضة للشباب المغربي في ظل هذه الحكومة ؟وما هو واقع الشباب المغربي في استراتيجية الحكومة الحالية؟

إن الإجابة على هذين التساؤلين ربما نجد شق منه في رسالة السيد وزير الشباب والرياضة المضمنة للحشو اللغوي السياسوي المفضوح والذي ينم عن تجاهل ممنهج ضد الشباب المغربي باستبعاده كليا من المشاركة في استكمال بناء وطنه، بمباركة مؤسسة رئاسة الحكومة التي سبق وأن اتهمت الشباب المغربي الذي يحلم بالوظيفة العمومية بالجنون ، مما يبرر الحملة المسعورة التي باشرتها رئاسة الحكومة ضد كل المكونات التي أعلنت تضامنها مع الشباب المغربي عموما والمعطل على الخصوص فيما بات يعرف بقضية “محضر 20 يوليوز” الذي بدأ يكشف عن حقيقة الحوار الوطني للإصلاح منظومة العدالة. أضف إلى ذلك أن مؤسسة رئاسة الحكومة ربطت استمرارها في تدبير الشأن العام باستمرار ممارسة ساديتها على الشباب المغربي وهو ما عبر عنه رئيس الحكومة بمقولته الشهيرة “إذا دخلوا إلى الوظيفة سأخرج من الحكومة” وتفاديا لعكر صفوة خاطره فقد تم التضحية بأبناء الشعب المغربي المقهور وذلك بإصدار قرار قضائي بعدم قانونية حقهم في التوظيف .

وباستقراء واقع الشباب المغربي بعد دستور 2011 وفي ظل الحكومة الميكرو-إسلامية، يمكن القول أن الخطاب السياسوي الإستهلاكي الموجه للشباب حطم الأرقام القياسية سواء في الصالونات السياسية أو مواسم ومهرجانات بيع “الوهم السياسي” (الإنتخابات،…)،مما يجعل فئة الشباب رغم أهميتها وحيويتها في المجتمع المغربي تتعرض للإستنزاف الممنهج أسوة بالثروات الطبيعية وإن اختلفت الطرق.

لقد يعكس الوضع الراهن الذي يعيشه الشباب المغربي تناقضا مع ما نصت عليه مختلف المواثيق الدولية، ومرجعيات الأمم المتحدة حول السياسات الوطنية للشباب والمرجعيات والتجارب الدولية في مجال تمكين بل ويتناقض الوضع نفسه مع مرتكزات وقواعد الدستور المغربي وأحكامه، من ضمانات وقواعد وآليات لتمكين الشباب ومشاركته وحمايته ،كما أشار إلى ذلك جلالة الملك في خطابه بمناسبة ثورة الملك والشعب وعيد الشباب، 20 غشت 2012، حيث دعا فيها جلالته إلى بلورة تصور استراتجي شمولي للشباب، وهو ما عبر عنه مستقبلا من طرف وزارة الشباب والرياضة”بالإستراتيجية الوطنية المندمجة للشباب” والتي سطرت مجموعة من الأهداف النظرية والمثالية البعيدة عن ملامسة الواقع الحقيقي للشباب المغربي التواق إلى الإبداع والعطاء والتضحية في سبيل وطنه، شريطة أن يجد آدانا صاغية ومسؤولين مدبرين لا مبذرين.

هذا فضلا عن مدبحة الأحلام والتي أشرف عليها رئيس الحكومة رفقة وزيره في العدل في حق الشباب المغربي من أصحاب الشواهد العليا (قضية محضر 20 يوليوز كنموج) باستصدارهم لقرار قضائي بعدم أحقيتهم في التوظيف، اعتبارا للمصلحة العليا للوطن والتي ستبقى في منزلة مجزرة صبرا وشاتيلا ،رغم اختلاف الوسائل والزمن باعتبار الأولى مجزرة أحلام والثانية مجزرة أجساد استعمل فيها سلاح الحرب.

وخلاصة القول، يؤسفنا أن نشير أن قضية الشباب المغربي وهو يحتفل بعيده العالمي قد سجلت تراجعا خطيرا بعد دستور 2011 خصوصا لما يتم التهديد بتقديم الإستقالة من تدبير الشأن العام في حالة الإستجابة لمطالب هذه الفئة، على خلاف ما ذهب اليه السيد وزير الشباب والرياضة في رسالة تهنئته بقوله :’ولنا الحق اليوم ان نفتخر بما أنجزناه من أشواط مهمة تجسد رؤية واضحة للمسألة الشبابية بالمغرب سياسة تعكس نبض واقع الشباب .

وفي الختام يبقى الشباب الشمعة التي تضيء درب الظلام فيكفي فخرا استحضار ما حققته صرخة الشباب المغاربي في ظرف قياسي عجزت عن تحقيقه هتافات أعداء الوطن لردح من الزمن…

– باحث وفاعل جمعوي

صوت وصورة
أجانب يتابعون التراويح بمراكش
الخميس 28 مارس 2024 - 00:30 1

أجانب يتابعون التراويح بمراكش

صوت وصورة
خارجون عن القانون | الفقر والقتل
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:30

خارجون عن القانون | الفقر والقتل

صوت وصورة
مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:00

مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية

صوت وصورة
ريمونتادا | رضى بنيس
الأربعاء 27 مارس 2024 - 22:45 1

ريمونتادا | رضى بنيس

صوت وصورة
الحومة | بشرى أهريش
الأربعاء 27 مارس 2024 - 21:30

الحومة | بشرى أهريش

صوت وصورة
احتجاج أساتذة موقوفين
الأربعاء 27 مارس 2024 - 20:30 5

احتجاج أساتذة موقوفين