إسرائيل، واشنطن، السعودية، والبعبع الإيراني

إسرائيل، واشنطن، السعودية، والبعبع الإيراني
الأحد 17 أكتوبر 2010 - 14:53


ما الذي أقلق تل أبيب وواشنطن من زيارة رسمية يقوم بها رئيس دولة لدولة أخرى؟؟


ألم يقم جورج بوش الابن بزيارة لبلدان الخليج ورقص رقصة السيف يدا بيد مع الحاكم العربي و لوح عاليا بحسام قرضاب حاد صوب بلاد الفستق والسجاد ؟؟ ألم يقم كبار قادة أمريكا بزيارات خاطفة للعراق لرفع معنويات الجيش الأمريكي ؟؟ فلماذا إذا كل هذا الغضب وهذا التنديد وهذا الصخب من زيارة رسمية قام بها نجاد لجنوب لبنان؟؟..


هل هو نفوذ إيران الذي يكبر يوما بعد يوم؟؟؟، فها هو الرئيس الإيراني أحمدي نجاد في زيارة أكثر من خاصة للبنان معقل حزب الله أحد أذرع إيران الضاربة يبشر المستضعفين بالعالم بقرب ظهور سيد الزمان والمكان ليخلص الإنسان من الأشرار ، وها هو مفاعل بوشهر النووي على أهبة الاستعداد للعمل وإنتاج الطاقة النووية، ها هي الترسانة العسكرية الإيرانية تنمو يوما بعد يوم أمام أعين حكام الخليج، ها هو مدى صواريخ منظومة “شهاب” تكبر هي الأخرى وتكبر معها دقتها وقدرتها التدميرية .. وها هي شعبية أحمدي نجاد الفارسي تنمو بشكل كبير في الشارع العربي عكس الحاكم العربي الساقط في عين شعبه والذي أصبح مكروها وأصبحت شعبيته تحت الحضيض…فعلى سبيل المثال لا على سبيل الحصر ف ان رحلة استجمام أو لنقل رحلة استنكاح لأمير سعودي تكلف الدولة ملايين الدولارات في حين أن وجبة غذاء للرئيس أحمدي نجاد عبارة عن سندويتش بسيط شأنه شأن موظف بلدية طهران يأخذه معه لمقر عمله …


وللأمانة فإن إيران تعيش بها أقليات مسيحية “كلدان” “أرمن” وبها ديانتان عريقتان يعتنقها الآلاف من الايرانيين “الزرادشتية” و” المندائية الصابئة” وبها يهود إيرانيون والكل يمارس شعائره الدينية بكل حرية واحترام و الكل ممثل داخل مؤسسات الدولة، عكس السعودية التي تحرم بناء الكنائس على أراضيها وتعاقب من يرشف شربة ماء في يوم رمضاني حار من العمال الأجانب المكفولين بمضارب بني سعود الأقحاح أو من يرسم علامة صليب على صدره أمام الناس بتهمة مس مشاعر المسلمين…ونظام السعودية منخرط بشكل مفضوح في وهبنة بلدان الجوار والقضاء على الوجود المسيحي خاصة بمصر….


تزايد نفوذ إيران يقلق بشكل يفوق حد الوصف الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل، فهل ستبادر واشنطن و تل أبيب بالضربة الأولى لتكون حربا مباشرة؟؟ أم أن هناك خيارات أخرى على الطاولة؟؟


هل ستتخلى واشنطن على هذا الخيار لتتجه مثلا نحو إضعاف إيران من الداخل عبر تفعيل المعارضة وتأجيج الشارع الإيراني ؟؟


أم هي حرب بالوكالة ستقودها المملكة العربية السعودية نيابة عن المعسكر السني تحت ذريعة حماية البيت العتيق من أبي لؤلؤة المجوسي الذي تقمص خليقة أحمدي نجاد؟؟ وهل سيقبل بني سعود بهذه المهمة الخطيرة ؟؟ أم سيستحضرون صورة صدام حسين ويعتبرون بمصيره عندما قاد حربا بالوكالة ضد إيران فكانت النتيجة حفرة العوجة ومشنقة الكاظمية ……. وشعب جائع مريض مشتت تطالبه الكويت بدية وجريرة حاكم أخرق ؟؟


إسرائيل تعلم أن أي تصرف عدواني من جانبها سيعرضها لآلاف الصواريخ، كما أن استهداف منصات الصواريخ الإيرانية من طرف واشنطن وتل أبيب سيكون صعبا للغاية نظرا لان الإيرانيين قد تدربوا على عمليات التمويه وأتقنوها بوضع مجسمات وهمية وإخفاء منصات الصواريخ الحقيقية واستعمالها وسحبها وقت الضرورة ..فليس هناك قوة بالعالم قادرة على تدمير منظومة إيران الصاروخية…


هل سيعمل حكام الخليج بنصائح سورية ويستحضرون كلام الداهية “حافظ الأسد” لتوطيد علاقاتهم مع الجارة إيران و تكوين حلف في المنطقة للحفاظ على الأمن القومي وإنشاء فضاء اقتصادي مؤثر ليكون بداية العد العكسي لزوال دولة إسرائيل ؟؟


أم هل سيسعى صناع القرار بالبيت الأبيض بفتح قنوات الاتصال مع طهران لتقاسم المصالح والاعتراف بإيران كقوة وازنة بالمنطقة؟؟


الحقيقة أن واشنطن في حيرة من أمرها و صناع القرار في تل أبيب في حالة ارتباك شديد والحاكم الخليجي يتبول عشر مرات في الليلة كلما رأى في حلمه صورة أحمدي نجاد الذي تتزايد شعبيته في الشارع العربي والإسلامي…وقادة إسرائيل العسكريين و على رأسهم “ايهود باراك” يعلمون ومقتنعون بأن أي حرب مقبلة قد تتعدى شهرين كفيلة بدمار دولة إسرائيل…


أنا لست هنا من المعجبين بأفكار وعقيدة الرئيس الإيراني بقدر ما أنا معجب بجرأته وتواضعه وشعبيته …


أمام العالم فرصة لتفادي كارثة المواجهة بين طهران وحلف واشنطن تل أبيب الرياض، والحل يكمن في تفعيل عملية السلام بين إسرائيل و بلدان الجوار وقيام دولة فلسطينية مستقلة وتوفير الحقوق المشروعة للشعوب الأصلية الأقباط و الأمازيغ الكرد الأرمن الكلدان المندائية الصابئة الأيزدية العبرانيون ….ثم العمل على إقناع إيران للانخراط في مشروع شرق أوسطي ديمقراطي حداثي يسع الجميع وينفع الجميع…


[email protected]

‫تعليقات الزوار

4
  • HAADI
    الأحد 17 أكتوبر 2010 - 14:57

    TRES BON ARTICLE
    ROBERT BAYER QUI ETAIT DIRECTEUR DE CIA PENDANT DES ANNES DANS LE MOYEN ORIENT A ECRIT COMME QUOI LA REPUBLIQUE ISLAMIQUE D,IRAN A DEJA DOMINE LE MOYEN ORIENT GRACE A SON TRAVAIL ET SA TECHNIQE EN STRATEGIE.
    C,EST PAS COMME CES BLEDARS D,ARABIS QUI NE SAVENT QUE LES MARQES DE WISKY ET LES FILLES DU MAROC

  • حيان المنسي
    الأحد 17 أكتوبر 2010 - 15:01

    يقول الكاتب (الامين)
    وللأمانة فإن إيران تعيش بها أقليات مسيحية “كلدان” “أرمن” وبها ديانتان عريقتان يعتنقها الآلاف من الايرانيين “الزرادشتية” و” المندائية الصابئة” وبها يهود إيرانيون والكل يمارس شعائره الدينية بكل حرية واحترام و الكل ممثل داخل مؤسسات الدولة،
    أدعو هذا الكاتب الامين إلى ان يبحث هل يوجد لاهل السنة مسجد واحد في العاصمة طهران؟
    إذا كانت إيران جميلة جدا بكل هذا المستوى الرائع من الحرية فلماذا لا تمنح اهل السنة حقوق العبادة؟ أم أن المسيحيين وغيرهم أفضل من اهل السنة؟؟؟؟
    ادعو الكاتب الأمين إلى ان يبحث جيدا قبل ان يكتب. والله لقد أصبح هذا المنبر هسبريس يزعجني فكل من هب ودب، يكتب فيه، كل من فكر فكرة واستحسنها يطلع على الناس بقلمه الأمين لينشر فكره ….هذا مجرد العبادة أما التمثيل داخل مؤسسات الدولة فهو من المستحيلات الخيالية، أي غنه لا يجري لنجاد وامثال نجاد من الحكام العظماء في نظر هذا الكاتب حتى في الخيال….
    إن هؤلاء الشيعة لم يقبلوا الحكام من اهل لاسنة حتى الذين مضوا وتركوا هذه الدنيا فهم ساخطون إلى الآن على أبي بكر وعمر وعثمان رغم ان هؤلاء قد ماتوا ولم يعودوا يحكمون فبالاحرى ان يحكم غيرهم في هذا الزمان او ان يكون ممثلا بل ان يكون حتى له الحق في العبادة وفي مدرسة خاصة ….

  • Younes-Illumianato
    الأحد 17 أكتوبر 2010 - 14:55

    Ces iraniens ne veulent pas qu’il ait une alliance arabo-islamique dans la région parce que ça leur fait peur, et menace leur agendas de domination au nom du shiisme. l’iran a des potentiels technologiques; economiques et militaires très important, mais ça n’a jamais -et ne sera jamais- utilisé pour la cause islamique ou arabe, c’est juste des démonstrations de force de la part de ces rafidha haineux !!!

  • أبو طه
    الأحد 17 أكتوبر 2010 - 15:03

    عندما ارادت اسرائيل ان تعري سوءة جمال عبد الناصرسوقت صورته للعالم على انه بعبع وعندماقررت الاجهاز عليه في ستة ايام فالبقية تعرفونها
    وعندما ارادت امريكا تنظيف العراق من نظام لا يعجبها صورت صدام للعالم على شكل بعبع سيلتهم امريكا واسرائيل
    اسرائيل وامريكا يتحذثان عن بعبع خطير اسمه ايران
    للحديث بقية

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55

تقنين التنقل بالتطبيقات

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب

صوت وصورة
وزير النقل وامتحان السياقة
الخميس 28 مارس 2024 - 16:02 5

وزير النقل وامتحان السياقة

صوت وصورة
صحتك النفسانية | الزواج
الخميس 28 مارس 2024 - 16:00 3

صحتك النفسانية | الزواج

صوت وصورة
نقابة الممرضين تعتصم بالبيضاء
الخميس 28 مارس 2024 - 15:40 1

نقابة الممرضين تعتصم بالبيضاء

صوت وصورة
ما لم يحك | البصري وتبذير الأموال
الخميس 28 مارس 2024 - 15:00 3

ما لم يحك | البصري وتبذير الأموال