"التعليم والانتماء الوطني أية علاقة"

"التعليم والانتماء الوطني أية علاقة"
السبت 1 نونبر 2014 - 16:38

يعتبر الحق في التعليم من أهم حقوق الإنسان التي تم التنصيص عليها في أغلب العهود والمواثيق الدولية ، لتتم دسترته في جل الدساتير العالمية.

لقد سعت مختلف دول العالم على جعل التعليم بمثابة البؤرة التي تنهل منها جميع الميادين سواء منها الاقتصادية ، الاجتماعية بل وحتى السياسية منها، ومن هذا المنطلق عملت مختلف الأنظمة الدولية على تأسيس مؤسسات للتربية والتكوين قوامها البرمجة المبنية على التتبع والتقييم المؤديان إلى بلوغ النتائج المرجوة من الاهتمام بترسانة التربية والتكوين والمتمثلة أساسا في تنشئة مواطنات ومواطنين قادرين على اقتحام مشهد التنمية الوطنية ومن ثمة المشاركة المباشرة أو غير المباشرة في صناعة القرار التنموي.

تتعد أساليب التدخل الدولي في مجال التربية والتكوين ، فمنها من استطاعت رسم خطة طريق تم تأسيسها على منهاج استراتيجي تم الاصطلاح على تسميتها مثلا في النموذجين التربويين الألماني والإماراتي بالاستراتيجية الوطنية المندمجة للنهوض بقضايا التربية والتكوين، فيما بقيت دول أخرى تتخبط في تغيير برامجها التربوية بين الفينة والأخرى ، وغي أغلب الأحيان قامت باستيراد نماذج تربوية لا تمت لخصوصيتها الثقافية بصلة.

يدل مفهوم الاستراتيجية الوطنية المندمجة الذي اعتمدته في البداية الفيديرالية الألمانية وبعد نجاح تجربتها قامت دولة الإمارات العربية المتحدة خلال الشهر الجاري بتبني مراميها ولكن في احترام تام لخصوصياتها الاجتماعية ، الاقتصادية ، الثقافية والسياسية.

يدل مستولى التربية والتكوين المعتمد في الفيديرالية الألمانية على تخيص دقيق وواقعي تتقاطع فيه الهوية والمسار التنموي للدولة، إذ عملت ومنذ القديم على القيام بدراسات ميدانية تمتاز بالاستمرار والتقييم القريب ، المتوسط والطويل ، دراسات شاركت فيها جميع الشرائح المجتمعية ، هذه الدراسات أدت في اخر المطاف إلى توفر القطاعات الحكومية بالفيديرالية على بنك حي للمعلومات يقومون على أساس الاحصاءات والاراء المخزنة به بابتكار سياسات تربوية تشارك فيها كذلك جميع القطاعات الحكومية ، لا لشيء إلا من أجل تحقيق التوازن بين تطلعات المواطن ومن ثمة عمل هذه القطاعات مجتمعة على توفير الإمكانيات الكفيلة بتنزيلها تنزيلا سليما عل أرض الواقع.

ومن هذا المنطلق ، استطاع النظام التربوي الألماني إعداد برامج تكوينية تمت من خلالها مراعاة التوازنات الميكرو والماكرو اجتماعية واقتصادية وسياسية ، مكنه في اخر المطاف من تنشئة مواطنين لهم من الكفاءات والمهارات ما يمكنهم من المشاركة في صناعة القرار التنموي ببلادهم، وبالتالي خلق لديهم شعورا قويا بالانتماء لدولتهم أكثر من دول الاتحاد الأوروبي الذي تعتبر الفيديرالية الألمانية جزءا منه ، غير أن سياساتها الاجتماعية والاقتصادية لازالت وإلى حدود كتابة هذه الأسطر تحقق نتائج جد متقدمة إذا ما قارناها مع ما تتخبط فيه باقي دول المنظومة الأوروبية من مشاكل عويصة نجملها أساسا في ضعف ترسانتها التربوية ومن ثمة ضعف انخراط مواطنيها في تدبير شؤونها التنموية.

إن التذكير بالتجربة الألمانية في مجال التربية والتكوين، لا يجب أن يفهم معه القارئ غلو الكاتب أو إطنابه في الثناء على هذا النموذج، بل على العكس من ذلك فالتجربة التربوية في هذا البلد قد أبانت عن نتائج جد متقدمة،

[email protected]

‫تعليقات الزوار

8
  • sifao
    السبت 1 نونبر 2014 - 22:05

    "وفي أغلب الأحيان قامت باستيراد نماذج تربوية لا تمت لخصوصيتها الثقافية بصلة " النماذج التربوية غير المستوردة التي تراعي عن حق الخصوصية الثقافية للدول العربية والاسلامية ، هي البرامج التي تعتمدها كليات اللاهوت والمدارس القرآنية التي انتجت طالبان والقاعدة والاخوان و..فبعد قرون من الاجتهاد والتمحيص والنظر استطاعت ان تعيد دولة الخلافة التي ظل يحلم بها الاسلاميون "داعش"هذا ما انتجته الخصوصية التي "هرستو بها روسنا"…حدثنا عن شيء صالح لنا في هذا الوقت وغير مستورد ؟
    كل من يطلع على البرامج التربوية والتعليمية في المدرسة المغربية ، بمختلف اسلاكها ، سيلاحظ ان الفكر اللاهوتي الذي تختزل فيه هذه الخصوصية كاخلاق واقتصاد وسياسة حاضر حتى في معاهد التكوين المهني ،في الوقت الذي أُعتبرت فيه الثقافة الاصلية للبلاد جاهلية وسكانه الاصليين ساكنة كهوف ومتخلفين و…والنتيجة هي انزياح تاريخ البلاد عن مساره الفعلي واصبح الانسان المغربي يعيش في حالة اغتراب ، مثل الغصن الذي قُطع من شجرة والقي به جانبا في انتظار مصيره المحتوم ، فما علاقة المغرب بالمكان الذي جثمت عليه الناقة او اشتم فيه داحس نطفة الغبراء ؟

  • sifao
    السبت 1 نونبر 2014 - 23:50

    "وفي أغلب الأحيان قامت باستيراد نماذج تربوية لا تمت لخصوصيتها الثقافية بصلة " الا النموذج الالماني فهو ليس مستوردا لأن" التجربة التربوية في هذا البلد قد أبانت عن نتائج جد متقدمة " دون ان يفصح عن المعنى الجديد للاستيراد حتى نتمكن من التمييز بين مختلف النماذج على اساس هذا المعنى الجديد ، فليتفضل صاحبنا ويدلنا على ما هو اصيل في ثقافتنا ، انا لا افهم معنى احترام دروس الرياضيات والفزياء والكمياء وعلوم الارض والحياة و…لخصوصيتنا ، هل يعني هذا ان نقول لاطفالنا في المدارس اثناء تدريس مادة الرياضيات ان الله يمكن ان يُخل بمسلمة التوازي او تصبح 1+1=3 بدل 2 اذا اراد الله ذلك ؟
    الاطفال الصغار يتلقون المواعظ الدينية بدء من آداب الاكل مرورا بالجلوس والحديث و…وانتهاء بآداب قضاء الحاجة ،ورغم ذلك يقول ان الخصوصية الثقافية لتلك البلدان منتهكة ، المناهج التعليمية ترتبط بالابحاث النفسية والاجتماعية وعلى اساس نتائجها يتم انتقاء المادة التعليمية المناسبة وطريقة تعليمها للطفل ،علماء التربية يقولون ان الطفل في حدود 6 او7 سنوات لا يستطيع تمثل المفاهيم المجردة رغم ذلك يقال له ان العالم من خلق الله جلا وعلا

  • jib l3az
    الأحد 2 نونبر 2014 - 11:31

    إلى صاحب التعليق رقم 1
    من الواضح أن بفكرك البليد هذا لن تتقدم بقيد أنملة نحو الأمام لأنك وحمولتك التاريخية والإيديولوجية الشوفينية متل دلك الشخص الذي يوجد في قعر البئر ويحلم بنفسه في سطح القمر، ليكن في علمك أن الحضارة الإسلامية في الماضي كانت هي النموذج الذي كان يحتدى به في العالم بأسره ،والسبب هو تشبتها بخصوصياتها وقيمتها العليا.

  • saccco
    الأحد 2 نونبر 2014 - 12:24

    كثيرا ما تكون "الخصوصية" مصدر تشويش على الرؤى الواضحة
    لا اعرف ما المقصود بهذه الخصوصية التي تميزنا على الآخرين ؟!

    القاعدة : "خصوصيتنا كمغاربة هي مجموع خصوصية كل مغربي ".
    وخّ !
    ندوز نطبقو القاعدة
    إيوى سيدي فالحقيقة إذا قمنا بعدّها وجمعها جبريا وتقييمها سنجد المجموع مع كامل الاسف سالب وهذا أمر واقع لمن يعاين يوميا هذه الخصوصيات لا في الشارع العام ولا في المدرسة ولا في الاسرة ولا حتي في البرلمان

    النتيجة : الخصوصية كذبة

    الخصوصية هي أدلوجة يستعملها البعض لغلق الابواب والنوافذ على الضوء والماء !

  • saccco
    الأحد 2 نونبر 2014 - 13:33

    خصوصيتنا هي خصوصية مشتركة بين كل الناس اينما وجدوا في بقاع هذه الارض على إختلاف مللهم ونحلهم ، الكل يطمح العيش الكريم ووجود مستقل ومحترم لنفسه وللآخرين
    ان الخصوصية الحقيقة هي تلك التي تتميز بالعمل على بناء مجتمع متفتح على الحضارة الانسانية الحالية وعلى ما أنتجت من رصيد فكري في القيم والحقوق للفرد وإعتبار مشاركته الفعالة كمحور لجميع مخططات التنمية والتطور
    لكن مع كامل الاسف ان مجتمعنا سجل تأخرا وبطئا كبيرين للقفز الى باخرة الحضارة والتقدم وبالتالي غابت عنها المكانة والاهمية القصوى للفرد وبالتالي بقيت اساليب التربية والتكوين ضعيفة وعتيقة وعقيمة لا تنتج الا التكرار والاجترار
    فخصوصيتنا هي في تنوعنا الثقافي والوجداني والرقص مع نغمات و
    "أوبيرات " هذ الكون

  • sifao
    الأحد 2 نونبر 2014 - 23:05

    التعليق 3
    لا تستشعر وجودك في الحاضر الا من خلال ذكرايات الماضي ، "كانت الحضارة الاسلامية هي النموذج.." الى درجة ان الحاضر لم يعد لحظة من لحظات سيرورة الزمن ، لقد توقف كل شيء في لحظة معينة ، كان جدي رحمه الله …وكانت جدتي رحمها الله…اما انت فلست الا حاملا لذاكرتهما البائدة ، تعيد اجترار احداثها وتقنع نفسك انك على شأن عظيم …حدثني ، ايها الذكي الفطن ، عن القمر لاحدثك عن قاع البئر ، اذا كنت الى مزبلة التاريخ انت ذاهب بثبات فانا لا استطيع مرافقتك

  • assamo3a
    الإثنين 3 نونبر 2014 - 20:30

    ان الا مة التي تتقدم هي تلك التي تبحث في رصيدها التاريخي عن نقط مضيئة لتنطلق في مغامرات البحث عن تجارب عالميةللاستفادة منها فالحكمة ضالة المؤمن انى وجدها اخذ بها

  • غير دايز
    الأربعاء 5 نونبر 2014 - 14:37

    الى المعلق : 3 – jib l3az

    من وعى ذاته وعرف انه في قاع البئر, سيصعد الى السطح عاجلا ام ءاجلا. وربما سيصعد الى القمر. لان من تعلم الصعود لا تعوزه العقبات.

    اما من هو في قاع البئر (في الحضيض) وهو يحلم انه في القمة, فلن يبرح مكانه ابدا.

    فهمتني ولا لا؟

صوت وصورة
أجانب يتابعون التراويح بمراكش
الخميس 28 مارس 2024 - 00:30 1

أجانب يتابعون التراويح بمراكش

صوت وصورة
خارجون عن القانون | الفقر والقتل
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:30

خارجون عن القانون | الفقر والقتل

صوت وصورة
مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:00

مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية

صوت وصورة
ريمونتادا | رضى بنيس
الأربعاء 27 مارس 2024 - 22:45 1

ريمونتادا | رضى بنيس

صوت وصورة
الحومة | بشرى أهريش
الأربعاء 27 مارس 2024 - 21:30

الحومة | بشرى أهريش

صوت وصورة
احتجاج أساتذة موقوفين
الأربعاء 27 مارس 2024 - 20:30 5

احتجاج أساتذة موقوفين