كلام في الإصلاح الجامعي بالمغرب

كلام  في الإصلاح الجامعي بالمغرب
الأحد 1 مارس 2015 - 23:09

غني عن البيان أن التعليم أساس الرقي في كل المجتمعات سواء من حيث الإنماء الفكري للإنسان و تطوير المجال, واليوم و بالنظر إلى إكراه عولمة المعرفة وضرورة إيجاد بدائل أخرى النمو,فمن اللازم جعل التعليم من أسباب خلق أقتصاد تناقسي نظيف منتج للثروة و مدعاة لإشعاع البلد ودافع للإنفتاح الايجابي.لكن أين التعليم المغربي من هذه البيئة .

إن الحديث عن التعليم يالمغرب اليوم يجاور مفهوم الإصلاح أي الإقرار بوجود خلل معين. فعديدة هي التشخيصات الواردة على هذا الوضع.وبحكم كون الموضوع دو شجون فإن هذا المقال سينصب على الإصلاح الجامعي .و في هذا الصدد لن أقوم باجترار كافة التشخيصات على تنوعها بل سأنحصر في مدخل من مداخل الإصلاح و يتعلق الأمر بالحكامة في تدبير شأن التعليم الجامعي .

إن الوضع و العرض الجامعي المغربي الحالي يبرز بجلاء عدم القدرة على الإبتكار في السياسات العمومية السابقة ,حتى صار الاصلاح اليوم أمرا مستعجلا على الأقل في مسائل البنية التحتية و عدد الأساتذة و الجانب الإجتماعي للطلبة ,وهذه هي الأولويات في المرحلة السابقة لكن أجل كل شئ وجفت الميزانية مع ذلك. أما الإصلاح من حيث المضمون فمن اللازم أن يواكب تطورات البلد وحاجات الإدارة و الإقتصاد .

وفي نظري فقد حان الوقت لإشراك الأساتذة و الأطر المغربية العاملة في مجال التعليم العالي بالخارج واحتضانهم من طرف الوزارة الوصية و الكليات فعولمة المعرفة تفرض ذالك وصفة الوضع المتقدم واتفاقيات التبادل الحر المبرمة إطار مشجع لتوسيع قاعدة التشارك,إلإ أنه من الواجب الإيمان باستراتيجية معينة وبلورتها و تحديد المسيرين القادرين على قيادتها والموراد المالية اللازمة لها وأهدافها المتوخاة.

وتجدر الإشارة إلى أن الوزارة تعمل باستراتيجية خاصة بالبحث العلمي ممتدة حتى ىسنة 2025 و قبلها كان المخطط الإستعجالي2009-2012 و قبله تطبيق نظام الوحدات وتقليص مدة الحصول على الإجارة الأساسية إلى ثلاث سنوات ,الإجراء الذي أفضى إلى هدر الزمن الجامعي وإلى اشكالية التمكن من عدمه في التخصصات .ولكن اليوم يلزم أن يدفع الإنتماء إلى هذا البلد ضمير كل متدخل للقيام بواجبه ودرء غلبة الحساسيات النقابية أو الحزبية على برامج الإصلاح موضوع التحليل.

إن تخلفا يلاحقنا ويجعل المجال المغربي فضاءا لتناسله متى نتحدث عن تخصيص مدرج جديد لهذه الكلية أو حجرة لتلك الملحقة أو سرير في غرفة بعد توسيعها ,إن هذه “الترقيعات “تبين أن ما يسمى بالتخطيط لم يعرف له السابقون معنى .ألم تبين المؤشرات أن النمو الديموغرافي سيزداد ؟ وأن المغرب من اللازم أن يفتح إصلاحات ليجد مكانا له في عالم العولمة ؟ و أنه سيحتضن مزيدا من الطلبة الأجانب بحكم موقعه الجغرافي .؟

ومن جهة أخرى فعلى الرغم من ضعف الميزانية المرصودة للوزارة في نفقات التجهيز و البحث العلمي و قلة المؤسسات الجامعية و عدد الأطر المشرفة عليها في مقابل تزايد عدد الطلبة المغاربة و الأجانب و كذا تزايد الطلب على التكوينات العليا ,تغدو الحاجة ملحة لإعمال حكامة التدبير التي تفرض حسن استعمال المعطيات الحالية و القابلة للتقويم على مختلف المستويات الوزارة الوصية و الجامعات و الكليات و المعاهد.

وإذا كان النص الأساسي الجديد ينص على كون الحكامة من مرتكزات مؤسسات الدولة ,فإن اصلاح القانون 00.01 المنظم للتعليم العالي سبيل لتفعيل هذه الحكامة وهنا تتجلى المهمة المثلى للقانون باعتباره أداة للتنمية ,و لكن تبقى الغاية معلقة على شرط الكفاءة لإنتاج القوانين وربط المسؤولية بالمحاسبة في تطبيقها .

وإذا كان من المستساغ انتقاد السياسة العمومية الحالية خاصة من لدن الفاعلين في التعليم العالي طلبة أو أساتذة أو إداريين ,ففي نفس الوقت يجب إظهار نتائج بعض الإصلاحات من طرف هؤلاء .مثلا على الطالب أن يساعد نفسه على تحسين مستواه خاصة وظروف الزيادة في المنحة والإستفادة من التغطية الصحية ومن برنامج المغرب الرقمي من خلال تسهيل الحصول على الحاسوب وربط الخزانات بشبكة الأنترنت ثم تحصيل الدروس عبر مواقع الكليات … فهذه المزايا وغيرها من الضروري أن تعطي نتاجها أي ان الإصلاح يجب أن يأتي من الفاعل نفسه كذلك قبل أي تدخل وليس فقط فن التشكي من سياسة أو تدبير . كما أن سؤال الديداكتيك و البيداغوجيا في التعليم الجامعي إشكالية لابد من الحسم فيها وتطويعها تناسبا مع المحيط الخارجي .

كما يمتد برنامج الحكامة إلى مبدأ الشفافية في الولوج إلى التكوينات العليا ,بيحث إن غياب هذا المحدد له انعكاس سلبي مباشر على مستقبل الإدارة و قيم المجتمع.و في هذا الصدد فالفقر المعرفي للطالب في مستوى تكوينات عليا كالدكتوراه على الرغم من استفادته من ظروف مناسبة كالسفريات إلى الخارج ومنحة وخزانة .. يعد خطرا يهدد جهود الإصلاح , ونفس الأمر بالنسبة لتواضع مستوى بعض الأساتدة وتراجعه لدى البعض الأخر ,زد على كارثة الهدر الجامعي . ولتوسيع مجالات إعمال الحكامة فا الوزارة عمدت إلى إلزام عمداء الكليات و رؤساء الجامعات للخضوع لتكوين في مجال التدبير الإداري و المالي . واعتماد ترقية الأساتذة بناء على الإنتاج الفكري.

.وفي الختام فاحداث أقطاب جامعية جديدة للتكنولوجيا و غيرها بدءا من الدخول الجامعي المقبل سعي محمود لكن من الضروري أن يخضع لمنطق الجهوية فقط .

– باحث في القانون الخاص

‫تعليقات الزوار

7
  • nietzschze
    الإثنين 2 مارس 2015 - 21:21

    la reforme de nos universites doit etre une urgence si la mafia de la SNE SUP laisse faire.tt d abord il faut commencer par l incompetence criante de nos universitaires car incapables d avoir une vision coherente de ce qu ils enseignent;ni suivi pedagogique ni encadrement a la hauteur;ils recrachent leurs connaissances theoriques a un public incapable de suivre vu le niveau tres moyen des etudiants.le comble c est que ces profs qui n arrivent pas a finir le programme a cause de leurs absences impunies imposent aux etudiants d aller se procurer des polycopies : au risque de ne pas les comprendre sinon rendez vs a Reflexion rue fal old omeir pour les cours de soutien.il faut que le ministere ouvre une enquete sur l anarchie qui regne ds nos universite surtt la fac de l economie Agdal de Rabat car ca devient insupportable.a bon entendeur salut mr Benjelloun…s

  • aabdi
    الثلاثاء 3 مارس 2015 - 14:35

    تبارك الله على سي عبد الرحيم برافوا

  • nabil el hadi
    الثلاثاء 3 مارس 2015 - 15:13

    تبارك الله تحليل رائع وموضوعي للاصلاح الجامعي

  • َAzul Benhmou
    الثلاثاء 3 مارس 2015 - 15:37

    إصلاح التعليم هو السبيل الوحيد لتحقيق التنمية المستدامةالوطن للخروج من قوقعة التخلف. لكن ،حسب بعض الخبراء في الميدان، فإن غياب سياسة تعليمية واضحة المعالم و تضارب المصالح بين مختلف الفئات الاجتماعية، و تمكن التيارات السياسية المحافظة من المشهد السياسي كرس الوضع و أصبحت المؤسسات التعليمية – و كل مؤسسات التنشئة الاجتماعية- تنتج "مواطنين" و "قيم" و….كما هم معروف لذا الجميع. صحيح أن الإصلاح هو السبيل لكن أي إصلاح؟أي استراتيجية تعليمية؟ماهي سمات المغربي الذي نريد أن نصنعه؟ما هو الثمن/المقابل لتحقيق ذلك؟ كل هذه الأسئلة يطرحها أي مواطن غيور على هذا الوطن. لكن المستفيدون من الوضع الراهن غير مستعدون للتغيير و يعملون كل ما في وسعهم من أجل إفشال كل الاستراتجيات التي لا تخدم مصالحهم… و هذا ما نسمعه في شعارات منظمة الطلبة "UNEM" حيث ما يزال الطلبة يعبرون عنها بأصواتهم " هذا تعليم طبقي…" و الواقع أيضا يبين ذلك حيث أن جل أبناء المسؤولين الكبار في التعليم بالمغرب تراهم داخل المدارس الخاصة و الجامعات الخاصة، و بعضهم في مدارس راقية عالمية بكندا/أمريكا/…أما أبناء الشعب فلا حول ولا قوة لهم.

  • Aghouzef Houssa
    الثلاثاء 3 مارس 2015 - 22:20

    je vous félicite Mr borhim… c'est vraiment une analyse que je trouve logique et tout à fait qui reste impérative pour bousser le bochon au bien escient… Merci encore une fois et bon courage Mr

  • jibboh
    الأربعاء 4 مارس 2015 - 01:24

    الجامعة أصبحت مختبر للتجارب…كلا حكومة تتجرب ما بغات بلا دراسات أفلاخر تيغولو ماصدقتش بلاتي نجربو عوتني هدي راه ممكن تصدق و هكدا…و الطلبة هم فئران التجارب و ضحايا هد الاصلاحات ديال والو.

  • A. Cherki
    السبت 7 مارس 2015 - 11:23

    Je suis tout à fait d'accord avec Mr Nietzschze (commentaire n1) en tant qu'ex prof universitaire à Rabat et en tant que père d'étudiant universitaire. Le ministère fait semblant de dormir; C'est honteux. Je rajouterai qu'il y une autre école privée Av Omar BenLkhattab, tjrs au quartier de l'Agdal, pour assurer des cours de soutien ds les matières sensées être faites à la fac. Sinon, tout près de cette école existe un institut privé dispensant un (!) enseignement supérieur d’ingénierie… qui appartient à des … gros ministres
    Vérifiez

صوت وصورة
اعتصام ممرضين في سلا
الثلاثاء 16 أبريل 2024 - 19:08 1

اعتصام ممرضين في سلا

صوت وصورة
وزير الفلاحة وعيد الأضحى
الثلاثاء 16 أبريل 2024 - 17:34 24

وزير الفلاحة وعيد الأضحى

صوت وصورة
تكافؤ الفرص التربوية بين الجنسين
الثلاثاء 16 أبريل 2024 - 16:12 3

تكافؤ الفرص التربوية بين الجنسين

صوت وصورة
احتجاج بوزارة التشغيل
الثلاثاء 16 أبريل 2024 - 16:02 2

احتجاج بوزارة التشغيل

صوت وصورة
تدشين المجزرة الجهوية ببوقنادل
الثلاثاء 16 أبريل 2024 - 15:15 4

تدشين المجزرة الجهوية ببوقنادل

صوت وصورة
المنافسة في الأسواق والصفقات
الثلاثاء 16 أبريل 2024 - 13:19

المنافسة في الأسواق والصفقات