الاحترام أو عندما يخدش الزعيم صورته

الاحترام أو عندما يخدش الزعيم صورته
السبت 7 مارس 2015 - 12:34

خيمت على سماء السياسة بالمغرب، سحابة قاتمة من السواد القاتل أبطالها ” سياسيون” منهم من يلبس عباءة ” الزعيم” ومنهم من لبس عمامة المريد لكن ما يجمع بينهم جميعا نعرة الإقصاء المتطرف للخصوم وإعلان الحرب القذرة على بعضهم البعض بدون هوادة، وكأن السياسة مجال للقبح وليس للفضيلة. وحقل السياسة، هو مجال مفتوح على كل الآفاق والتجادبات، إنه سلسلة طويلة من اللقاءات مع الذات و الضمير و الجماهير ومع التاريخ. والسياسي لا يجب عليه أن يتشبت بميزة معينة ويدفع بالأخرى إلى بئر النسيان أو اللامبالاة لأن ذاكرة الشعوب لا تقهر.

ولقاء السياسي مع الجماهير، لا يقل أهمية من لقاءه بذاته لأنه يبقى اللقاء الأول والأخير مسجلا في حياته، لأنه يظهر بما لا يدع مجللا للشك عن نوع معدنه ، هل هو من نحاس أو كبريت لأن الفعل السياسي سرعان ما سيزول وينقضي في لحظة من اللحظات ويبقى الأثر هو الشاهد والخالد على صورته طول العمر.والزعيم السياسي ليس منصبا تنظيميا، يحتكم إلى الدهاء والمكر والمؤامرات والمداهمات وشراء الذمم الرخيصة والمقايضات مع السلطة بل هو اختيار أخلاقي وإنساني قبل كل شيئ، والتزام مع الذات قبل المناضلين، وتعاقد مع الجماهير.

ونقطة الالتقاء بين هاته التعاقدات الثلاثة هو عنصري الالتزام والاحترام ، والعمل على ترسيخهما والإبداع فيهما بما يخدم مرجع السياسة وعملها النبيل والايجابي .والسياسة هنا تتحول إلى مجال مقدس، مجال للإنصات إلى نبض المجتمع ومطالبه الحارقة، وهنا يجب على الزعيم أن يتحول إلى ساحر عظيم وذلك بترجمة هذه الأحلام إلى حقيقية على أرض الواقع. أما عندا يتخلى الزعيم عن دوره التاريخي في صناعة الحقيقة والرفاهية للجماهير ويتحول إلى مجرد كومبارص فإنه سيساهم في إفراغ السياسة من كل مضمون بنائي وسيعلن عن قتلها ودفنها في أول امتحان لها.ولا يقف الأمر عند هذا الحد بل سيصبح بشكل مباشر أوغير مباشر، أداة لاغتيال مفهوم النموذج الذي يعتبر المفهوم المقدس الذي يسعى الجميع على غرسه من خلال الفعل السياسي.

وبذلك فقيمة التنشئة السياسية التي تعتمد على مرجع النموذج والقدوة ستصاب بالكساح في المهد وستعرف هندسة العمران السياسي اختلالات وتفاوتات صارخة.وما يحدث الآن من صراع شفوي بين السياسيين عامة وزعماء الأحزاب خاصة في بلدنا العزيز حيث تصل الملاسنات والقذف و الضرب تحت الحزام حيث بلغ الأمر إلى حدود غير معقولة وغير مقبولة بالمرة في محاولة كل طرف إلى تصفية رأس المال المعنوي للآخر وخدش صورته دون احترام لأخلاقيات السياسة وضوابطها المعهودة ورسالتها النبيلة.

وعندما يختار الزعيم السباحة في هذه البركة المتعفنة، فهو يُخْرِجُ نفسه من حضرة الزعيم القائد إلى حلقة الزعيم المهرج البائس في استمالة وإقناع الجماهير ، وهنا يكتب شهادة وفاته بامتياز.والزعيم لا يجب اعتبار نفسه قائدا سياسيا فحسب، بل هو يعتبر طبيب الجماهير ومحاميهم ومهندسهم وفقيههم وأكثر من ذلك معلمهم، لأنه لا يتوقف طول الوقت في إعطاء الدروس للمجتمع لهذا فهو يمثل مجموعة من المؤسسات وعليه أن يكون ممثلا حقيقيا ومسؤولا عن صورة الدولة والمجتمع ،أليس هو الراعي الحقيقي لمصالحهم والساهر على أمنهم وسمعتهم ؟لهذا فصورة السياسي و الزعيم، معرضة من أكثر أي شخص آخر لتسليط الضوء عليها من طرف كل وسائل الاتصال، لهذا عليه أن يكون أكثر نضجا وثباتا واحتراما للمحيط وتناقضاته.

والاحترام، يعتبر الإسمنت الحقيقي لبناء الدولة والمجتمع وعندما يغيب هذا المبدأ ” تفتح أبواب الجحيم ” كما يقول المؤرخ الانجليزي إي- إتش- غومبريتش- في خاتمة كتابه الرائع

” مختصر تاريخ العالم “.

-كاتب وصحفي

صوت وصورة
أجانب يتابعون التراويح بمراكش
الخميس 28 مارس 2024 - 00:30 1

أجانب يتابعون التراويح بمراكش

صوت وصورة
خارجون عن القانون | الفقر والقتل
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:30

خارجون عن القانون | الفقر والقتل

صوت وصورة
مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:00

مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية

صوت وصورة
ريمونتادا | رضى بنيس
الأربعاء 27 مارس 2024 - 22:45 1

ريمونتادا | رضى بنيس

صوت وصورة
الحومة | بشرى أهريش
الأربعاء 27 مارس 2024 - 21:30

الحومة | بشرى أهريش

صوت وصورة
احتجاج أساتذة موقوفين
الأربعاء 27 مارس 2024 - 20:30 5

احتجاج أساتذة موقوفين