8 مارس بين السلوكيات الذكورية والطروحات النسوانية

8 مارس بين السلوكيات الذكورية والطروحات النسوانية
الإثنين 9 مارس 2015 - 22:10

تحل علينا من جديد ذكرى الثامن من مارس، وتعود مرة أخرى الخطابات الرنانة حول موضوع المرأة بما تحمله من مزايدات سياسية وصراعات إديولوجية تفرغ المعنى الحقيقي لحقوق المرأة من مغزاه ليتحول الصراع من الحق في المطالب إلى صراع ذو خلفية إديولوجية تقوده بعض النسوانيات في معركتهن ضد الذكورة.

وإذا كانت الذكورة تعنى بها ذاك السلوك الرجالي الذي يعتمده الرجال في إثبات الذات انطلاق من قوتهم العضلية وهي مطية لكلمة حق أريد بها باطل، فإننا أصبحنا اليوم أمام ظاهرة جديدة تعبر عن نوع من النسوانيات تعتمد سلوكا غريبا على ثقافتنا التي أعطت مكانة عالية ورفيعة للمرأة كأم وزوجة وأخت.

وهي ثقافة جديدة للنوع المقابل لنوع الذكورة تبرر لإثبات المرأة لذاتها انطلاقا من ضعفها الجسماني جاعلة من نفسها الضحية الأولى للذكورة، وهو مسلك في خطابات المظلومية الذي يشكل معالم واضحة للشعور النسوانيات بالنقص، والرامية إلى تحقيق مطالب سياسية تروم تحقيق الامتداد الجماهيري والفئوي من أجل ممارسة الرقابة على السياسيات العامة والقطاعية للحكومة تحت عنوان المناصفة بين الرجل والمرأة.

وهو ما تحقق في دستور فاتح يوليوز 2011 الذي ينص في الفصل 19 في فقرته الثانية “تسعى الدولة إلى تحقيق مبدأ المناصفة بين الرجال والنساء” كتشريع تلزمه مقتضيات ومراسم من أجل تفعيل مشاركة المرأة في مراكز المسؤولية والقرار في تدبير الشأن العام، بمنطق تغليب الأغلبية العددية والمئوية على المنطق الكيفي المرتبط بالمرودية والقيمة المجتمعية المضافة.

يستطيع المتأمل في المشهد السياسي ببلادنا أن يلحظ تطور المسلسل الحقوقي للمرأة في المغرب خلال العقدين الآخرين كبرنامج عمل بعد مرور عشرون عاما على مؤتمر بكين، وذلك في اتجاه تعزيز المساواة، بالحقوق، والحريات المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية متجاوزة مجموع الدول العربية في هذا الصدد، ونذكر من أهم إنجازاتها:

إصلاح قانون الأسرة الأسرة، قانون الجنسية المغربية الذي أصبحت بمجبة المرأة المغربية مؤهلة لأكساب جنستها المغربية لأبناءها، زواج الفتاة دون إذن الولي، قانون حماية النساء من العنف، حماية المرأة من التحرش الجنسي قانون الشغل.. الخ.

غير أن تحقيق كل هذه الترسانة القانونية بالمغرب يصاحبها اختلال في الفهم والتنزيل، وذلك مرده إلى عدم تجانس النساء في انتمائهن الإديولوجي والسوسيولوجي ما بين تيارات محافظة “الأحزاب المشكلة للإتلاف الحكومي” و”التيار اليساري” الذي يحتفظ بتأثير قوي كقوة ضغط في المشهد الحقوقي رغم قلة عدده.

وتبقى التيارات النسوانية فاقدة لعمقها الشعبي الغير المتجدر، الأمر الذي زاد من عزلتها، وعدم قدرتها على تأطير فئات عريضة من النساء، والرفع من منسوب الوعي لديهن، وهو الأمر الذي يزيد من استفحال المزيد من أشكال الإقصاء، والمعاناة الممثلة في ارتفاع حالات الطلاق، وتفاقم الخلاف بين المرأة والرجل في الرؤى والمفاهيم والقيم والمعتقدات، مما يهدد بانشطار المجتمع إلى قسم ذكوري وآخر نسواني، واستفحال مظاهر الأمية والفقر، وضعف التمدرس.

وهي مؤشرات تظهر بجلاء أن الإشكال ليس في القوانين، وإنما في العقليات الجامدة والمقلدة، والتي لا تكلف نفسها عناء اعتماد خطوات تثقفيه ترمي إلى الانخراط في التحولات المجتمعية بوعي وانسجام كاملين تروم من خلاله الاندماج في النسيج الثقافي، والاقتصادي، والسوسيولوجي بهدف المساهمة في الرفع من وثيرة النمو، وتحسين ظروف حياة المواطن المغربي بجميع مكوناته رجالا ونساء وشبابا.

صوت وصورة
احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية
الجمعة 29 مارس 2024 - 00:30 1

احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00 2

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15 3

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 11

تقنين التنقل بالتطبيقات

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب

صوت وصورة
وزير النقل وامتحان السياقة
الخميس 28 مارس 2024 - 16:02 6

وزير النقل وامتحان السياقة