الشباب بين سندان النضال ومطرقة التموقع

الشباب بين سندان النضال ومطرقة التموقع
الجمعة 3 أبريل 2015 - 23:55

من المفروض أن تكون الأحزاب السياسية مدرسة للديمقراطية تفعل فيها العدالة والشفافية والحريات، لكن للأسف أصبحت بعض الأحزاب السياسية مرتعا للفساد والتلاعبات، فيها ترفع شعارات الزبونية والمحسوبية للتملق للزعماء طمعا في الكراسي للحصول على ريع سياسي.

وكل هذا من شأنه أن يؤدي إلى الإغراق في النمطية وإغلاق مساحات الفعل السياسي أمام مختلف الشرائح العمرية من الشباب، فواقعنا السياسي اليوم لا يختلف كثيرا عما كان رغم هامش الحرية الذي اكتسبه بفضل الربيع الديمقراطي، وذلك راجع أساسا إلى تصنيف الأحزاب الفاعلة والأسماء الوازنة على هذه الفئة لاعتمادها خطابات جوفاء تكرس مفهوم الريع السياسي الذي يسيء إلى سمعة شباب اليوم.

فالشباب المغربي هو من دافع على إخراج دستور 2011، وهو من طالب بالقطع مع كل الممارسات الريعية التي صنفت بلدنا لعقود طويلة في خانة التخلف والاحتباس الحضاري، لذلك لن يقبل الشباب المغربي الذي رابط وناضل أمام مختلف مؤسسات الدولة وخاصة مناطق التوتر والاحتجاجات من أجل الدفاع عن مسار الانتقال الديمقراطي واستكمال أهدافه، لن يقبل بالجلوس في الفضاءات السياسية للإنصات والتصفيق وانتظار الإملاءات، بل نحن كشباب من يستحق الأولوية في القيادة لأن هامش الحرية الذي ناضلنا من أجله سنوات خلت لم يعد يسمح بهذه الممارسات التقليدية، فنحن أصحاب الأفكار نرى ونلاحظ ونسجل وندلي بآرائنا في أمهات المسائل التي ستصنع مجد المغرب: مغرب التسامح ومغرب الكرامة ومغرب الحريات، وهو نضال سياسي اخترناه طوعا وحبا وليس إملاء أو طمعا بعيدا عن الولاءات أو درجات القرب من القيادة الحزبية أو النسب إليها.

أما ما عايشناه في الآونة الأخيرة في ساحتنا السياسية لهو بالتأكيد وصمة عار على جبين السياسيين وترسيخ فاضح لممارسات ديكتاتورية تحتاج إلى إعادة النظر في آلياتها وميكانيزماتها في التعامل مع الشباب على مستوى الاستقطاب فبعد مسيرة من النضال نفاجأ بين ليلة وضحاها بلائحة بعض مرشحين شباب لا نعرف لهم تاريخا أو إنجازا أو مبادرة من فرط غيابهم وانشغالهم التام بدراساتهم في الجامعات الدولية، وكأنهم دمى يتم بها تأثيث الفضاء الحزبي والبرلماني.

والغريب أنها أسماء لا تتمتع بثقافة سياسية تؤهلها أن تصدح بآرائها ومواقفها في الفضاءات السياسية، بل ولا تُجيد حتى تلاوة الخطب والتقارير غير أن درجة قرابتها العائلية والشخصية من الزعماء كبيرة ، ولعل هذه القرابة هي المؤهل الوحيد الذي أهل هذه الفئة للتسجيل في لائحة المرشحين، الأمر الذي جعلنا نحس أننا نناضل لحساب عائلات حزبية بعيدة عن الهيكلة والتنظيم. وبهذا وقفنا حيارى محزونين أمام مشهد سياسي مبلقن ومزيف يعاني من الفسادين الأفقي والعمودي، ويغيب فيه الهدف الأسمى ألا وهو تأطير الشباب المغربي بعيدا عن كل المزايدات وتسيير الشأن العام الذي بات عند بعض الساسة شأنا خاصا وربما شأنا عائليا.

لذلك أدعو شباب مغرب 2015 أن يتحمل مسؤوليته التاريخية في أن يكون يقظا لمثل هذه المخططات السياسية الرامية إلى تهميش الكفاءات الحقيقية والتلاعب بحقوقها الدستورية والسياسية علنا ننأى بهذا البد عن الفتن ونصل به إلى بر الأمان.

مغرب يتسع للجميع مغرب قوته في تعدد روافده.

-فاعل جمعوي وسياسي

‫تعليقات الزوار

1
  • علي جدو
    السبت 4 أبريل 2015 - 15:49

    مقال …بل نداء وتحذير واستغاثة… من أجل الوطن… من أبن الوطن المناضل البار والأسرة المناضلة رغم كيد الحساد والمنافقين. أبن الصحراء التي يموت فيها النخل واقفا وبكل شموخ…

صوت وصورة
أجانب يتابعون التراويح بمراكش
الخميس 28 مارس 2024 - 00:30 1

أجانب يتابعون التراويح بمراكش

صوت وصورة
خارجون عن القانون | الفقر والقتل
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:30

خارجون عن القانون | الفقر والقتل

صوت وصورة
مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:00

مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية

صوت وصورة
ريمونتادا | رضى بنيس
الأربعاء 27 مارس 2024 - 22:45 1

ريمونتادا | رضى بنيس

صوت وصورة
الحومة | بشرى أهريش
الأربعاء 27 مارس 2024 - 21:30

الحومة | بشرى أهريش

صوت وصورة
احتجاج أساتذة موقوفين
الأربعاء 27 مارس 2024 - 20:30 5

احتجاج أساتذة موقوفين