التوجيه التربوي قضية المسار والمآل

التوجيه التربوي قضية المسار والمآل
الأحد 26 أبريل 2015 - 19:12

سعت الأنظمة التربوية الحديثة إلى الاهتمام بالتلميذ وتكييف المدرسة بما يتلاءم وقدراته وميولاته، وقد كان “روسو” أول من دعى إلى ضرورة الاهتمام بالمتعلم في كتابه الشهير “إميل” وعزز “كوندورسيه(1794-1743) ” ذلك بقوله: ” يجب أن تعمل التربية أولا على أن تتيح لكل فرد من بني الإنسان جميع الوسائل التي تمكنه من سد حاجياته ورفاهيته ومعرفة حقوقه والتزاماته “.

وظهر التوجيه المهني كنتيجة للتطور الاقتصادي الذي أحدثته الآلة حيث فرضت تقسيما للعمل وبالتالي وضع الإنسان المناسب في المكان المناسب من أجل ضمان فعالية وإنتاجية أكبر، مما فرض على المدرسة تبني التوجيه التربوي الذي يتمثل في المزاوجة بين الفرد والمهنة المناسبة له.

في نفس الإطار ظهرت عدة نظريات تجمع كلها على اعتبار التوجيه التربوي مرحلة حاسمة في حياة كل تلميذ وبالتالي يأخذ النظام التربوي بعين الاعتبار القدرات الفردية للتلاميذ قصد توجيههم نحو الشعب التي تهم إبراز قدراتهم وكفاءاتهم وتحقيق ذواتهم.

وجاء الميثاق الوطني للتربية والتكوين الذي اعتبر التوجيه دعامة من دعامات منظومة التربية والتكوين تروم مساعدة المتعلم(ة) في اختياراته التربوية والمهنية. حيث تتجلى أولى معالم المقاربة التربوية للتوجيه التربوي، على المستوى المؤسساتي في إقرار هيكلة وظيفية لمنظومة التوجيه، أي محددة المرامي والأهداف ومتشكلة من بنيات إدارية وتأطيرية وخدماتية، ويتحدد مجال اشتغالها في الاستشارة والتوجيه داخل إطار تنظيمي يرتكز أساسا على مبدأي الاستمرارية والتكامل في المهام والوظائف من جهة، ومن جهة أخرى على مبدأي ترشيد استعمال الوسائل المادية والبشرية وخاصة الجانبيات المهنية للأطر واستثمار تخصصها في تعميم وتنويع الخدمات المقدمة في مجال الاستشارة والتوجيه، وتحسين المردودية الداخلية للبنيات العاملة بها.

ثم جاء البرنامج الاستعجالي لإعادة بناء نظام الإعلام والتوجيه من أجل الرفع من قدرة نظام التربية والتكوين على منح كل تلميذ الوسائل التي تمكنه من أن يتوجه نحو التكوين الملائم له ويمنحه إمكانيات تفتح له آفاق مستقبلية واسعة للاندماج في سوق الشغل. حيث حدد المخطط الإستعجالي ومن خلال المشروع “E3P7” حول “إرساء نظام ناجع للإعلام والتوجيه”، أربعة تدابير أساسية :

التدبير الأول: وضع الإعلام رهن إشارة الفئات المعنية عبر نظام وحيد للإعلام والتوجيه .

التدبير الثاني : تطوير التوجيه النشيط .

التدبير الثالث : تعبئة الأطراف المعنية حول التوجيه .

التدبير الرابع : تعزيز الموارد البشرية المخصصة للتوجيه كما ونوعا.

وعملت الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين والنيابات التابعة لها خلال المرحلة الممتدة من 2009 إلى 2012، على تنزيل مضامين المشروع المتعلق بالإعلام والمساعدة على التوجيه حسب خصوصيات كل منها والإمكانيات المتوفرة لها.

وقد أكدت السلطة الحكومية الحالية على أن إصلاح نظام التربية والتكوين المهني، في ظل المقاربة النسقية التي يجب أن تعتمد النظرة الشمولية، يجب أن تأخذ بعين الاعتبار قضايا الإعلام والتوجيه التربوي نظرا لدورها الاستراتيجي الحاسم في تحقيق آمال وتطلعات التلاميذ المستقبلية وفي تحديد اختياراتهم ومسارهم الدراسي.

فبعد هذا كله وجب التساؤل اليوم أكثر من أي وقت مضى ما مسار ومآل مجال التوجيه التربوي برمته مستقبلا ؟ وما مكانته في الإصلاح التربوي المرتقب لمنظومة التربية والتكوين المهني بالمغرب ؟

-مستشار في التوجيه نيابة ورزازات

صوت وصورة
احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية
الجمعة 29 مارس 2024 - 00:30 1

احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00 2

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15 3

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 11

تقنين التنقل بالتطبيقات

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب

صوت وصورة
وزير النقل وامتحان السياقة
الخميس 28 مارس 2024 - 16:02 6

وزير النقل وامتحان السياقة