مذكرات كاتب فاشل ... الدنجوان

مذكرات كاتب فاشل ... الدنجوان
الأربعاء 29 أبريل 2015 - 09:34

6/ الدنجوان

أصبحت ملازما للبيت لفترة طويلة، بعد أن غادرت المجلة، قريبا من والدتي التي أصبحت تتحفني بالكثير من الحكايات حول عالم النساء وأشجانهم، حقيقة نرتكب ذنبا كبيرا عندما نجعل المسافة تتسع بيننا وبين ” والدينا ” عندما نعطيهم الظهر ونعتبر أنفسنا كبرنا ولم يعد لديهم ما يقدموه لنا. أشياء جميلة في الحياة تكون بين يدينا ولا نلتفت إليها إلا بعد فوات الأوان.

مكتبتي هي الأخرى بعد مدة من الطلاق البائن ، دخلتها كالفاتح لبلاد الأندلس، أتلمس كل جنب من جنباتها، أشتم رائحة الورق الكلمات. ترفرف عيني ، فترمقني نظرات حادة لأفلاطون في كتابه الجمهورية، وكأنه يعاتبني عن سفري لمدينة المحتالين وأترك مدينته الفاضلة. بدوره أبوحيان التوحيدي سقط من الدرج وكأنه يحيلني على سقوطي في دوامة خبث السياسة وغربتها وعزوفي عنه مدة طويلة وكأنه يقول لي ليس لك مفر من العودة إلى الإمتاع والمؤانسة، وهل استطيع ذلك، بعد أن فقدت الكثير من الوزن الأخلاقي ؟

الكثير من الأسماء العظيمة كانت تتفحصني باندهاش كبير، بعد دخولي بيت الحكمة، كم شعرت بالحزن عندما سافرت بعيني ووجدت أغلبهم عاشوا فترات عصيبة ولم يتنازلوا قيد أنملة عن قصائد ورسائل الحب الخالدة. فهمت أن العظماء لا يتركون سوى الأشياء العظيمة التي تشبههم.لكنني كنت أشعر بينهم أنني قصير القامة ولم اترك شيئا يذكرني به الناس سوى الرماد.وهذا حال كثير من الناس الذين لا يتقنون سوى فن الحرائق في عمرهم القصير.

في تلك اللحظة وضع أبوالعلاء يده اليمنى على رأسي كأن بي مس أوجنون وأخذ يسمع إلى نبضات قلبي التي كانت تضرب بسرعة، وفي لحظة صفاء سلمني رسالة الغفران. وكم غمرني إحساس جميل وعودة إلى الروح، ما أجمل أن يعود الواحد منا إلى ذاته ولو متأخرا.

وإنا أهم بمغادرة المكتبة، لفتني روائح غريبة، وكأنها تتشرب روحي وتحاول إغمائي،أحسست بنفسي يضيق، وأنا اقترب من نافذة المكتبة الوحيدة لأحكم جيدا غلقها، فإذا بي أعثر على صفحات ” ورود الشر” ساقطة ، كضحية من ضحايا الزمن الباريسي.

ودون أن اشعر، وبسرعة خاطفة انقضضت على رسائل حب ” مي زياد” وجبران ” وخرجت مهرولا كالمجنون كأنني حصلت على خريطة الكنز. لكن .. هل استطيع الوصول إليه ؟

عندما اختليت في المساء بهذه الرسائل وانأ ارتشف من عبقها، شعرت بمتعة لم اشعر بها منذ زمن طويل، وحملتني الكلمات الأثرة إلى فترة من شبابي عندما كنت اعشق أكثر من واحدة وفي مدن عدة وقد تذكرت مبتسما عندما كنت اكتب رسالة حب واحدة لمعشوقاتي وكنت اجتهد فقط في تغيير الاسم والمدينة، دون إغفال رسم قلب ووردة حمراء . الآن فهمت لماذا كانت أمي تنعتني دائما بالشقي وكانت الفتيات تلقبنني بزير النساء، حقيقة ما أجمل التعدد في الحب وليس في الزواج.

وضعت الرسائل جانبا، عندما بدأ النوم يغالبني وأنا فكرفي تاريخي الأسود مع النساء إنها قصة أخرى تستحق البوح ……………

صوت وصورة
احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية
الجمعة 29 مارس 2024 - 00:30 1

احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00 2

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15 3

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 11

تقنين التنقل بالتطبيقات

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب

صوت وصورة
وزير النقل وامتحان السياقة
الخميس 28 مارس 2024 - 16:02 6

وزير النقل وامتحان السياقة