إضاءة خافتة على الشخصية "المسلمة" في المغرب

إضاءة خافتة على الشخصية "المسلمة" في المغرب
الخميس 14 ماي 2015 - 01:09

لدينا عينة بحثية اعتباطية من المسلمين “السنة”,تتكون العينة عن ما يزيد من مئة فرد وجهت لهم مجموعة من الأسئلة على الشكل التالي:

1- هل تؤمن بحرية الاعتقاد؟

-نعم.

2- هل تعتقد أن الإسلام “كدين” يعطي للأفراد الحق في حرية الاعتقاد؟

-نعم.

3-هل في نظرك يجب أن ينشر الدين بالحوار أم بقوة السلاح؟

-بالحوار.

4- هل يمكنك أن تذكر لنا بعض النصوص المبررة لهذا القول؟

– “لا إكراه في الدين”,”لكم دينكم ولي دين”,”وجادلهم بالتي هي أحسن”,”إنما أنت مبشر لست عليهم بمسيطر”…

والآن سننطلق إلى صنف آخر من الأسئلة لذات المجموعة:

1 – باعتبارك إنسانا مسلما هل تؤمن ب”الجهاد بالسيف والسلاح”؟

– نعم.

2 – هل تعتقد بأن الرسول جاهد بالسيف؟

-نعم.

3- لماذا في نظرك جاهد الرسول؟

– لنشر الإسلام وتبليغه.

4 – هل تعتبر “الغزوات الإسلامية “في المشرق والمغرب فتوحات أم استعمار؟

– فتوحات إسلامية.

5- هل تمت هذه الغزوات بالسيف والسلاح أم بالحوار؟

– السيف والحوار معا.

*أسئلة من نوع خاص(أسئلة البراكسيس):

1- ما حكم المرتد عن دين الإسلام في نظرك؟

– القتل.

2- هل تعطي لنفسك الحق في نشر الإسلام أو الدعوة إليه في بلد غير مسلم؟

-نعم.

3- هل يحق للنصراني أو اليهودي أو الملحد… أن يدعوا لدينهم أو أفكارهم وينشروها في بلد مسلم؟

-لا

4- لماذا؟

-لأن الدين الإسلامي هو دين الحق ودينهم باطل زائف محرف.

يمكن للقارئ هنا أن يلاحظ بسهولة تامة التناقض وعدم الانسجام الحاصل بين الأفكار التي أثارتها الأسئلة الأولى والعواطف التي خرجت على حين غرة لتلتهم تلك الأفكار وتنفيها تماما بطريقة شعورية أو لاشعورية.

والحال أن الفكرة القائلة أنه “لا يمكن تحريك الجماهير والتأثير عليها إلا بواسطة العواطف المتطرفة المبالغة فيها دون محاولة إثبات أي شيء عن طريق المحاججة العقلانية” هي فكرة صحيحة إلى حد ما .كما يرى “غوستاف لوبون” مؤسس علم النفس الاجتماعي وصاحب كتاب “سيكولوجية الجماهير”.

“فبساطة عواطف الجماهير وتضخيم هذه العواطف بشكل لا عقلاني بل أحيانا أسطوري,يحميها من عذاب الشكوك,كما يمنعها من عدم اليقين فيما تعتقد فيه,فالجماهير كالنساء,تذهب مباشرة نحو التطرف” والعهدة دائما على غوستاف لوبون.

تنبع ضرورة هذا الكلام من خضم واقعنا المعاصر الذي يشهد ميولات ونزوعا كبيرا هذه الأيام صوب توجه بعينه أو لنقل “شكل من الإسلام” بعينه, كأنما ” الإسلام العقلاني” إن صح التعبير ما هو إلا مساحيق تداري ” الإسلام العاطفي أو الحشدي ” الذي يؤسس لتقلبات “الشخصية المسلمة المعاصرة”.

خلاصة:

ربما سنتفق جميعا على أن كل التنظيمات والكيانات والدول أيضا,تبني ذاتها على ثقافة الحشد والعاطفة,بل إن أغلب التنظيمات والحركات … التي كتب لها النجاح عبر التاريخ,كان حطبها ووقودها العواطف وليس الأفكار,وحتى ولو حضرت الفكرة فهي في خدمة العاطفة والإثارة,إذ سرعان ما تخبو الفكرة لحساب ثقافة الحشد التي ترضع من ثدي التراث والتاريخ الثقافي والعسكري لأمة من الأمم ولو بشكل لا شعوري!
………………………………………………………………
ملاحظة: %87 من المستجوبين كانت لهم نفس الأجوبة أعلاه

-أستاذ مادة الفلسفة

https://www.facebook.com/oussama.mousaoui

‫تعليقات الزوار

4
  • saccco
    الجمعة 15 ماي 2015 - 00:21

    وهذا ما يظهر جليا وبوضوح من خلال تفاعل الجمهور مع تجربة الاسلاميين في الحكومة
    فقد نجح بنكيران بواسطة الشحن الديني المكثف والحشد العاطفي للجمهور وهو شحن غير منطقي ولا عقلاني في طبيعته ومبالغ فيه لشخشخة وإثارة عواطف العوام كقوله على سبيل المثال أنه يتمنى الموت في سبيل الله !!! أو مخاطبا أحد الخصوم "هل ترضى ان تجد زوجتك مع رجل في الفراش !!!اي انه يستعمل عبارات choc لرج عواطف العوام وهذا الخطاب يجعله في غنى عن الاثبات العقلي أوالبرهاني او الحجاجي لتعليل هذه سياساته وبهذا الخطاب إستطاع تمرير أصعب وأخطر السياسات التي تضرر منها بشكل كبير هذا الجمهور نفسه وهو على إستعداد لتقبل المزيد من هذه الاكراهات المعيشية(سن التقاعد…) مقابل تلقيحه وحقنه بهذا الخطاب الديني المدغدغ للعواطف
    فلنفرض ان حكومة أخرى قامت برُبع هذه الاجراءات التي قام بها بنكيران وحاولت تبريرها بواسطة حجج عقلية محضة لإنقلب المغرب "سفاه على علاه "كما حدث مرات عديدة في تاريخ المغرب المعاصر
    فلا عجب ان تبقى الحكومة النصف ملتحية في الانتخابات المقبلة ما دامت تستعمل نفس الخطاب ولو أدى ذلك الى مزيد من التفقير والخنق المعيشي للعوام

  • saccco
    الجمعة 15 ماي 2015 - 02:51

    في الحقيقة يبدو الوضع الراهن صعب بالنسبة للانسان المسلم في ملامسته لإكراهات الحياة اليومية القاهرة وهذا الهرج والمرج والقربلة في الحقل الديني ،فإذا كان الانسان المسلم ينشد من وراء تدينه راحة نفسية فهو يجد نفسه في معترك جدل عقيم ومرهق تتجاذبه سلط فقهية متنافرة حد التناقض حيث عيّنوا أنفسهم وكلاء عن الذات الإلهية فمنهم من يطعن فيما كان مسلما به ومنهم نسخ الدعوة الى السلم والوئام الى فتح باب العنف والكراهية ومن التعارف بين الشعوب والامم الى عزل المسلمين عن انفسهم و باقي الشعوب ومن الانفتاح على قيم العدل والحرية والمساواة الى سلب المسلم عقله وفكره ورأيه ووأدا للعقلانية ومصادرة الحريات
    ولقد إستطاع الفقهاء تشييد تصورات إختزالية للذات الالهية كسلطة تجلس على العرش وتراقب الناس بإحكام في صغيرتهم وكبيرتهم وجعلوا العبادات تفقد معناها وسموها الروحي وجوهرها القيمي لكي تتيه في جزئيات وطقوس ومظاهر رتيبة وروتينية تدفع نحو النزعة النفعية وراء التشبت بهذه العبادات كرأسمال يضمن الدخول الى الجنة بكثير من الحيرة والتشتت اليماني

  • بوجمعة
    الجمعة 15 ماي 2015 - 13:00

    مقترح لخطاب دعوى رشيد (3-3)

    نستكمل اليوم الجزء الأخير من تجديد الخطاب الإسلامى والدعوى فى النقاط التالية:

    ثامنًا: خطاب التواضع: فينبغى للخطاب وأصحابه أن يتواضع للناس ولا يستعلى أو يتكبر أو يستطيل عليهم.. فرسالات السماء كلها جاءت بالتواضع وذم الكبر وهدمه.. وكما قيل حيثما كانت المصلحة فثم شرع الله.. فإننى أزعم «أنه أينما كان التواضع فثم مراد الشريعة ومراد الله سبحانه».. وأينما حل الكبر كانت الأدواء والأهواء.. وقديمًا قال الزهاد «لأن تبيت نائمًا وتصبح متواضعًا خير لك من أن تبيت قائمًا وتصبح متكبرًا».. مستطيلًا على الخلائق بعبادتك وطاعتك.. فـ«رب معصية تذل بها لديه سبحانه أفضل من طاعة تدل وتمنّ بها عليه».

    وأنا أناشد كل متكبر أن يغادر ميدان الدعوة إلى الله إلى غيره، فهتاف ورثة الأنبياء «اللهم إنى أعوذ بك أن أكون فى نفسى عظيمًا وعندك حقيرًا وضيعًا».

    عاجل نيوز

  • كلمة
    السبت 16 ماي 2015 - 19:51

    اولا سيدي الكريم ليس هناك دين عقلاني و دين عاطفي دين الله واحد و دين الله الحق لا يعرف من سؤال عوام الناس بل من العلماء الربانيين يقول تعالى" فاسألوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون" و اتباع العقل في معرفة احكام الدين زيغ و ضلال لأن العقل مخلوق لا خالق و الخالق اعلم بما يصلح لخلقه في دنياهم و مآلهم وان تعارض العقل مع النص من القرآن او السنة نقدم النص فالاسلام يعني الاستسلام لأحكام الشرع …"وما كان لمؤمن ولا مؤمنة اذا قضى الله و رسوله امرا ان يكون لهم الخيرة من امرهم"
    الانحرافات التي نراها في الجماعات الضالة مثل داعش و القاعدة و غيرها سببها الابتعاد عن العلماء الثقات و عدم الاخذ بفتاويهم و لا يمكن للدين ان يأخذ من غير اهل العلم …

صوت وصورة
حاجي ودمج الحضرة بالجاز
الخميس 28 مارس 2024 - 12:03

حاجي ودمج الحضرة بالجاز

صوت وصورة
أجانب يتابعون التراويح بمراكش
الخميس 28 مارس 2024 - 00:30

أجانب يتابعون التراويح بمراكش

صوت وصورة
خارجون عن القانون | الفقر والقتل
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:30

خارجون عن القانون | الفقر والقتل

صوت وصورة
مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:00

مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية

صوت وصورة
ريمونتادا | رضى بنيس
الأربعاء 27 مارس 2024 - 22:45

ريمونتادا | رضى بنيس

صوت وصورة
الحومة | بشرى أهريش
الأربعاء 27 مارس 2024 - 21:30

الحومة | بشرى أهريش