محاربو تندوف هم بصدد التحول إلى محاربي التنظيم الإسلامي العالمي

محاربو تندوف هم بصدد التحول إلى محاربي التنظيم الإسلامي العالمي
الأحد 2 يناير 2011 - 20:21

المد الإسلامي هو بصدد اجتياح جبهة البوليساريو و هذه الجبهة مستقبلا سوف لن تستطيع التخلص من هذا المد الجارف. قواعدها المعهودة المكونة من خليط القوميين المشدودين إلى العروبة، و خليط الإثنيين المتمسكين بقيم و ثقافة مجتمع البيضان التي هي مزيج من الثقافة العربية و الأمازيغية، بالإضافة إلى يساريين علمانيين و ديمقراطيين؛ هذا الخليط من التوجهات السياسية و الإيديولوجية خلال السنين الأخيرة أصابه الترهل و اجتاحته ثقافة الاستهلاك المتأتية من ارتفاع عائدات المساعدات الدولية، و لم يعد يتوفر على الإرادة و الحماس الضروريين لاستنهاض قواعده، مما سيدفع مستقبلا هذه القواعد إلى البحث عن ذاتها و محاولة الاستثمار النفسي و الروحي في العقيدة الجهادية. و كما يعلم الجميع العقيدة الجهادية هي في الظرف الراهن تحولت إلى ما كانت عليه خلال القرون السالفة أي تحولت إلى عقيدة كونية من أجل تحقيق العدالة الإلهية و ليس من أجل تثبيت و توطين السياسة الوطنية كما حصل لكل الدول الإسلامية التي حصلت على استقلالها بعد الحرب العالمية الثانية. العقيدة الإسلامية الجهادية هي عقيدة وجود و ليست عقيدة حدود، هي عقيدة للكون و ليست عقيدة لحماية حدود الوطن؛ وظيفتها حاليا هي أقرب إلى وظيفة الفلسفة الوجودية التحررية لسنوات الستينات من القرن الماضي بداخل أوروبا و بداخل الولايات المتحدة الأمريكية؛ وظيفتها هي أشبه كذلك بوظيفة الخلايا الثورية الشيوعية التي ساهمت في مواجهة الديمقراطيات الشعبية بأوروبا(النازية و الفاشية و الفرنكاوية)


هذا التحول من القناعة القومية و الإثنية إلى القناعة الجهادية سيدفع في اتجاه تحالفات و تفاعلات جديدة للمنطقة مع قضايا الإسلام الجهادي، و هنالك من المحللين من تعاطى مع بعض الأحداث الأخيرة التي وقعت في مخيمات تندوف على أنها ردود أفعال فقط عارضة و بدون أي تأثير يذكر؛ لكن الأمر ليس كذلك بل هو أكبر بكثير و يدخل ضمن مسلسل الرعب الذي يهدد المنطقة و التي لا محالة سيحولها إلى ساحلستان جديدة.


زيارة بعض المكونات السياسية الإسلامية الجزائرية لمخيمات تندوف مؤخرا كما أكدت ذلك جريدة الخبر الجزائرية ليس ردود فعل فقط موجهة ضد المكون السياسي الإسلامي الأساسي للمملكة المغربية الذي هو حزب العدالة و التنمية، هذا الأخير، الذي نسب(برفع الواو) تصريح إلى احد قيادييه، نورالدين قربال، يؤكد فيه بأن” أحزابا سياسية جزائرية بينها حركة مجتمع السلم تدعم الطروحات المغربية” هذه الزيارة التي قام بها بالتحديد وفد جزائري على رأسه أبو جرة سلطاني زعيم حركة مجتمع السلم تدخل ضمن تحولات عميقة.


إلى حدود سنة 2010 اعتبرت الدول المشكلة لشمال إفريقيا بالخصوص المملكة المغربية و الجمهورية الجزائرية الدولتين الرئيسيتين لهذه المنطقة بان توظيف التنظيمات الإسلامية الجهادية في الخلاف الحدودي القائم بينهما هو خط أحمر؛ فرغم تورط بعض المكونات الأمنية الجزائرية ما مرة في مثل هذه الأعمال الإرهابية كما حصل في تفجيرات فندق أسني بمراكش و كما حصل في محاولات عدة لإدخال الأسلحة بداخل المملكة المغربية من أجل زرع البلبلة، لكن اللجوء العلني إلى العمل الإرهابي من اجل تصفية الخلافات الحدودية كان ممنوعا. أما اليوم فان هذه التنظيمات الجهادية التي تتناسل بسرعة هائلة فعلى ما يبدو فرضت نفسها بالقوة على مخيمات تندوف؛ و الجزائر بترخيصها لأبو جرة سلطاني بزيارة مخيمات تندوف يبدوا أنها أرسلت إليهم شخصا يتحدث نفس اللغة و يحمل نفس الأفكار المضمرة.


نظرا لازدياد هذه الخلايا الجهادية بمخيمات تندوف، و نظرا لخوف الجمهورية الجزائرية من أي خروج لهذه الخلايا عن سيطرتها فقد قامت مؤخرا بتأسيس مكون سياسي إسلامي تحت اسم “الرابطة العالمية للدعاة والمفكرين المسلمين لنصرة الشعب الصحراوي” تتعهد الأمانة العامة لهذا المكون الإسلامي بتبييض و تبرئ ذمة العمل الجهادي من أي أفعال إرهابية متوقعة بداخل المناطق الصحراوية و بداخل الشريط الساحلي الغربي و إلصاقها بالمملكة المغربية…


هذه المهمة الرئيسية لهذا التنظيم “العالمي” التي هي التبييض و التبريء من الأفعال الإرهابية المرتقبة من المتوقع أن تعرف انحرافات نحو أهداف أخرى غير الأهداف المسطرة لها سلفا؛ لأن أي مكون سياسي إجرائي يصنع من طرف المخابرات و بداخل المختبرات تصدر عنه سلوكات انقلابية غير متوقعة ومن بين السلوكات الغير متوقعة لهذه التنظيمات الجهادية التي بدأت تستوطن أذهان و عقول الصحراويين بمخيمات تندوف هي نقل مهمة محاربي هذه المخيمات من مهمة محاربين بداخل جبهة البوليساريو إلى مهمة محاربين لصالح التنظيم الإسلامي العالمي.


[email protected]

‫تعليقات الزوار

4
  • 3LABAL
    الأحد 2 يناير 2011 - 20:23

    sooner or later سينقلب المسحور على الساحر ويلكم يا جنرلات الجزاءر
    حمدنا لله وحبنا للوطن ورمزنا هو ملكنا

  • s.o.s
    الأحد 2 يناير 2011 - 20:25

    …جميع التنظيمات الإسلامية سواء “الجهادية” منها..أوذات النشاط الدعوي الصرف..وحتى الجمعيات والأحزاب المنخرطة في العمل السياسي – والحق يقال ولايمكن إخفاؤه بغربال المغالطات الرخيصة – هي ضد التقسيم والتجزئةلأي بقعة في العالم الإسلامي..حتى التي لانوافقها المنهج ( كالجماعات الجهادية) لم تقل بهذا ،وأنت أيها الكاتب لاشك تريد الصيد في الماء العكر ،”البوليساريو”قامت أول يوم على فكرة تجزيء المغرب وتم صنعتها داخل محاضن التفريخ المخابراتي الجزائرية..وتاريخ المغرب قبل جغرافيته يشهد أنه كان ممتدا من حدودنهرالسينيغال إلى داخل صحراء برقة الليبية،ثم وحتى في عهود ماقبل الاستعمار الفرنسي وإبانه كان الكل يسلم بداهة بأن موريتانيا إقليم مغربي وكذا تلمسان ، وإنك بهذه المغالطة”المشبوهة” تحاول خدمة أجندات احترابية بأن تجمع بين متناقضين هما : النظرية الإسلامية الوحدوية التي ترى الحدود بين البلاد الإسلامية هي للتفرقة بين المسلمين ،والنظرية الانفصلالية التي لاعلاقة لها بالإسلام ،حتى وإن غذيت بحثك هذا ببضعة أرقام وأسماءومصطلحات فإنه لم يرق إلى مجرد التفكير في محاولة التسليم به كحقيقة…فطرحك يا سيدي مشبوه وتشتم منه رائحة “التحريض” و”الاحترابية” من على أميال …فاتق الله وقل حقا ..(وانشروا تؤجروا )

  • انا الحق و الحق انا نحن روحين
    الأحد 2 يناير 2011 - 20:29

    إلى الذين يؤمنون ب “الرابطة الإسلامية العالمية لنصرة الشعب الصحراوي” والذين يبرِّؤون الجزائر من التورط في قضية الصحراء، والذين يكذبون انخراط مقاتلين من تيندوف في صفوف تنظيم القاعدة، إلى هؤلاء وأولئك نقول: ذكر وزير الداخلية الإسباني بالأمس – وهو مسؤول كبير لا يتلاعب بالمعلومات، أن “مخابرات بلاده رصدت تسلل عناصر محسوبة على القاعدة في صفوف المحتجين في أحداث العيون”، وذكر أن “تغذية تنظيم القاعدة بعناصر من جبهة البوليساريو ليس مستبعدا”. لم يعد إذن، تنظيم البوليساريو قناة لتصريف مواقف الجزائر المعادية للمغرب ووكيلا لها في حربها المعلنة على المملكة فقط، بل تعدى ذلك إلى الانخراط -رغما عن قيادته- في خدمة أجندة تتجاوز حسابات الجزائر نفسها وتضر بأمنها قبل غيرها. وما نزول بعثة من إسلاميي الجزائر إلى تندوف للتواصل مع الشباب اليائس هناك، إلا دليل على أن الوضع بدأ يتطور في اتجاه غير محسوب. وهل يحصد الورود من زرع لغيره الأشواك؟.
    2011-01-02 Khalil RGUIBI

  • هشام
    الأحد 2 يناير 2011 - 20:27

    علينا أن نواجه الامر كما هو و ليس كما نريد أن نصوره للآخرين. فمثل هذه الاجتهادات و لو كانت بريئة تفقد المصداقية في الطرح الحقيقي الذي لايتزعزع للقضية .أظن أن المسألة محسومة عند كل المغاربة و لن نحتاج الى شيطنة أي طرف و نربطه بكيان آخر حتى نظهرأمام العالم كم نحن على حق …!! .
    أما ما يخص الجهاديون فأحيلك الى ما جاء في التعليق رقم 2.
    شكرا s.o.s

صوت وصورة
أجانب يتابعون التراويح بمراكش
الخميس 28 مارس 2024 - 00:30 1

أجانب يتابعون التراويح بمراكش

صوت وصورة
خارجون عن القانون | الفقر والقتل
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:30

خارجون عن القانون | الفقر والقتل

صوت وصورة
مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:00

مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية

صوت وصورة
ريمونتادا | رضى بنيس
الأربعاء 27 مارس 2024 - 22:45 1

ريمونتادا | رضى بنيس

صوت وصورة
الحومة | بشرى أهريش
الأربعاء 27 مارس 2024 - 21:30

الحومة | بشرى أهريش

صوت وصورة
احتجاج أساتذة موقوفين
الأربعاء 27 مارس 2024 - 20:30 5

احتجاج أساتذة موقوفين