كيف يمكن للاتحاد الاشتراكي تجاوز القوى الانتهازية؟

كيف يمكن للاتحاد الاشتراكي تجاوز القوى الانتهازية؟
الخميس 25 يونيو 2015 - 19:26

لقد شهد المغرب تحولا دستوريا احدث منعطفا تاريخيا في مسار الحركة الاتحادية، من النضال من اجل دسترة الخيار الديمقراطي إلى النضال من اجل ترسيخ هذا الخيار ببنية تحتية تتمثل في الحداثة، هذا الوعي المتقدم و المسئول جعل الاتحاديات و الاتحاديين يجمعون في المؤتمر التاسع على شعار نعم من اجل الديمقراطية و الحداثة و اختيار المعارضة المؤسساتية الواعية والمسؤولة للدود عن المكتسبات و مواجهة كل انحراف في توجيه الخيار الديمقراطي.

غير أن هناك من استغل حالة الخلاف التنظيمي ليكشف عن ميولاتهم الانتهازية بالمزايدة على المشروع السياسي و اختيار الارتماء في أحضان قوى التدين السياسي بغية الاستفادة من الريع الحكومي، بعدما ركبوا على الحراك الشبابي للوصول للبرلمان ضدا على الإرادة الشعبية التي سبق ورفضتهم في الانتخابات الجماعية في قلعة الشهيد المهدي بنبركة.

إن تموقعهم آنذاك في القيادة كانت فلسفته تتلخص في إسماع صوت الشباب وما يقتضيه ذلك من روح التضحية ونكران الذات و تغليب مصلحة الآجال القادمة عوض الغرق في النزعة الذاتية المقيتة . إلا أنهم وصلوا للبرلمان ضد فلسفة القانون و ضد مقومات الاشتراكي.

و ها هم الآن ضد المشروع الجماعي يكرسون ممارسات قمة في الانحطاط الأخلاقي، وذلك بالمزايدة على المشروع السياسي و الانخراط ضمن قوى التدين السياسي لوأد المشروع الحداثي الديمقراطي، محاولين إقناع الذات، عبر الاختباء وراء شعارات لا يفهمون مغزاها متخلين على المبادئ الراسخة و منجرين أمام نوازع الذاتية .

فبدل الانتصار للوضوح القيمي والدفع بالجيل الجديد، اتجهوا في مسار بهلواني لعرقلة الحراك الشبابي من اجل تكريس الاختيار الحداثي، متحالفين مع قوى المسخ السياسي مقابل مآرب مرضية، و ضدا على القيم الاتحادية الأصيلة التي تفرض الوضوح و التضحية بالغالي و النفيس من اجل إعلاء روح القيم.

فالاتحاد الاشتراكي كحاجة مجتمعية، مدعو للدفع في اتجاه الوضوح سياسي و القيمي ليس بالجمل الثورية ، بالركض نحو الغنيمة ، عبر مظلة قوى التدين السياسي، فمعركة الحداثة معركة طويلة الأمد ، من خلال الوعي الفكري المتجذر الكفيل بمواجهة التحولات الفوضوية التي تشتت الاتجاه نحو الوضوح، و تعطي خدمة لبنكيران لاستغلال الخلافات الداخلية لتبقى جماعته هي المسيطرة. ونضيع فرصة تاريخية لتجذير الحداثة والديمقراطية بمصداقية حقيقية ونقد قوى المحافظة بكل تلاوينها بشكل موضوعي.

فالاتحاد الاشتراكي كحامل للاختيار الحداثي ترجع أسباب التراجع إلى عوامل داخلية، وأهمها انتشار الانتهازية بين صفوفه، والانتهازية هنا تؤسس لحمولة سياسية وفكرية من قبيل الدعوة لاشتراكية جديدة بدون إرادة شعبية ، و من تجلياتها كذلك التسويات الفوقية مع القوى المحافظة التي تتلاقى مع القوى الانتهازية في توظيف الاتحاد للاستفادة من الغنائم الحكومية، لقد حان الأوان للكشف من استفاد خلال عشرية التحديث من الغنائم الحكومية و من وظف تموقعه في القيادة للاستفادة من ريع المناصب و المناشير و نيل الجوائز ليس بالكفاءة بل عبر التزلف لجماعة بنكيران، و بعض محترفي التسول الإعلامي من جرائد صفراء تحاول ان تصنع منهم فقهاء و هم في الحقيقة ادرى من غيرهم أنهم محدودي العطاء، يريدون ان يبنوا مجدا شخصيا على حساب نضال الشرفاء و السؤال الذي يطرح هنا، كيف نواجه هذه الصورة التي باتت تقدم على كونها الصورة الناجحة و إسقاط القناع على مثل هؤلاء؟

نحن مدعوين كاتحاديين واتحاديات، و كشبيبة اتحادية لمواجهة القوى الانتهازية عبر احداث ثورة ثقافية تنظيمية هي وحدها الكفيلة بكشف هؤلاء و دعوة القيادة الحالية لتحمل مسؤولياتها و إسقاط قيم الحداثة و الديمقراطية عبر على الأداة السياسية حاضنة لفكرة الاتحادية و مطبقا لمثل التحرر، و الحداثة و الديمقراطية و التوجه نحو المستقبل الذي يحتم علينا جميعا بضرورة التجديد التنظيمي و التجدد الفكري و تقييم المناضلين، و تقيم الأداء على أساس الفعالية و ليس الأقدمية، لكون النضال السياسي هو نضال من اجل تحقيق قيم و ليس من اجل تحقيق مكاسب سياسية، و من يريد منفعة سياسية فالاتحاد في المعارضة و من يريد خدمة المشروع فالاتحاد حي لن يموت. فمثل هذه الأفكار نحارب الممارسة الدخيلة على حزب حداثي، و لطالما وظفها محترفوا التنظيمي لضبط التوازنات و كبح جيل التغيير عبر تكريس التجهيل و الانغلاق، و فسحت المجال للانتهازية في حزب القوات الشعبية ، عوض اخذ مواقف جماعية متوازنة و تطهير الذات الاتحادية من القوى الانتهازية التي تتغذى من الجهل التنظيمي مما جعلها فقاعات إعلامية.

إن الوسيلة الكفيلة بكشف هؤلاء هي الوضوح الفكري الذي من شأنه إحداث خلخلة تنظيمية و فسح المجال للجيل الجديد، عبر التعاقد مع القيادة الحالية على أساس مشروع سياسي واضح، ضدا في التخبط التنظيمي والإطلال من وراء القناع ، بيافطات الاستقلالية والاشتراكية بغية الحصول على المناصب و إرضاء النزعات الشخصية.

-عضوة المكتب الوطني للشبية الاتحادية و عضوة اللجنة الادارية للحزب

‫تعليقات الزوار

5
  • ابو ايمن
    الجمعة 26 يونيو 2015 - 02:44

    لم افهم شيئا من كانت تقصد ولا ماذا كانت تريد ان تقول ولم افهم اقحام بنكيران في صراع اطراف هياكل ما تبقى مما كان يعرف بحزب الاتحاد الاشتراكي.
    اللي فهم يفهني

  • ويستمر مسلسل تدمير الدات
    الجمعة 26 يونيو 2015 - 03:02

    الاتحاد يشبه قطارات السبعينيات في المغرب كنّا نقول عنها بأنها قطارات راعتات البقر ،كما كانت في الغرب الامريكي ،يمكنك الصعود اليها وهي منطلقة ،وكما يمكنك القفز منها وهي مسرعة ،الاجتثات ،الاستئصال ،محاربة الظلامية ،هل هدا برنامج سياسي لحزب ?انه برنامج تقافي لجمعية نخبويا ،ليس الا ،لنعد الى المنشقون ،ودلك حقهم ،اختارو اسم البديل الديموقراطي ،بديل لمن ؟لمن تبقى في الحزب ؟ام بديل للمغرب بأحزابها ?اكيد ان المخاطب بلفظة البديل هو ماتبقاش في حزب الواردة ،وبالتالي فهو حزب مفتوح فقط للاتحاديين ،الاستئصاليين ،حركة تصحيحية غير ديموقراطية أولى داخل الاتحاد ،بقيادة لشكر شكليا ،حركة تصحيحية تانية ولكن ليس لتأسيس حزب جديد منفتح على المغاربة ككل ، ،بل فقط لمنافسة التيار الاستئصالي ،على أصوات غير موجودة أصلا ،اواستقطاب ،الاتحاديين المترددين ،وبالتالي فالصراع لازال داخليا ،حزب لاسقاط تيار لسكر وليس لتاطير المواطن ، ومن سيهتم بأحزاب تصارع طواحين الهواء او بعضها البعض ،فما ابعد المواطن واهتماماته عن مشاكلكم أيها الاتحاديون ،ليس لللمنشقين مايقدمونه لنا وهو ما نستشفه من الاسم ،نحن غير الاتحاديين ،

  • où est la démocratie
    الجمعة 26 يونيو 2015 - 10:33

    n'importe quoi,le même langage bidon,l'opportunisme ,et quoi encore, réactionnaire ça ne tient plus, révolutionnaire,langage mort par la mort du pédophile Mao, et l'arrivée des communistes enrichis par l'écrasement du peuple, chinois, l'urss balayée par la mafia qui gouverne la russie,
    le pps marocain allié de ses ennemis au gouvernement,
    cessez ce langage et essayez d'apprendre la démocratie qui manque à tous les partis marocains

  • مغربي حر .
    الأحد 28 يونيو 2015 - 04:59

    قاللو : شمتك . قاللو : عرفتك .
    خلاصة ما يمكننا قوله عن الإنتهازيين الذين يجعلون من السياسة مطية نحو مصالحهم الضيقة . يستعملون القيم كشعارات زائفة . يحاربون الفساد ظاهريا وهم غارقون فيه .
    الكل يجيد لحن الشعارات والخطابات المنمقة والمزوقة .
    الخلاصة : المغربي استوعب الدرس جيدا واتضح له أنه لا خير فيمن يزكي نفسه ويقدمها للمسؤولية والأمانة .

  • LAMZABI
    الإثنين 29 يونيو 2015 - 08:08

    الانتهازي لا يمكنه تجاوز الانتهازي .
    ا لاتحاد الاشتراكي فقد المصداقية بالكامل نتيجة الاشخاص التي استوزها من قبل , والتي تتوهم الان انها تقود السفينة

صوت وصورة
أحكام قضية الدهس بالبيضاء
الثلاثاء 16 أبريل 2024 - 23:58 3

أحكام قضية الدهس بالبيضاء

صوت وصورة
معرض الحلي الأمازيغية للقصر الملكي
الثلاثاء 16 أبريل 2024 - 23:55

معرض الحلي الأمازيغية للقصر الملكي

صوت وصورة
اعتصام ممرضين في سلا
الثلاثاء 16 أبريل 2024 - 19:08 1

اعتصام ممرضين في سلا

صوت وصورة
وزير الفلاحة وعيد الأضحى
الثلاثاء 16 أبريل 2024 - 17:34 24

وزير الفلاحة وعيد الأضحى

صوت وصورة
تكافؤ الفرص التربوية بين الجنسين
الثلاثاء 16 أبريل 2024 - 16:12 3

تكافؤ الفرص التربوية بين الجنسين

صوت وصورة
احتجاج بوزارة التشغيل
الثلاثاء 16 أبريل 2024 - 16:02 3

احتجاج بوزارة التشغيل