"ديمقراطيتنا" والحوار مع الشيعة !

"ديمقراطيتنا" والحوار مع الشيعة !
الأحد 26 يوليوز 2015 - 11:08

الديمقراطية تلك الكلمة السحرية “المُخلصة” ، والملخصة لبعض من مشاكلنا ، على رأسها معضلة الحكم .

ديمقراطية تحتاج متسعا غير هذا المقال، لكن لابد من التأكيد أنها آلية وحكمة إنسانية مرجوة ومطلوبة ، باعتبارها بديلا عن الاستبداد ونقيضا له ، هذا الاستبداد العربي الذي يكبح عالمنا “السني” أن يحذو مثل إيران “الشيعية ” ، التي فاجئت الجميع بتوقيعها الاتفاق النووي الأخير إلى جانب الغرب، خطوة نحو تحقيق “أهداف” بكل حنكة دبلوماسية وسياسية بعد طول قطيعة و”تعلم” ، تبني مكانا بين القوى الإقليمية والدولية ، في ظل غياب تام للعرب “السنة” ، إلا من دولارات وصفقات توزع ، ونفط يشتري رضا “الغير” ويستجديه من أجل صد تصدير “الثورة” .

إيران التي نختلف في تقييم تجربتها بما سمي “ولاية الفقيه” وعصمة “الإمام ، وفي اضطهادها للعلماء السنة وتبنيها للعنف ونشره ، وتكريسها للطائفية ، تاريخ لم تذمل بعد جراحه من زمن معاوية ويزيد ، بالمقابل حرب هوجاء بتمويل “سخي” من أنظمة العض التي لا تتوانى في إيقاد نار الفتنة بطبع الكتب وحفر الخنادق وتفريخ الفكر “المتشدد “ورموزه ومستنقعاته !

ولا يمكن للعاقل المتزن أن يغض الطرف عن ما تفعله “هي” بلبنان، سوريا، اليمن والعراق إذكاءا وامتدادا للصراع !

إخوتنا الشيعة خطوا في تكريس تجربة “انتخابية” بكل إيجابياتها وسلبياتها وطووا الزمن بثورة هزت أركان الشاه حليف أمريكا زمانا ممارسة جعلت من أحمد نجاد الرئيس السابق يعود إلى جامعته مدرسا يذهب عبر الحافلة بشكل بسيط دون مركب نقص حتى وإن كان البعض يلمز بوجود حرس ورجل بسلطة أقوى وأعلى لا يتغير و بوجود تصفية للمعارضة ، وهذا ما يحتاج تفكيرا واعتدالا أكبر وأكثر إلى جانب قضايا أخرى يطول شرحها !!

كما أنه يجب أن نعترف أننا على عكسهم نحن “السنة” الذين نتميز عنهم بالشورى ووجود الرأي وحرية الاختيار زمانا ، دولايتنا “التي فرقها الاستعمار و “الاستحمار” وحكامنا العرب خذلونا اليوم وداسو هذا الحق بالأقدام وحكموا بالسيف وسجنوا كل تعددية وأرهبوا كل من يخالف .

وبين “مرشد أعلى” بإيران و حاكم أوحد عند دويلات العرب ، وجب أن نطرح السؤال : ماهو مشروع الحوار العربي “السني ” الشيعي الهادئ الهادف الذي يمكن أن نقابل به واقعا لا يقبل الفراغ ننجمع فيه كذات قوية ؟

وأي ديمقراطية صنعناها نحن الإثنين سنة وشيعة ؟

وأي دولة مصنعة تكنولوجية رائدة قدمها السنة نموذجا لتحاور حليفها “النووي” الجديد ؟

هناك من العرب من يفضل مجالسة إسرائيل على إيران بوصف الشيعة أخطر من اليهود ، نعوذ بالله من هذا الرأي ، كما يقع بفلسطين الجرح الغائر حين تفضل فتح محاورة الصهاينة على أن تتفق وتتفاهم مع الفصائل ومن أبرزهم حماس لمستقبل زاهر وفك الحصار عنه !

العيب مشترك بين سنة وشيعة ، ومحاولة تمضية الوقت في سرد الملفات والمطبات وتبادل الاتهامات، فيه الكثير من تضييع الوقت في عالم سريع يتمخض ويتطور ، وقضية لم الشمل ضرورة سيتوصل لها الجميع اليوم أو غدا ، وقت قد يطول أو يقصر حسب النضج ووجود الإرادة الصادقة الحارقة لكل المراحل !

الحوار “الاستراتيجي” مسألة تحتاج نقاشا وتعدد آراء وتربية على الاختلاف حتى داخل الفريقين معا واستفادة من التاريخ بكل انتكاساته وانكساراته، وتعوزه معالجة تربوية وفكرية واجتهاد كبير للمستقبل بما ذلك الجانب الفقهي وقضية المذاهب، تنازلات من الجانبين من أجل غد الإسلام ، فكلا الفريقين بحاجة لمراجعة ذاتية وبناء نظرة متكاملة مستشرفة ووضوح “مشروع” مجتمعي ، ووعيا بهذا “الغد” .

و لكي نطمح أن تلتقي الجسور في غد التغيير والبناء ، في أفق أمة متواصلة قوية بشكل من الأشكال العصرية ، في عالم لا يعترف إلا بمنطق القوة ، لابد من إيجاد المشترك لتقويته والتغاضي عن الخلاف المستعصي وعن جذور الماضي الأليم بكل إخفاقاته ، الذي إن صفت النيات وتجردت وتجالست ، لاشك ستجد له تفاهما وتجاوزا و تأخذ عنه الدروس !

أن تنحل معضلة الديمقراطية العربية لتنحبس معاطن “التكفير” البترودولاري، وأن تكف إيران عن “التصدير” ومهاجمة السنة وقتلهم وإبادتهم ، وتفكر باعتدال كما اهتدت إلى ذلك مع “الشيطان الأكبر” بعد سنوات من الحصار والضغوط والحظر الدوليين ، ونقاط أخرى تختلف وتنقص وتزداد حسب التفاصيل .

الحرقة على الأمة بما هي سنة وشيعة ، ومحبة الأوطان والصدق في طلب العلاج يحتاج الكثير ، وإلا فنحن همل يقتات على فتات الدول دونما خجل ، وشتات يقتل بعضه بعضا !

في كتاب العدل ، يقول الإمام عبد السلام يس رحمه الله الذي دعا للحوار مع الجميع ، وحدد بعض مقتضياته في كتاباته :

“شبح الدُّوَل العاضة المنحرفة في تاريخنا يحول دون التفاهم والحوار المثمر يانعِ الثمار بيننا وبين إخواننا الشيعة….بمبادئ التعامل الدولي في الإسلام ولا في غيره، علما منه أن الساسة الجاهليين لا يتصـرفون إلا على ضوء مصلحتهم في حدود ما تتيحه موازين القوى والأمر الواقع. … اضطُرَّ المجاهدون الأفغان أن يتلقَّوْا المساعدات والسلاح من الولايات المتحدة ومن سلاطين النفط. وليس في عملهم مِساس «بشرف الإسلام الدولي» خلافا لمن جلس على فراشه ينتقد.”

‫تعليقات الزوار

6
  • رفيق حسن
    الأحد 26 يوليوز 2015 - 15:25

    الاسلام دين موحد لا فرق بين هدا وداك الا بتقوئ الله وصدق قي قوله…فلنأتين من كل شيعة ايهم اشد علئ الله عتيا..نحن جميعا نؤدي الفرائض الخمس و جعلنا امة واحدة وجعلنا خير أمة اخرجت للناس فمادا اصبحنا..المشكل ليس في ديننا الحنيف او في التقدم العلمي سواء دولة اسلامية او عربية نحن نفتخر بالتقدم ..المشكل في تسييس الدين والتبعية والتفرقة و خيانة الامانةوتأييد هدا علئ داك وعدم الحكم بما أمر الله واتباع الاهواء…لو تواحدوا جميع المسلمون لكانوا أقوئ قوة في العالم لان الغرب يعلمون دلك…ان اكرمكم عند الله اتقاكم وهدا ما ينقصنا …..رفيق..المغرب

  • saccco
    الأحد 26 يوليوز 2015 - 16:11

    حقيقي أن إيران تسعى لكي يكون لها مكانا مهما بين باقي الامم واظن ان إيران لها من المقومات التاريخية والطبيعية والبشرية ما يجعلها تحقق هذا الهدف في تاريخ غير بعيد ، ولن يكون تحقيق هذا الهدف عن طريق النووي او ترسانة اسلحة او نشر الفكر الشيعي والا ستكون على نموذج كوريا الشمالية على وجه التشبيه ولكن تحقيق هذا الهدف لن يتأتى لها الا عن طريق قوة إنتاجية إقتصادية ومالية وتكنولوجيا ودخول حلبة التنافس الكوني في التجارة العالمية
    والشيء الاكيد ان الشعب الايراني في تاريخه الحديث يحمل وعيا بمبادئ الحرية وقيم العالم المتحضر مما سيجعله قادرا على إحداث تغيرات كبيرة في نظامه السياسي والمجمتعي ربما سيعيش يوما ما ربيعه الايراني لوضع إيران على سكة التحرر من قبضة رجال الدين و إرجاعهم الى تكناتهم لبسط سلطة الشعب كاملة على تسيير دواليب الحكم كباقي المجتمعات المتطورة وذلك بفصل السلطة الدينية عن السلطة السياسية

  • السعودية وإيران
    الأحد 26 يوليوز 2015 - 16:34

    نظام ايران متخلف ،اولا هو غير علماني ،والعلمانية هي نقيض ولاية الفقيه ،او الراهب او البابا ،او الامام ،الديموقراطية هدا مشكل اخر ،متلا ديموقراطية فرنسا ،ترفض الأحزاب دات المرجعية الدينية ،بشكل رسمي وشكلي ،اي ممنوع تواجد حزب من فبيل الحزب المسيحي الديموقراطي ،بينما هناك دول أوروبية ،تقبل بمتل هده الأحزاب ،في ايران لا وجود للديموقراطية ،طالما ان المرشد قد يلغي قرارات البرلمان ،والانتخابات ،وحتى الدساتير ، متلا سياسات الحرس التوري ،وهي سياسات عدوانية ،تتدخل في لبنان وسوريا ،اليمن ،البحرين ولا يرسمها وزراء الخارجية او رئيس الدولة ،فنحن امام حزب ديني استبد بكل النؤسسات ،فهي ديموقراطية شكلية ،وللواجهة الدولية فقط ،فيمكن ان تكون ديموقراطيا وغير علماني ،ويمكنك ان تكون علمانيا وغير ديموقراطي متلا النظام السوري ،ويكمن الاختلاف في الأسبقية المنطقية ،هل انت علماني اولا ،اما انت ديموقراطي اولا اي من حيث المبدأ العام ،وإيران لا هي بالعلمانية ولا هي بالديموقراطية ،ولكن طالما ان السعودية ايضا لا تنخرط ايضا في مسلسل بناء ملكية برلمانية ،والسماح بتكوين احزاب ،فمشاكل الشرق الأوسط ستزداد في التفاقم ،

  • سلفي علماني!
    الأحد 26 يوليوز 2015 - 18:20

    غادر الملك السعودي ممثل السنة والجماعة يوم السبت بلاده لقضاء إجازة خاصة في فرنسا،مصطحبا معه *** و*** وغرفة العمليات الخاصة باليمن على متن 6 طائرات بوينغ عملاقة!
    وأثار عدد أعضاء الوفد المرافق لحاكم السعودية اهتمام وسائل الإعلام الفرنسية التي ذكرت أن العاهل السعودي يرافقه نحو ألف شخص،مرجحة أن يكون هذا العدد ضروريا للإجراءات الأمنية وسط المخاوف الكبيرة في جميع أنحاء العالم من هجمات المتشددين.
    وقال موقع ارم الاخباري ان “كوت دي ازور”،هي واحدة من أكثر مناطق العالم السياحية شهرة نظرا لأعداد ونوعية السياح التي تقصدها كل عام.وتضم منتجعات هي الأشهر والأغلى في العالم.وتقع مباشرة بين جمال المتوسط ومدن شهيرة مثل مارسيليا ونيس وكان وسان تروبيهومن ميزات الريفيرا الفرنسية أنها تضم بعض المناطق النائية مثل جبال الألب البحرية وكتلا صخرية هي الصخور الحمراء من الساحل في شرق جبال الألب.
    ولاستقبال الوفد الملكي، حجزت السفارة السعودية ما لا يقل عن 400 غرفة في الفنادق الفخمة على جادة لاكروازيت في كان، و40 غرفة أخرى في كاب دانتيب.أما المقربون من الملك، فسيقيمون في الفيلا الضخمة في خليج جوان التي تمتد على طواريس.

  • رشيد84
    الأحد 26 يوليوز 2015 - 23:38

    العلمانية هي الحل لكل هذه الترهات التي لكل بما لديه فيها فرح.
    العلمانية تعطي القيمة العليا للمواطنة وفق منظومة الواجبات والحقوق والمحاسبة حيث لامكان لسني او شيعي او يهودي او مسيحي….

  • علي
    السبت 9 يناير 2016 - 10:31

    احسنت اخ حفيظ زرزان تحليل موفق

صوت وصورة
المخارق والزيادة في الأجور
الأربعاء 27 مارس 2024 - 00:30

المخارق والزيادة في الأجور

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | انتخابات 2011
الثلاثاء 26 مارس 2024 - 23:00

شهادات للتاريخ | انتخابات 2011

صوت وصورة
قصة | الرجل الذهبي
الثلاثاء 26 مارس 2024 - 21:30 1

قصة | الرجل الذهبي

صوت وصورة
المدينة القديمة | فاس
الثلاثاء 26 مارس 2024 - 20:55

المدينة القديمة | فاس

صوت وصورة
معرض تضامني مع فلسطين
الثلاثاء 26 مارس 2024 - 20:47 1

معرض تضامني مع فلسطين

صوت وصورة
خلافات في اجتماع لجنة العدل
الثلاثاء 26 مارس 2024 - 18:42 1

خلافات في اجتماع لجنة العدل